موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد يلتقي جمعاً من قادة ومنتسبي سلاح الجوّ

وصف قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الثورة الإسلامية الإيرانية بأنها حركة عاشورائية لكونها مهدت الأرضية لصحوة الجماهير وحركتها على طريق الاستقلال والعزة الوطنية.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية لدى استقباله يوم (أمس) الثلاثاء جمعاً من قادة ومنتسبي سلاح الجو التابع لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية أضاف أن الشعب الإيراني سيواصل مسيرة العزة والاقتدار الوطني والاستقلالية بكل قوة وصبر وحكمة ولن يتراجع أمام أي تهديد.
وفي هذا اللقاء الذي جاء بمناسبة الذكرى السنوية السابعة والعشرين للبيعة التأريخية لمنتسبي القوة الجوية مع الإمام الخميني (قدس سره) في الثامن من شباط عام1979م إعتبر آية الله الخامنئي هذه الخطوة التاريخية للشباب المسلم والثوري المنتسب للقوة الجوية بأنها شكّلت انعطافة فاعلة في انتصار الثورة الإسلامية.
وأشار القائد المعظم الى الملاحم التي سطرها منتسبو هذه القوة ابان فترة الدفاع المقدس والخطوات القيمة التي قاموا بها على صعيد تحقيق الاكتفاء الذاتي مؤكداً ضرورة جهوزية القوة الجوية للدفاع عن عزة وكرامة الشعب الإيراني باتكالها على الباري تعالى والحفاظ على انضباطها العسكري الصارم فضلاً عن تحليها بروح الإخلاص والإبداع والثقة بالنفس.
ورأى الإمام الخامنئي أن أهم درس بإمكاننا استخلاصه من نهضة عـاشوراء هو عدم الخوف من الأخطار وخوض غمار الميادين الصعبة لافتاً الى حركة الشعب الإيراني بعد انتصار الثورة الإسلامية نحو التركيز على قدراته الذاتيه وبذل الجهود للانعتاق من التبعية عبر التحلي بالثقة بالنفس وقال حفظه الله: إنَّ قدرات الشعب الإيراني وشباب البلد في الحيازة محلياً على الفاخرة لاستثمار العلوم النووية أثارت بشدة ذهول وحيرة مراكز السلطة والاستكبار، وإن الضجة التي افتعلوها أخيراً هي نتيجة لذهولهم هذا لأن القوى السلطوية لا ترغب أن تمتلك الشعوب قدرات علمية مستقلة.
وشدد القائد العام للقوات المسلحة على أن طرح الغرب لا سيما أمريكا لموضوع استخدام الأسلحه النووية بأنه اكذوبة من أجل إخفاء نواياهم الأصلية وأضاف: مع الأسف الشديد فإن الأوساط الدولية أيضا فقدت كرامتها ومصداقيتها بسبب هيمنة القوى السلطوية عليها، وإن الغربيون الذين صادقوا على معاهدة حظر الانتشار النووي المعروفة بالـ (إن بي تي) اسقطوا هذه المعاهدة من حيز الإنتفاع بخطوتهم التي اتخذوها يوم السبت الماضي.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أنَّ الخطوات التي اتخذتها إيران الإسلامية خلال العامين ونصف العام الماضية بهدف سد الطريق أمام أي ذرائع غربيه وازالة سوء الظن القائم، إعتبرها إتماماً للحجة مؤكداً بالقول: لقد اعترف الجانب الغربي أخيراً بأن المشكلة ليست السلاح النووي بل إنهم يعارضون امتلاك إيران للتقنية النووية السلمية وهذا ما لا يمكن للشعب الإيراني أن يصغي إليه أو يطيقه بحال.
وشدد الإمام الخامنئي أن عهد ما قبل الثورة الإسلامية وتنفيذ أوامر سفراء أمريكا وبريطانيا قد ولّى من غير رجعة مصرحاً بالقول: إن المسؤولين اليوم يمثلون تطلعات وإرادة واقتدار الشعب وإن أمر رئيس الجمهورية الموجه لمنظمة الطاقة الذرية الوطنية وبيانه الذي أصدره بهذا الشأن هو عين الصواب الذي يجب أن يتوائم مع عزة واقتدار الشعب.
وأكد أن القرارات التي اتخذها مسؤولو البلاد مؤخراً صحيحة ومبنية على أسس متينة ورؤية مستقبليه وخبرة على الصعيدين السياسي الدولي والفني متابعاً بالقول: أنَّ القوى السلطوية لا تملك من الآليات الكثيـر وأهم ما لديها هو سلاح التهديد والترهيب الذي لن يكون مجدياً لو وعى المسلمون وبقية الشعوب قدر ما لديهم من قوة.
وأضاف سماحته: ولقد وعى الشعب الإيراني قوته بعد انتصار الثورة الإسلامية ولا يمكن لأي قوة الاستخفاف بالاقتدار الوطني الذي يتمتع به هذا البلد والشعب.
وأكد القائد المعظم على ضرورة الحفاظ على الايمان والوحدة والإرادة الوطنية وقال: سيعلن الشعب الإيراني مرة أخرى في مسيرات 11 شباط ]ذكرى انتصار الثورة الإسلامية[ ما يريد قوله وما يبغيه وفيم إرادته الراسخة. لذا فليفتح العالم عينيه ليرى جيداً مسيرات هذا العام.
وفي جانب آخر من كلمته أشار القائد الخامنئي الى الخطوة المشينة لبعض الصحف الغربية وإسائتها للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) معتبراً هذه الخطوة فضيحة لشعار الحضارة والليبرالية الديموقراطية الغربية في مجال الدفاع عن حرية التعبير مؤكداً بالقول: وفقاً لحرية التعبير هذه لا يمكن إظهار أي تشكيك في أسطورة محرقة اليهود أو نفيها ولكن تجوز الإساءة الى مقدسات أكثر من 5ر1 مليار مسلم.
واستنتج سماحة القائد المعظم أن هذه الخطوة هي مؤامرة مدبرة من قبل الصهاينة تهدف الى خلق مواجهة بين المسلمين والمسيحيين، لافتـاً الى تصريحات الرئيس الأمريكي قبل بضعة سنوات والقاضيه بشن حرب صليبية ودعم القادة الأوروبيين لهذه الخطوة الدنيئة بذريعة حرية التعبير وقال: إنَّ ردود فعل الشعوب الإسلامية كانت في محلها وكان يجب أن يبدر مثل رد الفعل هذا لأن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) هو بؤرة كل حب وعشق ومحور اتحاد العالم الإسلامي. لكن ليعلم الجميع بأن غضب المسلمين المقدس هذا غير موجه ضد المسيحيين بل هو موجه ضد الأيادي الخبيثة التي خططت لهذه المؤامرة وجعلت ساسة العالم السلطوي ألعوبة بيدها.
ورأى الإمام الخامنـئي بأن هذه المؤامرة الصهيونية تأتي إثر الضربة القاسية التي تعرَّضت لها بسبب فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة وأضاف: لقد قامت الإدارة الأمريكية علناً خلال الانتخابات الأخيرة بدعم الأحزاب والحركات المنافسة لحماس مالياً، ولكن مجاهدي حماس سجلوا انتصاراً حاسماً رغماً عنهم وعن الصهاينة.
وقال: لو أجريت انتخابات حرّة ونزيهة في أي نقطة من العالم الإسلامي اليوم لانتصرت الحركات المناهضة لأمريكا فيها نظراً لكراهية وقبح أمريكا بين الشعوب الإسلامية.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن فوز حماس ومعارضة الغرب لاسيما أمريكا لانتخاب الشعب الفلسطيني بأنه مؤشر على التناقض في شعاراتهم القاضية بالدفاع عن الديموقراطية وتطبيقها وأضاف: أن الأوضاع السياسية الحالية للمنطقة والهزائم المتتالية التي تكبدتها أمريكا واتساع نطاق الصحوة الإسلامية هي من الثمار العظيمة للثورة الإسلامية ونهضة الشعب الإيراني المتسمة بالعزة.
وإن هذا الشعب سيواصل باقتدار مسيرة التقدم والتطور بفضل الباري تعالى.
وفي هذا اللقاء خلّد العميد قوامي قائد سلاح الجو لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية ذكرى البيعة التاريخية لمنتسبي القوة الجوية مع الإمام الخميني(قدس سره) في عام 1979م مشيراً الى التضحيات التي قدموها خلال فترة الدفاع المقدس وقال: إنَّ أبناء الشعب من منتسبي القوة الجوية على أتم الاستعداد للذود عن كيان هذا الوطن بفضل تجاربهم التي اكتسبوها خلال فترة الدفاع المقدس والاتكال على قدراتهم وطاقاتهم الذاتية.
700 /