أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال إستقباله صباح اليوم الأربعاء (2017/12/27) جمعاً من مسؤولي النظام وأعضاء مجلس التنسيق للإعلام الإسلامي في أنحاء البلاد، الى محاولات اميركا المستمرة لبث الشكوك وسلب "الأمل والثقة بالنفس من الشعب" وانتقد بشدة مواكبة بعض الافراد عن قصد او دونه مع اهداف العدو وأشار سماحته الى تحليلات ودعايات الاعداء الخاوية على مدى أربعين اماً حول إضعاف او هزيمة الجمهورية الاسلامية وقال: بفضل الباري تعالى والاعتماد على يقظة وصمود الشعب، سنمرّغ كما في السابق أنف الاعداء بالتراب وسنواصل طريق التقدم والشموخ باقتدار في ظل جهود المسؤولين المضاعفة لحل مشاكل الشعب المعيشية والاقتصادية.
وأعرب سماحته عن تهانيه بمناسبة مولد الإمام الحسن العسكري عليه السلام كما حيّا الذكرى السنوية لملحمة التاسع من شهر دي (2009/12/30) معتبراً "الإعلام" الوظيفة الأساسية لمجلس التنسيق للإعلام الإسلامي، وأشار سماحته إلى الجذور القرآنية للإعلام وقال: الإعلام في الإسلام يعني "النقل الصادق والحميم والمسؤول والأمين للأخبار إلى الرأي العام بهدف التفاهم بين الناس" لكي يشعر الناس بالمسؤولية ويسيروا نحو هدف متعال.
وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى الفرق الموجود بين الغرب والإسلام في المجال الدعائي، وأضاف: الدعاية في الإسلام تتعارض تماماً مع بروباغندا الغربيين حيث تهدف الدعاية إلى جني الأموال وبلوغ القوّة ويُباح فيها خداع الرّأي العام، الكذب والتلاعب.
ورأى سماحته أنّ من ضروريات الدعاية في الإسلام منح الأمل والثقة للناس وتبيين الفرص والتهديدات وتعريفهم على العدو والصديق وأضاف: أهمّ أهداف حرب العدو النّاعمة اليوم هو سلب الشعب الإيراني الأمل والثقة بالنفس.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم، الدعاية والإعلام ساحة كالمجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية وقال: ان البعض يستاؤون حينما يُقال الحرب الاعلامية او الحرب الاقتصادية والثقافية ويقولون ينبغي التحدث عن السلام، في حين ان حرب العدو مع الشعب الايراني في مختلف المجالات هي حقيقة واقعية ولو غفلنا عن هذه الحقيقة فان الطرف الآخر يقظ وراصد ويمضي بمخططه الى الأمام.
وأكد سماحة آية الله الخامنئي: ان الحرب اليوم بالطبع ليست حربا عسكرية لانهم لا ينفذونها، وخسئوا لو ارادوا شن حرب عسكرية.
واعتبر سماحته الحرب الناعمة المعادية بانها أخطر من الحرب العسكرية واشار الى السبب الاساس في المعاداة للجمهورية الاسلامية قائلا: ان الثورة الاسلامية وعلى مدى الاعوام الاربعين الماضية قد غيّرت الهيكلية والصيغة الخاطئة للسلطة المهيمنة على العالم واثبتت بان شعب ما يمكنه ان لا يكون مهيمنا او خاضعا للهيمنة، ولا يستخدم القوة ولا يخضع لها.
وتابع سماحته في هذا الصدد: يضخّم العدو الأكاذيب في حملاته الدعائية. في بداية الثورة قالوا بأنّ الجمهورية الإسلامية ستنهار خلال ٦ أشهر، وعندما شاهدوا بأن ذلك لم يحصل قالوا بعد عامين. لقد بات عمر الجمهورية الإسلامية ٤٠ عاماً وهي في ذروة القوة والاقتدار.
واشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى مختلف انواع المؤامرات والضغوط سواء الحرب او الحظر والتهديدات والاتهامات والتغلغل وإثارة الخلافات الداخلية لمواجهة الشعب الايراني وقال: ان الشعب الايراني صمد أربعين عاماً باقتدار وتمكن من التغلب على كل هذه المؤامرات وان يعبر من جميع العقبات.
واشار سماحة آية الله الخامنئي الى مصير الصحوة الاسلامية في بعض الدول العربية وشمال افريقيا والتي أدّت الى الفتنة والحرب الاهلية والخلافات القومية والمذهبية واضاف: ان الشعب الايراني عبَر من جميع المراحل بشموخ واقتدار وان المقارنة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ومصير الصحوة الاسلامية في بعض الدول مقارنة معبّرة.
واشار سماحته الى استمرار العداء ضد الشعب الايراني وقال: ان المهم هو ان ندرك في كل مرحلة مخطط العدو في المجالات المختلفة وان نبادر على اساسها للوقاية او الدفاع الجيد او الهجوم الاستباقي.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم المخطط الاهم للجبهة المقابلة في المرحلة الراهنة هو تيئيس الشعب تجاه المستقبل وسلب الثقة بالنفس منهم عبر تضخيم المشاكل ونقاط الضعف والنواقص واضاف: هنالك اليوم في الاجواء الافتراضية آلاف المدافع التي تطلق نحو الشعب الايراني ولو قيل انه ينبغي الحذر في الاجواء الافتراضية فهو من باب ان لا يتمكن العدو من استخدام هذه الاجواء لاستهداف هوية ووجود الشعب والنظام الاسلامي.
واعتبر سماحته نشر الاحصائيات الخاطئة والمزاعم الكاذبة وتشويه صورة الشخصيات المقبولة لدى الشعب وانكار نجاحات الثورة الاسلامية، جانبا من الاجراءات التي تتم في الاجواء الافتراضية لبث التشاؤم لدى الشعب خاصة الشباب والناشئة واضاف: للاسف ان بعض الافراد عديمي التقوى في الداخل يفعلون ما يفعله العدو باتهامهم للافراد والاجهزة والسعي للايحاء بصوابية اكاذيب الاجانب المفضوحة.
واضاف سماحته: ان هؤلاء الافراد وبدلا من ان يجعلوا سياستهم دينية الطابع، يمزجون دينهم بألاعيب سياسية للوصول الى اهدافهم السياسية الدنيئة والتافهة.
وتابع قائد الثورة الاسلامية المعظم: إن هؤلاء الافراد ومن دون مراعاة الله والدين والانصاف يتحدثون في مسار اهداف العدو ويُسرون العدو بثمن تيئيس الشعب وجيل الشباب.
وأضاف سماحته: إن الذين كانت جميع امكانيات البلاد تحت تصرفهم والذين توجد جميع امكانيات البلاد الادارية تحت تصرفهم اليوم، لا يحق لهم ان يلعبوا دور المعارضة ويتحدثوا ضد البلاد، بل يجب ان يتحملوا المسؤولية، علما بأن الشعب واع وان مثل هذه التصرفات لن تؤثر فيه.
واشار الى الخدمات المهمة التي قدمها جميع مدراء الجمهورية الاسلامية من البداية حتى الان واكد قائلا: بالطبع انه الى جانب هذه الخدمات، هنالك سلبيات ايضا حيث ينبغي تقدير الخدمات ونقد السلبيات بصورة منصفة ومسؤولة وعقلانية وليس النقد المترافق مع السباب والاتهامات، ذلك لان النقد وتقبل النقد واجب فيما الإتهام الفارغ والكلام البذيء حرام شرعا.
وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى أن السياسة لا تكمن في إلتقاط الحجارة ورميها على هذا وذاك، وأضاف: يجب أن ينتبه الجميع لأنفسهم، فالإمام الخميني الراحل (رض) قال إن معيار الشخص هو تصرّفاته الحالية، لقد كان الإمام حكيما وكلامه كان بمعنى أنه لا يوجد شخص يستطيع أن يضمن تصرّفاته حتى الموت، حيث أن الجميع محكوم بعاقبتهم.
واكد سماحته ضرورة اليقظة تماما امام اساليب العدو المختلفة ومنها التغلغل في الاجهزة الصانعة والمتخذة للقرار وقال: ينبغي التنبه لمخطط العدو وعدم الاخذ بجدية مظاهر الود والمحبة والدعوة للحوار التي يبرزها.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم بانه لو التزمنا بهذه الامور فان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستواصل حركتها الماضية قدما الى الأمام وستتم بهمم المسؤولين وجهودهم معالجة مشاكل البلاد مثل التضخم والركود والمشاكل المعيشية والاقتصادية للمواطنين والتي أنا مطلع عليها.
وأشار سماحته إلى العدو الأساسي للنظام الإسلامي أي النظام الأمريكي قائلاً: عدونا الأساسي أي النظام الأمريكي من أفسد الحكومات وأكثرها ظلماً. يدعم الإرهابيين، وبناء على ما أُعلمنا به فإنّه لا يزال يدعم داعش وأمثالها ويدعم الملك السعودي الظالم في جرائمه ضد اليمن والصهاينة في جرائمه ضد الفلسطينيين.
وقال سماحته ان الاميركيين دعموا الارهابيين وداعش ما استطاعوا، ومازالوا يدعمون داعش وامثال دعش التكفيريين سرا. لقد دعموا الدكتاتوريين وشاه ايران ومازالوا يدعمون آل سعود والانظمة الظالمة في المنطقة، ويدعمون المجرمين الذي يرتكبون المجازر في فلسطين واليمن.
واشار سماحته الى الممارسات التعسفية لعناصر الشرطة الاميركية الذين يقتلون النساء والاطفال والشباب السود بلا مبرر ومن ثم تتم تبرئتهم في المحكمة. هذا هو جهازهم القضائي ومن ثم يستشكلون على اجهزة القضاء في الدول الاخرى ومنها ايران.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي، الاثمان الباهظة التي توظفها اميركا والمشاريع المعقدة التي تنفذها لزرع الخلافات السياسية والمذهبية والقومية واللغوية في ايران بانها عقيمة وفاشلة واضاف: بإذن الله تعالى سيحبط الشعب الايراني والنظام الاسلامي مخططات اميركا في جميع المجالات.
وقارن قائد الثورة الاسلامية المعظم الرئيس الاميركي الاسبق ريغان مع الرئيس الحالي قائلا: ان ريغان كان فنانا اكثر من الشخص الراهن (ترامب) واقوى واكثر عقلانية بالطبع واتخذ الاجراء ايضا ضد الشعب الايراني عمليا وأسقط طائرة ركابنا، وذهب تاليا الى الجحيم على ما اقترفت يداه، فيما الجمهورية الاسلامية تواصل النمو والتقدم بكل قوة واقتدار.
واكد سماحة آية الله الخامنئي أن هذا المسار سيستمر في الدورة الراهنة للرئيس الاميركي الحالي وسنزرع الحسرة في قلوبهم لمحاولتهم اخراج الجمهورية الاسلامية الايرانية من الساحة او إضعافها.
واضاف: بطبيعة الحال فان بعض المسؤولين الاميركيين بليونتهم الظاهرية وتغطية ايديهم الحديدية بقفازات مخملية، قد تمكنوا في مرحلة ما من الهاء بعضنا الا انهم انفضحوا سريعا واليوم انكشفت تماما حقيقة نوايا اميركا الخبيثة تجاه الاسلام والجمهورية الاسلامية.
وفي جانب آخر من كلمته اعتبر سماحته الاقتصاد الناهض والمقاوم بانه العلاج لاداة العدو الرئيسية اي الحظر واضاف: على المسؤولين ان ياخذوا الاقتصاد المقاوم على محمل الجد وان لا يكتفوا بذكره في الكلام فقط وان يتنبهوا الى ان الاقتصاد المقاوم لا يتناغم مع الوارادات غير المنضبطة وضعف الانتاج الداخلي.
قبيل كلمة سماحة قائد الثورة الإسلامية، تحدّث في اللقاء آية الله جنتي رئيس مجلس التنسيق للإعلام الإسلامي رافعاً تقريره حول مسؤولية المجلس في إقامة المراسم وقال: مجلس التنسيق للإعلام الإسلامي ملك للشعب ويسعى للعمل بثورية وشعبية في كافة برامجه وشعاراته وبياناته دون الإنحياز للتيارات السياسية.