موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

سماحة القائد يستقبل التعبويين من كافة انحاء البلاد

طهران - تزامناً مع الذكرى السنوية لاستشهاد رئيس المذهب الجعفري الإمام الصادق (عليه السلام) واسبوع التعبئة الشعبية استقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي اليوم الاثنين آلاف التعبويين من كافة أنحاء البلاد.

وأشار سماحة القائد في هذا اللقاء الى العلاقة والتشابه القائم بين الحركة الفكرية والثقافية والمعنوية العميقة للامام الصادق) ع) وحركة الشعب الايراني لارساء دعائم مجتمع يسير بهدى الدين وقال ان التعبئة هي تجسيد لهذه الحركة وان تكريس الثقافة التعبوية ستشكل الضمانة للحركة التقدمية للبلاد.
وأشار آية الله السيد علي الخامنئي الى الحادثة التاريخية المرة التي ادت الى حرف مسيرة الحكومة الدينية عقب رحيل الرسول الاكرم (ص) والاستئثار بالسلطة وتجاهل القيم الدينية والاسلامية الرفيعة في المجتمع. وقال في ظل هذه الظروف بادر الائمة الاطهار (عليهم السلام) بشتى الوسائل الى التصدي لهذا الانحراف الغريب حيث كانت المواجهة ابان عهد الامام الحسن (عليه السلام) والامام الحسين (عليه السلام) مواجهة سياسية وعسكرية علنية ولكنها اتخذت في عهود الائمة اللاحقين منحى آخر نتيجة للظروف الخاصة لتلك المرحلة حيث انطلق جهاد صعب ومعقد وشامل وعميق المحتوي لتكريس القيم الدينية والفكر الاسلامي في المجتمع الي جانب القضاء على اسلوب الحكم الملكي وارساء دعائم الحكومة الدينية الصحيحة فكانت ذروة ذلك عهد الامام الصادق (عليه السلام).

وأشار القائد الى اوضاع العالم الاسلامي والتخلف المادي والمعنوي للمسلمين بالرغم من عدد نفوسهم الكبير ومصادرهم الطبيعية والبشرية كما أشار الى معاناة البشرية جراء غياب الاخلاق والمعنويات والقيم الانسانية في المحافل الغربية في ظل التقدم المادي والعلمي الواسع. وقال ان الثورة الاسلامية في ايران قدمت للعالم بعد مضي قرون اول تجربة لنظام يقوم على اساس التعاليم الاسلامية ويسعى الى تحقيق التقدم المادي للشعوب حيث كانت بعض الانجازات العملاقة التي تم تحقيقها طيلة السنوات ال27 الماضية ولحد الان بعيدة على التصوّر واشبه بالأسطورة .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية بان التعبئة والثقافة التعبوية كانت الدافع الرئيسي لهذه الحركة وقال ان التعبئة هي مجموعة من الافراد الذين يضعون كافة قدراتهم وامكاناتهم في خدمة الاهداف الكبيرة للشعب ويبذلون ما بوسعهم لتسنم قمم التقدم وتسجيل حضورهم الواعي والفاعل والحيوي والغيور في كافة الميادين. وأكد سماحته ان من يتمنون فشل هذا الشعب ومن يعلقون الآمال على الاعداء هم الناقمون دوماً على التعبئة
. وقال :ان الثقافة التعبوية بامكانها التغلب على كافة المستجدات والتطورات وضمان ديمومة مسيرة البلاد ولحسن الحظ ان الحكومة ورئيس الجمهورية وكافة المسؤولين هم ممن يفتخرون بالتعبئة.
واعتبر آية الله الخامنئي الاعتماد على الله والاستمداد منه والايمان والأمل والاندفاع والوعي بانها تمثل الاطر الاساسية للثقافة التعبوية وأكد قائلاً ان الشعب الايراني استطاع بثورته ومن خلال الاعتماد على هذه الثقافة التغلب على كل ألوان الاذلال واليأس التي خلفها النظام السابق طيلة سنوات متمادية، واصبح يعلن اليوم وانطلاقاً من معرفته وطاقاته وكفائاته بانه قادر، والآن وبعد مضي 27 عاماً استطاع الشعب الايراني تحقيق التقدم في حقول علمية مختلفة جعلته في عداد الدول العشر الاولى في هذه الحقول .
وخاطب قائد الثورة الشباب بالقول انكم جيل لوعرف قدر نفسه وتحرك في المسار الصحيح فانه سيتمكن من صنع مستقبل البلاد على مدى قرن الى قرنين .
بدوره قدم العميد حجازي قائد قوات التعبئة الشعبية في مستهل هذا اللقاء تقريراً عن برامج اسبوع التعبئة لاسيما استعراض ملحمة التضامن التي شارك فيه 9 ملايين تعبوي في كافة انحاء البلاد وقال :انه واستناداً للبرامج المرسومة فقد شرعنا بنشاطات من شأنها تقوية وتعزيز تعبئة الاعمار ليتمكن هذا الجهاز في الصيف المقبل من ان ينهض بدور فاعل وجاد لملأ ساعات فراغ الشباب. هذا وجرى في بداية هذا اللقاء قراءات المراثي بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الصادق (عليه السلام) .
700 /