اكد قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي خلال إستقباله عصر اليوم (الثلاثاء:2018/01/16) المشاركين في المؤتمر الثالث عشر لرؤساء برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي، ضرورة أن يُعلن العالم الاسلامي موقفه من القضايا الأساسية بصراحة وبصوت مرتفع، واعتبر سماحته "فلسطين" و"إتحاد العالم الاسلامي" من القضايا الأساسية وأضاف:ان من القضايا الاساسية والمهمة جدا للعالم الاسلامي هي العمل على تحقيق التقدم العلمي وان تجربة الجمهورية الاسلامية الايرانية برهنت انه يمكن في ظل السعي والاعتماد على الشباب النهوض بمستوانا العلمي وفي الفروع المهمة بلغت مشارف المعرفة.
واشار سماحته الى الواجب الديني والتاريخي للدول الاسلامية ازاء التطورات المهمة التي تجري في العالم وقال: يتعين على العالم الاسلامي اليوم ان يلعب دوره في القضايا المهمة والاساسية وان لا يسمح بتكرار التجرية المرة للعقود الماضية وهيمنة القوى العالمية وتبعاتها طويلة الأمد.
ولفت قائد الثورة الإسلامية المعظم الى مناقشة قضايا ميانمار وكشمير في مؤتمر إتحاد البرلمانات الاسلامية فيما يجري التغافل في نفس الوقت عن مناقشة قضايا مهمة للغاية مثل اليمن والبحرين في هذا المؤتمر وقال سماحته: ينبغي في القضايا الاساسية للعالم الاسلامي الحديث بصراحة لأن الصراحة بإمكانها أن تسهم في خلق تيار وتترك تأثيرها على الرأي الشعبي العام وعلى النخب بالعالم.
وأكد سماحة آیة الله الخامنئي أنه لا ينبغي ان تبقى ادارة الامبراطورية الدعائية الخطرة للغرب اساسا بيد الصهاينة وان يتم تجاهل القضايا المهمة للعالم الاسلامي وان يجري من خلال مخطط الصمت، طمس القضايا الاساسية للامة الاسلامية.
واكد سماحته إمكانية هزيمة امبراطورية الغرب الدعائية وقال: ان هزيمة الصهاينة في الحرب الناعمة أمر ممكن على غرار هزيمتهم في الحرب الصلبة وفي لبنان حيث اضطروا الى الاعتراف بذلك.
واعتبر سماحته قضية فلسطين بانها في طليعة قضايا العالم الاسلامي وقال: ان القضية الفلسطينية شهدت ثلاثة احداث تمثلت بـ"احتلال الارض" و"نفي جماعي ولملايين الاشخاص" و"إرتكاب مجازر عامة وجرائم انسانية كبيرة" وان هذا الظلم فريد على مر التاريخ.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم الدفاع عن فلسطين بانه واجب على الجميع مؤكداً:لا ينبغي ان نتصور بان التصدي للكيان الصهيوني عديم الفائدة بل ان الجهاد ضده سيعطي ثماره باذن الله مثلما تقدمت المقاومة قياسا بالسنوات السابقة.
وتابع سماحة آية الله الخامنئي: ان الصهاينة كانوا يرفعون يوما شعار من "الفرات الى النيل" لكنهم مجبرون اليوم على حماية أنفسهم باقامة الجدران حول انفسهم.
واكد سماحته: لاشك ان فلسطين هي ارض وتاريخ موحد " من البحر الى النهر " وان القدس هي عاصمتها ولا مجال لاي مساس بهذه الحقيقة.
ووصف سماحته الاجراء الاميركي الاخير تجاه القدس بانه "حماقة كبيرة" وقال: انهم لن يتمكنوا من انجاز هذه الخطوة وان جهودهم لن تفضي الى اية نتيجة. واوضح قائد الثورة الإسلامية المعظم: ان حكومات المنطقة التي تدعم الاميركان وتتعاون مع الكيان الصهيوني لمحاربة اخوانهم المسلمين انما يرتكبون خيانة صارخة مثلما يفعل السعوديون.
واعتبر سماحته اتحاد العالم الاسلامي بانه من القضايا الاساسية الاخرى وقال: نحن نؤمن بان العالم الاسلامي يمتلك عددا كبيرا من النفوس وامكانيات واسعة وموقعا حساسا للغاية في العالم وبامكانها ان تمهد الارضية لايجاد قوة كبيرة ومؤثرة واننا قلنا حتى للذين يعادوننا صراحة باننا مستعدون للتعاطي الاخوي رغم انهم ليس لديهم مثل هذا النهج.
وأكد سماحته ضرورة تضافر جهود الدول الاسلامية وقال: لا ينبغي ان نسمح للخلافات والحروب واراقة الدماء في العالم الاسلامي والتي يقف الاميركيون والصهاينة وراءها بان توفر الارضية لغطاء امني للكيان الصهيوني.
واعتبر سماحته "السعي لتحقيق التقدم العلمي" بانه احدى القضايا والحاجات المهمة جدا للعالم الاسلامي وأضاف: ان العالم الغربي تمكن عبر استثمار العلم من تحقيق الثروة والقدرة الدولية والهيمنة على العالم ولكن افتقاره للايمان والاخلاق قاده الى الظلم والاستكبار والاستعمار ومن هنا فان خلاص العالم الاسلامي من هذه الهيمنة رهن ببذل الجهود لتحقيق التقدم العلمي وهذا امر ممكن.
واشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى تجربة ايران الناجحة على صعيد التقدم العلمي وقال: ان ايران الاسلامية ومن خلال الاعتماد على طاقاتها الشبابية وفي ظل ظروف الحظر تمكنت في بعض الفروع المهمة من بلوغ مشارف المعرفة هذا في الوقت الذي كانت في السابق متخلفة جدا في هذه المجالات.
وافاد سماحته بان الشباب الايراني اليوم تمكن من تحقيق انجازات كبيرة في حقول الطب والنانو والخلايا الجذعية والمعرفة النووية.
واشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى ضرورة فضح المزاعم المزيفة للشيطان الاكبر اي اميركا، وتطرق الى مزاعم اميركا حول حماية "حقوق الانسان"، وقال: ان الشخص الذي في سدة الحكم في اميركا اليوم يعلن صراحة مواقف الادارة الاميركية وبالطبع ان من سبقوه كانت مواقفهم متطابقة ولكنهم لم يكونوا يعلنونها بهذه الصراحة وان النموذج البارز لذلك هو التصريحات الاخيرة لترامب حول افريقيا واميركا اللاتينية والقوميات الاخرى والتي تمثل مصداقا للتعدي على حقوق الانسان ومن هنا ينبغي العمل على فضح هذه المزاعم الكاذبة.
واعتبر سماحته ان قضية "مكافحة الإرهاب" هي واحدة اخرى من المزاعم البعيدة عن الواقع للادارة الاميركية وقال: ان الاميركان وفي الوقت الذي يرفعون شعار محاربة الارهاب يدعمون علنا الكيان الصهيوني الارهابي كما انه واستنادا لاعتراف الرئيس الاميركي الحالي خلال حملته الدعائية للانتخابات فان اميركا كانت السبب الرئيس لايجاد داعش ودعمته حتى آخر لحظة.
واكد سماحته: ينبغي ومن خلال كشف هذه الحقائق وفضح زيف هذه المزاعم، خلق تيار والتأثير على الرأي العام الشعبي والنخب بالعالم.
وشدد قائد الثورة الإسلامية المعظم على ضرورة متابعة القضايا التي نص عليها البيان الختامي والإسهام في تحقيقها وقال: انما نوصي بها ونصر عليها لانها امور انجزناها نحن على ارض الواقع وأعطت ثمارها.
واعتبر سماحته صمود الشعب الايراني امام الحرب الاقتصادية للاعداء بانها واحدة من هذه النماذج وقال: ان الحظر هو احدى ادوات هذه الحرب الاقتصادية والتي جرى استخدامها منذ سنوات طوال وبلغوا الذروة في استخدامها وهي مازالت مستمرة ولكن الشعب الايراني صمد ولم يهزم وهو سيجعل من هذا الحظر أداة لتحقيق الازدهار.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم "السيادة الشعبية الدينية" بأنها واحدة اخرى من التجارب الناجحة للشعب الايراني والتي مهدت الطريق لتحقيق التنمية المادية والمعنوية واكد ان الشعب الايراني تمكن لحد الان من إحباط المؤامرات الاميركية وسيواصل إحباطها.
وفي الختام اعرب سماحته عن امله في ان تتمكن الحركة الناجحة والمتنامية للشعب الايراني من تعزيز قدرة الامة الاسلامية في مواجهة الاستكبار.
قبیل کلمة سماحة القائد، تحدث السيد علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي رافعاً تقريره عن المؤتمر الثالث عشر لرؤساء برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي، وقال بأن رؤوساء البرلمانات الإسلامية بحثوا مواضيع "تنمية التعاون الإقتصادي والتجاري" و"مكافحة الإرهاب" و"التدخل الأميركي لخلق الإضطرابات الأمنية في العالم الإسلامي" و"إنتهاك حرمة القدس الشريف". وفي ختام اللقاء تحدّث المشاركون في المؤتمر مع سماحة آية الله الخامنئي عن قرب.