أشاد قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقائه آلاف الأساتذة وأعضاء الهيئات العلمية في جامعات البلاد، عصر اليوم (الأربعاء:2019/5/29) بالتقدم الحقيقي للجامعات والمراكز العلمية، معتبراً التقدم المتسارع والدؤوب والنهضة العلمية ضرورية لبلوغ إيران الإسلامية القمم، وأشار سماحته إلى يقظة إيران أمام خداع أمريكا لتمرير "تكتيك التفاوض في ظل ستراتيجية ممارسة الضغط" مؤكداً: إن يوم القدس لهذا العام أهم من كل عام، ذلك لان اميركا وبعض اذنابها يسعون من وراء "صفقة القرن" لفرض النيسان على القضية الفلسطينية في العالم، إلا أنهم سيفشلون بطبيعة الحال.
وأكد سماحته أهمية يوم القدس العالمي في العام الجاري مقارنة مع الاعوام الماضية واضاف: إن السبب في هذه الاهمية المضاعفة هو الاجراءات الخيانية لاميركا واذنابها في المنطقة لتمرير "صفقة القرن".
واعتبر سماحته ظروف القضية الفلسطينية اليوم المختلفة عن الماضي بانها السبب في ادبيات ولهجة اميركا واذنابها الصريح لشطب القضية الفلسطينية واضاف: بناء عليه فان مسيرات يوم القدس التي تعد دفاعا عن القدس بواسطة الحضور الجماهيري، هي اكثر اهمية في العام الجاري.
واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: إن الدفاع عن فلسطين ليست قضية اسلامية فقط بل هي قضية انسانية وقضية ضمير وهي للمسلمين شرعية ودينية ايضا بالطبع.
وفي جانب من كلمته أشار سماحته الى قدرات البلاد النووية والعلمية واضاف: ان قدراتنا نووية وعلمية ولا نسعى وراء السلاح النووي، ليس بسبب الحظر واميركا بل من منطلق مبادئنا، اذ نعتبره حراما من الناحية الفقهية والشرعية وأضاف: ان البعض كانوا يقولون فلننتج السلاح النووي ولكن لا نستخدمه، وهذا القول خاطئ ايضا لاننا في حينه سننتجه بثمن باهظ ولا نستخدمه والطرف الآخر يعلم ايضا باننا لن نستخدمه وهو ما يجعله بلا تأثير بالنسبة لنا.
واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم بان قرار المجلس الاعلى للامن القومي يجري تنفيذه في الوقت الحاضر ومن ثم سيتم اتخاذ ما يقتضي الحال وقال: إن التوقف في هذا الحد لا معنى له ولكن هذا القرار يكفي في الوقت الحاضر ولو اقتضى الحال سنستخدم من ثم ادوات لاحقة.
واشار سماحته الى الضجيج المثار من قبل الاعلام الاجنبي حول مسالة التفاوض وقال: اننا لا نتفاوض حول اي قضية كانت و"القضايا الاساسية للثورة" مثل قدرات البلاد الدفاعية، لا يمكنها ان تكون محل تفاوض.
واعتبر سماحته التفاوض بانه يعني المساومة والتنازل في بعض الحالات واضاف: ان قضايا كالقضايا الدفاعية لا يمكنها ان تكون قابلة للتفاوض، اذ أن التفاوض في مثل هذه القضايا بحاجة الى كلمتين، فالطرف الاخر يقول نحن نريد هذه الامور ونحن نقول له ايضا "لا".
واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم بان ايران لن تتفاوض مع اميركا اطلاقا واضاف: مثلما قيل سابقا فان عدم التفاوض مع اميركا يعود الى أمرين، اولا؛ لا جدوى من ورائه، وثانيا؛ يكون مضراً.
وأشار سماحته الى سلوك الاميركيين للوصول الى اهدافهم البلطجية تجاه الحكومات والدول الاخرى واضاف: ان للاميركيين عادة "استراتيجية" و"تكتيك" للوصول الى اهدافهم، فاستراتيجيتهم هي "الضغط" بهدف إرهاق الطرف الآخر ومن ثم يستخدمون "التفاوض" كمكمل للضغط للوصول الى اهدافهم.
واوضح سماحته، ان هذا التفاوض لا يعد تفاوضا في الحقيقة بل وسيلة للحصول على ثمار الضغوط وان الجلوس خلف طاولة المفاوضات مع الاميركيين يعني التنازل عن تلك الحالات التي لم تتوفر ارضية تحقيقها لهم عبر الضغط.
وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم بان الطريق الوحيد لمواجهة هذه الخدعة هو استخدام ادوات الضغط لدينا امام الاميركيين واضاف: لو تم استخدام ادوات الضغط بصورة صحيحة فان ضغط الاميركيين اما ان يتوقف واما ان يقل، ولكن لو جرى الانخداع بـ "الدعوة للتفاوض" التي يطلقها الاميركيون ولم تتم الاستفادة من ادوات الضغط المتوفرة لدينا فان النتيجة ستكون الانزلاق والخسارة المؤكدة.
واكد سماحة آية الله الخامنئي بان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمتلك ادوات الضغط اللازمة امام ضغوط اميركا واضاف: ان هذه الادوات ليست عسكرية خلافا لما يروجون له وبطبيعة الحال فان تلك الادوات (العسكرية) موجودة ايضا لو اقتضى الامر.
واعتبر سماحته إحدى ادوات الضغط لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية هو البيان الاخير الصادر عن المجلس الاعلى للامن القومي الايراني لخفض بعض تعهدات ايران النووية واضاف: ان القرار الاخير للمجلس الاعلى للامن القومي كان قرارا صائبا لانه في حال عدم استخدام اداة الضغط في الوقت المناسب فان الطرف الاخر يستمر في الامور كما هي لانه يعلم بانه لا يواجه ضررا او ثمنا يدفعه ولكن لو تم استخدام اداة الضغط (ضده) فانه يفكر للقيام بعمل ما (لتلبية مطالبنا).
وصرح قائد الثورة الإسلامية المعظم بان قدرات البلاد العلمية والتكنولوجية في المجال النووي تعد من ادوات الضغط المؤثرة الاخرى واضاف: اننا ورغم قدراتنا العلمية العالية في المجال النووي لا نسعى وراء السلاح النووي اطلاقا لاننا نعتبر اسلحة الدمار الشامل سواء النووية او الكيميائية حراما وفق الاسس الفقهية والدينية والشرعية.
واضاف سماحة آية الله الخامنئي: اننا نعتبر ايضا انتاج اسلحة الدمار الشامل بهدف تخزينها عملا غير منطقي وغير عقلاني لانها تحمّل البلاد اثمانا باهظة من دون استخدامها. وتابع سماحته قائلا: انه بناء على ذلك فاننا نعارض انتاج اسلحة الدمار الشامل لكننا بحاجة الى التخصيب النووي لانه حاجة البلاد المستقبلية وان لم نرفع قدراتنا اليوم في هذا المجال فعلينا ان نبدا من الصفر بعد 10 اعوام.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم ادوات الضغط لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية بانها ادوات لإيقاف الطرف الاخر عند حده وأضاف: لحسن الحظ ان جميع مسؤولي البلاد سواء التنفيذيين او الدبلوماسيين او السياسيين متفقون في الرأي على مسألة عدم التفاوض مع اميركا وان التفاوض مع الاميركيين لا يُنصح به اطلاقا.
واوضح سماحته بان الحكومة الاميركية السابقة لم يكن سولكها مختلفا عن الحكومة الحالية بصورة جوهرية، وبطبيعة الحال كان ظاهرها مختلفا الا ان باطنهما واحد. واكد بان الجمهورية الاسلامية الايرانية سوف لن تنخدع بحيلة الاميركيين في مجال التفاوض أبدا واضاف: ان اداة الضغط المستخدمة لدينا الان هي القرار الاخير للمجلس الاعلى للامن القومي لكننا سوف لن نقف عند هذا الحد ولو اقتضى الامر في المرحلة اللاحقة سنستخدم ادوات ضغط اخرى.
وفي بداية اللقاء الذي إستمر حوالي ثلاث ساعات، تحدّث 10 من الأساتذة وأعضاء الهيئات العلمية عن هواجسهم ووجهات نظرهم حول ضرورة إنتاج القدرة الوطنية وإتخاذ السبل العملانية الكفيلة بضمان إستقلال البلاد في مجال المعلوماتية، وضرورة الرصد العلمي والتقني للفضاء الإفتراضي وتوطين هذه التقنية في البلاد، وأهمية الوصول إلى نموذج ثوري ومحلي لإدارة الجامعات، وضرورة توجيه الأطروحات الجامعية لحل مشاكل البلاد.