موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة يؤكّد أهمية مهنة الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي للبلاد

طهران ـ إعتبر قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي أن مهنة الزراعة مهنة مهمة للغاية وتنطوي على العزة والشموخ والإحترام والعظمة.
وتطرق سماحته لدى استقباله اليوم الأربعاء آلاف المزارعين إلى الدور الذي تضطلع به هذه المهنة على صعيد حياة المواطنين واستقلال البلاد وقال: بإمكاننا من خلال الإعتماد على العمل والروح التضحوية، علاوة على تحقيق الإكتفاء الذاتي في إنتاج المحاصيل الزراعية الأساسية، أن نصبح مصدرين لهذه المحاصيل .
وقدّم القائد تهانيه بمناسبة أسبوع الجهاد الزراعي معتبراً الدور الذي يلعبه المزارعون ومربّو الماشية في ضمان الأمن الغذائي والإستقرار الروحي للمواطنين واستقلال وعزة وشموخ البلاد بأنه مدعاة للفخر ومنقطع النظير .
ورأى سماحته أن أهمية الزراعة في الدين الإسلامي المبين نابعة من أهمية هذا القطاع في حياة الإنسان واستخراج الكنوز والنعم الإلهية مخاطباً المزارعين الكادحين في كافة أنحاء‏ البلاد بالقول: إنّ كل واحد منكم يعمل ويكدح في كل منطقة من هذه الديار الواسعة إنما يؤدّي دوره في إرساء إحدى الدعائم الأساسية لحياة المواطنين والبلاد ولذا فعليكم أن تعرفوا قدر أنفسكم وقيمة عملكم المهم.
ووصف آية الله الخامنئي الإكتفاء الذاتي على صعيد إنتاج القمح بأنه عيد كبير وثمرة همة وجهود المزارعين وتخطيط المسؤولين.
وأشار سماحته إلى التأثير الكبير لمثل هذا الإنجاز في الحدّ من التبعية للأجانب الطامعين والسلطويين مؤكّداً: ضرورة أن تسعى إيران العملاقة إلى تحقيق الإكتفاء الذاتي على صعيد إنتاج باقي المحاصيل الأساسية نظير الزيوت والرز واللحوم والألبان للوصول إلى رتبة البلدان المصدرة للمنتجات الزراعية وهذا الهدف المهم رهن بقدرات وجهود المزارعين وتدبير المسؤولين .
ودعا سماحته الشباب في البلاد لاسيما الشباب في المناطق الريفية إلى تسجيل حضور فاعل في هذا القطاع وخاطبهم بالقول: أعزائي الشباب، إنّ مهنة الزراعة تلعب دوراً خطيراً للغاية في حياة الناس وهي مهنة قيّمة ومباركة ولا ينبغي لبريق المهن الأخرى أن يقلل من قيمة هذه المهنة في أذهانكم. لذا يتعين عليكم، ومن خلال تلقّي التدريب اللازم والفنون الحديثة، الإلتحاق بركب المزارعين واستخراج البركات الإلهية اللامتناهية من جوف هذه الأرض الحبيبة إيران.
واستعرض القائد في جانب آخر من كلمته واجبات المسؤولين تجاه القطاع الزراعي وقال: إن هذا القطاع يعدّ من المحاور الأساسية لإدارة البلاد والشريان الرئيسي لحياة المواطنين. وعلى مسؤولي الأجهزة المختلفة، ومن خلال الوقوف على هذه المسالة الخطيرة، أن يولو إهتماماً خاصّاً لكل ما من شأنه النهوض بمكانة القطاع الزراعي بما في ذلك رصد الميزانية والامكانات اللازمة والإهتمام بالتحقيقات والتأهيل الجامعي وغير الجامعي وتفويض الأمور إلى أشخاص كفوئين ومقتدرين وحلّ مشاكل المزارعين .
الأمر الآخر الذي أوصى القائد المسؤولين به هو ضرورة أن يتميز العمل في القطاع الزراعي بطابع جهادي. و في معرض إشارته إلى أن من خصوصيات العمل الجهادي التوكل على الله والإخلاص والثقة العميقة بالقدرات الفردية والجماعية والوطنية والإعتماد على الشباب وتوظيف الطاقات الكفوئة والمجربة والعمل والسعي الدؤوبين والإفادة من كافة الطاقات، قال إن التقدم المذهل الذي حققه الشعب منذ بداية الثورة الإسلامية ولحد الآن كان ثمرة الروحية والعمل الجهاديين وإن الحفاظ على هذه الروحية من شأنه تحقيق كافة الأهداف .
كما قال قائد الثورة الإسلامية أن تمهيد الأرضية لتحقيق الإكتفاء الذاتي على صعيد إنتاج المحاصيل الزراعية والحيوانية المهمة والتخطيط للإنضمام إلى قائمة الدول المصدرة للمحاصيل الزراعية يعدّ من الواجبات الأخرى للمسؤولين وأضاف قائلاً: إن الإدارة الصحيحة للمياه وتطوير الأراضي الزراعية والإهتمام بقطاع التعليم والإستفادة من الأساليب العلمية الحديثة سيساعد في تحقّق هذا الهدف المهم.
وأكّد سماحته ضرورة أن يتوجه الشباب المتمرّس من خرّيجي الفرورع الزراعية إلى المناطق الزراعية كما و دعا المزارعين والقرويين إلى الترحيب بهذه الخطوة والإفادة من علوم هؤلاء الشباب.
وفي الختام إعتبر آية الله الخامنئي الحركة المباركة والتقديمية للبلاد في كافة المجالات ومنها الأبحاث والعلوم النووية والصناعة والزراعة والفروع العلمية المختلفة بأنها من بركات الثورة الإسلامية والنظام الإسلامي موكّداً: إن هذه الحركة المفعمة بالأمل والنشاط ستتواصل بعون الله وجهود و تخطيط المسؤولين والشعب رغم محاولات الأعداء الطامعين، وإن شعبنا وشبابنا سيشاهدون، في نهاية الخطة العشرينية، بلداً عظيماً سيرتقي، بدعم من الإسلام، أعلى قمم الحضارة البشرية والحياة المدينة وهذا الأمر سيكون أفضل تبليغ للإسلام والمعنويات وسيزيد الإسلام علوّاً ورفعة.

700 /