اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال إستقباله صباح اليوم (الأحد: 2017/7/30) المسؤولين والقائمين على شؤون الحج لهذا العام، الحج يتضمن آكبر فرصة معنوية واجتماعية وأفضل فرصة لإبداء عقيدة الأمة الاسلامية، وشدد سماحته على اننا لن ننسى أبدا الاحداث الكارثية التي وقعت في موسم الحج لعام 1436 هـ، وقال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تطلب بشكل جاد ودائم، الحفاظ على امن جميع الحجاج وخاصة الحجاج الايرانيين وعزتهم ورفاهيتهم، وان أمن الحجاج هو من مسؤولية البلد الذي يوجد الحرمان الشريفان تحت تصرفه.
وأكد سماحته على أهمية أن تحفظ وتصان أمورٌ كأمن وسلامة ورفاهية الحجاج وحذّر سماحته من مغبة أن تتكرّر أحداث منى والمسجد الحرام.
ووصف سماحة آية الله الخامنئي الحج بأنه فريضة هامة للغاية، وأشار الى الطاقات المعنوية لهذه الفريضة، وقال: يوجد في جميع اجزاء هذه الفريضة سواء الصلاة والطواف والسعي والوقوف والإحرام، طاقات عجيبة للارتباط المعنوي مع الله تعالى، ولابد من تقدير هذه الفرصة حق قدرها.
وعدّ قائد الثورة الاسلامية المعظم الحج بأنه يمتاز أيضا باعتباره فرصة اجتماعية فريدة، مؤكدا ان الحج مظهر لعظمة الأمة الاسلامية ووحدتها وتلاحمها وقوتها، وذلك من خلال أداء مناسك وظروف خاصة تؤدى كل عام في نقطة محددة دون انقطاع، وأضاف: إن تعرف الحجاج على بعضهم ومن مختلف الجنسيات وتقارب القلوب وامتداد الايادي لبذل العون، هي من جملة الميزات الذاتية والاجتماعية للحج، وبجميع هذه الميزات المعنوية والاجتماعية الفريدة، يعتبر الحج أفضل زمان ومكان لإبداء مواقف الامة الاسلامية بشأن قضايا العالم الاسلامي الهامة.
واعتبر سماحته موضوع "البراءة من المشركين" الذي حظي بتأكيد مستمر من قبل الإمام الخميني (رض)، بأنه يشكل فرصة لإعلان المواقف في القضايا التي تؤمن بها الامة الاسلامية، وقال: ان أحد هذه القضايا، يتمثل في قضية المسجد الاقصى، والتي تبرز بشكل أكبر هذه الايام بسبب صلافة ووقاحة الصهاينة وباتوا وقحين وجريئين ومنحوا الحقّ لأنفسهم بالتشديد على أصحاب المسجد الأقصى ومنعهم من دخوله.
وأكد سماحته أن قضية فلسطين لا ينبغي تجاهلها مطلقا، ووصفها بأنها المحور الرئيسي لقضايا العالم الاسلامي، وقال: أي مكان أفضل من بيت الله الحرام ومكة والمدينة وعرفات والمشعر ومنى لإبداء الرأي وتبيين مواقف الشعوب المسلمة تجاه فلسطين والمسجد الاقصى.
ورأى سماحته ان التدخل الاميركي وتواجدهم المثير للشر والفتن في الدول الاسلامية والمنطقة وكذلك إنشاء التنظيمات الارهابية التكفيرية، بأنه يشكل احدى القضايا الهامة التي يجب ان تتخذ الشعوب المسلمة مواقف بشأنها. والأسوأ والأخبث من كل التنظيمات الارهابية، هي الإدارة الاميركية.
ولفت سماحة آية الله الخامنئي الى قرار المسؤولين الايرانيين بإرسال الحجاج، وقال: كانت هناك بعض المخاوف بهذا الشأن، الا ان ممثلي السلطات الثلاث في المجلس الاعلى للامن القومي قاموا بدراسة القضية بكل ابعادها، واتخذوا هذا القرار بأداء الحج.
وتطرق سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم الى ضرورة اهتمام الشعوب المسلمة بموضوع الوحدة، وقال: في حين يتم انفاق مليارات الدولارات على إثارة التفرقة والخلافات والعداء بين المسلمين، يتوجب على المسلمين الحذر لئلا يساعدوا على هذه الخلافات، لأن اي شخص من الامة الاسلامية يساعد في هذه المؤامرة سيكون شريكا في تبعات هذا الوزر العظيم.
وفي الختام، أوصى سماحة قائد الثورة الاسلامية المعظم جميع المسؤولين والحجاج، بالاهتمام بأداء الصلاة في أول اوقاتها وأداء المسؤولية كل من موقعه، وتحري الدقة من أجل إقامة مناسك الحج بعزة وعظمة.
كما أوصى سماحته الحجاج بأن لا ينسوا تلاوة القرآن الكريم في الأيام التي يتشرّفون فيها بإحياء شعائر الحج. وأن يحرصوا على تأدية أعمال يوم عرفة.
وحذّر سماحته من قضاء الحجاج أوقاتهم الثمينة بالتسوق والانشغال عن الكعبة والمسجد الحرام والمسجد النّبوي حيث قال سماحته: فليجتنب الحجّاج الانشغال بالتسوّق؛ تتوفّر في طهران وسائر المدن أيضاً الأسواق وأنواع البضائع؛ ما لا يتوفّر في حياتكم اليوميّة هو الكعبة والمسجد الحرام والمسجد النّبوي.
وقبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدث في هذا اللقاء حجة الإسلام والمسلمين قاضي عسكر ممثل الولي الفقيه وأمير الحجاج الإيرانيين. كما تحدث السيد محمدي رئيس منظمة الحج والزيارة.