موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد: يستعرض أهمية ودور وسائل الإعلام على صعيد القضايا الداخلية والدولية

اعتبر قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الدور الذي تضطلع به وسائل الإعلام على صعيد ترشيد الأفكار والثقافة وتحديد وترسيخ أسس هوية الشعوب والنهوض بمستوى الأخلاق والمعنويات في المجتمعات بأنه مهم وجسيم جداً.
والمح القائد لدى استقباله اليوم الثلاثاء مدراء ومعدي برامج وسائل الإعلام الدولية المختلفة المشاركين في المهرجان السابع للبرامج الإذاعية والتلفزيونية الى الحكر الفكري والثقافي المفروض على وسائل الإعلام الدولية وأدائها لضمان مصالح الشركات الاقتصادية والقوى السلطوية مؤكداً بالقول: لو تحكم الدين والأخلاق والفضيلة بالإدارة الإعلامية وأخذ بنظر الاعتبار في إعداد البرامج فإن أوضاع البشرية ستكون أفضل مما هي عليه الآن حتماً وعند ذلك ستقوم وسائل الإعلام بدور رئيسي في مجال إسعاد البشرية.
وأشار سماحة القائد المكرّم إلى التأثير المختلف لوسائل الإعلام مضيفاً أن وسائل الإعلام بإمكانها من جهة تحسين الحياة البشرية ونشر السلام والأمن في العالم ومن جهة أخرى قد تتحول إلى عنصر لإثارة الحروب المدمرة ونشر الفساد وتفريغ الشعوب من هويتها.
وأكد قائد الثورة قائلاً: كما أن بإمكان وسائل الإعلام تمهيد الأرضية للحوار الحر الثنائي والمتعدد الأطراف والتحول إلي وسيلة للتبادل الثقافي والأخلاقي والقيم الإنسانية السامية.
ورأى سماحته أن وسائل الإعلام الراهنة هي أشبه بطريق وحيد الاتجاه وذلك لأنها في خدمة تحقيق مطالب أصحاب السلطة ووسائل الإعلام منوها بالقول: أن وسائل الإعلام اليوم هي حكر على الذين يملكون أكبر مصانع لإنتاج الأسلحة والقنابل المدمرة ولا ترمي إلي سيادة القيم الأخلاقية والدينية والمعنوية ونشر السلام في العالم.
وفي معرض تبيانه لتعبير وحيد الاتجاه الذي وصف وسائل الإعلام العالمية به ودور هذه الوسائل في تضخيم ما يخدم مصالح أصحاب السلطة قال: إن مصلحه أصحاب المال والقوة تقتضي اليوم بأن يتم التسوية بين الإسلام والإرهاب وتقديم الولايات المتحدة على أنها رمز للدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية.
وتابع سماحته: إن الإيحاء بهذه الأكاذيب إلي العالم وتقديمها على أنها حقائق يتم عبر استغلال المعدات الإعلامية المتطورة والمعقدة.
وأشار ولي أمر المسلمين إلي الإعلام المنسق لوسائل الإعلام الدولية حول موضوع خاص مؤكداً بالقول: أن وسائل الإعلام هذه تضع فجأة موضوع أنفلونزا الطيور في صدارة أخبارها في حين أن هذا المرض لم يقتل أكثر من ألف شخص في شتى أنحاء العالم ولكنها تتخذ الصمت حيال مقتل أكثر من مائه وعشرين ألف مدني عراقي، وتصف وقوع انفجار في نقطه من الأراضي الفلسطينية يقتل فيه عدد من الصهاينة بأنه فاجعة كبرى ولكنها تتجاهل عمليات القتل التي يتعرض لها الفلسطينيون يوميا والإعلام الرسمي الصهيوني عن نيته اغتيال الناشطين الفلسطينيين.
وأشار إلي البلبلة المثارة بشان النشاطات النووية المدنية الإيرانية وقال: إن مصلحه أصحاب الإمبراطوريات الإعلامية تستدعي تقديم إيران على أنها تسعي إلي امتلاك السلاح النووي، هذا في الوقت الذي يعرف الذين يروجون لهذه السياسة الإعلامية جيداً كذب ما يروجون له.
وقال القائد: لكن نفس وسائل الإعلام هذه لا تتطرق أبداً ألي الجهود التي بذلها العلماء الشباب لشعبنا على صعيد امتلاكهم للتقنية العصرية والاستفادة السلمية منها.
وأعتبر سماحته هذه الحقائق بأنها من المشاكل والأمراض المعدية لوسائل الإعلام الدولية مشيراً إلي التغافل عن نشر المفاهيم المنشودة للشعوب ووجهات نظرها في وسائل الإعلام الدولية واستغلال القوى السلطوية لعدم وعي الشعوب منوها بالقول: إن العالم سيشهد تطورات مهمة وسيتم إزالة وتسويه الكثير من سوء الفهم القائم وسيتم تقويض دائرة هيمنة القوى السلطوية إذا ما قامت وسائل الإعلام الدولية بعكس وتبيان وجهات نظر إيران حيال قضايا مهمة عديدة مثل حقوق الإنسان، السيادة الشعبية، دور الدين في الحياة، دور المرأة في الحياة الاجتماعية ونظرة الإسلام إلي المرأة والمواطنين في الغرب.
وفي جانب آخر من كلمته نوه قائد الثورة الإسلامية إلي أهميه وتأثير الإذاعة على نشر وتقدم وسائل الإعلام المرئية وأضاف: إن أهميه تأثير أيه وسيلة إعلامية تضاعف من أعباء مدراء ومعدي برامج ذلك الجهاز الإعلامي وهذا ما يجب إيلائه اهتماما جاداً.
وفي هذا اللقاء تحدث رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون عزت الله ضرغامي مشيراً الى دور وسائل الإعلام في توجيه الثقافة والرأي العام وقال: بالرغم من الغزو الاعلامي المفروض من قبل أصحاب القوى، فإن وسائل الاعلام المستقلة وسعت من تعاونها، واستفادت من هذا التهديد كفرصة لايجاد الشعور بالتضامن وترسيخ الهوية الوطنية في وسائلها الاعلامية.
كما تحدث كذلك الأمين العام لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات في آسيا والمحيط الهادئ (ABU) ديفيد استلي، مشيراً الى عضوية مائة إذاعة وتلفزيون في هذا الاتحاد، معرباً عن تقديره للدور الفعال الذي تؤديه مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بالجمهورية الاسلامية الايرانية في اتحاد (ABU) وقال: نظراً الى استخدام التكنولوجيا الرقمية في الإذاعة، فإن هذه الوسيلة القديمة والمؤثرة استعادت مرة أخرى مكانتها المتميزة.
كما طرح عدد من مدراء ومنتجي البرامج الإذاعية من جنوب أفريقيا وفرنسا والسعودية وهولندا وجهات نظرهم حول دور وسائل الإعلام في العالم.
700 /