اعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي صباح اليوم (السبت:2020/02/08) خلال إستقباله جمعاً من قادة وكوادر القوة الجوية وقات الدفاع الجوي للجيش الإيراني بمناسبة الذكرى الـ 41 للبيعة التاريخية لحشد من كوادر القوة الجوية مع الامام الخميني الراحل قبل انتصار الثورة الاسلامية بأيام، البيعة التاريخية لضباط القوة الجوية للجيش مع الامام الخميني الراحل(ره) بأنها تحققاً للوعد الالهي وقال سماحته: إذا ساد في المجتمع أن الوعد الالهي لامحالة من تحققه وأن يقوم المسؤلين يأداء مهامهم بفطنة وذكاء، سيتم استبدال التهديدات الى فرص والحظر سيكون سبباً لخلاص البلاد من إعتمادها على النفط وفي النهاية حل الكثير من مشاكل البلاد.
واعتبر البيعة التاريخية من قبل حشد من كوادر القوة الجوية للامام الخميني الراحل (رض) بأنها كانت حدثاً مدهشاً لا يُنسى وحمل معه العديد من الدروس والعبر وأضاف: إن القوة الجوية للجيش كانت خلال العهد السابق واحدة من اكثر القوات قربا للسلطة واميركا إلا أن نظام الطاغوت تلقى الضربة من هذه القوة بحيث لم يكن يتصور ذلك أبداً.
وتابع سماحته أنه وفقا للآيات القرآنية فان الباري تعالى يوجّه الضربة للعدو من جهة لا يتصورها أبداً ويقوي ويدعم المؤمنين ايضا من جهة لا يتوقعونها ايضا، وهذا الامر يعد من المنظار الديني "رزق لا يُحتَسَب" أي الرزق الذي لا مكان له في الحسابات المادية.
واشار سماحته الى الايات القرآنية التي تشير صراحة وتؤكد على نصر الله لناصري دينه وأضاف: ينبغي الثقة بهذا الوعد الالهي ومواصلة الحركة الى الأمام بقوة وأمل بالمستقبل.
وأكد سماحته بانه لو ساد مثل هذا الفكر والروح المعنوية في اي مجموعة ومجتمع ايماني فان افراد تلك المجموعة يحوّلون التهديدات بعزم راسخ الى فرص، مثلما تقوم القوة الجوية الآن، رغم الحظر الاميركي، بتصميم وتصنيع المقاتلات الى جانب عمليات التصليح والصيانة.
وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى ضرورة تعزيز قدرات البلاد في جميع المجالات خاصة الدفاعية منها وأضاف: إننا لا نسعى لتهديد اي بلد وشعب بل نسعى لصون أمن البلاد واحباط التهديدات.
وأوضح سماحته بأن الضعف يُشجع العدو على التطاول وقال: ينبغي أن نكون اقوياء لمنع وقوع الحرب وإحباط التهديدات.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أن السر في نجاح وتقدّم القوة الجوية هو تحويل التهديدات الى فرص وقطع الامل من الاجانب والاعتماد على القدرات والطاقات الداخلية واضاف: ان هذا الامر يمكن تعميمه على كل انحاء البلاد وبالامكان رغم الحظر، الذي يُعد بحد ذاته عملا إجراميا، خلق الكثير من الفرص للبلاد.
واكد آية الله الخامنئي على القوات المسلحة خاصة القوة الجوية للجيش والقوة الجوفضائية للحرس الثوري ومنظمة الصناعات الدفاعية لبذل المزيد من الجهود لتقوية البنية الدفاعية للبلاد في مختلف الاصعدة والدقة في المضي بالاعمال المهمة الى الامام والاستفادة القصوى من الطاقات والمواهب وقال، إن كان رؤساء اميركا السابقون يتابعون الطريق الشيطاني لهذا النظام (الاميركي الحالي) تحت مختلف الغطاءات فان الانحراف واثارة الحروب والفتن واطماع الاميركيين تجاه ثروات الاخرين ، قد اصبحت اليوم علنية ومكشوفة، الا ان هذا الطريق الباطل لاعداء الشعب الايراني محكوم بالفشل حتما.
وقال سماحته، انه لو ساد في المجتمع فكر الايمان بتحقق الوعد الالهي الحتمي وعمل المسؤولون بيقظة فان التهديدات ستتحول الى فرص وبامكان الحظر ان يتحول الى عنصر لتخليص البلاد من التبعية للنفط وحل الكثير من مشاكل البلاد.
واشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى ان ايران كانت تواجه الحظر وقد إشتد هذا الحظر اليوم، واصفا هذا الحظر بأنه جريمة بالمعنى الحقيقي للكلمة موضحاً ان الأمر لا يدور حول الحظر الأمريكي، بل حول الحظر من قبل الآخرين نتيجة الإجبار. الأمريكيون يتواصلون بشكل مستمر مع سائر الدول بأن لا يجروا أي معاملات مع إيران.
وأكد قائد الثورة الاسلامية ان الجمهورية الاسلامية الايرانية حولت التهديدات الى فرص والاخطار الى منافع.
وتابع قائلا : لقد شكل هذا الحظر فرصة وبإمكانه أن يكون فرصة في المستقبل أيضاً ويخلص اقتصاد البلاد من الاعتماد على النفط، عمدة مشاكلنا الاقتصادية سببها الاعتماد على النفط الذي أدى إلى عدم الاهتمام بالطاقات والقوى المحلية من أجل تطوير البلاد وستكون فرصة العمر إذا قمنا بهذا الأمر.
وقال سماحة آية الله الخامنئي: بطبيعة الحال هنالك بعض الافراد الفطنين داخل الادارة الاميركية الحاكمة قد التفتوا الى هذا الامر وقالوا "لا ينبغي ان نسمح لايران ان تخوض تجربة الاقتصاد بلا نفط ولهذا السبب علينا ان نفتح لها مساراً كي لا ينفصل اقتصادها عن عوائد النفط تماما" لذا يتوجب على المسؤولين خاصة الاقتصاديين ان يتحلوا باليقظة في هذا الصدد.
ونوه سماحته الى تعقيدات ادوات واساليب الاعداء واضاف: بالمقابل اصبحت اساليب وطرق الجمهورية الاسلامية الايرانية اكثر تعقيدا من ذي قبل ايضا بحيث ان هنالك في مختلف اقسام البلاد اساليب واعمالا منطقية ومعقدة وماضية الى الأمام قدما تماما من أجل تأمبن العمق الاستراتيجي للبلاد وتشل العدو.
وقبيل تصريحات قائد الثورة الإسلامية المعظم، قدّم قائد القوة الجوية للجيش العميد طيار عزيز نصير زادة تقريرا عن تقدم برامج هذه القوة في مجالات "الارتقاء بالقدرات القتالية" و"الاسناد والتقنية وصنع قطع الغيار" و"تطوير المنظمة والارتقاء بكفاءات الكوادر البشرية" وقال: ان تصميم وتصنيع الطائرات المسيّرة والاعتدة الذكية والطائرات (العسكرية) ذات طيار وتصليح محركات واجزاء الطائرات ومساعدة المناطق المنكوبة بالسيول عن طريق تحليق طائرات النقل وتدشين الاسعاف الجوي من خلال تجهيز طائرات بامكانيات طبية متطورة، تعد جميعها من ضمن انشطة القوة الجوية.