إعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال لقائه الحماسي مع آلاف التلاميذ والطلبة الجامعيين صباح اليوم (الخميس:2017/11/2) جيل الشباب الرائد والمحرك للمجتمع مؤكداً: هذا الجيل الذي يتميز بالموهبة والإدراك الحسن، دون شك سوف يتخطى العقبات والمصاعب ويوصل إيران العزيزة إلى هدفها المنشود؛ وبالطبع فإن تحقيق هذا الهدف الوضاء يستلزم "معرفة عدو الشعب الإيراني الرئيسي والخبيث يعني أميركا"، " كسب العلوم والعمل والمثابرة" و "تقوية العلاقة مع الخالق".
وخلال هذا اللقاء الذي جرى على أعتاب يوم الله 13 آبان (4 تشرين الثاني/نوفمبر) اليوم الوطني لمقارعة الإستكبار العالمي وذكرى السيطرة على وكر التجسس الاميركي (السفارة الاميركية السابقة بطهران) من قبل الطلبة الجامعيين السائرين على نهج الامام الخميني (رض) في العام1979 ، أشاد سماحة آية الله الخامنئي بحماس الشباب وقدرة التحليل لدى جيل الشباب، أضاف: طبيعة الشاب، الحركة والتقدم بيد أن هذه الخصوصية قد إنتقلت في البلاد إلى جيل الناشئة.
وأشار سماحته لنماذج من هذه الحقيقة الحيوية خلال فترة ما قبل وما بعد إنتصار الثورة الإسلامية وأضاف: خلال أحداث الثورة نزل الناشئة إلى ميدان النضال جنباً إلى الشباب وتصدوا لخبث النظام الطاغوتي حتى سجلوا يوم 13 آبان (1979/11/4) بإسمهم.
وأشار سماحته إلى المشاركة الباسلة لجيل الناشئة في سوح الدفاع المقدس، كنموذج آخر وأضاف: لقد حارب الناشئة خلال الحرب المفروضة كالرجال الأكفاء الأبطال وصنعوا الملاحم.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي جيل الشباب والناشئة اليوم بأنه يحظى بذات المميزات والخصائص التي كان عليها جيل الثورة والدفاع المقدّس وأضاف: وفقا لمعلومات دقيقة فإن جيل شبابنا وناشئتنا اليوم يعملون ويحللون القضايا في مختلف القطاعات حتى بصورة أفضل من شباب الأجيال السابقة.
واشار سماحته الى محاولات الاعداء الرامية لحرف الاجيال الشبابية بأساليب كترويج الفساد والمخدرات والالعاب الكومبيوترية المضللة وأضاف: رغم كل هذا العداء فان ناشئة اليوم الذين لم يروا لا الإمام ولا الثورة ولا الدفاع المقدّس، يتابعون اليوم المفاهيم الاساسية للثورة بذات الرؤية النيرة والاقتدار اللذين كان عليهما الشباب الواعي في بداية الثورة.
وأكد سماحته بأن عداء قوى الغطرسة العالمية لم يؤثر إطلاقا وهم لم يستطيعوا ان يرتكبوا أي حماقة، معرباً عن ثقته بأن جيل الشباب يمكنه عبر التغلب على أحابيل العدو والعبور من العقبات والمصاعب، إيصال البلاد الى نقطة الذروة والاهداف الاسلامية والآمال الكبرى للشعب، معتبرا انه لتحقيق هذا الهدف هنالك بطبيعة الحال عدة شروط.
لقد مارست أميركا أقصى درجات الخبث لتقويض نتائج الإتفاق النووي
وفي تبيينه لضرورة معرفة العدو كشرط أساس لاستمرار مسيرة تحقيق أهداف البلاد والشعب، قال سماحته: إن اميركا هي بالمعنى الحقيقي للكلمة عدو خبيث ورئیسي وان هذه الحقيقة ليس من باب التعصب والرؤية المتشائمة بل هي نابعة من الخبرة والفهم الصحيح للقضايا ورؤية حقائق الساحة.
وأشار سماحته الى تصريح للرئيس الاميركي أخيراً وصم فيه الشعب الايراني بالإرهاب، وأضاف سماحته: إن هذا الكلام الذي ينم عن حماقة يشير الى أن الاميركيين ليسوا أعداء فقط للقيادة والحكومة الايرانية بل هم يحملون الحقد والعداء لأساس وجود شعب دؤوب صامد أمامهم.
ونوه قائد الثورة الإسلامية المعظم الى كلام لاحد المسؤولين الاميركيين الذي قال قبل عدة أعوام أنه يجب علينا إجتثاث جذور الشعب الايراني، واضاف: إنهم غير قادرين على إدراك هذه الحقيقة وهي انه لا يمكن إجتثاث جذور شعب بهذا الماضي التاريخي والثقافي الثر.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم أن عداء أميركا العميق للشعب الايراني قد أدّى الى أن يرتكب الاميركيون أخطاء في الحسابات وان يكرروا الاخطاء واضاف: إن الاميركيين شرعوا بعدائهم منذ اليوم الاول لانتصار الثورة التي كانت غرسة رفيعة واليوم أيضا حيث تحوّلت الجمهورية الاسلامية الى شجرة خضراء عملاقة، مازالوا يواصلون ذات مؤامراتهم العقيمة لان عداءهم وحقدهم قد حرمهم من رؤية وإدراك الحقائق والتقييم الصائب.
وانتقد سماحة آية الله الخامنئي الذين يرون بأنه "علينا التنازل أمام أميركا الى الحد الذي ينخفض معه عداؤها لنا" واضاف: إن التجارب التاريخية ومنها قضية الدكتور مصدق تشير الى ان الاميركيين لا يرحمون حتى اؤلئك الذين يعقدون الأمل عليهم.
وأضاف سماحته: إن مصدّق وبغية الكفاح ضد البريطانيين توجه للحوار مع اميركا ووثق بها إلا أن الاميركيين هم الذين نفذوا الإنقلاب ضده.
وأكد سماحة آية الله الخامنئي: إن الاميركيين لا يرضون حتى بأمثال الدكتور مصدق، إنهم يريدون عملاء وأذناباً وخانعين مثل عهد محمد رضا بهلوي ليحكموا ويهيمنوا على البلد المهم والزاخر بالمنافع إيران.
واشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى عداء الحكومة الاميركية المستمر والمتكرر واضاف: إنهم الآن أيضا يمارسون أقصى درجات الخبث لتقويض نتيجة المفاوضات النووية أي الاتفاق النووي.
قضية الدكتور مصدق تشير الى ان الاميركيين لا يرحمون حتى اؤلئك الذين يعقدون الأمل عليهم
وقال سماحته مستندا الى الحقائق: إن التنازل أمام الاميركيين يجعلهم متجاسرين ووقحين لذا فان السبيل الوحيد هو التصدي والصمود.
واوصى سماحة آية الله الخامنئي التلامذة والطلبة الجامعيين مؤكدا على عدم نسيان العدو الرئيس أي اميركا واضاف: إن هذا هو الشرط الاساس لمواصلة المسار المؤدي الى حسن العاقبة لمستقبل البلاد. أمیركا عدو خبيث وأساسي بالمعنى الحقيقي للكلمة وهذه الحقيقة ليست نابعة من التعصّب والنظرة السلبية بل ناتجة عن تجارب وفهم صحيح للقضايا ورؤية حقائق الميدان.
وأكد قائد الثورة الاسلامية المعظم بان الرقي العلمي للبلاد يعزز قدرة المواجهة مع الاعداء والعبور من الامواج العاصفة الصعبة ويؤدي للمزيد من ترسيخ الهيكلية الداخلية للبلاد وتحقيق الآمال الكبرى للشعب الايراني.
وكانت "تقوية العلاقة بالخالق" من التوصيات الاخرى التي أوصى بها سماحته الناشئين والشباب، قائلا: إن قلوبكم النورانية والطاهرة تسهل كثيرا لفت العناية الإلهية فعليكم معرفة قيمة هذه النعمة.