وجّه قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي رسالة الى مجلس الشورى الاسلامي الجديد في دورته الحادية عشرة التي بدأت صباح اليوم (الأربعاء: 2020/5/27) ضمّنها سماحته بعض التوجيهات والتوصيات للنواب لأداء مهمتهم على أفضل وجه ممكن.
وفي هذه الرسالة التي تلاها حجة الاسلام محمّد محمّدي كلبايكاني رئيس مكتب قائد الثورة الاسلامية المعظم، اعتبر سماحة آية الله الخامنئي إحدى ضرورات تبوّء المجلس صدارة الأمور بأنها تتمثل في حضور النواب النشطين والمنتظمين والنزيهين والأمناء وذوي المعرفة بالظروف وأولويات البلاد الراهنة، وأكد سماحته بأن "الاقتصاد والثقافة" يأتيان في صدارة أولويات البلاد، وأوصى سماحته ممثلي الشعب بالاهتمام بقضايا مثل إيلاء الأولوية لمعيشة الطبقات الضعيفة، وإصلاح الخطوط الأساسية للإقتصاد، مثل العمل والإنتاج، ومعالجة التضخّم، وإلتزام التقوى والإنصاف في إنجاز مسؤوليات الإشراف، واتخاذ المواقف الثورية في الأحداث المهمة، والتعامل الأخوي مع السلطتين التنفيذية والقضائية.
وأعرب قائد الثورة الإسلامية المعظم عن سروره لبدء أعمال الدورة الجديدة لمجلس الشورى الاسلامي الذي يُعد الواجهة الرائعة واللامعة للسيادة الشعبية الإسلامية أمام أنظار العالم، ووجّه سماحته الشكر والتقدير لهمم وحوافز الشعب لتشكيل المجلس، مهنئاً النواب بهذه المناسبة.
واعتبر سماحته تعبير الإمام الراحل بأن المجلس ياتي في صدارة الأمور بأنه الوصف الأكثر شمولاً لمكانة ومسؤولية المجلس وأضاف: لو اعتبرنا القانون طريق البلاد نحو القمم والاهداف المعينة في الدستور فإن المجلس هو المتعهد لمد هذه السكة والطريق الحيوي.
وأكد سماحة آية الله الخامنئي ضرورة تحرّك الجميع في مسار القانون، وأشار الى الامكانيات المتاحة لضمان تنفيذ القانون في السلطة القضائية وكذلك في المجلس نفسه كحق التحقيق والتقصي، وحق رفض أو قبول كبار مدراء الحكومة، وحق التذكير والسؤال والاستجواب وقال سماحته: لو كان القانون صائباً ومقبولاً وقابلا للتنفيذ وتمت الإستفادة بصورة صحيحة من ضماناته التنفيذية فإن البلاد ستصل الى أهدافها السامية.
وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على الدور الأساس للنواب في وضع المجلس في مكانته اللائقة به وأضاف: حينما يقوم نوّاب المجلس بإنجاز مسؤولياتهم بإدراك صائب للظروف الراهنة وأولويات البلاد ومعرفة علمية وحضور ناشط ومنتظم ونزيه وأمين، فان المجلس سيتحوّل الى نقطة الأمل للشعب ونقطة إرتكاز المنفذين أي أنه سيصبح في صدارة الامور بالمعنى الحقيقي للكلمة.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي الإنشغال بأمور جانبية مضرّة، وإقحام دوافع شخصية وفئوية غير سليمة، والتقاعس في الأمور، والتحزبات القومية والمناطقية غير السليمة، من الآفات الرئيسية في التمثيل النيابي وأضاف سماحته: وفي مجال الاقتصاد فضلا عن المشاكل الرئيسية الملموسة، لم نحقق الدرجة المطلوبة في باب العدالة في عقد التقدم والعدالة وإن هذه الحقيقة غير المتوخاة ينبغي ان تدفع الجميع لبذل الجهود الفكرية والعملية فيما يتعلق بمعيشة الطبقات الضعيفة كأولوية.
وشدد سماحته على أن السبيل لمعالجة هذا النقص هو ضرورة إيلاء الإهتمام بإصلاح الخطوط الرئيسية للاقتصاد الوطني مثل "العمل والانتاج وقيمة العملة الوطنية والتضخم" و"جعل السياسات العامة للاقتصاد المقاوم أساساً للعمل" وأشار سماحته الى مسؤولية قريبة للمجلس وهي تنظيم الخطة التنموية السابعة للبلاد وأضاف: ان الاهتمام بهذه المسؤولية وكذلك الاهتمام بخفض الدور الاساس للنفط الخام في المصادر المالية للحكومة، يُعد فرصة سانحة لرسم الخط الاقتصادي للبلاد.
وأكد سماحته في معرض توصياته التي وجهها لممثلي الشعب على ضرورة التزام التقوى والانصاف وتجنّب إقحام المواقف الشخصية والفئوية في إنجاز مسؤولية الإشراف من قبل المجلس وأضاف سماحته: إن تعاون النواب مع بعض، وامتزاج خبرات المخضرمين مع حماس الشباب والجدد، والتسابق في العمل النزيه والحسن، وعدم التسابق في تبوّء هذه المكانة او تلك، واتخاذ المواقف الثورية في الاحداث العالمية والداخلية المهمة، والاهتمام بمركز الابحاث وديوان الحسابات، وبث الهدوء والطمأنينة لدى الرأي العام في البلاد في الخطابات والتعامل الأخوي مع السلطتين التنفيذية والقضائية، وإلغاء القوانين الزائدة والمعرقلة وتجنب تكثير وتراكم القوانين، هي من وصاياي الأخرى لكم أنتم ممثلي الشعب.
وأكد سماحته بأن إلتزام هذه الامور من شأنه أن يثبت للشعب بأن انتخابهم للنواب كان صائباً وسيزيد ذلك في رغبتهم بالمشاركة في الانتخابات، موجهاً في الختام الشكر والتقدير للنوّاب السابقين خاصة رئيس المجلس الدكتور علي لاريجاني.