موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد: تناغم مسؤولي السلطات الثلاث فرصة قيمة لتسوية مشاكل الشعب وتحقيق التقدم للبلاد

طهران - استقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمي السيد علي الخامنئي مساي الأحد جمعا من مسؤولي النظام. وفي هذا اللقاء الذي جرى في حسينية الإمام الخميني(ره) رأى قائد الثورة ان الاستغفار واصلاح الأمور بشكل عملاني يمهد الأرضية لنزول النعم والبركات . وخاطب سماحته مسؤولي النظام قائلاً: يجب تجنب أي تقاعس حيال تقديم الخدمات للمواطنين وتضعيف عوامل الاقتدار الوطني والغفلة عن مؤامرات العدو لكي تمهد الأرضية لتحقيق تطلعات الشعب وتقدم البلاد بفضل البارئ تعالى. ولفت القائد الخامنئي إلى اهمية التوبة مستنداً في ذلك إلى آيات من الذكر الحكيم واضاف: عدم اهتمام الشعوب أو مجموعة من المواطنين حيال الظلم والجور ذنب يستتبع العقاب الإلهي. وقال: لا مفر من هذا الأمر سوى بتبدل الشعوب كما فعل الشعب الإيراني العظيم حين وضع حداً لصمته امام النظام الملكي الجائر بفضل ثورته الإسلامية والعناية الإلهية التي ساعدت هذا الشعب لاختيار النهج الصحيح وتحقيق تطلعاته. وأشار إلى تأكيد القرآن الكريم على ضرورة التوبة المشفوعة بالاصلاح وقال: من الذنوب التي على مسؤولي النظام الاستعفار منها اتخاذ موقف اللامبالاة حيال الخلافات . وتابع القائد المعظم قائلاً: ان منشأ الخلافات قد تكون العصبية القومية أو المذهبية أو السياسية وقد تتحول بسبب الاختلافات الفكرية إلى نقاشات لا طائل من ورائها وهذا ما يجب تجنبه . وفي معرض تبيانه لضرورة تجنب طرح الخلافات الفكرية على الملا العام قال آية الله الخامنئي: ان وجود الخلافات الفكرية أمر طبيعي وأنا اومن شخصياً بحرية التعبير بمعنى الكلمة، ولكن طرح القضايا التي هي بحاجه إلى تقديم التمحيص والمناقشه من قبل الجهات المعنية بشكل تحريضي على الملا العام مثل هذه الخطوة لا يمكن تسميتها بحرية التعبير. ولفت القائد الخامنئي إلى محاولات الاعداء الرامية لبث فرقة والتشتت بين مسؤولي النظام خلال الاعوام الأخيرة واضاف: من حسن الحظ ان تصدي مسؤولي النظام إلى هذه المحاولات كان حازماً. واعتبر تناغم مسؤولي السلطات الثلاث بانها فرصة فريدة وقيمة لتسوية مشاكل الشعب وتحقيق التقدم للبلاد وتابع قائلاً: خلافاً لبعض الاشخاص الذين يوجهون النقد لهذا التناغم فان التنسيق بين المسؤولين الذين جرى اختيارهم بفعل اصوات الشعب يمهد الأرضية لحل المشاكل ولذلك يجب تجنب طرح أي موضوع يمس بهذا التعاون واتناغم الفكري سواء من قبل الاوساط التفيذية أو التشريعية أو القضائية أو الاوساط السياسية والاعلامية . وتابع قائلاً: كما يجب الاستغفار من القصور الذي بدر في هذا المجال والحيلولة دون استمرارة . والمح قائد الثورة المعظم إلى اقبال المواطنين على شعارات تحقيق العدالة الإجتماعية ومكافحة الفساد وتقديم الخدمات للمواطنين واضاف: على مسؤولي الحكومة والمجلس الذين جرى اختيارهم لرفعهم هذه الشعارات عدم الغفلة ولو للحظة واحدة عن هذه الاهداف المعلنة . وأكد سماحته ضرورة تحقيق العدالة وتقديم الخدمات للمواطنين ومكافحة الفساد في مختلف المجالات الإجتماعية معتبراً التغافل عن المباديء والعوامل الممهده للاقتدار الوطني بانها تؤدي إلى خلق الكثير من المشاكل . واعتبر القائد لزوم عدم الغفلة عن العدو من الضرورات الأخرى مشيراً إلى المؤامرات الكثيرة التي تحاك من قبل الاعداء ضد النظام والدستور والشعب الإيراني ومصالحة وقال: يجب علينا التصدي بوعي لهذه المؤامرات والدفاع عن البلاد والشعب ومصالحة وهويته من منطلق الحكمة . وفي الختام أشار القائد الخامنئي إلى أهمية منطقة الشرق الاوسط والخليج الفارسي وشمال افريقيا في المخطط الامريكي الرامي إلى ايجاد امبراطورية دولية والهيمنة على العالم متابعاً القول: ان هدف امريكا الاساسي في منطقه الشرق الاوسط هو ايجاد حكومات عميلة تتمتع بظاهر شعبي وديموقراطي ولذلك فهي غير راضية عن الحكومات المطيعة لها حالياً لانها تفتقر إلى الديموقراطية الصورية وهذا ما يخلق مشاكل كثيرة لامريكا. واضاف: هذه حقيقة يجب ان تاخذها دول مصر والسعودية والاردن وجميع بلدان المنطقة بعين الاعتبار فمشكلة امريكا ليست سوريا ولبنان . وأشار إلى البون الشاسع بين اهداف امريكا والحقائق الراهنة في المنطقة واضاف: ان قادة امريكا وفقاً لما يصرح به المحللون والخبراء الامريكان يسوقون بلادهم اليوم صوب الزوال والاضمحلال من خلال اعمالهم وموافقهم هذه وهو ما قد يكون انتقاماً الهياً. ولفت إلى الضجيج المفتعل الذي تثيرة مراكز السلطة ضد النظام الإسلامي وقال: ان الاقتدار الوطني والسياسي الذي تتمتع به إيران وموقعها الاستراتيجي في المنطقة وتكاتف مسؤوليها ووجوب شعب موهوب وشاب إلى جنب مسؤوليها جميع هذه الامور منحت الجمهورية الإسلاميه قوة مميزة على صعيد المنطقة والعالم وهذا ما يعترف به المحللون الغربيون أيضاً ولذلك يقوم الاعداء دوماً بحياكة الدسائس واثارة المشاكل ضد الشعب الإيراني . وحول الضجيج المفتعل الذي اثير بشان تصريحات الرئيس أحمدي نجاد قال قائد الثورة الإسلامية: ان الانسان يشعر بالخجل ويندي له الجبين امام البشرية بسبب خنوع هذه البلدان امام الصهاينة . ولفت إلى تصريحات بعض وسائل الاعلام ومسؤولي البلدان الغربية الذين حاولوا الربط بين هذه المسألة والنشاطات النووية المدينة الإيرانية وقال: ان هؤلاء الجهلة يعلمون جيداً بان السلاح النووي لا يصلح لتدمير الانظمة والحكومات لان مقاومة وعزم الشعوب هي التي تزيل الانظمة الفاسدة وفي ضوء هذه الحقيقة ستنتهي مقاومة الشعب الفلسطيني إلى زوال الكيان الصهيوني. من جانبه اعرب رئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد في كلمة القاها في اللقاء عن تقديره للحضور الجماهيري الواسطع والكبير في مسيرات يوم القدس العالمي معتبراً تصرفات الكيان المحتل للقدس بانها تثير الخجل للبشرية في العصر الحاضر وقال، من المؤسف بان بعض الدول الاوروبية وبعض العناصر في المنظمات الدولية تدعم مثل هذا النظام الذي لايلتزم بأي من معايير حقوق الانسان والقرارات الدولية موكداً ان هذا الكيان يمثل ظاهرة ورمزاً حقيقياً لارهاب الدولة . وأكد رئيس الجمهورية ان الطريق المنطقي والوحيد للقضية الفلسطينية هو اجراء انتخابات حرة بحضور جميع السكان الفلسطينيين الاصليين الموجودين في الأراضي المحتلة وخارجها مهما كان دينهم واعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني . واضاف ان الهدف من الضجة الاخيرة التي اثارتها وسائل الاعلام الغربية هو القاء الظل على المشاركة الحماسية للمسلمين في يوم القدس العالمي وقال، اني باعتباري منتخب وابن الشعب الإيراني ادعو منظمة الامم المتحدة وشخص الامين العالم للمنظمة ان يضعاً في جدول اعمالهما موضوع اقامة حكومة مشروعة وديمقراطية في فلسطين.
700 /