أشار قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي عصر اليوم (السبت:2022/6/11) لدى استقباله الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو والوفد المرافق له، إلى صمود إيران وفنزويلا أمام الضغوط الشديدة والحرب الأميركية المركّبة، وشدد سماحته على أن التجربة الناجحة للبلدين برهنت أن السبيل الوحيد لمواجهة هذه الضغوط هي المقاومة والصمود.
وفي إشارة إلى إنتصار فنزويلا حكومةً وشعباً في النضال الشاق ضد الولايات المتحدة والحرب المركّبة والشاملة التي أثارتها ضد فنزويلا، خاطب سماحته مادورو قائلاً: "إن صمودكم والشعب الفنزويلي قيّم للغاية لأنه يقود الى النهوض بمكانة ومنزلة ولياقة الشعب والبلد وقيادته، واليوم من الطبيعي أن نظرة اميركا الى فنزويلا باتت تختلف عن الماضي".
كما أشار سماحة آية الله الخامنئي إلى التقدم والمبادرات العلمية والتكنولوجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في السنوات الأخيرة، وأضاف: "لقد تم اتخاذ هذه الخطوات الكبيرة في ظروف فُرضت فيه إجراءات حظر وضغوط كانت هي الأشد وغير مسبوقة على الشعب الإيراني، الأمريكيون أنفسهم أطلقوا عليها إسم "الضغوط القصوى".
وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أن صمود الشعب الإيراني قاد إلى إحباط سياسة الضغوط القصوى، بحيث وصفها مؤخرا أحد كبار المسؤولين السياسيين في الولايات المتحدة بعبارة "الهزيمة المشينة".
وأفاد سماحته: إن ما يمكن استخلاصة من صمود ونجاح الشعبين الايراني والفنزويلي هو أن السبيل الوحيد الناجع في مواجهة الضغوط هو الصمود والمقاومة، لافتاً الى ان التعاون والتواصل بين الجمهورية الإسلامية الايرانية والحكومة البوليفارية في فنزويلا يجب أن يكونا راسخين ووثيقين أكثر فأكثر.
ورحب سماحته بتوقيع وثيقة تعاون لعشرين عاماً بين إيران وفنزويلا ، وقال ان التعاون الطويل الأمد يتطلب متابعة الاتفاقات وإتمامها.
وفي إشارة إلى التعاون الودي بين إيران وفنزويلا ، قال قائد الثورة الاسلامية المعظم أن "البلدين ليس لديهما علاقات مع أية دولة مثل هذه العلاقات الوثيقة وأن الجمهورية الإسلامية الايرانية برهنت أنها تخاطر في أوقات الخطر وتأخذ بأيدي أصدقائها."
كما أشاد قائد الثورة الاسلامية المعظم بمواقف الرئيس مادورو المعادية للصهيونية ، قائلاً: إن مواقفكم الاخيرة ضد الكيان الصهيوني كانت صائبة وشجاعة للغاية".
بدوره شكر الرئيس الفنزويلي خلال اللقاء، الذي حضره أيضاً الرئيس الايراني السيد إبراهيم رئيسي، إيران على دعمها في جهاد الشعب الفنزويلي الشاق ضد الولايات المتحدة، وقال: "لقد جئتم لدعمنا عندما كان وضع فنزويلا صعبا للغاية ولم يكن هناك بلد يساعدنا وقد مددتم يد المساعدة لنا لكي نخرج من هذا الوضع".
واستعرض مادورو الوضع الاقتصادي الصعب في فنزويلا في السنوات الأخيرة ، وأضاف انه وكما قلتم، بدأ الأميركيون حرباً تدريجية ومتعددة الأبعاد ضد بلدنا، لكننا تمكنا من خلال الصمود والاستفادة من الفرص التي وفرتها العقوبات لنبدأ التصدي الشامل للهجمة الاميركية، والآن أصبح الوضع في فنزويلا أفضل مما كان عليه قبل عدة سنوات.
وفي إشارة إلى محادثاته في طهران والتوقيع على وثيقة تعاون، أضاف مادورو: "نحن نعمل على تصميم خارطة طريق دقيقة للتعاون مع إيران في مختلف المجالات، وخاصة في مجال العلوم والتكنولوجيا".
وشدد الرئيس الفنزويلي على أن بلاده تعتبر قضية فلسطين قضية إنسانية مقدّسة، قائلاً: "بسبب هذا الإعتقاد فإن الكيان الصهيوني يخطط باستمرار ضد فنزويلا من خلال الموساد".