إعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي، خلال إستقباله صباح اليوم (السبت: 2018/03/10) حشداً من التلاميذ والطلبة المشاركين في قوافل "السائرون في طريق النور"، مرحلة الدفاع المقدس قطعة نورانية وصفحة ذهبية في تاريخ البلاد والثورة، مؤكدا ان قوافل طريق النور هي احدى مظاهر الحفاظ على تلك المرحلة.
وأضاف سماحته: ان القوى الدولية فرضت على الشعب الايراني حرب الاعوام الثمانية بهدف القضاء على الثورة الاسلامية، لكن عظمة وتضحية وايمان وحكمة وشجاعة وبصيرة الشباب، أدّت الى أن تنتهي الحرب لصالح الشعب الايراني وان تصبح الثورة الاسلامية أكثر رسوخاً وقوة من الماضي.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم، العزة والإقتدار والامن والاستقلال والحرية وسلامة البلاد والشعب، رهن 8 اعوام من الدفاع المقدس، مؤكداً: ان مرحلة الدفاع المقدّس، تعد ذخرا يجب احياؤه وتكريمه دوما من اجل نمو وتقدم البلاد وجهوزية الشعب والشباب في مختلف الساحات، على العكس من رغبة الاعداء بان يصبح في طي النسيان.
واعتبر سماحته، قوافل طريق النور حركة شعبية نضالية لإحياء تلك المرحلة العظيمة، مشيرا الى الابعاد المختلفة وما لم يزاح النقاب عنه من مرحلة الدفاع المقدس، وأضاف: إن احدى تلك الابعاد، تحليل اسباب بدء الحرب المفروضة حيث ينبغي البحث عن سبب ذلك في عظمة وهيبة الثورة الاسلامية والرعب والهلع الذي اصاب قوى الهيمنة العالمية في تلك الفترة.
وأكد سماحة آية الله الخامنئي أن إنتصار الثورة الاسلامية في عام 1979، هزّت بإسم الاسلام عروش قوة قوى الغرب والشرق، وأوضح سماحته: مع انتشار ثقافة الثورة الاسلامية في المنطقة وبين الشعوب المسلمة خلال السنوات الأولى للثورة، باتت قوى الهيمنة قلقة كثيرا وقررت القضاء على الثورة الاسلامية بأي ثمن لذلك شجّعت صدام الذي كان شخصاً مستبداً وضالماً، على البدء بالحرب والاعتداء على ايران.
وأشار سماحته الى الدعم المالي والتسليحي والاستخباري الواسع من قبل اميركا واوروبا خاصة بريطانيا وفرنسا والمانيا وكذلك الاتحاد السوفيتي السابق لنظام البعث الصدامي واضاف: في منتصف الحرب، زوّدت فرنسا صدام باحدث الطائرات والمروحيات، وزودته المانيا بالمواد الكيمياوية علنيا، وبعد مضي 30 عاما على انتهاء الحرب مازال الكثيرون يعانون من تداعياتها واستشهد كذلك الكثيرون بسبب تلك المواد السامة.
وأضاف سماحة آية الله الخامنئي: في مقابل ذلك الدعم الدولي لنظام صدام، كان الشىء الوحيد الذي تملكه الجمهورية الاسلامية الايرانية، الشعب المؤمن والقيادة المقتدرة كقيادة الامام الراحل، وبالتالي فشلت محاولات القوى الشيطانية العالمية وانتصر الشعب الايراني على جميع القوى في الاعوام الثمانية للدفاع المقدس.
ونوّه قائد الثورة الاسلامية المعظم الى ان إحدى الابعاد الاخرى التي لم يكشف النقاب عنها لمرحلة الدفاع المقدس هي كيفية ونوع دفاع المقاتلين، واكد سماحته: إن دفاع الشباب الايراني خلال فترة حرب الاعوام الثمانية، تميز بخصائص استثنائية مثل "العزم والارادة القوية" و"الايمان الراسخ" و"الشجاعة والتضحية" و"الابداع والابتكار" و"العبادة والقيم المعنوية"، وعلى هذا الأساس أطلق الإمام الخميني وفق نظرته العميقة لقب "فتح الفتوح" على هؤلاء الشّباب.
وخاطب سماحته الشباب قائلا: ان مستقبل البلاد رهن بكم. ان قمتم بإعداد انفسكم بمثل هذه الخصائص، فمن المؤكد ان البلاد ستصل في المستقبل القريب الى ذروة الكمال والسمو في جميع المجالات.
واضاف سماحته: ان الاعداء والضامرين السوء لهذا الشعب، كانوا يعتزمون حينما يصل الدور لشباب هذا الجيل، ان لا يبقى اسم من الاسلام والثورة، وان تهيمن اميركا على جميع مقدرات البلاد، وهي واصلت هجماتها الخشنة والناعمة بهذه النية، لكننا اليوم نحظى بجيل يتفوق على الجيل الاول في الايمان والطاقات والمواهب والاقتدار، وان هذا الجيل اكبر جهوزية من الاجيال السابقة لدحر العدو.
واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم انه وبوجود مثل هؤلاء الشباب والانشطة مثل برنامج "السائرون في طريق النور" لا يمكن للعدو كما في الاعوام الاربعين الماضية من ارتكاب اي حماقة، واضاف: بطبيعة الحال سيقومون (الاعداء) بتحركات مؤذية مثل الحظر الاقتصادي او الدعاية الاعلامية السيئة، إلا ان هذه الامور لا يمكنها ايقاف حركة الشعب الايراني العظيمة.
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدث في اللقاء العميد كاركر رئيس لجنة حفظ آثار ونشر قيم الدفاع المقدّس، معتبراً قوافل طريق النور فرصة لرفع قوة الردع والقدرات الدفاعية في البلاد، وقال: خلال العام الماضي شارك حوالي 6 ملايين شخص معظمهم من الشباب، في قوافل النور، وتفقدوا 57 موقعاً ومعلماً يخلد ذكريات الدفاع المقدس في 7 محافظات في البلاد.
يذكر ان برنامج "السائرون في طريق النور" يتضمن تنظيم زيارات يقوم بها المواطنون ومن ضمنهم الشباب والناشئة الى مناطق غرب وجنوب غرب البلاد التي شهدت سوح المعارك والدفاع عن البلاد في مواجهة الحرب العدوانية التي شنها نظام صدام في الفترة من 1980 الى 1988.