وصفَ قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي، خلال إستقباله صباح إلىوم السبت (2018/04/14) عدداً من مسؤولي نظام الجمهورية الإسلامية وسفراء البلدان الإسلامية وجمعاً من أفراد الشعب، الهجوم الذي شنته أمريكا مع حليفتيها بريطانيا وفرنسا على سوريا فجر إلىوم، بأنه جريمة، ووصف سماحته مزاعمهم في معارضة استخدام السلاح الكیمیاوی بالكاذبة، مؤكداً: ان الجمهوریة الاسلامیة الأيرانیة كما في السابق ستقف الى جانب فصائل المقاومة ومن المؤكد ان امیركا ستفشل في تحقیق اهدافها في المنطقة.
وخلال اللقاء الذي جرى لمناسبة ذكرى المبعث النبوي الشريف، هنأ سماحته لمناسبة البعثة النبویة الشریفة واعتبر العودة الى التوحید وسیادة العلم والقدرة والنعمة والهدأية الالهية على حیاة الانسان ومواجهة الدكتاتوریة والاستبداد بانها الرسالة الاساسیة للبعثة وقال: ان التوحید یتضمن اُسس ومبادئ مقارعة الظلم والجور، وبناء على ذلك فان جبهة الحق تقارع الظلم دوما وفي هذا الصراع سیكون مصیر الباطل المحتوم هو التراجع والاندحار.
واعتبر سماحة أية الله الخامنئي المسؤولیة الأهم للامة الاسلامیة هي العودة لرسالة البعثة أي التوحید واضاف: لو اعتقدنا بالتوحید فلن نرضخ للظلم وسندعم المظلوم ولهذا السبب فان الجمهوریة الاسلامیة الأيرانیة ستكون حاضرة أينما كان هنالك مظلوم بحاجة للمساعدة.
واعتبر سماحته ان فلسفة اصرار الجمهوریة الاسلامیة الأيرانیة في دعم القضیة الفلسطینیة، تأتي في هذا الاطار واضاف: ان الصمود امام الظلم سیؤدي الى التقدم بالتاكید والمثال البارز لذلك هو الشعب الفلسطیني الذي كان ضعیفا في البدأية الا انه وفي ظل الصمود، تحوّل الى شعب قوي یتصدى للكیان الصهيوني الذي یشعر بالضعف والعجز أمامه.
واكد قائد الثورة الاسلامیة المعظم: في هذا الصراع، سیتغلب الفلسطینیون على الصهأينة بلا شك وستعود ارض فلسطین الى شعبها.
واعتبر سماحته وقوف الجمهوریة الاسلامیة الأيرانیة في منطقة غرب آسیا والى جانب فصائل المقاومة وفي سوریا، بأنه یأتي في اطار دعم المظلوم واضاف: إن القول بان الجمهوریة الاسلامیة الأيرانیة توسعیة النزعة، هو كلام كاذب ومناقض للواقع، اذ ان أيران العظیمة والعامرة والموحدة لا تنوي التوسع لا في المنطقة ولا في أي نقطة من العالم.
واضاف قائد الثورة الاسلامیة المعظم: ان السبب في تواجد أيران في سوریا وفي منطقة غرب آسیا هو دعم المقاومة في مواجهة الظلم وان جبهة المقاومة وبفضل الدعم والاسناد الذي جرى وفي ظل شجاعة القوات السوریة، قد تمكنت من دحر الارهابیین الذين اوجدتهم امیركا والغربیون وعملاؤهم مثل السعودیین.
واشار سماحته إلى تصریحات الرئیس الامیركي فجر الیوم الذي ادعى بأن امیركا هي التي تصدت لداعش ودحرته وقال: ان هذا الكلام كذبة صارخة وفاضحة لان الامیركیین وبتمویل من السعودیة وامثالها اوجدوا هذه العناصر الخبیثة في العراق وسوریا، وأينما اقتضى الامر سارعوا إلى دعم الارهابیین، وهم الذين بادروا إلى انقاذ العناصر الرئیسیة من تنظیم داعش حینما كانوا محاصرین.
وأكد سماحة آية الله الخامنئي، انه ورغم الدعم من امیركا واذنابها، الا ان جبهة المقاومة تمكنت من انقاذ العراق وسوریا.
ووصف سماحته العدوان الثلاثي على سوریا فجر اليوم، بأنه جریمة واضاف: إنني اُعلن صراحة بأن الرئیس الامیركي والرئیس الفرنسي ورئیسة وزراء بریطانیا هم مجرمون.
وأكد سماحته بأن الامیركیین ومثلما آل إلیه وضعهم في العراق وافغانستان، سوف لن یحققوا شیئا من وراء هذه الجرائم في سوریا أیضا، واضاف: إن الرئیس الامیركي أعلن قبل فترة بأنهم أنفقوا (7) تریلیونات دولار في منطقة غرب آسیا ولم یحصلوا على شیء إزاء ذلك. هذا الكلام صحیح ومن الآن فصاعدا أیضاً سوف لن تجني أمیركا شیئا مهما حاولت وأنفقت من الاموال.
وأكد سماحة آیة الله الخامنئي ضرورة یقظة الشعوب والدول والحكومات الاسلامیة أمام هذه الاحداث واضاف: إن هدف الامیركیین لیس فقط سوریا والعراق وافغانستان، بل إنهم یسعون لضرب الامة الاسلامیة والاسلام، لذا فإنه على الحكومات الاسلامیة ألا تجعل نفسها في خدمة أهداف امیركا وبعض الدول الغربیة العدوانیة.
وأضاف سماحته في هذا السياق: لیس من الفخر لدولة مثل السعودیة أن یصفها الرئیس الامیركي الحالي في دعایته الانتخابیة علنا بـ 'البقرة الحلوب'. فلا ذل أكبر من أن یستحوذوا على أموال دولة ما ومن ثم یصفونها بمثل هذه العبارات.
وأشار سماحة آیة الله الخامنئي إلى أكاذیب الرئیس الامیركي بزعم أن الهجوم علي سوریا جاء ردا على استخدامها السلاح الكیمیاوي وأضاف: انهم لا یمانعون من استخدام السلاح الكیمیاوي او اي سلاح آخر ضد الشعوب الاسلامیة والشعوب المظلومة، مثلما یدعمون القصف الیومي المستمر ضد الشعب الیمني وفي فترة الحرب المفروضة ایضا (1980-1988)، دعموا صدام المجرم الذي استخدم السلاح الكیمیاوي الذي أدّى الى استشهاد الآلاف من ابناء الشعبین الایراني والعراقي.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم سلوكیات امیركا وبعض الدول الغربیة بأنها نابعة من أهدافها الاستعماریة ودكتاتوریتها الدولیة وقال: بطبیعة الحال فإن الدكتاتوریین لن یفلحوا في أي مكان من العالم ومن المؤكد ان امیركا ستفشل في تحقیق مآربها في المنطقة.
وأشار سماحته الى صمود الشعب الایراني الحاصل من خبرات 40 عاما من المقاومة والثبات وقال: إن هذه الخبرة أثبتت لنا بأن التراجع یحفز العدو، وان الصمود أمامه سیرغمه على التراجع.
وفي ختام كلمته أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أن تراجع مستكبري وجبابرة العالم بفعل المقاومة والصمود هو "سنة إلهية" وأعرب سماحته عن أمله أن تتمكن الشعوب في العراق وأفغانستان وسوريا وفلسطين المظلومة وميانمار وكشمير، في المستقبل غير البعيد ومن خلال المقاومة من إجبار الأعداء على التراجع والإنكفاء.
قبيل خطاب قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدّث السيد حسن روحاني رئيس الجمهورية وقدّم التهنئة بمناسبة المبعث النبوي الشريف، وقال: ان العالم ومنطقتنا تعاني اليوم من انعدام الأخلاق، فكل الأزمات السياسية والعسكرية والأمنية تعود جذورها الى الأزمة الأخلاقية.
ووصف السيد روحاني عدوان اميركا وبعض الدول الغربية على سوريا بأنه يتعارض مع الاعراف الدولية، وقال: بينما يتم تكليف فريق من قبل الامم المتحدة، لدراسة اتهام استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا.. تشن بعض الدول وبذرائع واهية عدوانا على بلد مستقل يحظى بحكومة وشعب واع وحضارة عريقة.
وبيّن الرئيس الايراني ان أميركا والصهاينة وبعض الدول الاوروبية كبريطانيا وفرنسا، لم تتعظ من أحداث الـ17 سنة الأخيرة في المنطقة، لافتا الى ان اعتداءات اميركا في افغانستان والعراق وليبيا لم تؤد الا الى القتل والدمار.
ورأى السيد روحاني ان هدف الاميركان من هذه الاعتداءات، هو تبرير تواجدهم في المنطقة، مضيفا: انهم مستاؤون من هزيمة عملائهم الارهابيين في الغوطة الشرقية، لذلك يشنون يرتكبون هكذا عدوان.
وأكد أن ايران وكما في السابق، ستبقى داعمة لمظلومي المنطقة والعالم، وستبذل دعمها تلبية لطلب أي دولة اسلامية لمحاربة الارهاب.