اعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي ان قضية فلسطين على رأس قضايا العالم الاسلامي، قائلا ان القضية الفلسطينية تعرضت لثلاث جرائم انسانية لم يشهد التاريخ نظيرها، وهي احتلال الارض وتشريد الملايين من سكانها وارتكاب جريمة الابادة والقتل الوحشي بحقهم.
واكد آية الله خامنئي ان من واجب الجميع الدفاع عن فلسطين، قائلا انه لا ينبغي التصور بانه لا جدوى من مواجهة الكيان الصهيوني، فالنضال ضد
هذا الكيان سيحقق نتائجه، كما نرى اليوم ان جبهة المقاومة تطورت مقارنة بالسنوات الماضية، والصهاينة اضطروا اليوم لاقامة جدران لحماية انفسهم، بعد ان كانوا يطلقون شعار " من النيل الى الفرات".
واكد قائة الثورة الاسلامية انه لا يمكن التشكيك بحقيقة فلسطين التاريخية والتي تشكل مجموعة الارض الممتدة بين البحر والنهر وعاصمتها القدس.
واعتبر آية الله خامنئي خطوة اميركا الاخيرة حول القدس بانها ثرثرة العاجز، مشددا على ان الاميركيين لن يتمكنوا من تحقيق ذلك ولن تسفر مساعيهم عن نتائج.
واكد آية الله خامنئي ان دول المنطقة التي تتعاون مع الاميركيين ومع الكيان الصهيوني لمواجهة اخوتهم المسلمين، ترتكب في الواقع خيانة واضحة، كما نرى ذلك اليوم في السياسة السعودية.
ووصف آية الله خامنئي اتحاد العالم الاسلامي بانه احد اهم القضايا الرئيسة، معربا عن اعتقاده بان وحدة العالم الاسلامي الذي يحظى بكثافة سكانية وثروات هائلة وموقع استراتيجي دولي، يمكن ان يمهد لتشكيل قوة عالمية فاعلة..ونحن قلنا حتى للدول التي تكن عداءا صريحا حيالنا، اننا على استعداد للتعامل الاخوي معها رغم انها لم تبد مثل هذا الاستعداد تجاهنا.
واكد ضرورة تعاون وتكامل الدول الاسلامية، وعدم سماحها بان تؤدي الخلافات والصراعات الدموية في المنطقة الاسلامية والتي يغذيها بشكل رئيس الاميركيون والصهاينة الى توفير محيط وبيئة آمنة للكيان الاسرائيلي.
وخلال استقباله الوفود المشاركة في المؤتمر الثالث عشر للبرلمانات الاسلامية، دعا قائد الثورة الاسلامية بلدان العالم الاسلامي الى اعلان مواقفها بصراحة وبصوت مسموع حول القضايا الاساسية التي تواجه الامة، كالقضية الفلسطينية ووحدة العالم الاسلامي.
كما تطرق قائد الثورة الى ضرورة بذل العالم الاسلامي كافة جهوده لتحقيق تطور علمي، مشيرا الى ان انه يمكن من خلال النظر الى تجربة الجمهورية الاسلامية واعتمادها على الشباب في مجتمعها الارتقاء بالمستوى العلمي للبلاد والوصول الى مراتب علمية مهمة.
ونوه آية الله خامنئي بالمسؤولية الدينية والتاريخية للبلدان الاسلامية حيال ايفاء دور مهم وفاعل على الصعيد الدولي، قائلا ان على العالم الاسلامي ان لا يسمح بتكرار التجارب المرة التي مر بها في حقب تاريخية ماضية عبر هيمنة القوة الكبرى على مقدرات بلدانه والتاثيرات التي خلفتها هذه الهيمنة لسنوات طويلة.
واشار آية الله خامنئي الى طرح قضيتي ميانمار وكشمير في مؤتمر البرلمات الاسلامية، مؤكدا ضرورة طرح قضايا اليمن والبحرين، ومشددا على انه ومن خلال اعلان المواقف بصراحة يمكن خلق تيار واسع للتاثير على الراي العام العالمي والنخب.
وقال آية الله خامنئي ان علينا ان لا ندع الامبراطورية الاعلامية الغربية والتي تدار اساسا من قبل الدوائر الصهيونية، ان تهمش قضايا العالم الاسلامي وتغيب هذه القضايا بالكامل عبر مؤامرة الصمت حيالها.
واعرب آية الله خامنئي عن ثقته بامكانية التصدي للامبراطورية الاعلامية الغربية وتكبيد الصهاينة هزائم على صعيد الحرب الناعمة، على غرار الهزائم التي تكبدوها خلال حربهم الخشنة وعدوانهم العسكري في لبنان، ما اجبرهم على الاعتراف بهزيمتهم هناك.
واعتبر آية الله خامنئي ان المسعى الاسلامي لبلوغ مدارج التطور العلمي والمعرفي يعد من اهم القضايا التي يحتاجها العالم الاسلامي، مؤكدا ان العالم الغربي انما حصل على ثرواته وقدراته عن طريق العلم وفرض هيمنته على العالم، ولكن لفقدان الغرب للايمان وعناصر الاستيعاب الاخرى، ادى علمه الى ممارسة الظلم والاستكبار، ولذلك على العالم الاسلامي ان يحقق تحرره من الهيمنة الغربية من خلال الارتقاء العلمي والمعرفي وهذا هدف يمكن الوصول اليه.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى التجربة الناجحة لايران في مجال التطور العلمي والتقني، مشددا على ان ايران الاسلام حققت ذلك اعتمادا على شبابها ورغم فرض اجراءات الحظر عليها، حيث استطاعت بلوغ مستويات علمية في مجالات مهمة كانت تعاني من تخلف كبير فيها.
واضاف ان شباب ايران حققوا انجازات كبيرة في مجال الطب وصناعات النانو والخلايا الجذعية والتقنية النووية.
وتطرق آية الله خامنئي ايضا الى ضرورة فضح المزاعم المزيفة والكاذبة للشيطان الاكبر اميركا، مشيرا الى مزاعم هذه الاخيرة حول دفاعها عن حقوق الانسان.
وقال ان من يرأس الامور في اميركا اليوم يعلن عن مواقفه بشكل صريح وواضح جدا، رغم ان الذين سبقوه كانوا يتبنون نفس المواقف، ولكن لم يكونوا يعلنوا عن مواقفهم بهذه الصراحة.
وقال ان النموذج الابرز بين مواقف الرئيس الحالي هو ما صرح به حول البلدان الافريقية وبلدان اميركا اللاتينية والاعراق الاخرى، تصريحات تشكل مصداقا اخر لمعاداة واشنطن لحقوق الانسان، ما يفرض على الجميع فضح وكشف زيف مزاعم هذه الدولة.
واشار آية الله خامنئي ايضا الى مزاعم غير حقيقية للادارة الاميركية حيال مكافحة الارهاب، فالاخيرة ترفع شعار مكافحة الارهاب وتدافع بصراحة عن ارهاب الكيان الصهيوني، وقد اعترف الرئيس الاميركي الحالي خلال حملته الانتخابية بان واشنطن هي العامل الرئيس في ايجاد داعش وكانت تدعم هذه الجماعة حتى اخر رمق لها.
واكد آية الله خامنئي ضرورة تبيين الحقائق حول هذه المزاعم وكشف كذبها وزيفها وخلق تيار واسع للتاثير على الراي العام العالمي والنخب.
كما شدد على ضرورة التأكيد على هذه القضايا في البيان الختامي لمؤتمر البرلمانات الاسلامية وتقديم الدعم اللازم لتحقيقها، منوها بان القضايا التي نوصي به ونصر عليها هي القضايا التي قامت بها ايران فعليا وحصلت على نتائجها.
كما اعتبر قائد الثورة الاسلامية ان احد النماذج في هذا الخصوص، هو صمود الشعب الايراني بوجه الحرب الاقتصادية التي تشنه القوى المعادية، قائلا ان اجراءات الحظر التي تمثل احد اوجه الحرب الاقتصادية والتي فرضت على ايران لسنوات طويلة ووصلت ذروتها واليوم هذه الحرب ما زالت متواصلة، الا ان الشعب الايراني صمد بوجهها ولم يتراجع واليوم سيصنع من جديد من اجراءات الحظر فرصة واداة لتحقيق التطور والتقدم.
واضاف آية الله خامنئي ان احد الانجازات المهمة للشعب الايراني هو تحقيقه للسيادة الشعبية الدينية والتي تشكل اسس نموه المادي والمعنوي، مؤكدا ان هذا الشعب استطاع حتى الان وبعون من الله سبحانه احباط المؤامرات الاميركية وسيكون قادرا على احباطها مستقبلا.
واعرب آية الله خامنئي عن امله في ان يمنح التحرك المثمر والمتنامي للشعب الايراني، دافعا اكبر للامة الاسلامية في مواجهة الاستكبار.
يذكر ان رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني وفي كلمة له خلال اللقاء قدم تقريرا عن المؤتمر الثالث عشر للبرلمانات الاسلامية الذي عقد في طهران.
وقال ان رؤساء برلمانات الدول الاسلامية بحثوا قضايا عديدة بما فيها التعاون الاقتصادي والتجاري وسبل مكافحة الارهاب والموقف من التدخل الاميركي في اثارة التوتر الامني في العالم الاسلامي، كما اكدوا ان القدس الشريف هو جزء لا يتجزأ من ارض فلسطين التاريخية.
وفي ختام اللقاء تبادل الوفود احاديث خاصة وحميمة مع قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي.