إستقبل قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي عصر يوم الأربعاء (2017/06/21) المئات من الأساتذة وأعضاء الهيئات العلمية والباحثين والنخب الجامعية على مدى ساعتين، وأشار سماحته إلى الدور الفريد لأسائذة الجامعات في تربية الطلبة الجامعيين وبلورة المكانة المستقبلية لإيران على صعيد العالم الملئ بالأحداث والتطورات.
ووصف سماحته يوم القدس العالمي بأنه مهم جداً وقال: إن یوم القدس العالمي لیس فقط للإعلان عن الدفاع عن شعب مظلوم، بل هو رمز للكفاح ضد الاستكبار وقوى الهیمنة العالمیة.
وأشار سماحته خلال هذا اللقاء إلى أننا على أعتاب الإحتفاء بيوم القدس العالمي وأضاف: إن إحیاء یوم القدس العالمي لیس فقط بمعني الدفاع عن شعب مظلوم شُرّد من أرضه ودیاره بل إن الدفاع عن فلسطین هو دفاع عن حقیقة أوسع بكثیر من قضیة فلسطین.
وأكد سماحة آية الله الخامنئي: إن الكفاح ضد الكیان الصهیوني الیوم هو كفاح ضد الاستكبار ونظام الهیمنة، ولهذا السبب فان الساسة الامیركیین یشعرون بالضربة الموجهة لهم من هذا التحرك ویناهضونه.
وتابع سماحته حديثة عن الموضوع الرئيسي لهذا اللقاء، وهو شرح "مسؤولية التعليم والتربية الجامعية" وأضاف: إذا كان لدى الأستاذ " فكراً إيجابياً، إلتزام وشعور بالمسؤولية، نظرة مفعمة بالأمل، إعتقاد بالأصول الدينية والأصالة الوطنية والقضايا الثورية" وكان يتمتع " بالإحساس بالمسؤولية وكانت لديه نيّة وعزم راسخ لاتّخاذ خطوة لصالح البلاد" فبمقدوره أن يحظى بدور فريد ومنقطع النظير في حث الطلبة على التفكر والحركة.
وأضاف سماحته: العكس صحيحٌ أيضاً فذلك الأستاذ الجامعي الذي يعقد أمله على الخارج ولا يعتقد بمفاهيم بلاده ومفاهيم هويّته القوميّة فإنه سيُعد طلبة جامعيين بتلك الرؤية الفاسدة وهي نفس التجربة المريرة جداً التي حدثت في البلاد في عهد النظام البهلوي البائد، وفي الحقيقة فإن الثورة الإسلامية أنقذت البلاد من خطر تسلم إدارة البلاد من قبل ذلك الجيل الفارغ كلياً من الأصالة الدينية والوطنية.
واعتبر سماحته الجامعة بشکلها الحالي بأنها "مراكز للعلم والحداثة والتأثير على المجتمع والبلاد" وأضاف: منذ الیوم الأول لتأسیس الجامعات في ایران، سعى أذناب نظام الهیمنة للحیلولة دون تحقیق حركة علمیة متناسبة مع الطاقات الایرانیة وبروز الابداعات وكذلك منع تأثیر الجامعة على المجتمع عن طریق الاجهزة الامنیة والثقافیة التابعة للسلطة.
واعتبر سماحته الحیلولة دون دخول العلوم الجدیدة الى البلاد، من ضمن برامج قوى الهیمنة الرامیة لاضعاف الجامعات في ایران وأضاف: لسنين طويلة في عهد النظام البهلوي، لم يقم الغربيون أبداً بنقل التطورات العلمية الهامة والعلوم الحديثة إلى جامعاتنا وقاموا من خلال تبديل الجامعات إلى مراكز لترويج ونقل القيم الغربية بمنع ظهور أي حداثة وإبداع في الجامعات.
وأشار سماحته إلى التلبية الهامة جداً للطلبة والجامعيين للنهضة الإسلامية وللإمام الخميني (رض) وأضاف: رغم أن الجامعات كانت تعاني من مشاكل بنيوية وتأثير متزامن لعاملين معارضين للأفكار الإسلامية أي التوجهات الشيوعية والدعاية المفسدة للأخلاق، إلا أنها إلتحقت بصفوف الشعب والنهضة الإسلامية، وبعد إنتصار الثورة لعبت دوراً أساسياً في تشكيل المؤسسات الثورية مثل "جهاد البناء والحرس الثوري".
وتابع سماحته: هذه الحقيقة دليل على الأرضية المساعدة للجامعة في التوجه نحو الإسلام والثورة وهي تعتبر فرصة هامة جداً لتقدم الثورة وإيران.
كما اعتبر سماحة آية الله الخامنئي "انقاذ الجامعات من التیارات المنحرفة" و"ادراك اهمیة العلم والابداع العلمي في المراكز الجامعیة" و"تنشیط الجامعات" من ثمار الثورة الاسلامیة ، وأضاف: العديد من الطلبة في تلك الفترة أصبحوا اليوم أساتذة بمقدورهم لعب دور جاد في إيجاد التألق في الجامعات وصيانة القيم الإسلامية والثورية.
وأشار سماحته في هذا المجال إلى مسارين محددين ومتكاملين لتحقيق هذه الأهداف: الأول؛ " إعداد الطلبة ودور الأساتذة وتأثيرهم على الطلبة" والثاني؛ " تأثير الأساتذة في المحيط الخارجي للجامعات".
واشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى التطورات الحاسمة والسریعة في العالم، واعتبر العقود القادمة بانها حبلى بالقضایا، وخاطب سماحته أساتذة الجامعات: اعملوا على إعداد شباب جامعیین في البلاد قادرین على التعامل مع مثل هذا العالم>
واضاف سماحته: لو اصبحت القود البشریة الشبابیة فی البلاد " مؤمنة وثوریة ومتعلمة وذات عزم وتصمیم" فبامكانهم في التطورات المستقبلیة المتسارعة أن یكسروا الحصار والفقاعة التاریخیة لتبعیة ایران بالمعنى الحقیقي للكلمة، وان یجعلوا ایران والشعب الایراني في منزلته ومكانته الحقیقیة اللائقة به واضاف: في غیر هذه الحالة ستدخل بلادنا كما في الفترة منذ عهد النهضة الدستوریة الى ما قبل انتصار الثورة في ممر الهوان والتبعیة المظلم والطویل
ودعا سماحته الاساتذة الجامعیین للبحث والدراسة وتقدیم الحلول اللازمة في جملة من القضایا المتعلقة بالاقتصاد المقاوم والبحث بصورة علمیة عن أسباب عدم تحرك عجلة الإقتصاد الى الأمام، وكذلك فیما یتعلق بتوفیر فرص العمل وتنفیذ المادة 44 من الدستور الخاصة بموضوع الخصخصة، واشكالیات النظام المصرفي وعدم كفایة الجهود لتحقیق العدالة الاجتماعیة.
واكد قائد الثورة الاسلامیة المعظم أن احدى مهام اساتذة الجامعات هي الكشف عن مضمون وثیقة الیونسكو 2030 ، فهي قضیة بالغة الاهمیة، معتبرا ان من السطحیة القول بان هذه الوثیقة لیست ملزمة.
واوضح سماحته ان هذه الوثیقة تُعد من الوثائق الرئیسیة للأمم المتحدة للتنمیة المستدامة، وقد اعدوا نظاما فكریا وثقافیا وعملیا للعالم بأسره، فالیونسكو هنا وسیلة وواجهة، لجهات تقف وراء الامم المتحدة.
واضاف سماحته:ان هذه مسألة مهمة وخطیرة جدا بأن یقوم البعض تحت یافطة المراكز المختلفة لمنظمة الامم المتحدة ومنها الیونسكو لایجاد منظومة فكریة وعلمیة وثقافیة وعملیة لجمیع الشعوب لیفكر ویعمل العالم كله مثلما یریدونه.
وتایع سماحة آية الله الخامنئي: هذا أمر خاطئ ومعیب، فبأي حق یبدي هؤلاء وجهات نظرهم حول الشعوب وتقالیدها ومعتقداتها وما علیها أن تفعله.
واضاف سماحته: ان من السطحیة القول بأن هذه الوثیقة لیست مُلزمة، فعدم تحقیق أي مادة من مواد هذه الوثیقة سیعود علینا بنقطة سلبیة، وبالتالي ستدفع البلاد الثمن ازاء ذلك وسيتم الحصول من البلاد على تنازلات بدلاً عنه.
وفي جانب آخر من كلمته أضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: كنا قد طرحنا منذ سنوات موضوع "نموذج التطور الإسلامي الإيراني" حيث أن هذا النموذج يجب كتابته وتوثيقه بجهود الجامعيين، بحيث يتم إغلاق الطريق أمام إضفاء النموذج الغربي على البلاد، وشدد سماحته على ضرورة أن يأخذ الأساتذة على عاتقهم مسؤولية تعريف الشباب بالهوية الوطنية والإستقلال، كي يفخر هؤلاء بهويتهم وإستقلالهم، مبيناً أن شباب اليوم لعلهم لا يعرفون قدر الإستقلال كما ينبغي.
وأضاف سماحته: إن هؤلاء الشباب هم في الأغلب فتحوا عيونهم منذ البداية في بلد غير تابع سياسياً أو عقائدياً للقوى الأجنبية، فهم ومنذ البداية وجدوا الجمهورية الإسلامية قد صمدت في مواجهة القوى الأجنبية التي لا يجرؤ الآخرون على مخالفتها في شيء، وهذا هو الإستقلال، الإستقلال السياسي الذي عاصره هؤلاء الشباب منذ البداية ولا يعرفون قدره.
وتابع سماحة آیة الله الخامنئي أن هؤلاء الشباب لم يعرفوا ذلك العهد الذي كان يجب فيه تنفيذ ما تأمر به أمريكا وبريطانيا، وعليه فهم لا يعرفون قيمة هذا الإستقلال، وواجب على الأساتذة توضيح وتبيين هذا الأمر للشباب.
وختم قائد الثورة الإسلامية المعظم حديثه بإستذكار نتائج صمود الشعب والنظام الإسلامي في سبيل تقدم أهداف الإسلام والثورة، مؤكداً أن الشعب الإيراني سيواصل طريقه المفعم بالفخر، وبإذن الله ومن دون شك فإن هذا الشعب سينتصر في نهاية المطاف.
کما دعا سماحته الحاضرين ولا سيما أساتذة الجامعات إلى الإثراء من الأيام الأخيرة لشهر رمضان المبارك والتضرع إلى الباري تعالى وأضاف: تواجه البلاد اليوم معضلات ومشاكل عديدة، ويمكن حل هذه المشاكل بهمم الجميع وتعزيز العلاقة مع الباري تعالى لأن العلاقة مع الله تمنح القوة والأمل في حل المشاكل.
في بداية هذا اللقاء تحدث كل من الأساتذة:
- الدکتور محمود فتوحي ـ رئیس جامعة شریف الصناعیة.
- الدکتور إبراهیم متقي – عمید في جامعة طهران.
- الدکتور سید حسن قدسي بور – استاذ بجامعة أمیرکبیر الصناعیة.
- الدکتور إبراهیم سوزنجي کاشاني – استاذ مساعد بجامعة شریف الصناعیة.
- حجةالاسلام والمسلمین الدکتور حمید بارسانیا – استاذ مساعد بجامعة طهران.
- الدکتور کیومرث یزدان بناه – استادیار دانشگاه تهران
- دکتر حسین عیوضلو – استاذ مساعد بجامعة الإمام صادق (علیهالسلام).
والسیدة الدکتورة خدیجة ذوالقدر - استاذ مساعد بالجامعة الحرة الاسلامیة.
وفي ختام هذا اللقاء أقام الحاضرون صلاتي المغرب والعشاء بإمامة سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم وتناولوا طعام الإفطار مع سماحته.