إعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي خلال استقباله صباح اليوم (الأربعاء:2020/1/8) حشداً من أهالي مدينة قم المقدسة، أن الهجمات الصاروخية التي استهدفت قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق فجر اليوم هي مجرّد صفعة، مؤكداً على أن الرد الأساسي يجب أن يتمثل بإنهاء التواجد الأمريكي المُفسد والمدمّر في المنطقة وأضاف: من بركات روحانية اللواء الحاج قاسم سليماني وشهادته العظيمة كانت الجموع الحاشدة التي دوّى صداها في مدن إيران والعراق خلال مراسم التشييع. مراسم التشييع هذه استعرضت أمام العالم كون الثورة الإسلامية حيّة وإنني أنحني إجلالاً أمام ما وهبته روح ذلك الشهيد العزيز العظيمة لإيران والمنطقة.
وفي معرض اشارته الى شجاعة وتدبير وحنكة الشهيد الفريق قاسم سليماني قال سماحته، ان المثال لتدبيره وشجاعته وهو ما يعرفه الاعداء ولربما لا يعرفه بعض الاصدقاء هو انه تمكن بدعم شعوب المنطقة من احباط جميع مخططات اميركا اللامشروعة في منطقة غرب آسيا.
واضاف، لقد تمكن الشهيد سليماني من الوقوف أمام كل المخططات التي تقوم بها اميركا بالمال والاجهزة الدعائية الواسعة والقدرة الدبلوماسية والغطرسة التي تمارسها على سياسيي العالم، اذ تمكن من احباط كل هذه المخططات التي تم حياكتها بواسطة كل هذه الادوات.
وتابع قائد الثورة الاسلامية المعظم: إن مخطط الاميركيين حول فلسطين هو ان يجعلوا القضية الفلسطينية في طي النسيان وان يجعلوهم (الفلسطينيين) في حالة من الضعف لا يتجرؤون معها على التطرق الى النضال. لقد عمل هذا الرجل (سليماني) بحيث جعل قطاع غزة على صغر مساحتها تقف امام الكيان الصهيوني وترغمه على طلب وقف اطلاق النار بعد 48 ساعة من المواجهة، وهو أمر شهِد به اشقاؤنا الفلسيطينيون مرارا. لقد عمل (سليماني) بحيث جعل اللبنانيين صامدين.
وقال سماحته: إن مخطط اميركا في العراق وسوريا ولبنان قد تم احباطه بدعم وانشطة هذا الشهيد. ان الاميركيين يريدون العراق كما كان نظام الطاغوت (العهد الملكي) في ايران والسعودية اليوم. انهم يريدون ان تكون منطقة مليئة بالنفط تحت تصرفهم وان يفعلوا ما يريدون وبتعبير ذلك الشخص (ترامب) ان تكون بقرة حلوب.
واضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: ان العناصر العراقية المؤمنة والشجاعة والمرجعية قد وقفوا امام هذه الامور وان الحاج قاسم قد قدّم الدعم لهذه الجبهة الواسعة بصفة مستشار وداعم كبير، وان هذا الامر ينطبق بقوة على سوريا ولبنان.
وقال سماحته: وفيما يتعلق بلبنان فان الاميركيين يرغبون في حرمانه من اهم عناصر استقلاله وهو حزب الله كي يفسحوا المجال امام هيمنة الكيان الصهيوني على لبنان، الا ان حزب الله ولله الحمد قد اضحى اقوى يوما بعد يوم، ويُعد اليوم يد وعين لبنان، وإن دور شهيدنا العزيز كان دورا ممتازا وبارزا في هذا المجال.
وتابع سماحته: لله الحمد ان الشعوب متيقظة، إلا ان دور الشهيد العزيز ورفاقه مثل الشهيد ابو مهدي المهندس؛ هذا الرجل المؤمن والشجاع الذي كان نور الايمان يتلألأ في وجهه تماما، تمكنوا من انجاز اعمال كبرى.
واشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى مراسم التشييع المليونية الحاشدة للشهيد سليماني ورفاقه في العراق وايران واضاف: ان استشهاده قد اظهر للعالم كله بان الثورة في البلاد مازالت حية. لقد سعى البعض للايحاء بان الثورة في ايران قد اندثرت وماتت وانتهت، وبطبيعة الحال فان البعض يسعون لحدوث هذا الامر.
واعرب سماحة آية الله الخامنئي عن أسفه وحزنه العميق للحادث المرير الذي وقع في مدينة كرمان خلال مراسم تشييع الشهيد سليماني والذي راح ضحيته عدد من الافراد بسبب التدافع والزحام الشديد، مبتهلا الى الباري تعالى ان يتغمدهم برحمته الواسعة ويحشرهم مع الشهيد سليماني في جنان النعيم.
واشار سماحته الى ان الاميركيين يسعون لإلصاق وصم الارهاب بهذا المجاهد العظيم والقائد الكبير المكافح للارهاب واضاف: ان الاميركيين هم عديمو الانصاف وكذابون وبذيئو اللسان ولا يمكن ايلاء قيمة لكلامهم، إلا ان الشعب الايراني وجّه الصفعة لهم.
وطرح سماحته السؤال وهو انه ما هي مسؤوليتنا قائلا، لقد تم توجيه صفعة لهم فجر اليوم الا ان قضية الثأر هي قضية اخرى. الاعمال العسكرية بهذه الصورة لا تكفي. يجب انهاء التواجد الاميركي المثير للفساد في هذه المنطقة. لقد اثاروا الحروب والفتن والدمار وتخريب البنية التحتية.
واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم بان الاميركيين عملوا هكذا اينما حلّوا واضاف: انهم يصرون ايضا على توجيه الاتهام للجمهورية الاسلامية بأنها وراء هذا الفساد والدمار. إن اصرارهم على التفاوض والجلوس خلف طاولة المفاوضات تمهيد لمثل هذا التواجد والتدخلات، الا ان شعوب المنطقة والحكومات النابعة من شعوبها ترفض هذا الامر.
واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم ضرورة معرفة العدو واضاف:علينا ان نعرف العدو الذي هو عبارة عن اميركا والكيان الصهيوني وجهاز الاستكبار الذي لا يعني فقط اميركا وبعض الحكومات بل يتضمن ايضا مجموعة من الشركات وناهبي ثروات العالم الذي يعارضون كل من يعارض الظلم والنهب.
واضاف سماحته: لو تحدثت اي حكومة ضدنا في المنطقة او خارجها فاننا لا نعتبرها عدوة لنا مادامت لم تقم بتحرك ما ضد ايران، لذا لا ينبغي الوقوع في الخطا في تشخيص العدو.
وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أن مخطط العدو الرئيسي هو زعزعة إرادة وعزيمة الشعب والشباب وأضاف: إنهم يسعون من خلال بث الشكوك زعزعة إيمان وحمية الناس الدينية، والقضاء على القوة الهجومية والدفاعية للجمهورية الإسلامية. طبعاً لا تنحصر مؤامرة الأمريكيين في هذه الخدعة بل إنهم يسعون لتوجيه ضربة للنظام الإسلامي في الساحات السياسية، والاقتصادية والشؤون الأمنية.
واعتبر سماحته عداء جبهة الاعداء التي اشار اليها بانه ليس موسميا وفصليا بل هو عداء ذاتي ودائم ومتى ما تمكنوا فانهم يوجهون الضربة كل ما استطاعوا واضاف: ان العلاج لهذه القضية هو ان نقوّي أنفسنا، من النواحي العسكرية والامنية والسياسية والاقتصادية وغير ذلك بحيث لا يتمكن العدو من ضربنا.
وقال قائد الثورة الإسلامية المعظم، ان من الخطا الكبير لو تصور البعض بانه لو تراجعنا خطوة وتنازلنا بعض الشيء فان الاميركيين سيكفون عن عدائهم لنا.