أجرى قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي، صباح اليوم (الخميس:2021/5/27) لقاءً مرئياً مع رئيس ونواب مجلس الشورى الإسلامي، وتحدث سماحته في كلمته الهامة حول قضايا الانتخابات الأخيرة، معتبراً أن بيان حلول موضوعية وحقيقية للمشاكل الاقتصادية والمعيشية للشعب في البرامج الانتخابية للمرشحين، هي العامل الرئيسي في زيادة دوافع المشاركة في الإنتخابات، وبيّن سماحته ما يجب فعله وما لا يجب فعله خلال التنافس في الحملات الانتخابية.
وقال قائد الثورة الاسلامية المعظم: ان الانتخابات تجري في يوم واحد، إلا أن تاثيراتها تبقى في معيشة المواطنين والبلاد على مدى عدة اعوام، ونامل ان تكون انتخابات 18 حزيران مبعثا لشموخ وعزة ورفعة البلاد خلافا لرغبة الاعداء.
ودعا سماحة آية الله السيد الخامنئي، الشعب الايراني للمشاركة الواسعة في الانتخابات وأن يدركوا بأنها تخصهم وأن يصوتوا لمن يمتلك الاهلية وقال: على المواطنين ان يعلموا بأن الانتخابات ستترك آثارها لبضع سنوات وأن من يروج لعدم المشاركة فيها ليسوا حريصين على مصلحة الشعب.
وأعلن سماحته دعمه الكامل للمسار القانوني لمجلس صيانة الدستور في عملية البت في اهلية المترشحين للانتخابات، واعرب سماحته عن شكره للمترشحين المرفوضة أهليتهم الذين اعربوا بثبات عن قبولهم لقرار مجلس صيانة الدستور. واعتبر حضور مدراء اقوياء واكفاء في تسوية المشاكل الاساسية للمواطنين عاملا في زيادة المشاركة الشعبية في الانتخابات.
واضاف قائد الثورة الاسلامية المعظم مخاطبا الشعب الايراني: شاركوا في الانتخابات واعتبروها بانها تخصكم واطلبوا العون من الباري تعالى بالتسديد للصواب والحق وان تتوجهوا لصناديق الاقتراع للتصويت لمن هو الاكثر جدارة.
ووجه سماحته توصيات لنواب الشعب لمواصلة خصائص مثل "الحركة الثورية والحكيمة" و"بذل الجهود الدؤوبة" و"الفاعلية والطابع الشعبي" وقال: على جميع المجالس ان تجعل نفسها مثلما قال الامام الخميني الراحل، ذروة الفضائل اللامعة والمتعددة للشعب.
ودعا سماحته مرشحي الرئاسة وأنصارهم إلى عدم تحويل العملية الانتخابية الى ميدان للحرب واستعراض القوة، وان يتجنبوا ما يجري في الانتخابات الامريكية وبعض الدول الاوروبية، واعتبر سماحته ان ميدان الانتخابات هو ميدان مسابقة لتقديم الخدمة للمواطنين ومسارعة الى الخيرات، ومن هنا لابد من تجنب الكراهية واطلاق الاتهامات، والابتعاد عن الشعارات غير العملية والمخادعة، بل ان على المرشحين ان يعلنوا شعاراتهم ووعودهم بما يتناسب مع امكانات وواقع البلاد.
واعتبر سماحته أداء مجلس الشورى خلال العام الاخير مؤشرا للجهود والهمة العالية والفاعلية، وعدّ حضور القوى الشبابية والمقتدرة الى جانب القوى ذات الخبرة التشريعية والتنفيذية بأنه يؤدي لنجاح المجلس في المصادقة على اللوائح والمشاريع المهمة، ووجه الشكر والتقدير لرئيس المجلس والنواب لحضورهم بين المواطنين وزياراتهم للمحافظات واضاف: ان هذا الامر جيد جدا. ابقوا الى جانب الشعب على الدوام.
واوصى قائد الثورة الاسلامية المعظم بـ "تعزيز الفاعلية وسيادة العقلانية والطمأنينة" في المجلس واضاف: ان اداء المجلس كان جيدا لغاية الآن، الا ان تمهيد الطريق لإصلاح الامور في البلاد بحاجة لاعمال اكثر ووجود الهدوء العقلاني وتجنب الاعمال المتأثرة بالاحاسيس الآنية.
ومن التوصيات الاخرى التي وجهها سماحته للنواب؛ "امتلاك الروح الثورية، اي روح المبادرة الصحيحة والحاسمة في المسار الصائب والمستلهم من العقلانية" و"الاستفادة من الامكانيات القانونية للمجلس في مسار تنفيذ القانون والحقيقة" و"الدقة في الاستفادة من منبر المجلس" و"الاهتمام الجاد بالعمل الخبرائي في دراسة المشاريع واللوائح ورفع المستوى النوعي للقوانين" و "استخدام اللوائح بدل المشاريع في القضايا الحساسة والمهمة" و"التزام الاولويات والقضايا الاساسية".
وأشار سماحته الى عملية البت في اهلية المترشحين للانتخابات الرئاسية من قبل مجلس صيانة الدستور وقال: ارى لزاما ان اوجه الشكر لجميع الذين دخلوا ساحة الترشيح للانتخابات من باب الشعور بالمسؤولية، وان اوجه كذلك الشكر المضاعف للذين لم يتم تاكيد اهليتهم لكنهم تقبلوا الامر بنبل ودعوا الشعب للمشاركة في الانتخابات.
واوضح سماحته بان عدم تاكيد اهلية بعض المترشحين لا يعني انهم عديمو الاهلية، بل ان مجلس صيانة الدستور لم يستطع في ضوء التقارير الواصلة اليه وما يمتكله من امكانيات ومعرفة من تاكيد اهلية الشخص رغم ان هذا الشخص قد يمتلك اهلية عالية.
واشار سماحته الى اعتراض البعض على مجلس صيانة الدستور قائلا: بطبيعة الحال فان هذه الاعتراضات مختلفة، فبعضها تأتي من باب الحرص على الانتخابات والقلق من احتمال المشاركة الواطئة فيها، والبعض مستاء ومعاتب من منطلق ان مرشحهم لم يتم تأكيد اهليته، ولا مأخذة على هؤلاء، الا ان البعض يعارض اساس وجود مجلس صيانة الدستور ويريدون من خلال القضايا التي يطرحونها في الصحافة والاجواء الافتراضية، استغلال هذه الفرصة للانتقام من مجلس صيانة الدستور ولن يسامح الله هؤلاء الافراد.
وأكد سماحته أنه لا ينبغي الاصغاء للاشخاص الذين يحرّضون على عدم المشاركة في الانتخابات ويرّوجون الى أنه لافائدة من ذلك، فهؤلاء لا يهتمون بأمر المواطنين ولا يتعاطفون معهم.
وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى أن الاعداء سخّروا كل امكاناتهم لتكون الانتخابات مبعثا للشعور بالاحباط لدى المواطنين، وان هناك في الداخل من يكررون مقولة الاعداء من حيث يعلمون أو لا يعلمون، لكن المؤمل - بعون الله وهمة المواطنين - ان هذه الانتخابات ستكون مبعثا لعزة وكرامة البلاد.
وحول ما يثار من قلق أو خشية من مشاركة شعبية ضعيفة في الانتخابات قال سماحته: انني اعتقد ان نسبة مشاركة الشعب ليست لها علاقة بهذا الاسم أو ذلك الاسم من المرشحين، بل ان المواطنين يبحثون عن شخص يتحلى بقوة الارادة ويمتلك الفاعلية لحل مشاكل البلاد، وبالتالي لن يكون لعنوان هذا الشخص أو حزبه أهمية لدى الناس.
واكد سماحة آية الله الخامنئي بان الشخص الذي يتولى مسؤولية السلطة التنفيذية يجب ان يعرف قضايا ومشاكل البلاد الاساسية وان يتمكن من حلها وأضاف: في مثل هذه الحالة ستصبح البلاد سعيدة بالمعنى الحقيقي للكلمة.
وأكد سماحته على اهمية القضايا السياسية والثقافية، معتبراً الموضوع الإقتصادي أنه القضية الفورية والاساسية للبلاد وينبغي على المرشحين ان يطلعوا المواطنين على برامجهم وسبل حلولهم لحل مشاكل البلاد الاقتصادية وان يتمكنوا من اقناعهم بانهم قادرون على حلها.
واشار سماحته الى معارضة الاعداء للانتخابات في البلاد منذ انتصار الثورة واضاف: على مدى الاعوام الـ 42 الماضية كان الامر على هذا المنوال وهو انهم يقولون قبل الانتخابات بان الشعب لن يشارك فيها وبعد مشاركة الشعب يقولون بانها انتخابات مهندَسة ويقولون بشأن الشخص المنتخب رئيسا للجمهورية بانه لا يمتلك الصلاحيات اللازمة.
وواضح سماحته بان الاعداء يكثفون اليوم حملاتهم الاعلامية للتقليل من أهمية الانتخابات في نظر المواطنين، مشددا على انه رغم كل ذلك فأن واجب الجميع هو العمل بما يفرضه التكليف الشرعي وبما يرضي الله تعالى.
وأكد سماحته أنه لاينبغي الاصغاء للاشخاص الذين يحرضون على عدم المشاركة في الانتخابات ويروجون الى أنه لافائدة من ذلك، فهؤلاء لايهتمون لأمر المواطنين ولا يتعاطفون معهم.
وفي مستهل اللقاء قدّم رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف تقريرا حول اداء المجلس خلال العام الاخير، وعدد أهم الإجراءات التشريعية والرقابية التي تم اتخاذها في السنة الأولى من الدورة الحادية عشر لمجلس النواب. مثل إعطاء الأولوية للقضايا الاقتصادية والمعيشية من خلال تمرير قوانين مثل "سلة الاقتصاد الشعبي"، و"قوانين زيادة الإنتاج وخفض أسعار المساكن"، و"تحديد التعريفات الجمركية على المنتجات الزراعية"، و"الزام الحكومة بدعم السلع الأساسية"، و"تخفيض الضرائب عن وحدات الإنتاج"، و"تخصيص 20 ألف مليار تومان لمكافحة الفقر والحرمان"، وجهود إصلاح هيكل الميزانية وتحديث النظام المصرفي والضريبي، بالإضافة إلى قوانين مهمة أخرى ، بما في ذلك اعتماد إجراءات استراتيجية بشأن القضية النووية.