بمناسبة المولد النبوي الشريف (صلى الله عليه وآله وسلم) ومولد الامام الصادق (عليه السلام) استقبل قائد الثورة الإسلامية المعظم صباح اليوم (السبت:2024/9/21) جمعاً من مسؤولي النظام وسفراء الدول الاسلامية وضيوف الدورة الـ 38 لمؤتمر الوحدة الاسلامية وحشداً من أبناء الشعب، وأكد سماحته أن من أهم الدروس النبوية تتمثل بتشكل الأمة الإسلامية، وأن مجاهدة الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) على مدى 13 عاما في مكة، إختتمت بالهجرة وتأسيس الامة الاسلامية.
وأضاف سماحته أن الامة الاسلامية استحكمت عبر الجهاد والكفاح والتضحيات، وبقت صامدة بالتضحيات التي حدثت في حياة الرسول الاكرم، والتسامح والإيثار اللذان حدثا بعد رحيله الشريف.
ولفت سماحته الى أن مولد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) هو يوم استثنائي في التاريخ، لكون ولادته مقدمة ضرورية ولازمة لختم النبوة التي تعتبر الوصفة النهائية والكاملة لسعادة ورقي البشر.
وقال سماحته إذا ما شبهنا الحركة العامة لتاريخ البشرية بالقافلة التي تسير في طريق، وأن البشر في هذه الحركة التاريخية يتحركون في اطار الزمان، فقطعاً فان أنبياء الله هم قادة هذه القافلة، فالأنبياء بامكانهم ارشاد الطريق وتقوية تحديد الوجهة لكافة البشر لديهم ومن بين سلسلة هؤلاء القادة فان بدون شك القائد الحقيقي والنهائي والاساسي لهذه القافلة هو وجود محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم).
وبيّن قائد الثورة الإسلامية المعظم أن اليوم نحن بحاجة الى هذا الدرس، اليوم نفتقد للامة الاسلامية. اليوم الدول الاسلامية عديدة، والمسلمون يناهزون الملياري مسلم، ولكن لا يمكن اطلاق عنوان الامة الاسلامية عليها لكونها غير متسقة وليس لديها توجه واحد.
وأشار سماحة آية الله السيد الخامنئي الى أن الكيان الصهيوني يرتكب الجرائم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بلا خجل وبشكل علني في غزة والضفة الغربية وسوريا، وأن الطرف المقابل للصهاينة ليسوا محاربين بل اُناس مدنيون.
وأضاف سماحته أن الصهانية لم ينجحوا في فلسطين بتوجيه ضربة للمقاتلين ولذلك يصبون جام غضبهم الجاهلي وخباثتهم الملوثة على رؤوس الاطفال ومرضى المستشفيات والمدراس والاطفال الخدّج.
وتابع سماحته أن هذه الاحداث تعود الى عدم إستخدامنا قدراتنا الذاتية، التي سيؤدي استخدامها الى إزالة الكيان الصهيوني الغدة السرطانية، من قلب الامة الاسلامية أي فلسطين وبالتالي يتبدد نفوذ سلطوية اميركا وتدخلها في المنطقة.
وأوضح سماحته أن الامة يعني مجموعة من البشر الذين يتحركون نحو جهة واحدة لهدف واحد بدافع مشترك، نحن لسنا كذلك، بل متفرقون، وأن نتاج هذه الفرقة هو تسلط أعداء الاسلام، ونتيجته ايضا أن بلدا اسلاميا ما يستشعر بأن للحفاظ على ذاته يجب الاعتماد على اميركا.
وأضاف سماحته أن هذا الشعور قد حدث لكوننا متفرقين. كان بامكاننا التعاضد وأن نضع يداً بيد للافادة من طاقاتنا ومساعدة بعضنا وتشكيل وحدة تفوق كافة قوى العصر كما كنا في السابق يوماً ما.
وشدد سماحة آية الله الخامنئي على أن اليوم نحن بحاجة الى تشكيل أمة اسلامية، ومتابعة هذا الامر، حيث إن الحكومات بإمكانها أن تؤثر بهذا الموضوع، علماً أن هذا الدافع ليس قويا لدى الحكومات، وأن اولئك الذين يملكون هذا الدافع هم خواص العالم الاسلامي، يعني الساسة والعلماء والجامعيون والمفكرون والشعراء والكتّاب والمحللون السياسيون والاجتماعيون.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي أن خلق الوحدة وتكوين الأمة الإسلامية له أعداء شرسين، منوهاً لتفعيل الصدوع الداخلية للأمة الإسلامية، وخاصة الصدوع الدينية والمذهبية، كأحد أهم الاستراتيجيات العدائية لمنع تشكيل الأمة الإسلامية، وأشار سماحته الى تأكيد الامام الخميني(رض) على الوحدة الاسلامية وقال: ان سبب تأكيد الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه قبل انتصار الثورة الاسلامية على وحدة الشيعة والسنّة، كان لأن قوة العالم الإسلامي تأتي من الوحدة.
وقال سماحته في هذا الإطار أنه اذا ما ركّزت صحف العالم الاسلامي لمدة 10 سنوات على الاتحاد بين المسلمين ويتم كتابة المقالات ونظم الاشعار، والمحللون يقدّمون تحليلاتهم بهذا الشأن، وبدورهم اساتذة الجامعات يعملون على تبيين ذلك والعلماء يطلقون أحكامهم بهذا الصدد، بلا شك فان الوضع سيتغيّر على مدى 10 سنوات. وعند صحوة الشعوب وتطلعها، فإن الحكومات سوف تُجبر على التحرك بهذا الاتجاه.
وأكد قائد الثورة الاسلامية المعظم أن علينا وشعوبنا الإدراك بأنه إذا ما أردنا تلقي العالم نداء وحدتنا بشكل صادق، يتوجب علينا التوحد فيما بيننا.
وأضاف سماحته إن اختلاف وجهات النظر والأذواق والتباين السياسي والى ما ذلك، لا يجب أن يترك أثراً على التعاضد والتضامن ووحدة المسار، علينا أن نتتبع أهدافاً واقعية، إذا حدث ذلك فان العدو ليس بامكانه أن يسمح لكيان وضيع وفاسد وخبيث مثل الكيان الصهيوني أن يرتكب مثل هذه الجرائم في المنطقة.
وتابع سماحته: إنظرو اليوم ما يرتكبه الكيان الصهيوني، إجرام بدون خجل بل بشكل علني، ففي غزة طريقة إجرامية ما وفي الضفة طريقة أخرى وفي سوريا ولبنان بشكل آخر، وبمعنى واقعي للكلمة فإن هذه الجرائم ترتكب ليس ضد مقاتلين بل ضد مدنيين، وفي فلسطين لم يتمكنوا من توجيه ضربة للمقاتلين فصب الكيان الصهيوني جام غضبه الجاهل والخبيث على الاطفال ومرضى المستشفيات وتلاميذ المدارس والخدّج.
وقال سماحته: اليوم، الخطوة الأولى في توحيد العالم الإسلامي ضد هذه العصابة الإجرامية والإرهابية التي تحكم فلسطين وتغتصب أرض فلسطين هي أن تقطع الدول الإسلامية علاقاتها الاقتصادية تماماً مع هذه العصابة الإجرامية. هذا هو أقل ما يمكنهم فعله، ويجب أن يتم هذا العمل. يجب أن ينهوا العلاقات الاقتصادية، ويضعفوا العلاقات السياسية، ويعززوا الهجمات الإعلامية والصحفية، ويعبّروا بوضوح عن موقفهم ويظهروا أنهم يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم.
وفي بداية هذا اللقاء أشار رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان إلى المنهج النبوي في خلق الوحدة والأخوة بين المسلمين، واعتبر أن السبيل لمنع عدوان وجرائم النظام الصهيوني هو أخوة المسلمين ووحدتهم وقال: لو كان المسلمون متحدين لما تجرأ النظام الصهيوني على ارتكاب جرائمه الحالية وقتل النساء والأطفال.
وأضاف: إذا إتحدنا ضد أعدائنا، بغض النظر عن اختلافاتنا، فيمكننا تحسين مجتمعنا وبلدنا، ويمكن للدول الإسلامية أن تحترم بعضها البعض في البلاد التي تعيش فيها، هكذا تستطيع الدول الإسلامية أن تحافظ على اقتصادها وثقافتها وتجارتها وأمنها معاً ولا تسمح للأجانب أن يفعلوا ما يريدون هنا.
واعتبر رئيس الجمهورية فترة الدفاع المقدّس مثالا واضحا على تأثير الوحدة والتماسك، وأشار إلى انه في فترة الدفاع المقدّس وقف الشعب الإيراني بوحدته الداخلية ضد العدو البعثي المعتدي، الذي ساندته كل قوى العالم، ولم يسمحوا بالاستيلاء على شبر واحد من أراضي البلاد.