اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال استقباله اعضاء المجمع الاعلى لقادة الحرس الثوري صباح اليوم (الاربعاء:2019/10/2) حرس الثورة مؤسسة مشرفة ونامية في طريق التعالي والإزدهار، وقدّم سماحته خلال اللقاء مجموعة من التوصبات الهامة وأضاف: أنا واثق من أن الحرس الثوري بإمكانه التقدم أكثر من الوضع الحالي بكثير.
وقال سماحته ان الاميركيين فشلوا في سياسة فرض الضغوط القصوى. لقد تصوروا بانه لو تركزت سياسة الضغوط القصوى على الجمهورية الاسلامية الايرانية فانها ستضطر للتعامل بليونة، واضاف: لقد ادركوا لغاية الساعة بحول الله وقوته بان الضغوط القصوى خلقت مشكلة لهم هم انفسهم، وحتى الفترة الاخيرة ومن اجل ان يخلقوا حالة رمزية لاخضاع ايران وارغام رئيس بلدنا على اللقاء معهم فقد لجاوا للتوسل وكلفوا اصدقاءهم الاوروبيين ليلعبوا دور الوسيط، إلا انهم لم يفلحوا وان هذه السياسة ستفشل حتى النهاية ايضا.
وفيما يتعلق بالقضية النووية اكد سماحته: سنواصل خفض التزاماتنا ويجب ان نواصل هذا المسار بكل جدية، والمسؤولية هي على عاتق منظمة الطاقة الذرية وعليها تنفيذ خفض الالتزامات التي اعلنت عنها الجمهورية الاسلامية الايرانية بصورة كاملة وشاملة، وان يتواصل هذا الامر حتى نصل الى النتيجة اللازمة وسنصل بالتاكيد.
واكد سماحته بانه على الحرس الثوري الا يفقد الرؤية الجغرافية الواسعة للمقاومة والرؤية الى خارج الحدود وقال: ينبغي الا يكون الامر بأن نحيط انفسنا باربعة جدران ولا يكون لنا شغل بشان من هو موجود خلف الجدران وما هو التهديد القائم وراءها.
واضاف سماحته: ان هذه الرؤية الواسعة خارج الحدود وهذا الامتداد للعمق الاستراتيجي، يُعد احيانا من اوجب واجبات البلاد ومن اللازم الاهتمام به.
وأشار قائد الثورة الاسلامية المعظم إلى القضايا الدواية وأضاف: لو تم النظر بدقة الى تطورات المنطقة والعالم سنرى بان الاعداء يتضررون اكثر كلما وظفوا المزيد.
واشار سماحته الى نفقات الاعداء خاصة اميركا في افغانستان والعراق وسوريا واضاف: لقد اوجدوا داعش بنفقات باهظة وقاموا بتقديم الدعم التسليحي والمالي والاعلامي له والان حيث تم القضاء على داعش بهمم شباب سوريا والعراق وايران، يقولون كذبا بانهم هم الذين قضوا على داعش.
وتايع سماحته: ان الرئيس الاميركي أقر بانهم أنفقوا 7 تريليونات دولار في المنطقة لكنهم لم يجنوا بالمقابل سوى الضرر والفشل وستستمر هذه الوتيرة من الان فصاعدا ايضا.
ووصف قائد الثورة الإسلامية المعظم سياسة الضغوط القصوى الاميركية بانها سياسة فاشلة وعقيمة واضاف: ان الاميركيين تصوروا بانهم ومن خلال التركيز على الحد الاقصى من الضغوط خاصة في المجال الاقتصادي يمكنهم تليين واركاع ايران، الا انهم هم انفسهم اخذوا يعانون من مشاكل ومتاعب.
واشار سماحته الى الاحباطات الاميركية الاخيرة للايحاء بحالة حتى رمزية عن هزيمة ايران حسب زعمهم واضاف: انهم وبغية ارغام رئيس جمهورنا على اللقاء فقد لجاوا للتوسل وطلبوا المساعدة من اصدقائهم الاوروبيين لكنهم لم يتمكنوا من ذلك وهم فشلوا لغاية الساعة في فرض الضغوط القصوى وانني اقول بحزم بانهم سيفشلون في ضغوطهم القصوى حتى النهاية.
واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم على استمرار الجمهورية الاسلامية الايرانية في طريق العزة والاقتدار واضاف: ان قوى الهيمنة تريد حسب زعمهم تحويل الجمهورية الاسلامية الايرانية الى دولة عادية اي مطابقة لنسق نظام الهيمنة، الا انها ومنذ بداية نشأتها تجابه قوى الهيمنة والغطرسة العالمية وستواصل نهجها الثوري هذا من الان فصاعدا ايضا ولن تستسلم امامها ابدا.
وفي الاشارة الى القضية النووية قال سماحته: ان خفض الالتزامات النووية الملقى على عاتق منظمة الطاقة الذرية يجب ان يستمر بجدية كاملة وبصورة دقيقة وشاملة مثلما اعلنت الحكومة للوصول الى النتيجة اللازمة وهو ما سيتحقق بالتاكيد.
وفيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، اكد سماحته بان علاج المشاكل الاقتصادية هو الاعتماد على الامكانيات والطاقات الداخلية.
واشار الى الامكانيات الداخلية واضاف: لقد توقع البعض بان يشهد العام الحالي مشاكل اقتصادية شديدة للغاية في حين يعلن المسؤولون الان عن نمو اقتصادي نسبي في الاشهر الستة الاولى من العام الجاري.
واضاف سماحته: بالطبع فان الاوضاع المعيشية للمواطنين صعبة ولكن لو جرى تحرك قوي ومثابر وجهادي فمن المؤكد ان هذه الاوضاع ستتحسن تدريجيا.
واعتبر سماحته الحظر النفطي على البلاد مشكلة قصيرة الامد واضاف: لو جرى العمل بصورة صحيحة فبالامكان الوصول من هذه المشكلة قصيرة الامد الى منفعة بعيدة الامد ألا وهي انعتاق ميزانية البلاد من الاعتماد على النفط.
واعتبر سماحته اعلان المسؤولين التنفيذيين العمل على اعداد ميزانية البلاد دون الاخذ بنظر الاعتبار عوائد النفط، إنجازا كبيرا جدا ينبغي الاستفادة منه كفرصة لقطع الاعتماد تماما على عوائد النفط.
واكد سماحته بان ضغوط الحظر التي تفرض علينا من الناحية التكتيكية ستصب في مصلحتنا من الناحية الاستراتيجية.
وفي جانب اخر من حديثه اوضح قائد الثورة الاسلامية المعظم ان الحرس الثوري الذي كان في بداية الحرب المفروضة من قبل النظام العراقي البائد، يعاني بشدة من نقص في امتلاك الاسلحة، قد بلغ اليوم مرحلة بارزة من حيث انتاج وتصنيع المعدات والاجهزة المتطورة وكذلك في الاساليب العسكرية والدفاع الخلاق.
ولفت سماحته الى انشطة مقر "خاتم الانبياء (ص)" للبناء والاعمار بصفته الساعد القوي للحكومة والانشطة الواسعة جدا لحرس الثورة في معالجة مظاهر الحرمان في مختلف مناطق البلاد وحضوره البارز والحاسم في احداث مثل زلزال كرمانشاه وسيول العام الجاري واضاف معتبرا ان مجموعة اعمال وانشطة الحرس الثوري في المجالات الخدمية والاجتماعية والشعبية لا تقارن باي من المنظمات والاجهزة الاخرى ولا نظير لها في المؤسسات العسكرية في العالم. كما وصف سماحته انشطة الحرس الثوري في مجال الثقافة والفن بانها بارزة ايضا.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم "رؤية ودور الحرس الثوري في جغرافيا المقاومة بالمنطقة" معيارا آخر للحكم بشان الحرس الثوري.
واشاد بقدرات المجموعة العظيمة للمقاومة في مواجهة جبهة الكفر والظلم الموحدة واضاف: ان دور الحرس الثوري في هذا المجال بارز الى الحد الذي حفّز العداء الصارخ من قبل قوى الهيمنة والاستكبار في العالم ضد الحرس الثوري وبطبيعة الحال فان عداء هذه الجبهة الخبيثة لحرس الثورة يعد فخرا كبيرا.
كما اعتبر "العمل لصون القيم المعنوية" من الامور المهمة التي يهتم بها الحرس الثوري جديا.
واشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى العداء المستمر من قبل اميركا وجبهة الاستكبار ضد الحرس الثوري والمثال لذلك هو فرض الحظر عليه واضاف: ان هذا العداء الذي يعود الى نجاحات وانجازات الحرس الثوري، قد زاد من عزته في عيون الاصدقاء وحتى الاعداء.
واعرب سماحته عن رضاه عن الحرس الثوري مائة بالمائة وقال: لكنني لست قانعا بهذا الحد من التقدم للحرس الثوري وأرى بانه يمكنه في ظل قدراته ومواهبه تحقيق النمو والتقدم 10 او حتى 100 ضعف.
وقدّم قائد الثورة الإسلامية المعظم ثمان توصيات لمواصلة الحركة المتسارعة والمتنامية للحرس الثوري وهي:
"لا تدعوا أن يشيخ الحرس الثوري ويصبح متحفظا ويقنع بالوضع القائم"، و"الحفاظ على الجهوزية لمواجهة الاحداث الكبرى"، و"عدم فقدان الرؤية الواسعة والخارجة عن نطاق حدود جغرافيا المنطقة"، و"لا تخشوا العدو مطلقا ولكن كونوا على حذر تام وان يكون لكم تقييم حقيقي وصحيح عن العدو" حيث لا ينبغي الخوف من العدو مهما كان قويا ولا ينبغي الاستخفاف به مهما كان ضعيفا.
وفي توصيته الخامسة اكد سماحته على تعاون الحرس الثوري وتعاضده مع كل اجزاء واركان الدولة.
وكانت التوصية السادسة هي "الطابع الشعبي"، والتوصية السابعة "ايلاء الاولوية للعمل والروح الجهادية في جميع المجالات"، والثامنة والاخيرة "حفظ وتقوية القيم المعنوية والانس بالقرآن والتوكل على الله والتمسك باهل البيت عليهم السلام".
وفي ختام تصريحه قال سماحته، انه لو جرى النظر من اي زواية للمواجهة الراهنة بين الشعب الايراني وعالم الظلم والاستكبار والكفر فان الانتصار الاستراتيجي سيكون حليف هذا الشعب وفقا للوعد الالهي في القرآن الكريم وبناء على تجربة الاعوام الاربعين الماضية للثورة الاسلامية.