في الذكرى المباركة لولادة الصدّيقة الكبرى السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، إستقبل قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة اية الله العظمى السيد علي الخامنئي اليوم (السبت:2020/2/15) حشداً من الشعراء وقرّاء مدائح أهل البيت عليهم السلام، حيث تعطرت أجواء حسينية الإمام الخميني (رض) بذكر مدائح ومناقب بضعة الرسول الأكرم، من قبل عدد من قرّاء مدائح أهل البيت عليهم السلام.
قائد الثورة الإسلامية المعظم، إستهل حديثه خلال اللقاء بالإشارة إلى المسؤولية الأهم والواجب الأساسي لمجتمع ذاكري أهل البيت عليهم السلام في إدارة وتوجيه احتفالات الفرح المعنويّة ومجالس العزاء الرئيسيّة والعميقة في المجتمع وأضاف: خلافاً لما كان يحاول بعض المتظاهرين بامتلاك الأفكار التنويرية الإيحاء به في إحدى المراحل، فإن البكاء والتضرّع في مجالس أهل البيت (عليهم السلام) ومحافل الشهداء ليس بكاء ضعف بل هي مشاعر سامية لإنسان يقف في وسط الميدان ووسيلة للشعور بالعزّة والقوة والشجاعة وإنّ الأئمة الأطهار كانوا المؤسسين لهذه السنّة والمروجين لهذه المجالس.
وقال سماحته: انكم لاحظتم ماذا حصل في مراسم تشييع شهيدنا العزيز مؤخرا بجميع ارجاء البلاد، وليس في بلدنا فحسب بل في خارجه ايضا اثناء تشييع جثامين الشهداء سليماني وابومهدي المهندس وصحبهما، وأي حدث عظيم وقع وهو مايعني انه بالامكان توجيه مجلس العزاء صوب الهدف الذي رسمه أئمة أهل البيت عليهم السلام والذي يصب في حاجة المجتمع ايضا.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أن إحدى المعارف الدينية السامية ونمط المعيشة الاسلامية يتمثل بعدم الشعور بالخوف من الاعداء والتوكل على الله تعالى، وأضاف: لوكان قد ذكر منذ الايام الاولى للثورة ان ايران ستبلغ المرحلة الحالية على صعيد نيل المراتب العلمية والتقنية والمكانة السياسية والنفوذ الاقليمي، لم يكن يصدق أحد ذلك هذا الامر، إلا ان الشعب الايراني استطاع تبوء هذه المكانة السامية من التقدم بفضل التوكّل على الله تعالى وعدم الخوف من أية قوة.
وأشار سماحته الى الدروس والمعارف المكتسبة من سيرة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، ولا سيما في الشؤون الثقافية وموضوع الحجاب والصمود في مواجهة الباطل والدفاع عن الولاية، موضحاً: ان إحدى المعارف الهامة تتمثل في موضوع التضامن الاجتماعي وتقديم المساعدات للآخرين والذي يتجلي بوضوح في كلماتها وسيرتها عليها السلام.
واعتبر سماحته ان التسلح بمثل هذه القوة يثمر عن صون المجتمع والنظام الاسلامي، لافتا الى ان هذه المهمة والمسؤولية تقع على عاتق شريحة المنشدين الدينيين الذين إن لم يعملوا بمسؤولياتهم سيتعرضون لمساءلة إلهية كبيرة.
وأكد سماحته أن إحدى مسؤوليات شريحة المنشدين الدينيين في البلاد تتمثل في الترويج لنمط المعيشة الاسلامية وترسيخها، مؤكداً: اننا لو أردنا اعادة نمط الحياة الى نهجها الاسلامي الصحيح في مواجهة موجات الهجوم الثقافي الذي يشنه الاعداء فان الحل الوحيد يتمثل بالبناء الثقافي وفي هذا السياق تضطلع شريحة المنشدين الدينيين القيام بهذه المسؤولية ذات الاهمية المؤثرة للغاية.
وأشار سماحته الى إحدى نماذج آثار معارف أهل البيت ومجالس عزاء الامام الحسين وذكرى السيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام، واصفاً تحمّل الشعب الايراني في مواجهة ضغوط الوحش الاميركي الذي أصاب المراقبين الدوليين بالذهول، أنه يعود الفضل فيه الى هذه المعارف.
ونوّه قائد الثورة الإسلامية المعظم الى ان المشاركة الملحمية للشعب الايراني في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية يوم 11 شباط/ فبراير ومن قبلها في مراسم تشييع جثمان الشهيد قاسم سليماني في مثل هذه الظروف الصعبة، قد أثارت الحيرة والدهشة لدى الجميع.
ولفت سماحته الى مخططات المراكز ووسائل الاعلام الغربية وحملاتها المناهضة الرامية لاقناع الشعب الايراني بالتراجع في مواجهة اميركا، مشددا أن الشعب الإيراني قد صمد لحد الآن بفضل التأييد الالهي وسيواصل الصمود الى جانب تعزيز الروح المعنوية.
واعتبر سماحته الروح الملحمية بأنها ماتزال تنبض بالحياة في البلاد حيث يشارك في جميع الشؤون التي تتطلب الحضور الملحمي، إلا أن الاستمرارية تتطلب ترسيخ المعارف الدينية والثقافية.
ووصف قائد الثورة الإسلامية المعظم، الجمهورية الاسلامية الايرانية بالمتكاملة على جميع الصعد، حيث لديها قادة عسكريون أكفاء، ومختصين شبان في جميع المجالات العلمية، ومثقفين غيارى، وشعب مستعد للعمل على جميع الصعد لذلك سيحالفه النصر النهائي والحاسم في مواجهة جبهة الاعداء الواسعة بفضل هذه الطاقات.