اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال إستقباله صباح اليوم (الأربعاء: 2019/6/26) رئيس ومسؤولي السلطة القضائية وجمعاً من القضاة، "العدالة" أنها المحور الرئيسي لمؤسسة القضاء، وأعرب سماحته عن سروره للإجراء الذي اتخذه رئيس السلطة القضائية لإعداد برنامج جيد لايجاد التحول في هذه السلطة، معتبرا "التنفيذ المجدول زمنيا والشجاع والمعتمد على الاساليب المبتكرة" أمرا ضروريا تماما.
واشاد قائد الثورة الإسلامية المعظم بالصمود الباهر للشعب الايراني على مدى العقود الاربعة الماضية ضد المتغطرسين الدوليين، وأضاف: الشعب الإيراني المظلوم والأبي، لن يتراجع عن أهدافه أمام الضغوط والتهم والإهانات التي تكيلها الحكومة الأكثر شراً في العالم أي أميركا، وسيواصل حركته في مسار الثورة والإمام الخميني الراحل من أجل بلوغ العزة والرفاه والتقدم والرفعة والشموخ.
واشار سماحة آية الله الخامنئي الى قضايا الساعة وقال: ان وكالات الانباء الاجنبية تقر مرارا اليوم نقلا عن الخبراء بانه لا يمكن اخضاع الشعب الايراني بالضغط والتهديد والحظر، وبطبيعة الحال فان هذه الحقيقة ليست ناجمة عن أحداث الاشهر الاخيرة بل هي نتيجة لاربعين عاما من الصمود والعزة والعظمة والاقتدار للشعب الايراني.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم انتصار الثورة الاسلامية نقطة خروج الشعب من "حالة الذل والمهانة" واضاف: خلال العقود الاربعة الاخيرة ادى الى مزج الهوية الايرانية مع الخصائص الاسلامية الى احباط تاثيرات ضغوط قوى الغطرسة العالمية في مسار حركة الشعب.
واعتبر سماحته المشاركة الدائمة في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية 11 شباط /فبراير ويوم القدس العالمي وكذلك المشاركة في الانتخابات العديدة مؤشرا للعزم والارادة الجديرين بالاشادة لدى الشعب الايراني واضاف: هنالك انتخابات في البلاد ستقام نهاية العام (الايراني) الجاري (اذار/مارس 2020)، اذ انه ورغم الشكوك التي يثيرها البعض الا انني اعتقد بان الشعب سيشارك فيها بكل رغبة وحماس ويبرز عظمته فيها.
واشار سماحة آية الله الخامنئي الى الاتهامات والاهانات والسباب التي تكيلها الحكومة الاكثر شرا في العالم اي اميركا للشعب الايراني واضاف، ان الحكومة الاكثر كرها وخبثا في العالم والتي هي السبب في اشعال الحروب واثارة التفرقة ونهب الدول والشعوب، توجه كل يوم السباب والاتهامات للشعب الايراني الابي الا ان هذا الشعب لن يرتعب ولن يتراجع امام هذه الممارسات الاميركية المستهجنة.
ووصف سماحته اجراءات الحظر الاميركية بأنها ظلما بارزا ضد الشعب الايراني واضاف: ان الشعب الايراني المظلوم ولكن المقتدر في الوقت ذاته، يصمد بفضل الباري تعالى كالجبل الشامخ ويواصل حركته بكل قوة ويصل الى كل اهدافه التي يطمح لها.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم انتصار الجمهورية الاسلامية الايرانية على جميع المؤامرات ومنها الحرب والفتنة والتغلغل والتحركات الارهابية وسائر الممارسات الاميركية الخبيثة، مؤشرا بيّنا لنصرة الباري تعالى لهذا الشعب واضاف: ان القسم الرئيس لاقتدار الشعب رهن بايمان الشعب العميق بالعون الالهي.
وفي مستهل اللقاء الذي جرى لمناسبة اسبوع السلطة القضائية وذكرى استشهاد آية الله بهشتي و 72 من رجال الثورة ومسؤولي الدولة في التفجير الذي طال مكتب الحزب الجمهوري الاسلامي يوم 28 حزيران/ يونيو عام 1981 على يد زمرة "خلق الارهابية"، أشاد قائد الثورة الاسلامية بشخصية الشهيد المظلوم آية الله بهشتي بصفته المؤسس لجهاز القضاء في الجمهورية الاسلامية الايرانية وقال: ان الشهيد بهشتي كان انسانا صاحب فكر وارادة ومنضبطا ودؤوبا ونشطا وكان نعمة كبرى بالمعنى الحقيقي للكلمة.
واعتبر سماحته المسؤولية الاهم للسلطة القضائية في المرحلة الجديدة هي "ايجاد التحول في اطار مبادئ الاسلام والقرآن والدستور" واضاف: ان التحول يعني الاستفادة من الاساليب الاكثر تاثيرا وفاعلية وتحسين الاساليب السابقة وكذلك معالجة النقائص والثغرات والاشكاليات.
واعرب سماحته عن امله بتحقق التحول في السلطة القضائية في المرحلة الجديدة واضاف، انه ينبغي البدء بتنفيذ الوثيقة الجاهزة بلا تأخير. واشار الى المسؤوليات الواسعة للسلطة القضائية في الدستور ومكانتها المهمة واضاف: ان "احياء الحقوق العامة التي تشمل نطاقا واسعا من الاقتصاد والامن حتى الصعيد الدولي" و"نشر العدل والحريات المشروعة" و"الحيلولة دون وقوع الجريمة" و"الاشراف على حسن تنفيذ القانون" تعد من ضمن المسؤوليات المهمة التي تتطلب تنفيذها اساليب حديثة ومبتكرة وكوادر كفوءة.
واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم على "المكافحة الصارمة للفساد" داخل مجموعة السلطة القضائية وخارجها، معتبرا ان الاولوية هي لمكافحة الفساد داخل السلطة.
واكد سماحته ضرورة الا يؤدي توجيه الاتهامات الباطلة للسلطة القضائية الى التاثير سلبيا على عزمها وارادتها ونشاطها، ولفت الى الاهمية الفائقة لكيفية الصورة المرسومة عن السلطة القضائية واضاف: ينبغي العمل في هذا المجال بمنتهى الحذر واليقظة لانه من المحتمل ان تؤدي بعض الاحداث الى تشويه الصورة الحقيقية لسلطة قضائية جيدة، اي النزاهة والصدقية والعدالة وتظهرها على العكس مما هي.
وفي جانب آخر من حديثه، وصف سماحة آية الله الخامنئي المقترح الاميركي للحوار مع ايران "خدعة" واضاف: حينما فشل العدو في الوصول الى هدفه عبر الضغط يقدم مقترح الحوار متصورا سذاجة الشعب الايراني ويقول بانه يجب ان يتقدم هذا الشعب وبطبيعة الحال سيتقدم هذا الشعب ولكن من دونكم (الاميركيين) وشريطة ان لا تقتربوا انتم.
ونوه سماحته الى ان مقاليد الامور كلها كانت بيد اميركا وبريطانيا في عهد النظام البهلوي البائد واضاف: انكم انتم السبب في تخلف الشعب الايراني في ذلك العهد المقيت والان ايضا فان تواجدكم لا يسفر سوى عن تخلف ايران ووقف تقدمها.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم الهدف الاساس من وراء مقترح اميركا للحوار هو "نزع سلاح الشعب الايراني وسلب ايران عناصر اقتدارها" وقال: ان الاميركيين بارتعابهم من عناصر اقتدار الشعب الايراني يخشون المجيء الى الامام لذا فانهم يريدون عبر التفاوض نزع سلاح ايران وسلبها عناصر اقتدارها بغية ان يفرضوا على هذا الشعب كل ما يحلو لهم.
واكد سماحته بان القبول بكلام اميركا في المفاوضات سيجعل الشعب يعاني من التعاسة، فيما عدم القبول سيؤدي لاستمرار اثارة الاجواء السياسية والدعائية والضغوط عليها.
ونوه سماحته الى استغلال الاميركيين لاداة حقوق الانسان وقال: لقد قتلتم نحو 300 راكب بريء في السماء (استهداف طائرة نقل الركاب الايرانية من قبل الفرقاطة الاميركية فينسنس فوق مياه الخليج الفارسي عام 1987 واستشهاد كل ركابها وطاقمها) وترتكب الجرائم باستمرار في اليمن بدعمها للسعوديين.
واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم بان الشعب الايراني بمضيه في الطريق الذي رسمه الاسلام والثورة والامام ، سيحقق اهدافه القيمة والجذابة اي تحقيق العزة والرخاء المادي والتقدم في العلم والاستقرار والامن الاجتماعي.
وقبيل كلمة سماحة آية الله الخامنئي، تحدث في اللقاء حجة الإسلام والمسلمين رئيسي، رئيس السلطة القضائية معرباً عن إستعداد منتسبي السلطة القضائية لإجراء عملية التحول المجدول زمنياً التي ينشدها قائد الثورة وجميه أفراد الشعب ومنتسبي السلطة القضائية.
وأشار السيد رئيسي إلى تفعيل دوائر مكافحة الفساد لا سيما الفساد الإقتصادي في إطار بيان الخطوة الثانية للثورة.