أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال إستقباله صباح اليوم (الأربعاء:2024/5/1) آلاف المعلمين والمثقفين من كافة أرجاء البلاد، بأن من واجب جميع أفراد الشعب تكريم المعلم وشكره، وأشار سماحته إلى أن التعليم لا يمكن مقارنته بأي شيء آخر من حيث الأهمية والتأثير، وأضاف: إن خلق هوية جيل الشباب وبث الحماس والأمل في نفوسهم، والتحوّل المستمر، والتمكين المادي وغير المادي للمعلمين، ودعم مراكز إعداد المعلمين، وتعزيز المعاونية التربوية وصنع الانموذج في مجتمع المعلمين، تُعد من أهم المواضيع العملية للتربية والتعليم.
وخلال اللقاء الذي جرى في حسينية الإمام الخميني (رض) بمناسبة ذكرى إستشهاد مرتضى مطهري واليوم الوطني للمعلم، اعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم، قضية غزة بأنها قضية العالم الاولى، مؤكدا انه ليس بامكان الصهاينة وحماتهم الاميركيين والاوروبيين إخراجها من دائرة اهتمام الرأي العام العالمي، وقال: على المستوى الدولي، مهما فعل الصهاينة وحماتهم الأميركيون والأوروبيون، فإنهم لا يستطيعون إزالة قضية غزة من أجندة الرأي العام العالمي..
وأشار سماحته الى الحراك الطلابي في الجامعات الاميركية الذي يتسع يوماً بعد آخر وانضم اليهم الطلبة في جامعات مختلف الدول الاوروبية وأستراليا، وأضاف: لا ينبغي لنا أن ندع هذه القضية تخرج من دائرة اهتمام الرأي العام الدولي لشعوب العالم، بل يجب أن تظل "القضية الأولى" ويجب أن يتزايد الضغط على الكيان الصهيوني يوماً بعد يوم.
واشار سماحته الى المعاملة القاسية والعنيفة من قبل الشرطة والاجهزة الامنية الاميركية مع الطلبة الجامعيين المحتجين في الجامعات الأمريكية، في حين أن هؤلاء لم يقوموا بأعمال تخريب ولم يطلقوا شعارات للتخريب ولم يقتلوا أحداً، ولم يشعلوا النار في أي مكان، ولم يكسروا الزجاج، وقال سماحته: إن هذا السلوك الأميركي يثبت صحة موقف الجمهورية الإسلامية من التشاؤم تجاه أميركا، أي أنه أصبح فعلياً تأييدا لشعار "الموت لأمريكا" الذي تطلقونه.
وتابع سماحته: لقد أظهر هذا الامر للجميع أن أمريكا شريكة في الجريمة، فقد يقولون كلمة ما من حين لآخر، من باب التعاطف على سبيل المثال! لكنهم كاذبون في كلامهم لانه يناقض الواقع.
وأضاف سماحته: إن ما يلاحظه الإنسان عملياً يُظهر تواطؤ أمريكا ومشاركتها في هذه الجريمة الكبرى، في هذه الخطيئة التي لا تغتفر، مع الكيان الصهيوني. هؤلاء هم شركاء في الجريمة. كيف يمكن للإنسان أن يكون متفائلاً تجاه مثل هذا النظام؟ او الثقة بكلامه؟ كيف يكون ذلك ممكنا؟.
كما اعتبر سماحة آية الله الخامنئي توسع نطاق التظاهرات المناصرة للشعب الفلسطيني في أمريكا وغيرها من الدول، علامة على استمرار أولوية قضية غزة لدى الرأي العام العالمي، وأضاف: ان جرائم الكيان الصهيوني وتواطؤ اميركا معها أثبت شرعية مواقف الجمهورية الاسلامية في رفض كيان الاحتلال والتشاؤم تجاه أمريكا.
وقال سماحته: وليعلم الجميع أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بعودة هذه الأرض لأصحابها الاصليين المسلمين واليهود والمسيحيين، وأن العلاقات مع الكيان الصهيوني والتطبيع معه لن يحل المشكلة.
وأضاف سماحته: رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الصهاينة وداعميهم الأميركيين والأوروبيين، إلا أن قضية غزة لا تزال قضية العالم الأولى، والاحتجاج على جرائم الكيان الصهيوني في الجامعات الأميركية وتمدده إلى الجامعات الأوروبية، مؤشر على استمرار حساسية الرأي العام العالمي تجاه قضية غزة.
ووصف قائد الثورة الإسلامية المعظم ضغوط الرأي العام المتزايدة على كيان الاحتلال بالضرورية، وأضاف: إن السلوك الوحشي والقاسي للكلب الصهيوني المسعور، أثبت صحة موقف الجمهورية الإسلامية والشعب الايراني، وقتل بضعة وثلاثين ألف إنسان، نِصفهم من النساء والأطفال، يبيّن الطبيعة الشريرة والخبيثة للكيان الصهيوني وحقيقة موقف إيران الثابت للعالم أجمع.
واعتبر سماحته سلوك اميركا والمؤسسات التابعة لها تجاه "الاحتجاج السلمي الخالي من العنف والتخريب" للطلاب المحتجين على جرائم الكيان الصهيوني دليلا آخر على إثبات موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية المتشائم تجاه الحكومة الأمريكية، وأضاف: إن هذا الأمر أظهر للجميع أن أمريكا شريكة ومتواطئة مع الصهاينة في ذنبهم الذي لا يغتفر، المتمثل في المجازر المرتكبة بحق أهل غزة، وبعض كلامهم المتعاطف ظاهريا هو كذب أيضا، لذلك، ثبت موقف الجمهورية الإسلامية القائل بأنه لا يمكن التفاؤل والثقة بالحكومة الأمريكية.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو الذي اقترحته إيران، وهو عودة فلسطين إلى أصحابها الأصليين من المسلمين والمسيحيين واليهود، وأكد سماحته: لن تحل مشكلة غرب آسيا إلا بعد عودة فلسطين إلى أصحابها، وحتى لو حاولوا إبقاء الكيان الصهيوني على قيد الحياة لمدة ثلاثين عاما آخر - وهو ما لن يتمكنوا منه إن شاء الله - فلن يتم حل هذه القضية.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: فلسطين يجب أن تعود لشعبها، وبعد تشكيل الدولة الفلسطينية فإنهم هم الذين سيقررون ما يجب أن يفعلونه مع الصهاينة.
وأشار سماحته إلى تحركات تهدف لتطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني ودول المنطقة، وقال: يعتقد البعض أن المشكلة ستحل بهذه الإجراءات، في حين انه مع افتراض تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني والدول العربية المحيطة به، ليس لن تحل المشكلة فحسب، بل ستتوجه المشكلة إلى الحكومات التي بتغاضيها عن جرائم كيان الاحتلال مدّت يد الصداقة له، وأن الشعوب ستتصدى لتلك الحكومات.
وهنأ سماحته مجتمع المعلمين الأعزاء بيوم المعلم باعتبارهم رعاة الفضيلة وبناة مستقبل الوطن، وقال: إن اهتمام الجميع بالمعلم واحترامه سيزيد من جاذبية هذه الوظيفة المشرّفة، ويرفع مستوى مجتمع المعلمين، وبالتالي رفعة الوطن، ولا بد من أن ينشط الإعلام وأصحاب المنابر العامة في تبيان مكانة المعلم وضرورة الإشادة به.
وعن السبب في اختلاف أهمية التربية والتعليم عن المؤسسات الأخرى، أوضح سماحته: كل المؤسسات تستخدم الموارد البشرية، في حين أن التربية والتعليم تُنمّي الموارد البشرية.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي المعلمين النشطين بأنهم بُناة هوية جيل الشباب، وأضاف: كل كلمة وسلوك وموقف وحتى لفتة للمعلم لها تأثير في بناء شخصية الجيل الجديد.
واعتبر سماحته وجود الموارد البشرية الجيدة بأنه لا يقارن مع الموارد الطبيعية ورأس المال، وأضاف: إن التقدّم والأمن والصحة والعلم وتحقيق كافة القيم الإنسانية والإسلامية في البلاد يعتمد على وجود الموارد البشرية المناسبة، وهذا العمل العظيم هو مسؤولية التربية والتعليم.
وقيّم سماحة آية الله الخامنئي كلام وزير التربية والتعليم في هذا اللقاء بالجيد، وأضاف: الحمد لله أصبحت النقاط التي تطرقنا إليها في السنوات الماضية، في مسار التنفيذ.
وفي شرحه لموضوعات التعليم المهمة، وصف قائد الثورة الإسلامية المعظم تنفيذ وثيقة التطوير بأنه أهم القضايا، وقال: لقد تضررنا بسبب التقاعس وعدم الاهتمام بهذه الوثيقة في السنوات الماضية، ولكن مراجعة هذه الوثيقة الذي يجري الانتهاء منها ووضع خطة تنفيذها هو بشرى سارة.
واعتبر سماحته التبيان الصحيح لقضايا البلاد الجوهرية، مهمة أخرى للمعاونية التربوية، وأضاف: إذا عرف ملايين الشباب والناشئة القضايا الجوهرية والاساسية للوطن، وميّزوا جبهة الصديق عن جبهة العدو، وأصبحوا محصّنين أمام أهداف أعداء الوطن، فإن الاستثمار الإعلامي والسياسي الضخم للأعداء لن يفلح.
وأضاف سماحة آية الله الخامنئي: على الطلاب والشباب والناشئة أن يعوا منطق وعقلانية سياسات واداء الدولة وأن يعرفوا ما هو المنطق الكامن وراء شعارات الشعب "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" ولماذا إيران غير مستعدة لإقامة علاقات مع بعض الدول والحكومات.
ووصف سماحته المعلم ليس فقط بمعلم العلوم ولكن أيضا مربي هوية الطالب، وأضاف: يمكن للمعلم اكتشاف قدرات الطالب ومواهبه الكامنة، وتحقيقها مثل استخراج الذهب والفضة من المنجم، ولذلك ينبغي على المعلم بالإضافة إلى التعليم أن يمنح الطالب الدافع والجهد والثقة بالنفس والحماس للدروس والعمل، حتى تزدهر قدراته الداخلية.
واعتبر سماحته "إعطاء الطالب منظوراً وطنيا" توقعا آخر من المعلم، وأضاف: المنظور الوطني يعني أن يعرف الطالب أن التعليم والفصل الدراسي جزء من الحركة العامة للتقدم، وجزء من الماكنة العظيمة التي تُحرّك البلاد والدولة، لذا لا بد من تثقيف الطلاب على المفاخر الوطنية، وإنجازات الوطن، والانتصارات الناتجة عن السبل الصائبة، وكذلك توعيتهم تجاه المخاطر والعداوات.
واعتبر سماحته "بث الأمل" واجباً آخر على المعلمين، وأضاف: الأمل هو ضمانة مستقبل البلاد، ومن يبعث الأمل في قلوب وأرواح الشباب، يساهم فعلا في بناء مستقبل البلاد، ولهذا السبب نُصرّ مراراً وتكراراً على أهمية بث الأمل.
وأضاف سماحة آية الله الخامنئي: الأشخاص الذين يخيبون آمال الشباب بسبب مناوأتهم للدولة أو الحكومة أو اشخاص آخرين، هم في الواقع يُضرون بمستقبل البلاد.
وأوصى سماحته، المعلمين كذلك بـ "تشجيع الطلاب على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية" و"تعليم المهارات للطلاب".
في بداية اللقاء، أعلن السيد صحرائي وزير التربية والتعليم في تقرير له، إنجاز المراحل النهائية لمراجعة وثيقة التحوّل، والموافقة على خارطة طريق تنفيذ وثيقة التحوّل مع التركيز على محورية المعلمين، والمناهج الدراسية والتربوية، والمدارس والتقييم الدراسي، من بين الأنشطة والإجراءات الأخرى لوزارة التربية والتعليم.
وأشار السيد صحرائي إلى التوظيف غير المسبوق لـ 70.000 معلم، وفقاً لأولوية توظيف الجامعيين-المعلمين، وإكمال وبناء 2900 مدرسة في جميع أنحاء البلاد، وزيادة حصة الطلاب الحرفيين والمهنيين في التعليم الثانوي، ومتابعة سياسة "كل طالب لديه مهارة حِرفية" وتعزيز الشؤون التربوية والإستشارية، بأنها من بين محاور تقرير وزير التربية والتعليم خلال هذا الاجتماع.