موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد: الحقل التربوي يشكّل الحجر الأساس لبناء مستقبل البلاد

إستقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي اليوم الثلاثاء حشداً من نخبة الحقل التربوي في جلسة سادتها الودية والصميمية حيث عرضوا على سماحته وجهات نظرهم حيال مختلف قضايا حقل التربية والتعليم فضلاً عن استعراض مشاكلهم.
وفي مستهل هذا اللقاء قدّم القائد الخامنئي أحرّ التهاني والتبريكات بمناسبة يوم المعلم معتبراً عقد مثل هذه الجلسات مؤشر على حبّ وإخلاص القيادة للوسط التربوي وفرصة للتعرّف على وجهات نظرهم.
ومن ثمَّ قام كل من السادة والسيدات فاطمة بهروزي راد من محافظة قم، طلعت رجبي من محافظة مازندران، يدالله مرادي من محافظة كهكيلوية وبوير أحمد، علي أكبر رؤوف من محافظة يزد، حميدرضا وردي من محافظة خراسان الجنوبية، محمد جواد محبّت من محافظة كرمانشاة، حميدة ماحوزي من محافظة بوشهر وعلي أصغر برهمند من محافظة خراسان الرضوية، نيابة عن الوسط التربوي والمعلمين من كافه أنحاء البلاد بطرح وجهات نظر ومطالب الوسط التربوي.
و أهم ما جرى التأكيد عليه من قبل ممثلي المعلمين والحقل التربوي كان عبارة عن:
• تصحيح النظرة السائدة في حقل التربية والتعليم التي تعتبر المجموعة بأنَّها مستهلكة وغير مولِّدة.
• النهوض بالمستوى العلمي للمعلمين وتجهيز المدارس بالإمكانات الضرورية .
• التوزيع العادل للإمكانات والفرص التربوية والتعليمية المتاحة على كافة أنحاء البلاد.
• تسوية المشاكل المعاشية للمعلمين وتطبيق النظام الموحّد لدفع الرواتب بين مراكز التربية والتعليم ومراكز التعليم العالي.
• الاهتمام الجاد بموضوع النهوض بمستوى مراكز التربية والتعليم.
• ترسيخ روح التحقيق والبحث في كافة المراحل الدراسية.
• الاهتمام الكامل بالقضايا التربوية.
• الاهتمام بالذين اُحيلوا الى التقاعد في حقل التربية التعليم.
• رفع مستوى النظام التعليمي ليضاهي مستوى المواصفات الدولية .
• إثراء محتوى الكتب الدراسية القرآنية .
• الاهتمام بالمتطلبات الفردية والاجتماعية للناشئة في مجال تدوين الكتب الدراسية .
• تجنّب النظرة السياسية والفئوية وتعزيز النظرة المبدئية في حقل التربية والتعليم.
• التعاطي بحكمة مع موضوع الغزو الثقافي والاهتمام بالمراكز الفنية والحرفية.

وفي كلمته بهذا اللقاء خلّد قائد الثورة الإسلامية ذكرى الأستاذ الشهيد آية الله مرتضى مطهري والشهيدين رجائي وباهنر وأشاد بمكانة ومنزلة المعلمين مستعرضاً الدور الحيوي الذي يضطلع به الحقل التربوي وأضاف: الحقل التربوي يشكل الحجر الأساس لبناء مستقبل البلاد، وإن كنّا نتطلع الى تحقيق مستقبل مشرق للبلاد وتحسين الأوضاع في كافه المجالات ومنها الاجتماعية والسياسية والصحيّة فضلاً عن مجالات الجمال والفن والسلوك العام والدين والفلسفة والأخلاق فإنَّ علينا إيلاء اهتمام جاد وخاص ومعمّق وشامل لحقل التربية والتعليم.
واعتبر سماحته أنَّ تقديم مادّة فلسفية سلسة للأطفال في مدارس الدول المتقدمة بأنّة انموذج جيد للنظرة العصرية الى دور التربية والتعليم في مستقبل العالم والقضايا الأساسية في حياة البشرية وقال: إن كنَّا نتطلع الى مواكبة الركب العالمي فإنَّ علينا التحلي بنظره جذرية وأساسية حيال حقل التربية والتعليم .
ووصف قائد الثورة الإسلامية الحقل التربوي بأنَّه أهم جهاز على صعيد البلاد نظراً لما له من دور مصيري على حاضر ومستقبل البلاد مؤكّداً أنَّ الاستثمار الفكري أهم من الاستثمار المالي. وعلى هذا الصعيد قال: يجب الاستفادة من أفضل وأبرز الأفكار والرؤى لإخراج التربية والتعليم من الروتين وتحريره من الأطر والأساليب التقليدية والمنسوخة حتى يقوم بدوره المصيري في مجال تحقيق الأفق المشرقة للشعب في ظل السياسات والتخطيط الدقيق.
وأشار الى التخلّف الذي فرض على الشعب الإيراني على عهد القاجاريين والنظام البهلوي البائد وقال: إننا ومن أجل التعويض عن هذا التخلف يجب علينا العمل والسعي بكل ما اوتينا من قوة للوصول الى قمم العلم والتقدّم عبر اختصار الطريق وهذا الأمر في متناولنا نظراً لما يتمتع به شبابنا من ذكاء وإبداع.
ورأى آية الله الخامنئي أنَّ نشر العدالة في حقل التربية والتعليم يمهّد الأرضية لإرساء العدالة النسبية في البلاد والتقليل من الفجوة القائمة بين مختلف شرائح المجتمع وأضاف: إنَّ مثل هذه النظرة لا تتحمل وجود مدارس محرومة الى جانب مدارس مجهّزة ومتطورة ولا تهتم في مجال تأهيل الطاقات سوى بالإبداع ولا تعير أية أهمية الى مسائل مثل المال أو المنطقة التي تخرَّج منها الطالب.
واعتبر القائد أنَّ استعادة التركيز على مسألة التربية أمر ضروري وقال: إنَّ التربية وفضلاً عن ترسيخها للإيمان في نفوس الجيل الصاعد تلعب دوراً كبيراً على صعيد نمو الشخصية والثقة بالذات وتفتق الطاقات ولذلك فإنَّ من الضروري إيلاء اهتمام جاد لمسألة التربية بموازات تدوين ورسم آفاق مستقبل التربية والتعليم للبلاد.
وانتقد الهجران الذي يتعرّض له القرآن في حقل التربية والتعليم وقال: إنَّ الحركة القرآنية التي يشهدها المجتمع جيدة جداً ولكن الحقل التربوي متخلف من هذه الناحية ولذلك يجب التفكير بجدية وبشكل جذري لتسجيل حضور صحيح وجميل ومؤثر للقرآن في مختلف المراحل الدراسية.
ووصف دور مراكز التربية والتعليم في مجال تأمين الكوادر الواعية والماهرة والمحترفة بالمهم داعياً الى الاهتمام الجاد بهذه المراكز.
وفي ختام توجيهاته أعرب قائد الثورة الإسلامية عن ارتياحه مرّة أخرى للقائه جمعاً من المعلمين وقال: إنَّ البلاد تعيش اليوم حقبة جيدة والحكومة وضعت نصب أعينها تحقيق أهداف الثورة والقضايا الأساسية ولذلك علينا الاستفادة المثلى من الفرصة المتاحة لتحقيق المستقبل الذي رسمه الشعب لنفسه عبر إيجاد تحوّل جذري في حقل التربية والتعليم وفقاً للخطّة العشرينية للبلاد.
ووصف القضايا التي طرحها المعلمون في هذا اللقاء بالمهمّة مؤكَّداً ضرورة اهتمام الجهات المعنية بتحقيق مطالب الشريحة التربوية.
من جانبه قدّم وزير التربية والتعليم في كلمته بهذا اللقاء تهانيه بالمناسبة مضيفاً أنَّ سياسة وزارته مبنية على أساس ترسيخ القيم الإسلامية والثورية في أذهان الجيل الصاعد وتمهيد الأرضية لتعزيز مفهوم توليد العلم والتقنية. كما اعتبر السيد فرشيدي أنَّ هندسة الثقافة، الاهتمام بالإبداعات والأبحاث، تدوين برنامج دراسي وطني، الاهتمام بالاستفادة الذكية من التقنيات الحديثة، التوزيع العادل لإمكانات حقل التربية والتعليم على كافة أنحاء البلاد وتنشيط المدارس بأنَّها من الأولويات التنفيذية لوزارة التربية والتعليم.
وفي ختام المراسم اُقيمت فريضة صلاة الظهر والعصر بإمامة قائد الثورة الإسلامية ومن ثمَّ حلّ الحضور ضيوفاً على قائد الثورة الإسلامية وتناولوا الغداء معه.

700 /