أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم في بداية درس بحث الخارج في الفقه صباح اليوم (الأحد:2019/11/17) إلى الأحداث التي عقبت قرار رفع سعر البنزين مؤكداً بأن رؤساء السلطات الثلاث اتخذوا قرارهم بناءً على دراسة دقيقة وبالتالي لابد من تطبيقه، واوضح سماحته ان من المؤكد ان بعض المواطنين مستاؤون من هذا القرار ولربما يلحق الضرر ببعضهم، إلا أن أعمال التخريب وإحراق الممتلكات ليس من عمل المواطنين بل عمل الأشرار.
ودعا سماحته المسؤولين إلى النهوض بمسؤولياتهم بشكل جدّي وعدم السماح بارتفاع نسبة الغلاء، ثمّ طلب من الناس الذين أثبتوا سابقاً تحليهم بالبصيرة، عدم الانجرار وراء الأشرار الذين يعملون على سلب الأمن والاستقرار، وأضاف: إن الغلاء يخلق مشاكل عديدة للمواطنين وعلى المسؤلين ان ينتبهوا الى ذلك كما أن على المسؤولين الأمنيين ان يقوموا بواجباتهم في حفظ الأمن.
وفيما يلي نص حديث سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطّاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
قبل أن نشرع في البحث، علي أن أقول أنّه خلال هذين اليومين وقعت أحداث نتيجة قرار رؤساء البلاد، ورؤساء السلطات، البارحة، ليلة أمس، قبل البارحة وقعت أحداث في بعض مدن البلد وللأسف تسببت بالمشاكل، فالبعض فقدوا أرواحهم وتم تخريب بعض المراكز، تم القيام بمثل هذه الأعمال خلال هذين اليومين. ينبغي الالتفات إلى عدة نقاط؛ بداية عندما يتم إقرار قرار كهذا من قبل رؤساء البلد، يجب على المرء أن ينظر إليه بحسن ظن، أنا لست خبيراً في هذه القضية، أي أنني لست مختصاً في هذه الأمور، وقلت للسادة أيضاً؛ قلت لأن آراء الخبراء في قضية البنزين هذه مختلفة، فالبعض يرى أنها ضرورية وواجبة والبعض يرى أنها مضرة، لذلك فأنا لا رأي لي هذه القضايا؛ وقلت بأنني لا أملك رأياً لكن إذا قرر رؤساء السلطات الثلاث قراراً فإنني أدعمهم. قلت ذلك، وسوف أقوم بدعمهم أيضاً. هم رؤساء السلطات، لقد جلسوا واتخذوا قراراً يستند إلى آراء خبراء من أجل البلد، ينبغي تطبيق ذلك القرار؛ هذه نقطة.
النقطة الثانية، هي أنه من المحتم أن بعض الناس إما أن يقلقوا نتيجة هذا القرار أو أن ينزعجوا أو أنه يضر بهم أو أنهم يظنون أنه يضرهم وينزعجون على كل حال، لكن إضرام النيران في المصرف الفلاني، هذا ليس من صنع الشعب، هذا فعل الأشرار؛ هذا ما يقوم به الأشرار، ينبغي الالتفات إلى هذا الأمر. في أحداث كهذه عادة ما يتدخل الأشرار، والحاقدون، والأراذل، وقد ينجر بعض الشباب ورائهم نتيجة انفعالهم ويُحدثوا مثل هذه المفاسد. وهذه المفاسد لا تحل أية مشكلة سوى أنها تضيف انعدام الأمن إلى أي مشكلة موجودة. وانعدام الأمن أعظم مصيبة لأي بلد ولأي مجتمع؛ وهذا ما يرمون إليه. لاحظوا كيف أنه بعد انقضاء يومين تقريباً -أي ليلتان ويوم- على هذه الأحداث بادرت كل مراكز الشر حول العالم إلى تشجيع هذه الأعمال والعمل ضدّنا، انطلاقاً من العائلة البهلويّة المشؤومة والخبيثة وصولاً إلى جماعات المنافقين الخبثاء والمجرمين، هؤلاء يقومون بشكل متواصل في الفضاء الافتراضي وفي سائر الأماكن بتشجيع ممارسة أعمال الشر هذه. ما أود قوله هو أن لا يساعد أحدٌ الأشرار، يجب أن لا يبادر أي إنسان عاقل ومحترم يكن الحب لبلده ويحب حياته الرغدة لمساعدة هؤلاء؛ هؤلاء أشرار وهذه ليست أعمال الناس العاديين.
على المسؤولين أن يدققوا أيضاً، وليحرصوا على التقليل ما أمكن من هذه المشاكل. وقد شاهدت التلفاز يوم أمس حيث قال بعض المسؤولين الأفاضل أننا حريصون على أن لا يؤدي ارتفاع أسعار البنزين هذا إلى ارتفاع أسعار سائر البضائع والمنتجات؛ نعم هذا مهم، لأن الغلاء موجود في الوقت الراهن، وإذا تقرر أن ترتفع نسبة الغلاء فهذا سيخلق مشاكل عديدة للناس، عليهم أن يراقبوا الأوضاع. هذه الرقابة من مسؤوليتهم هم، فلينهض مسؤولو حفظ الأمن في البلد بمسؤولياتهم أيضاً، وعلى شعبنا العزيز أيضاً، الذي ولحسن الحظ أعلن في مختلف القضايا عن تسلّحه بالبصيرة وتصرّف بوعي، أن يعلم منشأ هذه الأحداث المريرة وماهيّتها، ومن يقف وراء إضرام النيران هذه والتدمير والتخريب وخلق النزاعات وسلب الأمن. فليدركوا هذا الأمر وليتنبّهوا والناس واعون، فليبتعدوا عن هؤلاء. هذه توصيتي، ولينهض مسؤولو البلد بمسؤولياتهم بشكل جدّي.