أكد القائد العام المعظم للقوات المسلحة الايرانية سماحة آية الله الخامنئي صباح اليوم (الإثنين:2022/10/03)، في كلمة مهمة ألقاها في مراسم تخرج دفعة جديدة من طلاب جامعات ضباط القوات المسلحة، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة: أقول بصراحة أن هذه الأحداث خططت لها أميركا والكيان الصهيوني وأذنابهم، مشكلتهم الرئيسية مع إيران القوية والمستقلة وتقدم البلاد، الشعب الإيراني ظهر قويا جداً في هذه الأحداث، وسيدخل بشجاعة إلى الساحة حيثما كان ذلك ضرورياً في المستقبل.
وفي بداية هذه المراسم التي اقيمت في جامعة الإمام الحسن المجتبى (ع) للضبّاط وتدريب الشرطة، زار قائد الثورة الاسلامية المعظم مزار الشهداء المجهولين وقرأ سورة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار، وحيّا الأبطال الأشاوس المدافعين عن الاسلام وايران.
ثم استعرض القائد العام المعظم للقوات المسلحة الوحدات المتواجدة في ساحة العرض.
وتطرق قائد الثورة الإسلامية المعظم في كلمته الهامة الى الأحداث الأخيرة في البلاد، وقال: في هذه الأحداث، تعرّضت قوى الامن الداخلي وقوات التعبئة والشعب الإيراني للظلم أكثر من أي شيء آخر، طبعاً الشعب الايراني ظهر قوياً تماماً في هذه الحادث كما في الحوادث الاخرى وسيكون كذلك في المستقبل.
وأضاف سماحة آية الله الخامنئي: في المستقبل، وحيثما يريد الأعداء إحداث اضطرابات، فإن الشعب الإيراني الشجاع والمؤمن سيكون درعا حاميا للثورة.
ووصف سماحته الشعب الايراني، مثل مولاه أمير المؤمنين الإمام علي (ع)، بأنه شعب مظلوم وفي نفس الوقت شعب قوي، وقال: هذه الحادثة التي توفيت فيها فتاة شابة أحزن قلوبنا ، لكن رد الفعل على هذه الحادثة بدون انتظار التحقيقات، لم يكن أمرا عاديا، فقد نزل البعض الى الشوارع لزعزعة الامن، واحرقوا القرآن ونزعوا الحجاب عن رأس المرأة المحجبة وأشعلوا النار في المساجد والحسينيات وسيارات المواطنين، ولم يكن رد الفعل هذا عاديا وطبيعيا.
وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أن أعمال الشغب هذه مخطط لها سلفا، وقال: لو لم تكن قضية هذه الفتاة الشابة، لكانوا قد افتعلوا ذريعة أخرى لزعزعة الأمن وإثارة أعمال الشغب في البلاد في بداية العام الدراسي الجديد.
وتابع سماحة آية الله الخامنئي: أقول صراحة إن اعمال الشغب هذه وزعزعة الأمن هو مخطط أعدته أميركا والكيان الصهيوني الغاصب والمزيّف، وقد ساعدهم المرتزقة وبعض الإيرانيين الخونة في الخارج.
واضاف سماحته: بعض الاشخاص حسّاسون لحقيقة قول أن تلك الحوادث كانت من تخطيط وعمل العدو ، وهم يشهرون صدورهم دفاعاً عن اجهزة التجسس الأميركية والصهيونية، كما أنهم يستخدمون جميع أنواع التحليلات والتقارير المضللة للادعاء بأن هذا الأمر لم يكن من عمل الأجانب.
ولفت سماحته ان هناك الكثير من أعمال الشغب تحدث في العالم ، في أوروبا وخاصة في فرنسا وباريس، نشهد أعمال شغب بين حين وآخر، ولكن هل حدث أن أيّد الرئيس الامريكي أو مجلس النواب الامريكي المشاغبين وأدلوا ببيان؟ هل هناك سابقة بأنهم وجّهوا رسائل وقالوا بإننا الى جانبكم ؟ هل هناك سابقة بان وسائل الإعلام المرتبطة بالرأسمالية الأمريكية ومرتزقتها مثل بعض الدول الاقليمية بما في ذلك السعودية دعمت المشاغبين في هذه البلدان ؟ وهل هناك سابقة بان يعلن الأمريكيون عن توفير بعض أجهزة أو برامج الإنترنت لمثيري الشغب حتى يتمكنوا من التواصل بسهولة؟
وأضاف قائد الثورة الاسلامية المعظم أننا شهدنا مثل هذا الدعم عدّة مرات في إيران، متسائلا كيف يكون بعض الناس لا يرون اليد الأجنبية وكيف يمكن لشخص ذكي ألا يشعر أن هناك أيادي خفية وراء هذه الأحداث؟
وأكد سماحته أن الاميركيين يظهرون حزنهم كذباً لوفاة فتاة ايرانية فيما أنهم سعداء لاستغلال وفاتها في اثارة اعمال الشغب، مضيفا ان إعلان واشنطن أسفها عن وفاة هذه الفتاة هو أمر غير حقيقي ولامبرر له بل تستغلها لاثارة أزمة في البلاد.
وأکد سماحته أن مسؤولو السلطات الثلاث وخاصة السلطة القضائية يتابعون حادث وفاة هذه الفتاة للكشف الكامل عن ملابسات الحادث وقد وعدت السلطة القضائیة بمتابعة الموضوع حتى النهاية.
وقال سماحته متسائلا؟، كيف يمكن إلقاء اللوم على منظمة ومجموعة كبيرة بسبب احتمال حدوث خطأ، مؤكدا لا يوجد منطق وراء هذا الأمر وهو عمل لا شك بانه من فعل وكالات التجسس وصناع السياسة الخارجية والمنظرين الاجانب المعادين لايران.
وتساءل قائد الثورة الإسلامية المعظم عن دافع الحكومات الأجنبية لإثارة الاضطرابات وزعزعة الأمن في البلاد، وأضاف: إنهم يشعرون أن البلاد تتقدم نحو القوة المطلقة ولا يمكنهم تحمل هذا الموضوع.
وأشار سماحته إلى تسريع وتيرة تقدم البلاد في جميع القطاعات والجهود المبذولة لفتح بعض العقد القديمة وتفعيل قطاع الإنتاج وتعزيز نشاطات الشركات القائمة على المعرفة وقدرة البلاد على تحييد الحظر المفروض عليها وقال: إن اعداء ايران لايريدون لها ان تتطور ولذلك يخططون لأغلاق الجامعات ونشر العنف في الشوارع وجعلها غيرآمنة وإلهاء المسؤولين بقضايا جديدة في شمال غرب وجنوب شرق البلاد.
وأكد سماحته أن العدو مخطئ في حساباته حول الشمال الغربي والجنوب الشرقي للبلاد، واصفا الاهالي البلوش بانهم موالون بشدة للجمهورية الإسلامية. كما أن الشعب الكردي من أكثر الشعوب الإيرانية تقدّما ويهتم بوطنه والإسلام والنظام، لذا فإن خطتهم لن يكتب لها نجاح.
وقال قائد الثورة الإسلامية المعظم: إن مخططات الأعداء وأفعالهم تظهر مآربهم الدفينة، نفس العدو الذي يقول في تصريحات دبلوماسية أننا لا ننوي مهاجمة إيران وتغيير النظام، لديه مثل هذه النية ويسعى إلى التآمر لإثارة اعمال الشغب وتدمير أمن البلاد واثارة مشاعر البعض.
وأكد سماحة آية الله الخامنئي أن الولايات المتحدة ليست فقط ضد الجمهورية الإسلامية ، بل ضد إيران القوية والمستقلة ، مضيفًا: إنهم يريدون إيران على غرار عهد الشاه المخلوع ، التي أطاعت أوامرهم مثل بقرة حلوب.
ومضى سماحته قائلا: وراء كواليس الحوادث الأخيرة هؤلاء المتغطرسون ، والمشكلة ليست حول وفاة الشابة أو ارتداء الحجاب أو عدم ارتدائه، وكثير من أولئك الذين لا يرتدون الحجاب الكامل هم من بين المؤيدين الجادين للجمهورية الإسلامية ويشاركون في مناسبات مختلفة، والنقاش هو حول استقلال ومكانة وتقوية واقتدار إيران الإسلامية.
واوضح قائد الثورة الإسلامية المعظم عدة امور، وقال: هؤلاء الذين يرتكبون الفساد واعمال التخريب في الشوارع ليس كلهم يلقى نفس العقوبة، فبعض الشباب نزلوا إلى الشارع بسبب الإثارة التي يسببها مشاهدة برنامج على الإنترنت، ويمكن تنبيه هؤلاء الأشخاص بأنهم مخطئون.
وأكد سماحة آية الله الخامنئي أن من نزلوا إلى الشوارع قليل جدًا مقارنة بالشعب الإيراني والشباب المؤمن والغيور، وقال: بالطبع بعض هؤلاء الذين نزلوا إلى الشوارع هم من بقايا العناصر التي تلقت ضربة من قبل الجمهورية الإسلامية ، مثل عائلات المنافقين والانفصاليين وانصار الملكية وجهاز أمن السافاك، ويجب على السلطة القضائية تحديد العقوبة ومحاكمتهم بما يتناسب مع مشاركتهم في اعمال التدمير والإضرار بألامن العام.
وانتقد قائد الثورة الاسلامية المعظم مواقف بعض الشخصيات في بداية هذه الحادثة وأضاف: في البداية ، أصدر بعض الخواص بيانات وتصريحات دون تحقيق وربما بدافع الرحمة، بعضهم القى باللوم على قوى الامن الداخلي والبعض الاخر القى باللوم على النظام، والآن بعد أن رأوا ما هو الأمر وما حدث في الشوارع نتيجة كلامهم بتخطيط من العدو، فعليهم التعويض عن عملهم والاعلان بوضوح أنهم ضد ما حدث وضد مخطط العدو الأجنبي.
واضاف سماحته : عندما يقارن العنصر السياسي الأميركي هذه القضية بجدار برلين ، يجب أن تفهم ما هي القضية ، وإذا كنت لا تفهم ، فافهم الآن واتخذ موقفًا واضحًا.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى مواقف بعض الشخصيات الرياضية والفنية وقال: في رأيي ، هذه المواقف لا أهمية لها ويجب أن لا تكون هناك حساسية تجاهها.
وأكد سماحة آية الله الخامنئي إن الوسط الفني والرياضي سليم وتوجد فيه عناصر مؤمنة وشريفة ليست قليلة، وموقف قلة من هؤلاء لا قيمة له، وأضاف: طبعا إن الأمر متروك للقضاء ليقرر ما إذا كان موقفهم جنائيا أم لا ، ولكن بشكل عام ، فإن موقف هؤلاء الناس لا قيمة له ، ولن يتلوث المجتمع الفني والرياضي بهذه المواقف التي تسرّ العدو.
وفي جانب آخر من كلمته ، وصف قائد الثورة الإسلامية المعظم، قدوم عدة آلاف من الشباب ذوي الحماس والدافع الأكاديمي للالتحاق بالقوات المسلحة كل عام بانه قوة عظيمة وبشارة طيبة ويحمل رسالة تحديث وقوة للبلاد وقال : إن وجود الشباب الإيراني في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية والعسكرية للبلاد أمر واعد حقًا.
وأشار سماحة آية الله خامنئي إلى الدعاية المضللة للمغرضين بإظهار صورة يائسة وغير مسؤولة ومنفصلة عن القيم من الشباب الإيراني وقال : إن الواقع هو عكس هذه الدعاية وحركة جيلنا الشاب حركة لامعة ومشرقة في جميع المجالات.
وفي هذا المجال ، اشار سماحته الى دور الشباب في الدفاع عن الوطن وأمن الوطن ، ومساعدة جبهة المقاومة والحركة المقدسة للدفاع عن مراقد اهل البيت (ع) ، الخدمات الاجتماعية ، التقدم العلمي ، الإنتاج والابتكار ، والمشاركة في المراسم الدينية والحضور المليوني في مسيرات الأربعين المهيبة والمتخلفين عنها ، مكافحة المرض الوبائي والمساعدات المادية والجهاد الثقافي والإغاثة في الكوارث الطبيعية وأضاف : هؤلاء الشباب الدؤوب والنشط في وسط الميدان لا يخيب أملهم ولا ينفصلوا عن قيمهم ، وبالطبع ، كان الشباب المؤمن هو الرائد في كل هذه المجالات والحركات .
ووصف القائد العام المعظم للقوات المسلحة ، القوات المسلحة بانها من ركائز القوة الوطنية وشدد على ضرورة ترسيخ عامل القوة هذا ، ونوه بالقول : ان تعزيز القوات المسلحة تتسم باهمية مضاعفة بالنسبة لإيراننا التي تواجه أعداء بلطجيين ومتنمرين مثل امريكا ، وعلى المسؤولين العسكريين تعزيز قدرات البلاد باستخدام آليات وحلول جديدة ومحدثة ، وتحديث وتطوير جميع البرامج والأدوات والمعدات ، وتعزيز البحث العلمي ، وتصميم وخططات حربية تركيبية لمواجهة حرب العدو التركيبية .
واعتبر سماحته المسؤولية الرئيسية للقوات المسلحة بانها تتمثل في حماية الأمن الوطني باعتبارها البنية التحتية لجميع جوانب الحياة ، بما في ذلك الأمن في الأمور الشخصية والأمن في الأمور العامة ، وأضاف: بدون الأمن لا يمكن التقدم في أي مجال.
وأضاف سماحة آية الله خامنئي أن هناك انعداما للأمن في الدول الكبرى والأسوأ من ذلك كله في أمريكا ، ونرى دائما هجمات على المدارس والمتاجر والمطاعم.
وصف قائد الثورة الإسلامية المعظم القوات المسلحة بانها الضامنة لأمن البلاد ، وقال: إذن إضعاف القوات المسلحة يعني اضعاف أمن البلاد ، ومن يهاجم مركز الشرطة أو مقرات التعبئة أو ينال من الجيش أو الحرس الثوري بلسانه فانه يهاجم أمن البلاد.
وأضاف سماحته في هذا المجال : إن الشرطة ملزمة بالتصدي للمجرم وضمان سلامة المجتمع، لذا إن إضعافها يعني تقوية المجرمين ، ومن يهاجم الشرطة فإنه يترك الناس بلا حماية ضد المجرمين والاوباش واللصوص والمبتزين.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي "الأمن المتأصل" امتيازا عظيما للبلاد ، وقال: أمننا داخلي تماما ولا يعتمد على الآخرين ، وهذا الأمن متناغم تماما مع الأمن الذي يخلقه الآخرون من الخارج وينظرون إلى ذلك البلد باعتباره بقرة حلوب مختلفة.
ووصف سماحته أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بانه نابع من الاتكال على قوة الباري تعالى ونصرة ولي العصر (ع) وفكر وصمود الشعب والقوات المسلحة وأضاف: من يعتمد على أجنبي، ستتركه القوة الأجنبية لوحده في وقت الشدة ، لأنه لا يريد ولا يستطيع أن يحميها.
وفي ختام كلمته حيّا قائد الثورة الإسلامية المعظم ذكرى جميع شهداء طريق الحق، وشهداء الشرطة والقوات المسلحة، والشهداء المدافعين عن الأمن، وخاصة شهداء الآونة الأخيرة.
وفي هذه المراسم ألقى رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري كلمة اكد فيها، أن تحركات قلة من الاشخاص الغافلين أو العملاء للتسبب في حالة من انعدام الأمن لن تعيق الحركة المجيدة للشعب الايراني النبيل، وقال : ان القوات المسلحة تقف مع الشعب في تنفيذ أمر قائد المقاومة النشطة.
ويذكر ان مراسم التخرج المشترك لطلاب جامعات القوات المسلحة اقيم هذا العام في جامعة الإمام الحسن للضباط وتدريب الشرطة، ومن خلال الاتصال المرئي مباشرة مع 9 جامعات أخرى للقوات المسلحة، حيث استمع طلاب هذه الجامعات الى كلمة القائد العام للقوات المسلحة.