عشية الذكرى المباركة لولادة الصدّيقة الكبرى السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، إستقبل قائد قائد الثورة الإسلامية المعظم، صباح اليوم الخميس (2018/03/08) حشداً من الشعراء وقراء مدائح ومراثي أهل البيت عليهم السلام، وقد تعطرت أجواء حسينية الإمام الخميني (رض) بذكر مدائح ومناقب بضعة الرسول الأكرم، من قبل عدد من قراء مدائح أهل البيت عليهم السلام.
واعتبر سماحته خلال هذا اللقاء، المكانة المعنوية والعظمة الروحية للسيدة فاطمة الزهراء (س) أنها فوق الإدراك البشري وقال: إن المكانة الرفيعة لبضعة الرسول الأعظم، يجب الإصغاء لها ومعرفتها من قبل الباري تعالى واوليائه، كما أن الرسول الأكرم (ص) وصف السيدة الزهراء بعبارة سامية، أفضل نساء أهل الجنة، ويتفق الشيعة والسنة على صحة هذه الرواية.
واشار سماحته إلى تسمية يوم مولد السيدة الزهراء (س) بإعتباره "يوم المرأة"، موضحاً بأن المرأة في المنطق الإسلامي تتمتع بإطار كامل وأضاف: "المرأة المسلمة" موجود يتمتع بالإيمان، العفة، النمو العلمي والمعنوي، التأثير في المجتمع، مديرة الأسرة ومبعث سكينة الرجل، وإلى جانب ذلك تتمتع بالخصال الأنثوية مثل اللطافة ورقة القلب والإستعداد لتلقي الأنوار الإلهية.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي، نموذج المرأة المسلمة يتمثل في النساء العظيمات كالسيدة فاطمة الزهراء والسيدة خديجة الكبرى وقال: أمام النموذج الإسلامي، يوجد النموذج المنحرف للمرأة الغربية، الذي يمتاز بخصائص مثل التعري وإستمالة أنظار الرجال وإثارة لذاتهم، خلافاً لجميع الخصائص المميزة والبارزة التي تتمتع بها المرأة المسلمة.
وأردف قائد الثورة الإسلامية المعظم : لقد أضحى التعري معياراً للمرأة الغربية. ولكم أن تلاحظوا كيف ينبغي على الرجل أن يكون مستوراً بالكامل في مراسمهم، فيما ينبغي على المرأة أن تتعرى ما استطاعت، واضاف: ولقد سمعتم بأن عدداً لا يستهان به من النساء المسؤولات في العالم الغربي، أخذوا قبل عدة أشهر يُعلنون واحدة تلو الأخرى بأنهم تعرّضوا في أيام شبابهم للاستغلال الجنسي بالعنف والقوة! علماً بأن هؤلاء يمثلون النساء البارزات في الغرب.
ورأى سماحته في الحجاب أداة صونٍ وحفظٍ للمرأة ولا يُشكِّل أيَّة محدودية لها وأضاف: لقد قطع الإسلام الطريق على المسار الذي ينتهي بالمرأة إلى نقطة الانحراف ولم يسمح بذلك بواسطة الحجاب.
وانتقد سماحته الذين ينتقصون من شأن كيان الأسرة ويتظاهرون بأن "العدالة النوعية تعني تواجد المرأة في كافة الميادين التي يتواجد فيها الرجل" معتبرا هذا الأمر خيانة للمرأة وحرمتها وشخصيتها، وقال: المرأة، محترمة ولا أحد يمانع تواجد المرأة في المجالات الإجتماعية وكسب العلوم وتحمل المسؤولية.
وأضاف سماحته: هذه من فنون الثورة الإسلامية، حيث أصبحت المرأة الإيرانية اليوم ضمن أفضل العلماء والشخصيات الثقافية، ولم تكن كذلك قبل الثورة وكان عدد النساء الرائدات في المجالات العلمية والثقافية، محدوداً جداً. لقد حملت المرأة الإيرانية اليوم راية استقلال النساء في هويتهم وثقافتهم. وباتت السيدات الإيرانيات عبر الحفاظ على الحجاب، يُعلنَّ للعالم استقلالهنّ في الهوية والثقافة.
وقال سماحته: أخذ العالم يسمع كلمة جديدة وهي أنّ المرأة بوسعها أن تشارك في الساحات الاجتماعية مشاركة فاعلة وأن تترك تأثيراً عميقاً، وفي الوقت ذاته تحافظ على حجابها وعفافها ووجه تمايزها، وتحول دون استغلال الرجال لها، ولا تستحقر نفسها ولا تتنزّل إلى مستوى سلعةٍ لالتذاذ الرجال الأجانب.. هذه هي خصائص المرأة الإيرانية في العصر الحاضر. وهذا هو النموذج والإطار الذي نمتلكه.
وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى المؤامرات المتعددة التي تستهدف الجمهورية الإسلامية ونظامها الإسلامي والأخلاقي، ولفت إلى حجم الأموال الضخمة التي ينفقها الأعداء، وحجم الأعمال التي يقومون بها، موظفين لذلك المئات من وسائل الإعلام علّهم يستطيعون التأثير على هوية المرأة المسلمة المستقلة.
وأوضح سماحته: على الرغم من كل هذه الجهود والأفكار والأموال التي ينفقونها لأجل القيام بهذه الأعمال، إلا أنَّ جهودهم بقيت عقيمة. كلُّ ما توصلوا إليه أن تُخدع بِضع فتيات أو أن تتولد لديهن دوافع مختلفة فيقمن بنزع حجابهن؛ أي انظروا إلينا ماذا فعلنا...نتيجة كلُّ تلك الجهود تتلخص في هذا الأمر الصغير والحقير.
وفي جانب آخر من كلمته، أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى حجم المؤامرات التي حاكها الأعداء ضدّ الجمهورية الإسلامية على مدى أربعين عاماً وإنفاقهم المليارات من أجل توجيه ضربة للنظام الإسلامي، ورأى سماحته في الجمهورية الإسلامية شجرةً طيبةً لا تزال تنمو يوماً بعد يوم على مدى 40 عاماً.
وتابع سماحته: ان التنامي والتطور المستمر لشجرة الثورة الطيبة رغم قرابة 40 عاما من التآمر المستمر وغير المسبوق من قبل الأعداء ضد الشعب الايراني، لهو أمر يبعث على الاعتزاز ومؤشر على العناية الربانية، وقال: ان أعداء ايران ومنذ عدة أشهر اجتمعوا في غرف التفكير المغلقة وخططوا للأشهر الثلاث الأخيرة من السنة (الايرانية التي تنتهي في 20 آذار/مارس 2018)، واهمين انهم يمكنهم القضاء على الجمهورية الاسلامية في الشهر الاخير من الشتاء.
وأوضح سماحته: لقد شاهدتم كيف ان الشعب وخلال الشهرين الماضيين قام بالرد عليهم، فالشعب الايراني جاهز دوما لإسكات أي معتدي.
وتعليقا على تخرصات المسؤولين الاميركيين والاوروبيين بشأن معارضتهم للتواجد الاقليمي الايراني، قال سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم: ان اميركا وبينما تثير الفساد والفتن في كل مكان، فهي تثير الشبهات باستمرار بشأن تواجد ايران في المنطقة، فهل علينا ان نحصل على الإذن من اميركا للتواجد في المنطقة؟
وأكمل سماحته مخاطبا الاميركان: من أجل التواجد في المنطقة، فهل علينا ان نتفاوض مع دول المنطقة ام معكم؟ إذا أردنا ان نتواجد في اميركا فعندئذ سنتفاوض معكم.
وردا على المسؤولين الاوروبيين الذين أعلنوا رغبتهم بالتفاوض مع ايران بشأن تواجدها في المنطقة، تساءل سماحة آية الله الخامنئي: هل هذه القضية تعنيكم؟ وهل هذه المنطقة، منطقتنا أم منطقتكم؟ فماذا تفعلون في منطقتنا؟ نحن اتفقنا ونتفق مع شعوب المنطقة ومضينا قدما وسنتقدم اكثر من ذلك.