إعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي خلال إستقباله صباح اليوم (الأربعاء: 2018/8/29) رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة، مؤشرات الحكومة العلوية المتمثلة "بالعدل، والعفّة، والتقوى ومعاشرة الناس" معياراً لتقييم ممارسات المسؤولين، وأشار سماحته لنقاط هامة حول الأوضاع الإقتصادية، السياسة الخارجية والوحدة والإنسجام الداخلي وأكد: في المجال الإقتصادي، يجب العمل بقوة وبكثافة وكفاءة وينبغي على المسؤولين أن لا يعرفوا ليلهم من نهارهم في حل مشاكل الشعب.
بدأ سماحته حديثه بالتهنئة بمناسبة حلول عيد الغدير السعيد، واصفاً إختيار الإمام علي (ع) كوليّ لأمر الأمة الإسلامية و وصيَّاً للرسول الأكرم (ص) بأنه نعمة إلهية عظيمة وأضاف: إن أهم وظيفة لدينا نحن كحكومة إسلامية هي جعل الحكومة العلوية معياراً ومؤشّراً لنا.
كما بارك سماحته أسبوع الحكومة واعتبر هذه المناسبة تخليداً لذكرى الأسم الخالد للشهيدين رجائي وباهنر وأضاف: اسبوع الحكومة فرصة لكي يقيم مسؤولو الحكومة أدائهم، كما يجب أن نتقدم بالشكر لأعضاء الحكومة والأخوة والأخوات الحاضرين في هذا المجلس ونطلب لهم العون من الباري تعالى، لأن إدارة بلد بحجم أكثر من ثمانين مليون نسمة وقضايا متعددة، مسؤولية جسيمة وصعبة جداً.
وفي تقييمه لاداء الحكومة خلال العام الاخير اعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم ان انشطة جيدة جرت خلال العام الماضي، في مجال التنمية الاقتصادية والطاقة وزيادة الصادرات غير النفطية وخفض الاستيراد، مؤكدا ضرورة الاسراع بوتيرة هذه السياسات وتعزيز الصادرات غير النفطية وخفض حجم الاستيراد.
وتطرق سماحته الى الاجتماعات التنسيقية بين رؤساء السلطات الثلاث في البلاد، مصرحا ان الهدف من عقد هذه الاجتماعات يكمن في التركيز على القضايا الاقتصادية والتنسيق والاسراع بوتيرة الاجراءات ذات الصلة، بما يؤكد ضرورة بلورة المشتركات عبر الحوار والتشاور خلال هذه اللقاءات.
واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم بأن العدو يحاول استغلال قضية الاقتصاد بسبب بعض نقاط الضعف والثغرات الاقتصادية في البلاد واضاف: يجب التصرف في الحقل الاقتصادي بصورة قوية ومكثفة وسد كل الفراغات وان يكون المحور هو سياسات الاقتصاد المقاوم واساسه الاعتماد على الانتاج الداخلي، وان امكانية تنفيذ جميع هذه الخطوات متوفرة واننا لم نصل الى طريق مسدود في سياق ادارة الاقتصاد.
وشدّد سماحته على أهمية الاقتصاد المقاوم وأضاف: تُعدّ سياسات الاقتصاد المقاوم خندقاً دفاعياً أمام العدوّ، وحصانة للمضيّ قُدماً إلى الأمام أيضاً. ومن هذا المنطلق فالاقتصاد المقاوم القائم على أساس الإنتاج المحلي يتمتع بجوانب هجومية ودفاعية كذلك.
وأكّد قائد الثورة الإسلامية المعظم على أنّ قضية الإنتاج المحلّي وإزالة موانعه من ضمن القضايا الهامّة التي يجب أن يتمّ التركيز عليها في جلسة التنسيق بين رؤساء السلطات الثلاثة وتابع سماحته قائلاً: لموانع الإنتاج حلول وقد قدّم خبراء الاقتصاد أساليب الحل التي لو عُمل بها فسوف تتحسّن معيشة النّاس حيث أنّ نسبة ملحوظة من المجتمع تواجه المشاكل حاليّاً.
وأشار سماحته إلى قضيّة إدارة الحكومة للاقتصاد وأردف قائلاً: "فتح المجال أمام الناشطين النزهاء في المجال الاقتصادي والشباب المبدع والدؤوب وإزالة الموانع وتحسين أجواء العمل" وأيضاً "إغلاق ممرات الفساد والتصدّي للمفسدين" يشكّلان رُكنين هامّين فيما يخص إدارة البلاد الاقتصادية.
ورأى قائد الثورة الإسلامية أنّ التصدّي للمفسدين وإغلاق ممرّات الفساد يحتاج إلى أعين مفتوحة وذكاء مدراء الأجهزة الحكومية ولفت سماحته إلى أحداث الأشهر الأخيرة في سوق العملات والمسكوكات قائلاً: رغم تقديم تبريرات فيما يخصّ هذه الأحداث إلّا أنّه كانت هناك غفلة وعدم اهتمام من ناحية الإدارة أيضاً.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي "عدم الاستخدام الصحيح للطاقات والثروات المحلية"، من العقبات التي تعرقل مسار الادارة الاقتصادية في البلاد؛ متسائلا: "لماذا تستورد ايران البنزين رغم انها من اكبر البلدان المنتجة للنفط عالميا"، واكد سماحته ضرورة استثمار الثروات النفطية بشكل صحيح ومن خلال انشاء المصافي لانتاج وتصدير المشتقات النفطية.
كما انتقد سماحته عدم تعويل الحكومة كثيرا على الطاقات الواسعة المتوفرة لدى القطاع الخاص في البلاد، مصرحا ان التنفيذ الكامل لسياسات المادة 44 من الدستور واستخدام طاقات التجار والمنتجين والمصنعين وغيرهم من اعضاء القطاع الخاص سيكون له بالتاكيد تاثير ايجابي في مسار الادارة الاقتصادية وتقدم البلاد.
واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم على أهمية اقامة علاقات جيدة ومتنامية مع دول الجوار. وحول العلاقات مع اوروبا قال: لا اشكالية بالعلاقة واستمرار التفاوض مع اوروبا حول قضايا مثل الاتفاق النووي او الاقتصاد ولكن ينبغي عليكم ضمن ذلك ان لا تعقدوا الامل عليهم.
وانتقد سماحته السلوك غير المناسب لاوروبا في قضايا مثل الاتفاق النووي والحظر واضاف: ينبغي الحفاظ على مسيرة القضايا في ظل رؤية مشوبة بالريب تجاه وعودهم.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم الاتفاق النووي وسيلة للحفاظ على المصالح الوطنية واضاف: ان الاتفاق النووي ليس هدفا بل وسيلة وبطبيعة الحال لو توصلنا الى نتيجة بانه ليس بالامكان حفظ المصالح الوطنية بهذه الوسيلة فاننا سنتخلى عنها.
واضاف سماحته: على الاوروبيين ان يفهموا من تصريحات واداء المسؤولين الايرانيين بان اجراءاتهم ستواجه بتدابير وردود فعل مناسبة من الجمهورية الاسلامية الايرانية.
واعتبر سماحته في جانب اخر من حديثه ان الوحدة والتضامن بين مسؤولي البلاد، ضروري اكثر من اي وقت مضى وقال: ان رؤساء السلطات الثلاث ومسؤولي الاجهزة والقطاعات المختلفة يجب ان يؤازروا ويساندوا احدهم الاخر لاسيما انه يتعين على الجميع دعم الحكومة لانها في وسط الساحة.
ورأى سماحته ان الخلاف في وجهات النظر بين المسؤولين شيء طبيعي وقال في الوقت ذاته، ان الخلاف في الرأي هذا لا ينبغي ان ينتقل الى الاعلام لانه يقلق الشعب.
واشار سماحته الى جلسة مجلس الشورى الاسلامي يوم أمس وأسئلة النواب من رئيس الجمهورية واكد ان هذه الجلسة عرضت اقتدار واستقرار الجمهورية الاسلامية الايرانية، واثنى على رئيس الجمهورية والسلطة التشريعية لانهما عرضا بصورة مشتركة صورة عن هذا الاقتدار.
وقال سماحته ان النواب يوجهون اسئلة لرئيس الجمهورية المنتخب من 23 مليون شخص، ورئيس الجمهورية يجيب على الاسئلة بهدوء ووقار، وهذا يعني تجسيد السيادة الشعبية الدينية.
وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم ان العدو كان يتابع اهدافا اخرى من جلسة يوم امس لمجلس الشورى الاسلامي، موضحا ان هذه الجلسة الجيدة جدا تسهم في تعزيز رئيس الجمهورية والمجلس ايضا، وستمهد للمزيد من التعاون والتقارب في وجهات النظر.
وفي جانب آخر من حديثه أكد سماحته بان لا تفاوض مع الاميركيين وقال:ان المفاوضات التي جرت مع المسؤولين الاميركيين السابقين الذين حاولوا الحفاظ على الظاهر على الاقل انتهت الى ما آلت اليه فالان اي تفاوض لنا مع المسؤولين الوقحين الاميركيين الحاليين الذين شهروا السيف بوجه الايرانيين، لذا سوف لن يكون هنالك اي تفاوض مع الاميركيين في اي مستوى كان.
واعتبر سماحته ان المفاوضات مع ايران هي حاجة كل الادارات الامريكية مضيفا انهم يريدون المناورة باننا اتينا بالجمهورية الاسلامية الايرانية الى طاولة المفاوضات، لذلك وكما قلت سابقا وبصورة مسهبة ومستدلة، فان اي مفاوضات لن تجري معهم.
وقبل كلمة سماحة قائد الثورة الإسلامية، قدّم رئيس الجمهورية تقريراً عن إجراءات وبرامج الحكومة.
وقال الرئيس روحاني: ان جميع جهود الحكومة تهدف الى الوصول بالبلاد الى الوضع المطلوب، وفي السنوات الخمس الماضية تحققت نجاحات جيدة مثل خفض التضخم وتحقيق النمو الاقتصادي وزيادة الدخل القومي الاجمالي.
واشار الرئيس روحاني الى الخدمات التي قدمتها الحكومة لسكان الارياف ، وقال: ان جميع القرى التي فيها اكثر من 10 أسر مزودة بالكهرباء، وان العديد من القرى تم ربطها بشبكة الغاز وكذلك شبكة المواصلات بالبلاد.
وتطرق السيد روحاني الى الاجراءات التي اتخذتها السلطة التنفيذية في المجال الزراعي ومن بينها تحقيق الاكتفاء الذاتي في انتاج القمح والسكر، مضيفا: ان عوائد المزارعين اصبحت افضل من السابق من ناحية انتاج المحاصيل وكذلك من ناحية الاسعار، وتحققت زيادة في انتاج المحاصيل الزراعية.
واعتبر رئيس الجمهورية زيادة انتاج الغاز في حقل بارس الجنوبي بنسبة 90 بالمائة وزيادة انتاج النفط من الحقول المشتركة من بين مكتسبات الحكومة في قطاع الطاقة، وقال: ان البلاد حققت الاكتفاء الذاتي في مجال انتاج الغاز والمازوت، وسنتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي في انتاج البنزين حتى نهاية العام الايراني الحالي (ينتهي في 20 مارس 2019).
واعتبر السيد روحاني تحديث اسطول النقل والشحن، ومضاعفة الصادرات غير النفطية والاعتماد اكثر على هذه الصادرات من بين الخدمات الاخرى للحكومة، مؤكدا ان الحكومة قادرة من خلال التدبير على تجاوز المشكلات الراهنة كما تجاوزت مشكلات اكثر صعوبة في السابق.
واشار رئيس الجمهورية الى الحظر الاميركي، وقال: في الظروف الراهنة فانه لا يوجد امامنا حل سياسي لان الدولة التي فرضت على الحظر على ايران خلافا لجميع القوانين الدولية، لا تلتزم بأ ي شيء.
واوضح روحاني : ان الاميركيين لديهم هدف ابعد من الضغط الاقتصادي ويريدون العودة مرة اخرى الى ايران والهيمنة عليها، مضيفا: انهم /الاميركان/ يريدون مجددا سلب استقلال ايران، واخضاع الشعب الايراني، لكن شعبنا لن يسمح بذلك مطلقا، وسيثبت ذلك للعالم من خلال الصمود والمقاومة.
واكد رئيس الجمهورية ان الشعب الايراني بأجمعه يقف خلف قائد الثورة، وبواسطة توجيهات سماحته لن يسمح بتمرير مؤامرات الاعداء.