شدد قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والوفد المرافق له عصر اليوم (الثلاثاء: 2022/7/19)، على ضرورة تفعيل التفاهمات والاتفاقيات بين البلدين، واعتبر سماحته أنه من الضروري توخي اليقظة تجاه سياسات الغرب الخادعة، ولفت إلى أن التعاون طويل الأمد بين إيران وروسيا يعود بالنفع على البلدين.
وأكد سماحة آية الله السيد علي الخامنئي في هذا اللقاء أن الأحداث العالمية تظهر حاجة إيران وروسيا لزيادة التعاون المتبادل، وأضاف: هناك تفاهمات واتفاقيات كثيرة بين البلدين، منها في قطاع النفط والغاز، يجب متابعتها وتنفيذها حتى النهاية.
واعتبر سماحته التعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا، خاصة في أعقاب الحظر الغربي، بانه ضروري ويخدم مصلحة كلا البلدين، وفيما يتعلق بالأحداث في أوكرانيا، وقال سماحته: الحرب مقولة قاسية وصعبة، وان الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست مسرورة على الإطلاق من أن يعاني منها الناس العاديين، لكن في حالة أوكرانيا، إذا لم تأخذ زمام المبادرة، فإن الطرف الآخر سيتسبب بمبادرته باندلاع الحرب.
وأكد قائد الثورة الاسلامية المعظم أن الغربيين يعارضون تماما وجود روسيا قوية ومستقلة، واعتبر الناتو بأنه كيان خطير، وأضاف: إذا كان الطريق مفتوحا أمام الناتو، فهو لا يعرف حدوداً، وإذا لم يتم إيقافه في أوكرانيا، فانه سيشعل نار حرب مماثلة بعد فترة بذريعة شبه جزيرة القرم.
وتابع سماحة آية الله السيد علي الخامنئي: بالطبع ان أمیركا والغرب اليوم أضعف من ذي قبل، وعلى الرغم من مساعيهما ونفقاتهما الكبيرة، فإن نجاح سياساتهما في منطقتنا، بما في ذلك في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين قد تضاءل بشكل كبير.
ووصف سماحته القضية السورية بأنها بالغة الأهمية، مؤكداً على موقف الجمهورية الإسلامية الرافض للهجوم العسكري على هذا البلد وضرورة منعه، وأضاف: إن هناك قضية أخرى مهمة في الشأن السوري هي احتلال المناطق الخصبة والغنية بالنفط، شرق الفرات من قبل الأمیركيين، والتي يجب حل هذه المسألة بطردهم من تلك المنطقة.
وندد سماحة آية الله السيد علي الخامنئي بتدخل الكيان الصهيوني في شؤون المنطقة وأشاد بمواقف الرئيس الروسي الأخيرة ضد الصهاينة.
وشدد سماحته على أن الجمهورية الإسلامية الايرانية لن تتسامح أبدا مع السياسات والبرامج التي تؤدي إلى إغلاق الحدود بين إيران وأرمينيا.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم التعاون طويل الأمد بين إيران وروسيا بأنه يصب بقوة وبعمق في صالح البلدين وقال سماحته مخاطباً الرئيس بوتين: إن سيادتكم والرئيس الايراني كلاكما أصحاب مبادرة ومتابعة، ومن هنا فإن هذا التعاون بين البلدين في هذه المرحلة ينبغي ان يصل الى ذروته .
وضمن تأكيده لما قاله الرئيس الروسي حول ضرورة بدء تشغيل خط سكة حديد رشت - أستارا ، اعتبر سماحته هذا العمل استكمالاً لخط النقل بين الشمال والجنوب ويخدم البلدين .
كما اعتبر سماحة آية الله السيد علي الخامنئي أن اليقظة ضرورية ضد خداع الغرب، وقال: الأمريكيون هم متغطرسون وماكرون وان أحد أسباب إنهيار الاتحاد السوفيتي السابق يكمن في خداعه أمام السياسات الأمريكية، بالطبع، ان روسيا في عهدكم حافظت على استقلالها .
كما أيد سماحته على سياسة اعتماد العملات الوطنية في العلاقات بين البلدين واستخدام عملات أخرى بدلاً من الدولار، وقال: يجب إقصاء الدولار تدريجياً من مسار المعاملات العالمية، وهذا ممكن تدريجياً.
وفي هذا اللقاء الذي حضره أيضا الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي، قال الرئيس الروسي بوتين عن الأحداث في أوكرانيا: "لا أحد يؤيد الحرب وإن إزهاق أرواح الناس العاديين مأساة كبيرة، لكن سلوك الغرب جعلتنا لا خيار أمامنا سوى الرد ".
واستعرض الرئيس الروسي عوامل وجذور الخلافات بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما الأعمال الاستفزازية للغرب والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الانقلاب في أوكرانيا، وكذلك سياسة التوسع لحلف الناتو، على الرغم من التزاماتهم السابقة بتجنب أي توسع باتجاه روسيا. وقال ان بعض الدول الأوروبية قالت إننا ضد عضوية أوكرانيا في الناتو ، لكننا وافقنا على ذلك بضغط أمريكي، مما يدل على افتقارها للسيادة والاستقلال.
واعتبر الرئيس بوتين إغتيال الجنرال سليماني بأنه إنموذج آخر على شرور الأمريكيين، وفي جانب آخر من حديثه، أشار الرئيس بوتين إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، وقال: هذه العقوبات هي في ضرر الغرب، ومن نتائجها خلق مشاكل مثل ارتفاع أسعار النفط وأزمة الإمدادات الغذائية.
وأشار الرئيس الروسي إلى إساءة استخدام الولايات المتحدة لأداة الدولار لفرض الحظر على الدول الأخرى ونهبها، واعتبر أن ذلك يضر بهم ويضعف الثقة العالمية بهذه العملة وتحرك الدول صوب اعتماد العملات البديلة، وأضاف: روسيا وإيران تعملان على ابتكار أساليب جديدة لاعتماد العملات الوطنية في العلاقات بين البلدين.
وأشاد الرئيس الروسي بمواقف قائد الثورة الاسلامية المعظم بشأن منطقة القوقاز، واعتبر مواقف البلدين من الملف السوري، بما في ذلك معارضة الهجوم العسكري على شمال هذا البلد، متطابقة تماما مع بعضهما البعض، وقال: يجب أن تكون منطقة شرق الفرات تحت سيطرة القوات العسكرية السورية.
واعتبر السيد بوتين أن التعاون بين البلدين يتقدم في جميع القطاعات والمشاريع، وأضاف: إيران وروسيا تحاربان بشكل مشترك الإرهاب في سوريا، وفي المجال العسكري، نحاول أيضا تطوير التعاون بين البلدين، فضلا عن التعاون والمناورات الثلاثية مع الصين.