موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة يحثّ مسؤولي البلاد على المضي قدماً نحو امتلاك التقنيات المتطورة

أشار قائد الثورة الإسلامية يوم الخميس لدى استقباله أعضاء مجلس خبراء القيادة إلى حقائق الموضوع النووي لبلادنا معتبراً أن هناك سببين رئيسيين وراء الأجواء التي تثيرها أمريكا دوماً حيال إيران.
وشدّد سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي(حفظه الله) أن مثل هذه القضايا و في مراحل مختلفة كانت مطروحة على مدى السبعة والعشرين عاماً الماضية مؤكداً أن مسؤولي الجمهورية الإسلامية باتوا اليوم أكثر صلابة ويقفون كالبنيان المرصوص أمام أنواع الضغوط والمؤامرات وبالتوكل على الباري تعالى واستناداً للعقل والحكمة والوحدة يواصلون السير صوب التقنيات الحديثة بما فيها الطاقة النووية.
واعتبر سماحته أن الهدفين الرئيسين وراء معارضة أمريكا لاستخدام إيران للطاقة النووية السلمية يتمثلان في مواصلة حربها النفسية ضد النظام الإسلامي والحد من تطور بلادنا علمياً وتكنولوجيا.
وأضاف: إن الأمريكان أيقنوا أنه بسبب العمق الاستراتيجي للنفوذ المعنوي الذي تحظى به شخصية الامام الخميني الراحل ونظام الجمهورية الإسلامية في العالم الإسلامي فإن أي انتخابات تجري في أي بلد إسلامي كما جرت في العراق ومصر فالنتائج ستكون محسومة لصالح الفصائل الإسلامية، الأمر الذي لم تطقه واشنطن.
واعتبر قائد الثورة أن من عوامل اقتدار النظام الإسلامي تمتعه بشعب مؤمن وواع ومتمرس وتطورات مستمرة ونظام داخلي رصين ونفوذ معنوي عميق في العالم الإسلامي.
ولفت سماحة الإمام الخامنئي إلى أن دخول أمريكا في مواجهة مع الجمهورية الإسلامية يتجلى عملياً في شن حربها النفسية ضد النظام والشعب الإيرانيين مشيراً إلى أن إدارة البيت الأبيض و لأجل ذلك تتذرع اليوم بالطاقة النووية.
وتطرق سماحته إلى الحجج التي كانت تتبجح بها أمريكا على مدى 27 عاماً بغرض استمرار حربها النفسية المعادية لإيران موضحاً أنه خلال المراحل المختلفة كلما كان ينتهي مفعول ذريعة ما فإن أصحاب السلطة في أمريكا كانوا يعمدون إلى ذريعة أخرى ذلك أنهم يرون السبيل الوحيد للمواجهة في استمرار الحرب النفسية ضد النظام الإسلامي.
وتابع حديثه: لذلك إذا ما تراجع الشعب والحكومة في إيران اليوم عن حقهم في الاستفادة من التقنية النووية فإن الأمريكان سيفتعلون ذريعه أخرى.
وأشار قائد الثورة إلى تعاون إيران المتواصل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسائر الأوساط العالمية المعنية بالموضوع النووي مصرحاً: إن الحكومة في إيران وخلال عامين ونصف العام قامت بجميع الخطوات من أجل تسوية هذه القضية لكن الأوروبيين في نهاية المطاف طالبوا بوقف جميع النشاطات بغية بناء الثقة.
وحول السبب الثاني في افتعال الأجواء من قبل الولايات المتحدة وهو الحد من تقدم إيران علمياً وتقنياً قال سماحة القائد: إن القوّة العلمية تعد أساس وركيزة القوة الاقتصادية والسياسية في عالم اليوم مضيفاً أن الأمريكان وايذاناً منهم بهذه المسألة يحاولون مستميتين سد الطريق على استحاله إيران إلى قوة علمية.
والمح الإمام الخامنئي إلى جهود مختلف البلدان لإنتاج الطاقة النووية مؤكداً: إن البلاد ستواجه مشاكل جمة اذا لم تستفد من الطاقة النووية في انتاج الطاقة الكهربائية ولذلك تعتبر الطاقة النووية بالنسبة لنا حاجة حقيقية.
وشدد سماحته أنه يتعين على مسؤولي النظام عدم الخضوع أمام الضغوط ومواصلة مسيرة البلاد نحو التقنيات المتطورة بما فيها الطاقه النووية.
وصرّح سماحة القائد بأنّ الإلمام بالتحركات الكلية للأعداء يعتبر أمراً ضرورياً للوقوف على حقيقة أهدافهم. وأضاف سماحته: إن التجارب المتكرّرة للشعب الإيراني والتأمل في الأهداف الكلية لأمريكا تظهر بأنه إذا تراجعنا عن مواقفنا حول برنامجنا النووي فإنهم سينتقلون غداً إلى موضوع البحوث الجامعية ولهذا فإن القضية لا تنحصر في موضوع الطاقة النووية فقط وإنما يحاول الأعداء خلق الحجج والذرائع للحؤول دون تقدم إيران وازدهارها.
وأشار الإمام الخامنئي إلى أن الحقائق الآنفة الذكر تحول موضوع الطاقة النووية إلى موضوع مصيري وهذا يؤكد ضرورة المقاومة وادراك المصالح العليا للبلاد كما حققنا انتصارات عديدة في عدة قضايا مهمة أخري بعد انتصار الثوره الإسلامية بالاتكال على الصبر والصمود.
واعتبر سماحة قائد الثورة الإسلامية حيازة التقنية النووية السلمية حقاً مشروعاً لكل الدول وفقاً لمعاهدة «ان بي تي». وأشار سماحته إلى أقوال بعض الدول الغربية التي تتضمن الاعتراف بحق إيران في الاستفادة السلمية من الطاقة النووية قائلاً: إن الاعتراف بهذا الحق الشرعي والقانوني لإيران يعتبر تنازلاً ظاهرياً لا معنى له وذلك لأن المعاهدات الدولية اعترفت لنا بهذا الحق ولاحاجة لنا لاعتراف الأوروبيين بذلك.
كما واعتبر الإمام الخامنئي السبيل الأساسي للتصدي لدسائس الأعداء هو التلاحم وتقوية الوحدة. وتطرق سماحة القائد إلى استغلال أمريكا لكل امكانياتها ودسائسها لأجل القضاء على النظام الإسلامي في إيران خلال السنوات السبع والعشرين الماضية منوهاً إلى ضرورة استحكام أسس وركائز الجبهة الداخلية كشرط أساسي للتصدي لهذا العدو وحفظ الوحدة الوطنية والاتحاد والتناغم والتمحور حول النقاط التي أكد عليها الإمام الخميني رضوان الله عليه والدستور (أي إسلامية النظام وأصول الدستور وأركان النظام الإسلامي بكل مؤسساته).
وأعرب الإمام الخامئني عن ارتياحه للوحدة والتناغم الموجود في البلاد مضيفاً بأننا سنواصل طريق الصمود والازدهار والتقدم وذلك من خلال توكّلنا على الباري عزّ وجلّ وبعزم أكثر من ذي قبل وبالاتكال على شعبنا العظيم والتصرف بعقل وبتدبر والاستشارة وحفظ وتقوية وحدتنا.
وأكّد سماحة القائد بأن النصر والدعم الإلهي سيكون نصيب النظام الإسلامي والشعب الإيراني كما كان في السابق.
ووصف سماحته في جانب آخر من حديثه مجلس خبراء القيادة بأنه مظهر كامل من مظاهر حاكمية الدين وأنه منتخب من خبراء وعلماء الشعب مضيفاً بأن الدعايات الجوفاء لوسائل الاعلام الغربية ضد هذا المجلس يؤكّد الأهمية القصوى والحساسية الكبيرة التي يحظى بها مجلس خبراء القيادة.
وفي بداية هذا اللقاء استعرض آية الله الشيخ مشكيني جانباً من مكارم وفضائل رسول الإنسانية محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) مذكراً بأن الشعب الإيراني استطاع بعد مضي قرون متطاولة من الزمن اقامة حكومة مستندة على الأحكام الإسلامية وأفكار النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) مؤكداً ضرورة تقويتها من كافة الجوانب.
واعتبر آية الله الشيخ مشكيني التقوى والتوكل والإيمان من الركائز الأساسية لاستمرار عناية الباري عزّ وجلّ والانتصار على أعداء الإسلام.
كما قدّم نائب رئيس مجلس خبراء القيادة آية الله  الشيخ ابراهيم أميني تقريراً لسماحة قائد الثورة الإسلامية عن أهم القضايا والمواضيع التي تطرق لها مجلس خبراء القيادة خلال اجتماعه في اليومين الماضيين معتبراً يقظة المسؤولين وحفظ الوحدة الوطنية من العوامل الأساسية في استمرار نجاح النظام الإسلامي.

700 /