موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد: سنرفض قرارات مجلس الأمن كلّما تعارضت مع مصالح الشعب الإيراني

شرح قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي عصر الثلاثاء أمام حشد غفير يضم عشرات الآلاف من زوار ومجاوري المرقد الطاهر للإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، الآفاق التي يتطلّع إليها الشعب والحكومة في العام الذي زُيّن بالاسم المبارك للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلّم) مستعرضاً مواقف النظام الإسلامي بشأن موضوع الطاقة والتقنية النووية ومجلس الأمن الدولي وبعض المطالب المطروحة حول التفاوض مع أمريكا بشأن العراق.
وأكّد سماحة آية الله الخامنئي: إنَّ الشعب ومسؤولي النظام سيحافظون بقوة وكرامة على مصالحهم وحقوقهم من خلال الهمّة والأمل والتضامن والإتكال على الألطاف الإلهية.
واعتبر سماحته ـ خلال اللقاء الذي جرى في صحن المرقد الطاهر للإمام الرضا عليه السلام في مدينة مشهد المقدسة ـ تقارن عيد النوروز مع أربعين الإمام الحسين عليه السلام بأنّه يؤدّى إلى الازدهار المعنوي في بدء العام الجديد وقال: إنَّ الأربعين هو أول تجلّي لعشق تربة ومرقد سيد الشهداء عليه السلام وبدء الجاذبة المغناطيسية الحسينية التي لازالت بعد مضي قرون متطاولة تجتذب قلوب كافة محبي أهل البيت وكافة أحرار العالم نحو الفلاح والعزة والافتخار.
وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى تزيين العام الجديد باسم رسول الإسلام الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلّم) وقال: إنَّ رسول الإسلام الأعظم هو مجموعة متكاملة من فضائل كافّة الأنبياء والأولياء على مرّ التاريخ وأنصع مجرّة في الكون بحيث يضمّ آلاف المنظومات والشموس الساطعة للفضيلة والكرامة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية العلم المقرون بالأخلاق والحكومة المقرونة بالحكمة والعبادة المقرونة بخدمة الناس والجهاد المقرون بالرحمة والعزة المقرونة بالتواضع والحداثة المقرونة بالحزم والصدق مع الناس رغم التعقيدات السياسية بأنَّها من ميزات رسول الإسلام الكريم مؤكداً: إنَّه بالاضافة إلى هذه الميزات التي تفتح في هذا العام الجديد طرقاً واضحةً للهداية والسعادة أمام شعب وحكومة إيران فإنَّ وجود نبي الإسلام الأعظم علي الصعيد الدولي يشكل أيضاً نقطه وصل بين معتقدات وعواطف كافة الشعوب المسلمة وكافة الاُمة الإسلامية.
واستعرض سماحته الواجبات الكبيرة للمسؤولين والشعب في العام المزيَّن بالاسم المبارك لنبي الإسلام وقال: إنَّ التاريخ كلّه والأعوام كلّها هي لذلك الوجود الفريد لكن تسمية العام الجديد باسم الرسول الأعظم تعني أنَّ شعب وحكومة إيران عازمين في هذا العام على أن تكون لهما طفرة كبيرة للوصول إلى مجتمع وحضارة استهدفها النبي الأكرم وأن يحولا العام الجديد إلى عام الأمل والعمل والجهد والخدمة والتصاميم الذكية للمستقبل وعام المضي إلى الأمام.
وفي نظرة إلى الأوضاع العامة في البلاد اعتبر سماحة آية الله الخامنئي التصميم والعزم الراسخ لخدمة الشعب دون فتور بأنَّه الميزة الرئيسية للحكومة الجديدة وقال: إنَّ الحكومة والرئيس المنتخبين ومن خلال اعتمادهما على شعارات الثورة والإمام العظيم والتأكيد على أهداف الثورة يسعيان بكافة طاقاتهما لحل العقد في حياة الشعب وبالإضافة إلى تقوية البنى التحتية وصولاً إلى الوضع المطلوب، الحفاظ في خارج البلاد أيضاً على العزّة والاستقلال الوطني بالتناسب مع شأن الشعب الإيراني العظيم.
وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى الإمكانات الكثيرة في البلاد في مختلف المجالات وقال: إنَّ العدالة في منطق الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمنح المعنى للتنمية والتطور وأنَّ الحكومة الجديدة عازمة على قطع خطوة كبيرة في هذه الحركة العظيمة التي بدأت في بداية الثورة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية الإبداع والإنتاج بكل معنى الكلمة بأنهما حاجة البلاد اليوم موكَّدا: إنَّ رمز سعادة الشعب يكمن في إنتاج العمل والسلع وإنتاج العلم والتقنية وإنتاج الثروة والمعرفة وإنتاج العزة والمنزلة والكوادر الفاعلة وأنَّ الجهد في أي من هذه المجالات هو الجهاد في سبيل الله.
ودعا سماحة آية الله الخامنئي الطلبة والأساتذة والجامعات إلى القيام بحركة وسيعة في مجال التعلّم وإنتاج العلم والتقنية مؤكّداً: إنَّ إيران لابد أن تكون بلداً علمياً وأنَّ على شبابنا القيام بحركة جهادية لتوصيل العلم بالتقنية والتقنية بالصناعة والصناعة بتنمية البلاد.
ودعا قائد الثورة الإسلامية أبناء الشعب إلى تحقيق طفرة عامة في مجال التقدّم المقرون بالعدالة مؤكداً: في عام النبي الأعظم فإنَّ أيّ إيراني أين ما كان ومهما كان يعمل سيخطو خطوة إلى الأمام لأنَّه لا مكان للتوقف والتحجّر واليأس في منطق ودين نبي الإسلام الأعظم وأنَّ قلب كل مسلم مفعم بالأمل النبوي.
وفي جانب آخر من كلمته أشار قائد الثورة الإسلامية إلى جهود أعداء الشعب للوقوف أمام الحركة الواضحة والواعدة لإيران مستعرضاً المطالب الحقيقية لقادة أمريكا وقال: إنَّ الأمريكيين يطلقون إتهامات كثيرة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية والطاقة النووية والإرهاب لكن كلامهم الحقيقي هو أنَّ على الشعب الإيراني أن يسمح لأمريكا بأن تفرض هيمنتها الإقتصادية والسياسية والثقافية على إيران الحبيبة مرّة أخرى وأن يتولى الأمريكيون كما في عهد الشاه كافة شؤون البلاد من خلال تعيين المدراء.
وتطرق سماحته إلى أساليب الحكومة الأمريكية من التهديد والإرعاب والدعاية والحرب النفسية وبثّ اليأس في نفوس الناس والتفرقة وتأجيج النزعات وإلقاء الشعور بانعدام الأمن لدى الناس وإلقاء الشك بشأن المستقبل والضغوط الإستنزافية لأتعاب مسؤولي البلاد وقال: إنَّ كافة هذه الأساليب والجهود لن تفلح بفضل وعي الشعب والحكومة.
وأشار قائد الثورة إلى تهديد الأمريكيين بفرض حظر على الشعب الإيراني متسائلاً: ألم يفرض الحظر على الشعب الإيراني لحدّ الآن حتى ترعبوه بفرض الحظر. إنَّ شعبنا حقق تقدمه العلمي والطبي والعسكري والصناعي في أوضاع فرضتهم فيها الحظر عليه فلا تحاولوا إرعاب هذا الشعب الكبير بالحظر.
وذكر سماحة آية الله الخامنئي بكراهية شعوب العالم بما فيها الأمّة الإسلامية للحكومة الأمريكية مشيراً إلى إدعائات المسؤولين الأمريكيين القاضية بانزواء إيران وقال: من أجل تعيين من هي المنزوية إيران أم أمريكا نقترح إجراء استفتاء في العالم الإسلامي لتبيين الحقيقة أكثر من خلال تقييم مدى شعبية الرئيس الإيراني والرئيس الأمريكي ولو أنَّ قادة أمريكا لا يخشون النتائج المذلة لهذا الاستفتاء فليدخلوا ساحة المواجهة.
واعتبر سماحته اتهام إيران بانتهاك حقوق الإنسان بأنّها من النكت المضحكة في هذا العهد مضيفاً: إنَّ أمريكا هيروشيما وأمريكا غوانتانامو وأبوغريب وأمريكا التعتيم والقوة والهيمنة تعتبر نفسها حاملة راية حقوق الإنسان وفي هذا المجال أيضاً نقترح من أجل تبيين الحقيقة إجراء استفتاء عالمي ليتبين أنَّ الرئيس الأمريكي الحالي يقع في نفس الخانة لدى الرأي العام العالمي التي يقع فيها شارون وصدام وميلوشيفيتش باعتبارهم مجسّمات للشرّ.
وكرّر قائد الثورة الإسلامية أيضاً مواقف إيران السابقة بشأن المواضيع المطروحة حول التفاوض مع أمريكا بشأن العراق مؤكداً: كما أعلننا سابقاً فإننا لن نتفاوض مع الأمريكيين بشأن القضايا التي تختلف بشأنها إيران وأمريكا لأنّه لا معنى حقيقياً للتفاوض في منطقهم ويعتبر وسيلة فقط لفرض مطالبهم على الطرف الآخر.
وأشار سماحته إلى التعامل الوقح والكاذب وغير الملائم للمسؤولين الأمريكيين مع المواضيع التي طُرحت في الأيام الأخيرة قائلاً: إنَّ المسؤولين الأمريكيين في داخل العراق وخارجه طلبوا عدة مرات من إيران إجراء المفاوضات وإنَّ مسؤولينا لم يكترثوا بهذا الأمر لكنه مع تكرار هذا الطلب أخذ المسؤولون الإيرانيون هذا الإحتمال بالاعتبار أنَّه ربما يكون التفاوض بشأن أوضاع العراق مؤثر في الحيلولة دون انعدام الأمن الكارثي في هذا البلد ووافقوا على نقل وجهات نظرهم إلى الجانب الأمريكي.
وأشار قائد الثورة إلى تدّخل أجهزة التجسس الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية في إيجاد الاضطرابات في العراق وقال: إنَّ وجهة نظرنا المعلومة تجاه العراق هي أنَّ على الحكومة الإمريكية أن تترك هذا البلد وشأنه وأن تضع حداً لتأجيج القوميات وإيجاد إنعدام الأمن في العراق حتى يشهد هذا البلد الراحة والأمان وأن يدير الشعب العراقي بلاده.
وأشار قائد الثورة إلى نزعة الهيمنة وأكاذيب المسؤولين الأمريكيين بأنَّ إيران تريد التفاوض مع أمريكا بشأن القضايا المختلفة وقال: إنَّ المسؤولين الأمريكيين أظهروا نزعتهم التسلطية في القضية الأخيرة وقالوا: إنَّ هذه المفاوضات هي بمنزلة استدعاء المسؤولين الإيرانيين وإننا نقول لهم إنَّكم لا تجرؤون على استدعاء المسؤولين الإيرانيين.
وأضاف آية الله الخامنئي: إذا تمكّن المسؤولون المعنيون من إفهام الأمريكيين بوجهات نظر إيران بشأن العراق فإنَّه لا مانع من التفاوض في هذا المجال لكن اذا أصبحت هذه المسألة بمعنى فتح المجال أمام الأمريكيين الماكرين واستمرار أقوالهم الباطلة فإن الحوار مع الأمريكيين بشأن أوضاع العراق ممنوع كسائر الموضوعات.
وخصّص قائد الثورة الإسلامية الجزء الأخير من كلمته إلى موضوع الطاقة النووية وقال: إنَّ خلاصة وعمق كلام العدو هو أنَّه لا ينبغي للشعب الإيراني أن يمتلك التقنية النووية لأنَّه يصبح قوياً ولا يمكن إرغامه على الباطل حينئذ.
وأكّد سماحته على حاجة الشعب الإيراني الحقيقية للطاقة النووية وقال: إذا لم يتمتع الشعب اليوم بالتقنية النووية سيتراجع عشرات السنين إلى الوراء وسيرغم خلال أعوام قليلة على مد يد العوز إلى الأجانب والأعداء في المجالات الكثيرة التي يحتاج فيها إلى الوقود كي يلبّوا قليلاً من حاجاته مع آلاف التحقير والأهانة وطمس عزّة وماء وجه الشعب.
وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى النفاد التدريجي لمصادر النفط وتوّجه مختلف بلدان العالم بما فيها أمريكا واُوروبا إلى الطاقات الحديثة والنظيفة خاصة الطاقة النووية وقال: إنَّ كافة بلدان العالم تستفيد من التقنية النووية للتقدم والإعتماد على المستقبل وإنَّنا أيضاً نؤكّد أنَّ التقنية النووية ودورة الوقود النووي حقّ بديهي للشعب الإيراني وأنَّ شعبنا وأنا وأيّ مسؤول سوف لن نرضخ بأي ثمن لكلام أمريكا الباطل.
وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى تهديد الشعب الإيراني بمجلس الأمن وقال: إنَّ شعبنا قد ذاق طعم مجلس الأمن وإنَّ هذا المجلس وخلال الحرب المفروضة حين كان العدو يحتل آلاف الكيلومترات من التراب الإيراني أصدر قراراً لإنهاء مقاومة ودفاع الشعب الإيراني لكن النظام الإسلامي رفضه لانَّه كان يتعارض مع مصالح البلاد وكلّما يتخذ مجلس الأمن في أي وقت آخر قراراً ضد مصالحنا فإننا سنرفضه.
وفي الختام أكّد قائد الثورة الإسلامية: إنَّ شعبنا وشبابنا إلى جانب المسؤولين واقفون أمام أيّة ضغوط وأنَّ التصميم والعزم المشترك للشعب والحكومة والألطاف الإلهية وتأييدات صاحب العصر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) تبشر بمستقبل زاهر للبلاد.
في مستهل هذا اللقاء وقبيل توجيهات قائد الثورة الإسلامية، رحّب ممثل الولي الفقيه وسادن الروضة الرضوية المباركة حجة الإسلام والمسلمين واعظ طبسي بسماحة القائد متمنياً عاماً زاخراً للشعب الإيراني.
700 /