أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي لدى إستقباله صباح اليوم الخميس (2017/9/21) رئيس وآعضاء مجلس خبراء القيادة، إلى المكانة الاستثنائية ومنقطعة النظير لمجلس خبراء القيادة في الجمهورية الاسلامية الايرانية وطالب سماحته المجلس بالقيام بوظيفة أساسية وأضاف:على هذا المجلس تشكيل هيئة فكرية ذات رؤية شاملة واستراتيجية وعميقة لدراسة كيفية حركة الثورة الاسلامية خلال الاعوام الـ 38 الماضية نحو أهدافها الرئيسية وحالات التقدم والتوقف وأحيانا التراجع في هذا المسار وان تقوم وفقا للحصيلة التي تتوصل اليها بمطالبة الاجهزة المختلفة بتحقيق الامور والاهداف المنشودة.
وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى خطاب الرئيس الأمريكي الأخير الذي ألقاه في الأمم المتحدة واصفاً إياه بالخطاب السخيف والقبيح والركيك وغير الواقعي بشكل كامل وقال سماحته: هذا الخطاب لم يكن خطاباً ينمُّ عن القوة، بل هو خطاب ينمُّ عن شدة الغضب والعجز وخفة العقل.
وأضاف سماحته: لا تُعدُّ تصريحات الرئيس الأمريكي مبعث فخر للشعب الأمريكي، وعلى النخب الأمريكية أن تشعر بالخجل على هذا الكلام وعلى إمتلاك هكذا رئيس، وهو شعورٌ قد أفصحوا عنه.
واعتبر سماحته سبب غيظ الأمريكيين وغضبهم هو إفشال تواجد الجمهورية الإسلامية القوي والمؤثر للمخططات التي طوال سنوات طوال أعدوها لمنطقة غرب آسيا.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي مجلس خبراء القيادة بأنه مجلس إستثنائي ومنقطع النظير في تركيبة أعضائه وأداءه ووظائفه وأضاف: إلى جانب الوظائف الحالية لهذا المجلس، يجب أن تكون له نظرة وتقييم شامل وإستراتيجي لمسيرة الثورة الإسلامية.
وتطرق سماحته الى عدة مواضيع مهمة، داعيا مجلس الخبراء الي متابعتها ومطالبة الجهات المختصة بتحقيقها كموضوع الرقي والاقتدار الاقتصادي ، ومحاربة الفقر والتقسيم العادل للثروة، والالتزام بسياسة لاشرقية ولا غربية، والمحافظة على الروح الثورية لأبناء الشعب.
ونوه سماحته في هذا السياق الى عدد من الامور التي يمكن لمجلس خبراء القيادة ان يطالب الاجهزة المختلفة بتحقيقها وقال:ان احد عناوين ثورتنا كان "لا شرقية ولا غربية" ورغم انه لا وجود للقطب الشرقي اليوم الا ان القطب الغربي اي اميركا والحكومات الاوروبية موجودة بقدراتها. واضاف سماحته: ان شعار "لا غربية" يعني ان لا نكون في السياسة منبهرين وتابعين ومطيعين وواقعين تحت تأثير الغرب.
ووصف سماحة آية الله الخامنئي الاقتدار الاقتصادي بأنه أحد أركان اقتدار البلاد ومن عناصره الاساسية قوة العملة الوطنية والقدرة الشرائية للمواطنين. كما اعتبر "العدالة ومكافحة الفقر والتقسيم الصحيح للثروة" من القضايا الاساسية للثورة ومن المواضيع التي بحاجة الى التقييم.
كما تطرق سماحته الى بعض القضايا والمشاكل التي تواجه البلاد ومن بينها المشاكل الاقتصادية وأضاف: لابد ان يعرف أبناء الشعب والمسؤولون في البلاد أن حل المشاكل بما فيها المشاكل الاقتصادية والثقافية لا يتحقق إلا بيد الشعب والاعتماد على الطاقات والقدرات الداخلية وليس على الاجانب.
ودعا سماحته الى ترويج هذه الرؤية والتأكيد عليها في المجتمع حتى تتحول الى ثقافة سائدة في البلاد، كما دعا الى الاستفادة من الشباب الطموحين والاشخاص المقتدرين وأصحاب الفكر والابداع في مختلف القطاعات الانتاجية والعلمية والتعليمية.
وفي إطار تأكيده على ان الاجنبي لا يستطيع حل مشاكل البلاد أوضح سماحة آیة الله الخامنئي: أنا لا أدعو الى قطع العلاقات مع العالم، وإنني ومنذ بداية الثورة والى الآن أؤكد على ايجاد علاقات واسعة مع العالم، لكنني أقول لا تستبدلوا اقدامكم القوية بالعصا الاجنبية.
وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى المفاوضات النووية وقال: الإشكال الذي كان وما يزال لدينا بشأن المفاوضات النووية والذي طالما كررناه في جلساتنا مع المسؤولين، هو أن الحوار لا مانع منه، لكن علينا في هذا الحوار ان نتحلى بالدقة الكافية في التفاوض لكي لا ينجر الى نتيجة يكون فيها أي غلط من الطرف المقابل لا يُعد خرقا للاتفاق النووي، بينما يحتسب أي إجراء ايراني خرقا للاتفاق.
وأضاف سماحته: بجب أن نتعامل مع العالم ونقبل إلزاماته، لكن لا ينبغي أن نعوّل على الأجانب.
وأشار سماحته الى وجود جبهة من الاعداء للجمهورية الاسلامية، لكن النظام الاسلامي وبحمد الله وجّه ضربة لهذه الجبهة المعادية وردّ الاعداء على أعقابهم، وسيواصل هذا الموقف لكن يجب ان لا ننسى اننا لسنا أمام نقطة محددة كعدو بل أمام جبهة من الاعداء.
وحول غضب المسؤولين الاميركيين قال: ان الاميركيين قد خططوا منذ اعوام لمنطقة غرب اسيا واطلقوا عليه اسم "الشرق الاوسط الجديد" او "الشرق الاوسط الكبير" وكانت المحاور الثلاثة لهذا المخطط هي العراق وسوريا ولبنان الا انهم لقوا الهزيمة في جميع هذه الدول الثلاث.
واضاف سماحته: وفقا لهذا المخطط كان من المقرر ان يصبح العراق بماضيه التاريخي والحضاري العريق وسوريا كمركز للمقاومة ولبنان بمكانته الخاصة، تحت هيمنة ونفوذ اميركا والكيان الصهيوني.
وتابع قائد الثورة الاسلامية المعظم: إلا ان حقائق المنطقة هي اليوم بصورة اخرى لانهم لم يتمكنوا من تحقيق شيء في لبنان وفي العراق تحقق على العكس مما يريدون وفي سوريا ورغم الجرائم التي لا تحصى التي ارتكبتها اميركا وحلفاؤها والمجازر بحق شعب هذا البلد والدعم الواسع للجماعات الارهابية التكفيرية، قد وصل داعش الى نهاية مطافه واصبحت الجماعات التكفيرية كجبهة النصرة في عزلة.
واضاف سماحته: ان تواجد وتأثير الجمهورية الاسلامية الايرانية أديا الى عدم تحقيق مخططات ومآرب اميركا والكيان الصهيوني في المنطقة وهذا هو السبب في شعورهم بالغضب.
ودعا قائد الثورة الاسلامية المعظم البعض كي لا يخطئ في تحليلاته لأن مواقف اميركا لا تعود لقدرتهم امام ايران بل هي تعود تماما لضعفهم وهزيمتهم وغضبهم.
وأشار سماحة آية الله الخامنئي الى تواجد الجمهورية الاسلامية الايرانية الناجح والمفعم بالعزة في قضايا المنطقة والعالم وأضاف: ينبغي صون هذه العزة بالعقل والحكمة والفكر الصحيح وكذلك بعدم الخطأ في اسلوب العلاقات والقرارات والمواقف.
واكد سماحته بأن هذه العزة تحققت بجهاد الشعب والشباب ودماء الشهداء المراقة واضاف:ان الشهيد العزيز محسن حججي كان مثالا ولنا في صفوف الشباب الكثير منه، وان الباري تعالى قد ابرز هذا المثال امام اعين الجميع ليسلم الجميع بهذه الحقيقة الناصعة وهي ان الحافز الثوري بين الشباب يتنامى يوما بعد يوم بفضل الباري تعالى.
وأشار سماحته الى الطلبات الكثيرة جدا للشاب عبر الرسائل التي يوجهونها للسماح لهم للحضور في جبهة الدفاع عن مراقد اهل البيت (ع) والكفاح ضد العدو واضاف: ان هذه هي الحوافز الثورية المتنامية بين الشباب وان وجود مثل هذه الحوافز مؤشر الى الاعجاز والفضل الالهي في مثل هذه الظروف التي توجد فيها عوامل معيقة ومثيرة للوساوس كالاجواء الافتراضية.
وفيما يتعلق بحلول شهر محرم الحرام رأى الإمام الخامنئي في شهر محرم شهر الإمام الحسين (عليه السلام) وشهر جميع القيم المتجلية في الوجود المقدس لذلك الإمام كالجهاد والشهادة والإخلاص والوفاء والإيثار والاهتمام بحفظ دين الله والصمود في وجه القوى المناهضة للدين.
وأضاف سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم: لقد باتت حادثة عاشوراء تتخلّد على مدى الزمان أكثر فأكثر، وأخذ إحياء هذه الملحمة العظمية يُقام في كل عام أشدّ حماساً وأكثر اتساعاً من العام الذي سبقه، وهذا ما ينطوي على رسالة ومفهوم خاصين، وبفضل الله سينطلق هذا التيار في العالم وسيمضي قُدماً بقيادة الإمام الحسين عليه السلام.
قبيل كلمة سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدث في اللقاء آية الله أحمد جنتي رئيس مجلس خبراء القيادة واعتبر مواقف سماحة قائد الثورة الإسلامية بأنها تبعث على أمل وطمأنينة الشعب. كما تحدث في هذا اللقاء آية الله السيد محمود هاشمي الشاهرودي نائب رئيس مجلس خبراء القيادة رافعاً تقريراً عن أبرز المحاور والمواضيع التي تم بحثها خلال إجتماع مجلس خبراء القيادة.