أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي خلال إستقباله صباح اليوم (الأربعاء:2020/12/16) أعضاء لجنة إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد الفريق قاسم سليماني واُسرة الشهيد الشامخ، بأن الشهيد سليماني بطل الشعب الإيراني وبطل الأمة الإسلامية، وأضاف: إن مراسم التشييع المليونية لجثمان الشهيد سليماني وجثمان الشهيد أبو مهدي المهندس في العراق وإيران، كانت أول صفعة قاسية للأمريكيين، لكن الصفعة الأشد تتمثل في "الغلبة البرمجية على غطرسة الاستبكار الخاوية" و"طرد امريكا من المنطقة"، وبالطبع يجب على القتلة والآمرين باغتيال الشهيد سليماني أن يدفعوا الثمن وسيتم الثأر منهم في الوقت المناسب قطعاً.
ووجه قائد الثورة الاسلامية المعظم في هذا اللقاء أربع نصائح الى المسؤولين والشعب الايراني؛ "التحلي بالقوة في كافة المجالات"، و"عدم الوثوق بالأعداء"، و"الحفاظ على الوحدة الوطنية"، و"العمل على إحباط الحظر أكثر من التفكير بإزالته".
وفي بداية هذا اللقاء، وجّه سماحته الشكر والتقدير لاعضاء لجنة احياء ذكرى الشهيد سليماني والشهداء المدافعين عن المقدّسات وكذلك الإجراءات الجيدة من قبل اسرة الشهيد سليماني للابقاء على ذكراه ونهجه حياً وقال: بما ان ذلك الشهيد كان شعبياً فانه ينبغي الاستفادة من الطاقات الشعبية والجهود الثقافية والابداعية لاحياء ذكراه.
ووصف سماحته استشهاد القائد سليماني بانه كان حدثا تاريخيا واشار الى ان الشهيد أصبح البطل القومي للشعب الايراني وبطل الامة الاسلامية واضاف: ان السبب في ان اصبح الشهيد سليماني بطل الشعب الايراني وحظي بالتكريم من قبل مختلف شرائح الشعب (حتى الذين لم يكن متصورا منهم) وعبّروا عن مشاعرهم الجياشة تجاهه هو ان الشهيد كان تجسيدا للقيم الثقافية لايران والشعب الايراني.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم "الشجاعة والمقاومة" من ضمن الخصائص البارزة للشهيد سليماني واضاف: ان الشجاعة وروح المقاومة هي من الخصال الايرانية وان الجبن والانفعال هما ضد الروح الوطنية، لذا فان الذين يدّعون الوطنية لكنهم يظهرون الجبن يعيشون في تناقض.
كما اعتبر قائد الثورة "الحكمة والذكاء والفطنة والتضحية وحب الاخرين" من الخصائص الاخرى للشهيد سليماني واضاف: ان هذا الشهيد الشامخ كان زاخرا بالقيم المعنوية والاخلاص والعمل للآخرة، ولم تكن أعماله للتظاهر اطلاقاً.
واشار سماحته الى ان هذه الخصال والروح المعنوية الايرانية التي كانت قد تبلورت لدى الشهيد سليماني وعرضها عمليا في دول المنطقة، هيأت الارضية لتحوله الى بطل الشعب الايراني واضاف: ان الشهيد سليماني تحوّل من جانب آخر الى بطل الامة الاسلامية لأن جهوده وقيمه المعنوية وخصاله واستشهاده، أضحت "كلمة السر لتحفيز وتعبئة المقاومة في العالم الاسلامي" وان كان هنالك صرح للمقاومة أمام الاستكبار في اي نقطة من العالم الاسلامي فان كلمة السر لها هي "الشهيد سليماني".
واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم قائلا: ان الشهيد سليماني بث الأداة الناعمة للمقاومة وانموذج الكفاح بين الشعوب الاسلامية.
وشدد سماحة آية الله الخامنئي بأن الشهيد سليماني قد دحر الاستكبار، سواء في حياته او في استشهاده واضاف: ان الرئيس الاميركي قال بانهم أنفقوا 7 تريليونات دولار في المنطقة، إلا أنهم لم يحققوا شيئا، وبالتالي حينما قام بزيارة لقاعدة عسكرية، اضطر ان يفعل ذلك تحت جنح الظلام ولبضع ساعات فقط. العالم كله يقر بأن اميركا لم تصل الى اهدافها في سوريا وكذلك في العراق.
وقال سماحة آية الله الخامنئي: ان بطل هذا العمل الكبير هو القائد سليماني والذي تحقق هذا الأمر في حياته.
واشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى ان العدو هُزِم ايضا بعد استشهاد القائد سليماني واضاف: ان التشييع الملاييني والذي لا يُنسى للشهيد سليماني والشهيد ابو مهدي المهندس في العراق وايران ومراسم احياء ذكرى هذين الشهيدين، قد اذهل جنرالات الحرب الناعمة للاستكبار وكان ذلك اول صفعة قوية موجهة للاميركيين.
ونوه سماحة آية الله الخامنئي الى الصفعة الاخرى الموجهة للاميركيين المتمثلة في الهجمات الصاروخية على قاعدة "عين الاسد" واضاف: إلا ان الصفعة الاقوى هي عبارة عن التغلب في مجال البرمجيات على هيمنة الاستكبار والتي هي بحاجة الى همم شبابنا الثوريين ونخبنا المؤمنة، وكذلك طرد الاميركيين من المنطقة الذي يتطلب همم الشعوب وسياسات المقاومة.
واكد سماحته قائلا: بطبيعة الحال فان هذه الصفعة الاقوى هي غير الانتقام، لأن الآمرين وقتلة الشهيد سليماني يجب ان يدفعوا الثمن، وان هذا الانتقام سيأتي بالتاكيد في اي وقت يكون متاحاً لذلك، رغم انه وفقا لقول ذلك العزيز؛ حذاء سليماني أشرف من رأس قاتله.
وفي جانب آخر من حديثه وجّه سماحته بعض التوصيات المهمة للشعب والمسؤولين، حيث اكد في توصيته الاولى ضرورة ان نكون أقوياء في جميع المجالات ومنها العلم والاقتصاد والتكنولوجيا والدفاع، لأنه ما لم نصبح اقوياء فان الاعداء لن يتخلوا عن الأطماع والتعرض والعدوان.
واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم في توصيته الثانية على عدم الثقة بالعدو واضاف: انه وبغية معالجة مشاكل الشعب وبناء مستقبل البلاد، لا تثقوا بوعود هذا وذاك لانها ليست وعود الطيبين بل هي وعود الأشرار، كما انه لا ينبغي ان تنسوا العداوات.
واضاف سماحته: لقد رأيتم ما فعلت اميركا ترامب واميركا اوباما معكم. العداوات ليست مختصة باميركا ترامب لتنتهي مع رحيله، فاميركا اوباما أساءت لكم وللشعب الايراني ايضا.
وتابع سماحته: ان الدول الاوروبية الثلاث (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) تصرفت كذلك بمنتهى الإساءة العملانية واللؤم والنفاق.
واكد سماحته في توصيته الثالثة على "صون الوحدة الوطنية" واشار الى الصوت الموحد للشعب الايراني في الكثير من الامور واضاف: انه لا ينبغي للمسؤولين تبديد هذه الوحدة والصوت الموحد وتفتيت الشعب، بل يجب على السلطات الثلاث خاصة رؤسائها، تقوية هذه الوحدة الوطنية في ظل التعاون والتكاتف يوما بعد يوم.
وانتقد سماحة آية الله الخامنئي بعض التصريحات المثيرة للتفرقة وخاطب المسؤولين قائلا: حلوا خلافاتكم مع بعضكم بعضا بالتفاوض. ألا تقولون يجب التفاوض مع العالم؟ ألا يمكن التفاوض وحل الخلافات مع العنصر الداخلي؟.
واكد سماحته في توصيته الاخيرة على "اجهاض الحظر" واشار الى هذه الحقيقة وهي ان "رفع الحظر هو بيد العدو، إلا أن إجهاضه هو بأيدينا" وقال: بناء على ذلك ينبغي علينا التركيز على اجهاض الحظر اكثر من التفكير برفعه.
واضاف سماحته: بطبيعة الحال لا اقول أن لا تسعوا لرفع الحظر لانه لو كان بالامكان رفع الحظر فلا ينبغي التأخير في ذلك حتى ساعة واحدة، رغم انه تأخر 4 اعوام لغاية الان، اذ كان من المفترض رفع كل اجراءات الحظر (عام 2016) دفعة واحدة ولكن لغاية اليوم لم يتم رفعها بل زادت ايضا.
وخاطب سماحته المسؤولين قائلا: لو كان بالامكان إزالة الحظر باسلوب صحيح وعقلاني وايراني - اسلامي ومن منطلق العزة، فانه ينبغي القيام بذلك، الا ان التركيز الاساس يجب ان ينصبّ على اجهاض الحظر حيث ان المبادرة لذلك هي بايديكم.
واكد سماحته في ختام تصريحه دعمه لمسؤولي البلاد شريطة التزامهم باهداف الشعب.
وقبل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، قدّم القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي تقريرا عن برامج وأنشطة لجنة احياء ذكرى القائد الشهيد سليماني وشهداء المقاومة.