موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

بيان قائد الثورة الإسلامية بمناسبة استشهاد حجة الإسلام والمسلمين السيّد حسن نصر الله:

سيّد المقاومة لم يكن شخصاً بل كان نهجاً ومدرسة وسوف يستمر

 

أصدر قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي بياناً أعرب فيه عن تهانيه وتعازيه بمناسبة استشهاد المجاهد الكبير ورافع راية المقاومة، حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله لبنان، القائد الفذ لحزب الله، وأكد سماحته بأن سيّد المقاومة لم يكن شخصاً بل كان نهجا ومدرسة، وسوف يستمر هذا النهج وأضاف:ان ضربات جبهة المقاومة على الكيان الصهيوني المتهالك والآيل الى الزوال ستكون أكثر قوة ودماراً بحول وقوة من الله.

فيما يلي نص رسالة قائد الثورة الاسلامية المعظم بمناسبة استشهاد السيّد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله لبنان:

 

بسم اللّه الرحمن الرحيم

إنا للّه وإنا غليه راجعون

 

يا شعب إيران العزيز

أيتها الأمة الإسلامية العظيمة

لقد نال المجاهد الكبير، ورافع راية المقاومة في المنطقة، والعالم الديني الفاضل، والقائد السياسيّ المدبّر، سماحة السيّد حسن نصر الله، رضوان الله عليه، شرفَ الشهادة في أحداث لبنان مساء أمس، وحلّق نحو الملكوت. لقد تلقّى سيّد المقاومة العزيز ثوابَ عشرات الأعوام من الجهاد في سبيل الله، وتحمّل صعوباته خلال معركة مقدّسة، وقد استُشهد بينما كان منهمكًا بالتخطيط للدفاع عن الناس العُزّل في ضاحية بيروت، وبيوتهم المهدّمة، وأعزّائهم الذين تقطّعوا إربًا إربًا، كما جاهد لعشرات الأعوام من أجل الدفاع عن أهالي فلسطين الذين تعرّضوا للظلم والجور، وعن مدنهم وقراهم المغتصبة، وبيوتهم المدمّرة، وأعزّائهم الذين قضوا في المجازر... وكان شرفُ الشهادة حقَّه المسلّم به بعد كلّ هذا الجهاد.

لقد فَقَدَ العالم الإسلامي شخصيّةً عظيمة، وفقدت جبهة المقاومة رافعَ رايةٍ بارز، وفقد حزب الله في لبنان قائدًا قلّ نظيره، لكنّ بركات تدبيره وجهاده على مرّ عشرات الأعوام لن تنتهي أبدًا. إنّ الأساس الذي أرساه في لبنان، ووجّه من خلاله سائر مراكز المقاومة، لن يقتصر الأمر على عدم زواله بغيابه فحسب، بل سيزداد قوّةً وصلابة ببركة دمائه ودماء سائر الشهداء... وإنّ ضربات جبهة المقاومة على الجسد المتهالك والمتآكل للكيان الصهيوني ستغدو بحول الله وقوّته أكثر دكًّا وتدميرًا. لم تحقّق الذات الخبيثة للكيان الصهيوني النّصر في هذه الحادثة، إذ لم يكن سيّد المقاومة مجرّد شخص، بل كان نهجًا ومدرسة، وهذا النهج سيستمرّ. وكما لم تذهب دماء الشهيد السيّد عبّاس الموسوي هدرًا، فلن تذهب دماء الشهيد السيّد حسن هدرًا أيضًا.

إنني اهنّئ واعزّي عقيلة سيد المقاومة العزيز التي قدمت في وقت سابق ابنها "الشهيد السيد هادي" في سبيل الله، واعزي ابناءه الاعزاء وعائلات الشهداء الذين ارتقوا في هذا الحادث، واحاد المنتسبين الى حزب الله والشعب اللبناني الابي والعزيز، وجميع المقاومين والامة الاسلامية، باستشهاد السيد نصر الله العظيم ورفاقه الشهداء، كما اعلن الحداد العام في ايران الاسلامية لفترة خمسة أيام؛ سائلا الباري عزّ وجل ان يحشره مع اوليائه.

والسّلام على عباد الله الصّالحين

 

السيّد علي الخامنئي

28/09/2024

700 /