أعرب قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي صباح اليوم (الثلاثاء:2020/9/1) خلال كلمته القيّمة عبر إتصال مرئي (فيديو كونفرانس) مع وزير ومساعدي ومدراء مؤسسات التربية والتعليم بمناسبة المؤتمر السنوي الرابع والثلاثين للتربية والتعليم في البلاد، عن شكره العميق لأبناء الشعب الإيراني على إحيائهم الحماسي لمجالس العزاء الحسيني، وحركة الشعب المعنوية العظيمة التي اقترنت برعاية قواعد الصحة والسلامة.
ووصف سماحته المعلمين بأنهم "قادة جيش التقدم في البلاد" مشدداً على ضرورة تربية الإنسان المؤمن العاقل المفكر العالم، صاحب الأخلاق الإسلامية، في مؤسسات التربية والتعليم المهمة للغاية، وأضاف سماحته: وثيقة التغيير في التربية والتعليم يجب أن تمهّد لتربية هكذا إنسان عبر وضع وتنظيم برنامج عمل جامع وتبيينه وتطبيقه بطريقة صحيحة.
كما اعتبر سماحته، المعلمين بانهم العناصر الحاسمة في قطاع التربية والتعليم، مؤكدا على ضرورة حماية شأن المعلم ودوره، واضاف: يعتبر المعلمون بالمعنى الحقيقي للكلمة، ضباطا في قوات تطور البلاد، وفي المقام الاول فان حفظ كرامة ومكانة المعلم بعهدته، ويجب أن يشعر كل معلم بأنه صانع المستقبل.
ونوّه سماحة آية الله الخامنئي الى قضية العدالة التعليمية، وقال: كثر الحديث عن العدالة التعليمية واستفادة الطلاب من نصيبهم المناسب في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في المناطق النائية، وتحديد وتنمية الموهوبين في المناطق المحرومة، والآن بعد أن أصبحت قضية التعلم الإفتراضي مطروحة، أصبحت قضية العدالة التعليمية أكثر حساسية من أي وقت مضى.
وأعرب قائد الثورة الإسلامية المعظم عن تعازيه في ذكرى إستشهاد الإمام السجّاد، مبيناً أن الحركة العظيمة التي أوجدتها السيدة زينب سلام الله عليها، والإمام السجّاد عليه السلام، هي ثورة بالمعنى الحقيقي للكلمة، لأنه بعد الثورة الحسينية في عاشوراء، جاءت النهضة الزينبية لتخلّد وتوثّق مختلف أبعاد ما جرى في عاشوراء، ولا سيما شهادة الإمام الحسين، للبشرية جمعاء.
ووصف سماحته مراسم العزاء التي أقامها الشعب في الأيام العشر الأولى من محرم الجاري بأنّها ظاهرة استثنائية في تاريخ البلاد، موضحاً: رغم المعيقات بسبب جائحة كورونا، راعى الناس والخطباء وقرّاء العزاء، مع حفاظهم على تشكيل هذه المجالس المعنوية العظيمة والحماسة الحسينية، القواعد الصحية المقررة. وأنا بصفتي واحداً من محبي آل البيت ومريديهم، أتوجه بالشكر العميق إلى جميع هؤلاء الأعزاء.
وحول المحور الرئيسي لكلمته، اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أن الهدف من التربية والتعليم في كل أنحاء العالم هو "تربية الإنسان اللائق" وأضاف: مع الالتفات إلى اختلاف تعريف الإنسان اللائق في المدارس الفكرية، تختلف أنوع التربية والتعليم.
وقال سماحته: يجب أن تكون حصيلة اثنتي عشرة سنة من التعليم والتربية للأطفال والناشئة والشباب هي صناعة إنسان مؤمن عاقل مفكر وبكلمة واحدة: إنسان مجاهد ومن أهل العمل. وتابع سماحته بطرح سؤالاً حول الخصائص التي يجب أن تتصف بها مؤسسات التربية والتعليم لتربية هكذا إنسان، وأضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: لكي تستطيع هذه المؤسسات أن تصنع هكذا إنسان، فإنها تحتاج إلى تغيير أساسي وبنيوي، وإلى بنية تحتية قوية.
وأشار سماحته إلى إصرار الغرب على التغلغل في مؤسسات التربية والتعليم للبلدان الأخرى "ليفرضوا عليها نمط الحياة الغربية"، لافتاً إلى الوثيقة 2030 "وثيقة اليونسكو" التي اعتمدتها قمّة أممية عُقدت في 2015، وبعض النماذج لتدخّل الغرب في مجال التربية والتعليم لبعض دول المنطقة، وأضاف سماحته: اليوم أثبتت الفلسفة الاجتماعية الغربية فشلها في الغرب ذاته، ومظاهر فسادها بادية للعيان من هوليود إلى البنتاغون.
وأكد قائد الثورة الاسلامية المعظم على ضرورة إبداء الحساسية في مواجهة النفوذ المعادي، مضيفا: ينوي العدو التسلل إلى ما لا يستطيع فعله بالوسائل العسكرية، ومن خلال النفوذ بطرق مثل وثيقة 2030 وتربية افراد على شاكلته يقومون بتنفيذ أفكاره وأهدافه العملياتية من أجل تمهيد الطريق لنهب الشعوب وسلبها.
وتطرق قائد الثورة الإسلامية المعظم الى قيام الإمارات بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وقال: الإمارات العربية المتحدة خانت العالم الإسلامي، وخانت الدول العربية ودول المنطقة، وخانت فلسطين. طبعا هذه الخيانة لن تدوم طويلا لكن وصمة العار هذه ستبقى على جبينهم.
وأضاف سماحة آية الله الخامنئي: فتحوا (حكام الامارات) موطئ قدم للصهاينة في المنطقة ونسوا قضية فلسطين وهي قضية اغتصاب وطن، وقاموا بتطبيع العلاقات مع الصهاينة.
وتابع سماحته: الشعب الفلسطيني يتعرض لضغوط كبيرة من جميع الجهات، ثم يأتي هؤلاء ويتعاملوا مع الإسرائيليين والعناصر الأميركية الشريرة مثل اليهودي في عائلة ترامب ضد مصالح العالم الإسلامي ويعاملون العالم الإسلامي بقسوة، وآمل أن يستيقظ الإماراتيون قريباً ويعوضوا ما فعلوه.