وجّه قائد قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي نداءً بمناسبة بدء العام الایراني الجدید (1398هـ.ش، يبدأ في 21 آذار/ مارس)، قدّم خلاله التهاني والتبریكات بحلول عيد النوروز والذكرى العطرة لولادة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، لجمیع المواطنین والایرانیین المقیمین في الخارج وخاصة عوائل الشهداء الأبرار والجرحى، متمنياً للشعب الإيراني عاماً مقترناَ بالمسرة والسعادة والسلامة البدنية والنجاحات المادية والمعنوية المطردة، وأطلق سماحته على العام الايراني الجديد شعار "إزدهار الانتاج".
وأشار سماحته الى العام الایراني الفائت والذي كان ملیئا بالاحداث وقال: في العام الماضي أثبت الشعب الایراني جدارته بالمعنى الحقیقي للكلمة، إذ كان الاعداء قد وضعوا مخططات للشعب الایراني، إلا أن هذا الشعب بصلابته ووعیه وهمم شبابه قد أحبط تلك المخططات وفي مواجهة إجراءات الحظر الشدیدة وحسب قولهم غیر المسبوقة، كان له موقف قوي وراسخ سواء في الساحة السیاسیة او الاقتصادیة.
وأضاف سماحة آية الله الخامنئي: فعلى الصعید السیاسي سطّر الشعب الایراني ملحمة رائعة في المسیرات العظیمة یوم 22 بهمن (11 شباط) ذكرى انتصار الثورة الاسلامیة والمواقف الشعبیة طوال أشهر هذا العام، والوقفة الثانیة التي كانت على الصعید الاقتصادي، تمثلت بزیادة الاختراعات العلمیة والهندسیة وزیادة ملحوظة للشركات المعرفیة المتقدمة وزیادة المنتوجات في مجال البنى التحتیة والصناعات الاساسیة للبلاد، وكمثال على ذلك، افتتاح مراحل متعددة لحقول الغاز جنوب البلاد وقبل ذلك افتتاح مصفاة في مدینة بندرعباس وامثلة اخرى كثیرة من هذه الاعمال التي انجزت، لذا فان هذا الشعب تمكن أمام عداء الاعداء وخبثهم من ابراز قدرته وهیبته وعظمته، مما زاد في سمعة شعبنا وثورتنا والجمهوریة الاسلامیة بحمد الله.
واعتبر سماحته، المشكلة الأساسیة للبلاد بأنها ما زالت هي الاقتصادیة، مشیرا الى تزاید المشاكل المعیشیة للمواطنین في الأشهر الأخیرة، وأضاف: ان قسماً من هذه المشاكل یعود إلى الإدارة غیر الفاعلة على الصعید الاقتصادي، حیث یتوجب التعویض عن ذلك، وبالتأكید هناك برامج وتدابیر اتخذت، یجب ان تثمر هذه التدابیر طوال العام الجاري ویشعر المواطنون بنتائجها.
واكد قائد الثورة الاسلامیة المعظم أن الأولویة العاجلة والقضیة الجادة للبلاد هي قضیة الاقتصاد، منوها الى ان مشاكل اقتصاد البلاد المهمة تتمثل في "تراجع قیمة العملة الوطنیة" و"القدرة الشرائیة للمواطنین" و"قلة انتاج أو توقف بعض المصانع عن العمل"، واضاف: انه وبعد الدراسة والاطلاع على وجهات نظر الخبراء فان مفتاح حل جمیع تلك المشاكل یكمن في تنمية الانتاج الوطني وتطويره.
واشار سماحته الى ترحیب الشعب بشعار العام السابق الذی كان "دعم السلع الایرانیة" وأضاف: لا یمكنني القول بان هذا الشعار قد تحقق بالكامل، ولكن یمكنني القول بانه حظي بالاهتمام على نطاق واسع وحظي بالترحیب والتفعیل من قبل الشعب وسیكون لهذا الامر تاثیره بالتاكید، وفي العام الجديد، فان القضیة الاساسية والمحوریة هي قضیة الانتاج، لانه إذا بدأت عجلة الإنتاج بالحركة، ستحل المشاكل المعیشیة وتزداد فرص العمل ویستغني البلد عن الأعداء والأجانب حتى انه یستطیع حل مشكلة قیمة العملة الوطنیة إلى حد كبیر، لذلك اطلقت الشعار لهذا العام "ازدهار الانتاج".
ودعا سماحته الجمیع لبذل الجهود لازدهار الإنتاج في البلاد، معربا عن امله في أن تبدأ مسیرة حل المشاكل الاقتصادیة من خلال الاهتمام بهذا الشعار طوال العام.
وفي الختام، توجه قائد الثورة الاسلامية المعظم بالتحيات والصلوات الى منقذ البشر، المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وابتهل الى الله عزّ وجل بأن يغمر الشعب الإيراني وكل الشعوب التي تحتفل بالنوروز بالخيرات والبركات والسعادة.