أعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي في كلمته المتلفزة مباشرة صباح اليوم (الخميس: 2021/3/11) بمناسبة المبعث النبوي الشريف، عيد المبعث النبوي الشريف بأنه عيد كافة التواقين للعدالة في العالم، خاصة الامة الاسلامية، مضيفاً أن البعثة النبوية هي هدية عظيمة لكافة البشرية.
ووصف سماحته البعثة النبوية الشريفة بانها إختزنت اهدافا عظيمة وترافقت مع قدرة سياسية شاملة، وأضاف: ان البعثة النبوية الشريفة ترمي لايجاد نظام سياسي يحقق اهدافها، الباري هو الحاكم في كل النظم الاجتماعية، مصدر الحكم هو الكتب السماوية التي تنزل على الانبياء، والأنبياء هم من يحكم في المجتمع ويُنفّذ الاحكام الإلهية .
وأشار سماحته الى ان الانبياء كانوا هم الذين ينتخبون الحاكم. والرسول والمبعوث الالهي يقوم بتنفيذ الحكم الالهي، واضاف سماحته: ان الدين برنامج شامل لحياة البشرية ولا يقتصر على الفرد .
ولفت سماحته إلى انه كلما يُبعث اي نبي وينبري لتطبيق الاحكام الالهية، فإن المستكبرين والظالمين يعارضونه، موضحاً: إن الاعداء يعارضون الاسلام السياسي الذي يدير الدولة ومؤسساتها.
وجدد قائد الثورة الإسلامية المعظم التاكيد على ان البعثة النبوية هي حركة عظيمة تشتمل على برنامج شامل لنجاة البشرية، ومن هذا المنطلق فقد وصف امير المؤمنين علي عليه السلام النبي الاكرم بأنه بلسم يداوي جراح الأمة، وتابع سماحته بالقول: ان الثورة الاسلامية العظيمة في ايران جسّدت وجددت مضمون البعثة، الامام الخميني (ره) عمّقَ بفكره، الخط النبوي وثبته في المجتمع الانساني، الثورة الاسلامية كانت تبعاً للبعثة الشريفة وانطلقت ضد الظلم والاستبداد ودافعت عن المستضعفين.
ورأى سماحته بان الاعداء يعارضون الاسلام السياسي الذي يدير الدولة ومؤسساتها، موضحاً أن ما واجهته الثورة الاسلامية، هو على غرار ما واجهه النبي (ص) من مؤامرات، وأضاف: ان الاعداء في مواجهتهم للثورة الاسلامية روّجوا للكذب والتضليل وزعموا بأنها تعادي الشعوب. الجمهورية الاسلامية لا تعادي احداً، وهي تتعامل بالحسنى مع من لا يعاديها، وفي نفس الوقت فان القرآن ينهانا عن الصداقة مع الاعداء، ويدعو الى التحلي والتسلح بالقوة في مواجهة الاعداء، بالصبر والصمود مع الاعداد للقوة يندحر العدو .
وأوضح سماحته بأن الصبر يعني الثبات والصمود على الطريق القويم، وأن على الناس ان يتواصوا بالحق وبالصبر مع بعضهم البعض مشددا بالقول: إن الحرب الناعمة اكثر صعوبة واخطر من الحروب الصلبة، والعدو من خلال الحرب الناعمة يستهدف الصبر لدى الناس، واذا انقطع التواصل بين الحق والصبر فإن الارادة ستفتقد ويشيع اليأس .
ووصف قائد الثورة الاسلامية المعظم الفضاء الافتراضي بانه يشكل فرصة واعدة للاعداء ومن هذا المنطلق فان علينا ان نوظف هذا الفضاء من أجل اشاعة الأمل وأضاف: ان الاعداء وعملاؤهم يستهدفون الشعب اليمني بضوء أخضر أميركي منذ ست سنوات ويمنعونه من الحصول على الغذاء والطاقة، وهذا الشعب اليمني تمكن من ان يتخذ لنفسه وسائل دفاعية لمجابهة قصف الاعداء، فماذا فعلوا، اتهموه بالارهاب .
وانتقد سماحته بشدة مواقف منظمة الامم المتحدة بشأن العدوان على اليمن، متسائلا لماذا لا تقوم الامم المتحدة بادانة الجرائم التي ارتكبت على مدى 6 أعوام بحق الشعب اليمني، وتقوم بادانة دفاع هذا الشعب عن نفسه، واصفا هذه المواقف بانها نموذج من الخداع والكذب.
واشار سماحته الى ان امريكا دعمت الحكومة السعودية لتقطيع مواطناً بالمنشار، في إشارة إلى قيام السعودية بقتل الصحفي والمعارض جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بمدينة اسطنبول.
وانتقد سماحة آية الله الخامنئي اميركا التي تمتلك ترسانة نووية هي الاكبر في العالم وسبق لها ان استخدمتها ضد اليابان بحيث أسفر عن مقتل 220 الف شخص في يوم واحد، وهي اليوم ترفع عقيرتها بمعارضة انتاج اسلحة الدمار الشامل، وقال سماحته: ان اميركا هي التي اوجدت "داعش" وقد اعترفت بذلك، موضحاً أن امريكا بذريعة مكافحة داعش قامت بانشاء قواعد عسكرية في العراق وسوريا، لافتا في الوقت نفسه الى سرقة النفط السوري وبيعه من قبل امريكا.
واشار سماحته الى استياء الاعداء من التواجد الايراني في المنطقة وقال: ان الاعداء يذكرون بكراهية وحقد ازاء تواجد ايران في المنطقة، ان تواجدنا في العراق وسوريا استشاريا وليس عسكريا ويتم بطلب من دولها، انهم قاموا بالعدوان على سوريا وانشاء قواعد عسكرية في العراق وسوريا، وندد سماحته بالسياسة المزدوجة التي تنتهجها الادارة الامريكية.
وأكد سماحته بالقول: يجب على امريكا الخروج من العراق وسوريا على وجه السرعة، ولا يمكن الوثوق بهذا العدو الغدّار.
وتطرق سماحة آية الله الخامنئي في جانب آخر من كلمته الى تفشي وباء كورونا والجهود الي تبذل على كافة الاصعدة، لاسيما من قبل الكوادر الطبية وقال: على المواطنين تثمين دور الكوادر الصحية في مكافحة وباء كورونا، ونسأل الله ان يجعل عيد المبعث النبوي الشريف عيدا مباركا على الامة الاسلامية جمعاء .