موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد: يؤكّد ضرورة التعرّف على كنه ثورة الدستور

أكّد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي ضرورة التعرّف على كنه ثورة الدستور ودور ومطالب العلماء في هذه النهضة وأسباب انحرافها عن أهدافها المنشودة وبلوغ البريطانيين مآربهم. وأضاف قائد الثورة الإسلامية لدى استقباله يوم السبت أعضاء الشورى المركزية واللجان العلمية لإقامة ملتقى الذكرى المئوية لنهضة الدستور ومئوية التشريع في إيران مضيفاً القول: علينا إيلاء اهتمام جاد بموضوع نهضة الدستور واستخلاص التجارب منها ومن ثمّ كتابة تاريخ موثّق وواف وشفّاف ودقيق عن هذه النهضة. وفي معرض تبيانه لحقائق نهضة الدستور وصف القائد المعظم دور شريحة العلماء بأنَّه لا ينكر ولا يقاس بسائر الشرائح الأخرى وأضاف: إنَّ توجّه العلماء آنذاك كان يرتكز على مناهضة الهيمنة الأجنبية على البلاد والاستبداد وهذا ما لا يجب التغافل عنه لدى دراسة وتمحيص ماهية نهضة الدستور. وأشار آية الله الخامنئي الى شعار إرساء العدالة الذي رفعه العلماء في خضّم نهضة الدستور منوّها الى أنَّ هذا الشعار كان يفوق التطلعات الأخلاقية مؤكّداً بالقول: العدالة التي كان ينشدها العلماء هي تلك العدالة المبنية على تشكيل جهاز تشريعي يضمن العدالة على أساس القوانين الإسلامية ويملك صلاحيات وسلطة تمكّنه من الإشراف على الحكومة والمؤسسات التابعه لها. ورأى قائد الثورة الإسلامية أنَّ مطالب المواطنين الذين كانوا يتحركون بإرشاد من العلماء كان يتمثل بتطبيق الأحكام والقوانين الإسلامية منوّها بالقول: إنَّ الاستعمار البريطاني تمكن من خلال تغلغله بين أركان نهضة الدستور وانتهاز الفرصة واستغلال المثقفين وبعض الشخصيات الحكومية وشطب الشخصيات الدينية والوطنية من الساحة وكذلك إثارة الفوضى في البلاد تمكّن من خلال هذه الإمور تمهيد الأرضية لمجيء حكومة مستبدة بمعنى الكلمة برئاسة رضا خان. ورأى سماحة القائد المكرّم أنَّ العامل الأساسي لنجاح الغرب لا سيما البريطانيين وإفشال نهضة الدستور هو التقليل من حساسية بعض الأمور بين الشخصيات الداعية الى تحقيق العدالة وأضاف: مع الأسف فإنَّ بعض الرموز والشخصيات التوّاقة لإرساء العدالة اغتر بأحاديث المثقفين وعملاء الحكومة ووقع في شراك حسن الظن والغفلة وبالتالي برزت خلافات بينهم ما مهد الأرضية للبريطانيين كي يستغلوا هذه الخلافات لتولّي دفه الأمور. ورأى قائد الثورة الإسلامية أنَّ ما امتاز به الإمام الخميني الراحل (ره) في مجال هداية النهضة والثورة الإسلامية هو عدم الوقوع في هذا الشرك وتكرار الخطأ الذي ارتكبته الشخصيات في نهضة الدستور مؤكداً بالقول: إنَّ الإمام الراحل ومنذ البداية إتجه بشكل مباشر وصحيح صوب أهداف الثورة الإسلامية؛ ولذلك علينا نحن أيضاً وضع أهداف الثورة الإسلامية دائماً نصب أعيننا دون مجاملة ولف ودوران. وفي مستهل هذا اللقاء أشار الدكتور غلام علي حدّاد عادل رئيس مجلس الشورى الإسلامي الى الصلة القائمة بين المجلس الراهن ونهضة الدستور وتأثير هذه النهضة على التطورات التي تلتها رافعاً تقريراً الى قائد الثورة الإسلامية عن الخطوات التي اعتمدها مجلس الشورى الإسلامي لاسيما اللجنة العلمية لمؤتمري مئوية نهضة الدستور والتشريع في إيران. كما قدّم عدد من أعضاء اللجان العلمية للمؤتمرين توضحيات حول نهضة الدستور ودورها على مرّ التاريخ الإيراني المعاصر وتوثيق تاريخ نهضة الدستور.
700 /