موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد: إنَّ الاحتلال يرمي إلى إيجاد حرب طائفية ومذهبية في العراق

إستقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي(حفظه الله) اليوم الإثنين وزير الداخلية ومحافظي البلاد واصفاً المحافظين بأنهم رؤساء الحكومة في كل محافظة.
وأشار سماحة القائد إلى الجهوزية العامة والمعنويات العالية المشفوعة بالحيوية والتفاؤل والأمل التي تسود المجتمع بسبب البرامج والشعارات التي اعتمدتها الحكومة الجديدة والسلوك الشعبي لرئيس الجمهورية مؤكداً بالقول: تقديم الخدمات هي من واجبات محافظي البلاد ومن هذا المنطلق يجب عليهم استثمار كافة طاقاتهم وتكريس مساعيهم لكسب رضا المواطنين دون الشعور بأي ملل وكلل.
وشدّد الإمام الخامنئي على أن المحافظين مسؤولون حيال الشؤون التنفيذية وعدم تحقيق المشاريع تقدمها المنشود، منوهاً إلى ضرورة الاستفادة القصوى من الطاقات المتوفرة لتسيير الأمور وأضاف: على محافظي البلاد ومن خلال تحليهم بالروح الشعبية والتواضع والإخلاص توفير الأرضية لتنفيذ المشاريع وتقديم الخدمات على أفضل وجه في ظل الظروف الراهنة المفعمة بالأمل والثقة بين الناس واستعدادهم التام للقيام بدور أكبر في مجال تقديم الخدمات.
ووصف سماحة القائد المعظم الزيارات التي يقوم بها رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء للمحافظات وحضورهم بين أبناء الشعب والإستماع إلى مشاكلهم عن كثب بأنها خطوة جيدة ومؤثرة منوهاً بالقول: يجب أن لا يتم التغافل عن تسوية مشاكل الشعب بذريعة القيام بأعمال بنيوية كما حدث في بعض الأدوار السابقة بل يجب إيجاد توازن بين متابعة الشؤون الفورية للناس والمشاريع التي تتطلب أمداً طويلاً.
ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى أن الأهداف الرئيسية للنظام تتمثل في التركيز على المعنويات والاستفادة من الكوادر المخلصة والكفؤة مع الأخذ بنظر الاعتبار العمل وفق الخطتين العشرينية والخمسية وقال: يجب أن لا نشعر بالخوف من الأعداء إذا كنا نسير في طريق تقديم الخدمات للمواطنين لأننا إذا تابعنا المسيرة على أساس أهداف وتطلعات النظام الإسلامي وصمدنا في هذا المجال فإن العدو لن يستطيع القيام بأيّ شيء.
وأكد القائد الخامنئي في جانب آخر من تصريحاته أن تعارض معايير النظام الإسلامي مع مطالب القوى السلطوية أوجد تحديات مكشوفة للجمهورية الإسلامية خلال الفترة الماضية من انتصار الثورة الإسلامية، وأضاف: إنَّ النظام الإسلامي اعتمد معايير خاصة لدى تصديه للسلطة، تمثلت في التركيز على الدين والمعنويات، وإرساء العدالة على الصعيد الدولي، وصيانة الكرامة الإنسانية وعدم الخضوع للقوى السلطوية وأطماعها، ولذلك فإن تحديات النظام الإسلامي مع السلطويين ستستمر حتى يشعر هؤلاء باليأس.
وفي هذا الإطار أضاف قائد الثورة الإسلامية: أنَّ القوى السلطوية لا سيما أمريكا ترمي من خلال هذه التحديات إلى بثّ الخلافات وتوسيع رقعة الانفلات الأمني ووقف المسيرة العملية المتنامية للبلاد وتعطيل عملية تقديم الخدمات للمواطنين وإيجاد حالة من الخمول وعدم الثقة في نفوس المواطنين حيال شعارات ونهج النظام الإسلامي، ولذلك علينا التحرك بعكس مطالب ومحاولات السلطويين حين التخطيط لمشاريعنا وتحديد أولويات أعمالنا سواء على الصعيد الوطني أو على صعيد المحافظات.
وأكّد الإمام الخامنئي أنَّ المستوى العملي الرفيع هو سر التقدم والاقتدار السياسي والعسكري والمعنوي لأيّ بلد، مضيفاً القول: يجب تسريع عجلة هذه النهضة العلمية المحمودة التي انطلقت في البلاد وأثمرت عن نتائج لافتة وملحوظة أضعافاً مضاعفة.
وفي جانب آخر من تصريحاته أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الأوضاع الجارية في العراق مضيفاً أن الأمريكان يهدفون إلى بثّ الفرقة وتوسيع رقعة الانفلات الأمني وإظهار الحكومة العراقية بأنها عاجزة عن تحمل مسؤولياتها مؤكداً بالقول: إنَّ الأمريكان يرمون إلى إيجاد حرب طائفية ومذهبية في العراق وحادثه سامراء هي إحدى مصاديق هذه المحاولات.
ورأى سماحته أنَّ هذه الأحداث وقيام بعض الصحف الغربية بالإساءة للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلّم) بأنها من مصدر واحد، وقال: إنهم كانوا يحاولون تمرير مخططاتهم في ظل تهييج المسلمين، ولكن مخططهم باء بالفشل لأن قضية الإساءة إلى النبي الأكرم أدت إلى مضاعفة الشعور بالكراهية حيال الاستكبار بين أوساط العالم الإسلامي كما أنَّ حادثة سامراء تمخضت عن تعزيز الوحدة بين الشيعة والسنة في العراق وفي الكثير من بلدان العالم الإسلامي.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى صحوة العالم الإسلامي مؤكداً ضرورة الحفاظ عليها وتنوير الرأي العام الإسلامي أكثر من ذي قبل حيال مؤامرات الأعداء مصرحاً بالقول: إنَّ الحكومة العراقية تحولت اليوم إلى رمز لفشل السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط لأن الأمريكان الذين كانوا يرومون وصول حكومة حليفة لهم إلى سدة الحكم يشاهدون اليوم تشكيل حكومة لديها توجهات إسلامية تتابع خطى المرجعية وهذا هو سرّ إخلال الأمريكان في عمل هذه الحكومة، ولكن جميع هذه المحاولات والمؤامرات ستبوء بالفشل من خلال يقظة الشعب والمسؤولين في العراق.
وفي مستهل هذا اللقاء رفع وزير الداخلية الشيخ مصطفى بور محمدي تقريراً عن أداء وزارة الداخلية والمحافظين على الأصعدة السياسية والأمنية والإعمارية والبلديات والكوارث الطبيعية والمجالس البلدية والاجتماعية وقال: إنَّ وزارة الداخلية قامت بدراسات دقيقة حول هذه الأمور ومنها إصلاح قانون الانتخابات، والقضايا القومية، والتقسيمات الإدارية للبلاد، وصيانة أمن الحدود، وانحسار المشاكل الاجتماعية، والتقليل من دور الحكومة في الشؤون المدنية، وأمور الشحن والنقل، وتحديد النسل، وقد جرى تنفيذ بعض هذه البرامج فيما نقوم حالياً بوضع برامج في المجالات الأخرى.

700 /