إعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال إستقباله صباح اليوم (الأربعاء:2019/07/03) المسؤولين والمعنيين بشؤون الحج في البلاد، فريضة الحج بأنها مجموعة استثنائية وممتازة من القيم التي تحظى بتمجيد الاسلام، واشار سماحته الى وجود مفاهيم سياسية ضرورية كالوحدة والدفاع عن المظلومين والبراءة من المشركين في الحج وأضاف: على كل حاج ايراني ان يضفي بسلوكه وكلامه ووقاره المزيد من السمعة للجمهورية الاسلامية الايرانية وهويتها.
واعتبر قائد الثورة خلال هذا اللقاء الذي جاء على اعتاب ايفاد الحجاج الى بيت الله الحرام، الحج انموذجا صغيرا للمجتمع الاسلامي السامي ومظهر الحضارة الاسلامية الحديثة واضاف: ان السمو الاخلاقي والمعنوي والروحي والتضرع والخشوع في الحج يكون الى جانب تقدم الحياة المادية.
واشار سماحة آية الله الخامنئي الى الوجوه المختلفة للحج وقال: الى جانب المظاهر المعنوية في الحج نشهد مظاهر الحياة الاجتماعية للسلام كـ "الوحدة والاخوة والتساوي" و"تجمّع الافراد في عرفات ومشعر الحرام ومنا" و"التحرك والطواف والسعي" وبالتزامن مع هذه المظاهر البارزة يتم استعراض تجسيد مهيب لـ "الاخلاق والاخوة والتسامح".
واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم "أبعاد الحج السياسية" احدى الخصائص الاخرى لهذه الفريضة الاستثنائية واكد قائلا: ان قول البعض لا تقحموا الحج بالسياسة كلام خاطئ، لأن الأبعاد السياسية للحج مطابقة لمطالب وتعاليم الاسلام.
واضاف سماحته: ان الوحدة ودعم المظلومين كالشعب الفلسطيني والشعب اليمني او البراءة من المشركين، كلها امور سياسية ومطابقة لتعاليم الاسلام لذا فان الابعاد السياسة للحج هي ذات الواجب الديني والعبادة.
وتابع سماحة آية الله الخامنئي بان البراءة من المشركين تعد فريضة اسلامية وشعيرة لا بد منها لذا فاننا نصر على القيام بها كل عام بأفضل صورة ممكنة.
واضاف سماحته: الى جانب الانشطة السياسية الدينية هنالك ايضا انشطة سياسية غير دينية وشيطانية كأن يقولوا لا تحتجوا على اميركا في الحج او ان لا تعلنوا البراءة من المشركين.
واعتبر سماحته ان من الخصائص المهمة للحج "ايجاد الالفة والاخوة الاسلامية" واضاف: لهذا السبب ينبغي على الحجاج الايرانيين التصرف بعقلانية وحكمة واحترام مترافق مع الوقار وإضفاء المزيد من السمعة للوطن والهوية الايرانية والجمهورية الاسلامية الايرانية، وأن يحضروا ايضا الى جانب اخوتهم المسلمين واخواتهم المسلمات في صلوات الجماعة في المسجد الحرام ومسجد النبي (ص).
واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم بان هنالك مسؤوليات جسيمة ملقاة على عاتق الحكومة السعودية لـ "توفير الأمن للحجاج دون اضفاء الطابع الامني على الاجواء وحفظ حرمة وكرامة الحجاج" واضاف: على الحجاج ضمن الاستفادة من فرصة الحج السانحة وقليلة النظير والاهتمام بابعاده الاجتماعية والسياسية والاخلاقية ، حفظ مكانة المؤمن المقدّر للحج الابراهيمي.
واشار سماحته الى العداء العميق من جانب اميركا وسائر المستكبرين للحقائق الاسلامية واضاف: ان الهجمات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والامنية المتوحشة من جانب قوى الغطرسة العالمية ضد الشعوب المسلمة مؤشر الى عمق عدائهم للمعارف الاسلامية.
واعتبر سماحته حقائق ومعارف الاسلام بانها مناهضة لممارسات المستكبرين الظالمة واضاف: ان التزام المجتمعات الاسلامية بمبادئ وشريعة الاسلام وعدم استسلامها امام الممارسات المتغطرسة ، ستشكل الاساس لانتصار وتقدم وصلاح وخلاص الامة الاسلامية.
واوضح سماحته في هذا الصدد: في الداخل ايضا اينما كان وفي اي قضية كانت كلما تمسّكنا اكثر فاكثر بالمبادئ والحدود الاسلامية فقد شملنا المزيد من النصرة الالهية واينما تغافلنا عن هذه المفاهيم فقد دفعنا ثمن ذلك.
واكد سماحته بان تحقيق مستقبل مترافق مع تقدم وعزة المسلمين بحاجة الى بذل الجهود الحثيثة والتعاون واضاف: وبفضل الباري تعالى سيُرغم اعداء الشعب الايراني والامة الاسلامية المتوحشون والهمجيون للركوع أمام الاسلام.
قبيل كلمة سماحة آية الله الخامنئي، تحدّث في هذا اللقاء حجة الإسلام والمسلمين نوّاب ممثل ولي الفقيه في شؤون الحج وأمير الحجاج الإيرانيين، واشار إلى أن شعار الحج لهذا العام هو "الحج حول محور بناء الذات، الأخوة الدينية والحضارة الإسلامية". كما تحدث في اللقاء السيد رشيديان رئيس منظمة الحج والزيارة.