أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي خلال إستقباله صباح اليوم (الإثنين: 2018/07/16) القائمين على شؤون الحج للعام الجاري، بأن الحج يمثل مظهرا لامتزاج "القيم المعنوية والسياسة"، وميزته الأهم هي اجتماع المسلمين في مكان وزمان معين، وأضاف سماحته: إن الحج الحقيقي يكون بالبراءة من المشركين وتأمين الظروف والشروط المناسبة من أجل الوحدة وتوحيد صفوف المسلمين.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي تبلور الجمهورية الاسلامية الايرانية وعرض قدرة الاسلام على الدخول في ساحة السياسة والحياة بانهما يجهضان اعوام من المحاولات الرامية لفصل الدين عن السياسة واضاف، اليوم يحاول افراد جهلة ومغرضون مرة اخرى للايحاء بضرورة فصل الدين عن السياسة والحياة والعلم في اذهان جيل الشباب الا ان الحج يعد افضل فرصة وساحة عملانية لاظهار الامتزاج بين "الدين والسياسة".
واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم اتخاذ زمن ومكان محدد لاجتماع المسلمين في فريضة الحج مؤشرا لاهداف تتجاوز القيم المعنوية الصرفة واضاف: ان احد الاهداف المهمة للحج هو اجتماع واتصال وتفاهم المسلمين مع بعضهم بعضا وهو في الواقع ذات موضوع تبلور الامة الاسلامية.
واكد سماحته بان الكعبة المشرفة والمسجد الحرام ومسجد النبي تخص المسلمين جميعا وليس فقط الذين يحكمون تلك الارض واضاف: لا يحق لاحد ان يمنع تحقق مفاهيم الحج الحقيقية، ولو قامت دولة او حكومة ما بهذا الامر فانها تكون في الواقع قد مارست "الصد عن سبيل الله".
واشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى بلورة المعنى الجديد للحج ببركة توجيهات سماحة الامام الراحل وقال: ان الحج الحقيقي يجب ان يكون مترافقا مع البراءة من المشركين وان يوفر الارضية لوحدة وتلاحم المسلمين لا ان تسعى بعض الحكومات في مسار خلق الخلافات والتفرقة في صفوف المسلمين وتربط نفسها بالاستكبار.
كما اشار سماحة آية الله الخامنئي الى كارثة المسجد الحرام وكارثة منى في العام 2015، واعتبرها ظلما فادحا واكد ضرورة المتابعة المستمرة والجدية لضمان الحقوق واضاف: ان هذا المطلب لا ينبغي نسيانه ابدا ويتوجب على الاجهزة المسؤولة متابعة هذه القضية بمختلف السبل خاصة المحافل الدولية، من اجل تشكيل لجنة تقصي حقائق بمشاركة الجمهورية الاسلامية الايرانية، لانه في هاتين الكارثتين لم يتم توفير أمن الحجاج الذي يعد المسؤولية الاهم للحكومة السعودية ولم يتم تسديد دية القتلى.
وأكد قائد الثورة الاسلامية المعظم أن حاجة العالم الإسلامي الضرورية في الوقت الراهن هي الوحدة والتآلف، ولفت سماحته الى تركيز الاعداء على مواجهة المسلمين خاصة في القضية الفلسطينية وفي قضايا اليمن وقال: ان الاميركيين اطلقوا اسم "صفقة القرن" على سياستهم الشيطانية حول فلسطين ولكن عليهم ان يعلموا بان هذه الصفقة لن تتحقق ابدا بفضل الباري تعالى وان القضية الفلسطينية سوف لن تُنسى رغم انف المسؤولين الاميركيين وستبقى القدس عاصمة لفلسطين.
واكد سماحته بان الشعب الفلسطيني سيتصدى لهذه المؤامرة وان الشعوب الاسلامية ستكون داعمة للشعب الفلسطيني واضاف: بطبيعة الحال فان بعض الحكومات الاسلامية التي ليس لها اي ايمان بالاسلام وبسبب الحماقة والجهل والمطامع الدنيوية قد اخذت دور الفدائي للاميركيين ولكن بتوفيق من الله ستنتصر الامة الاسلامية والشعب الفلسطيني على اعدائهم وسيرون ذلك اليوم الذي سيتم فيه اقتلاع جذور الكيان الصهيوني المزيف من ارض فلسطين.
وقبل خطاب سماحته كان حجة الاسلام "قاضي عسكر" ممثل الولي الفقيه والمسؤول عن الحجاج الايرانيين قد قال: شعار الحج لهذه السنة "الحج تحول روحي واخلاقي، اسلوب حياة دينية، عزة وكرامة الإسلام".
وكما أوضح السيد محمدي رئيس منظمة الحج والزيارة في بيان له الاجراءات التي اتخذت لهذا العام: لقد نظم الحج لهذا العام برعاية وموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي وسعينا لتحقيق رغبات وتوقعات الناس والنظام فيما يتعلق بالأمن وتأمين عزة وكرامة الحجاج الإيرانيين.
وأضاف محمدي أن نشاط القائمين على الحج يتركز حول مساع ثلاث: السعي والعمل الدؤوب، والاقتصاد، والابتكار، وقال: يشارك هذا العام 86 ألف زائر لبيت الله موزعين على 586 قافلة.