عقب المشاركة الملحمية والعظيمة للشعب الإيراني في الدورة الثانية عشر لإنتخابات رئاسة الجمهورية والدورة الخامسة لإنتخابات مجالس البلدية في المدن والقرى في 2017/5/19، أصدر قائد الثورة الإسلامية المعظم نداءً تقدم فيه بالشكر والتقدير للشعب الإيراني وأكد سماحته في هذا النداء على عدّة نقاط هامّة.
فيما يلي نص رسالة شكر سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب الإيراني العزيز
لقد أبرز مرة أخرى احتفال الإنتخابات الحماسيّ يوم أمس جوهر العزم والإرادة الوطنية المشعّ أمام أنظار العالم. مشاركتكم الواسعة والحماسية هذه، وهجمتكم المفعمة بالشوق على مراكز الإقتراع، وانتظاركم في صفوفٍ طويلة من أجل الوصول إلى صناديق الإقتراع في كافة أنحاء البلاد ومن كافة الشرائح الإجتماعية كانت دليلاً واضحًا على صلابة أسس السيادة الشعبية الإسلامية والتعلق الجماعي بهذه الموهبة الإلهية العظيمة وقد أدّت إلى خروج إيران والإيرانيين من ساحة الإمتحان العملي هذه برأس مرفوعة.
البارحة ومع هذه المشاركة الحاشدة والإدلاء بما يفوق الأربعين مليون صوت في صناديق الاقتراع تمّ مرّة أخرى تحطيم رقم قياسي في انتخابات رئاسة الجمهورية وتمّ مرّة أخرى إبراز التقدّم المضاعف في مشاركة الشّعب الإيراني في ساحة إبراز القوّة وإثبات الحضور. لقد جعلت إيران الإسلامية المتربّصين بها سوءاً والحاقدين والحاسدين يتراجعون مرّة أخرى وغمرت قلوب أصدقائها ومحبّيها بالبهجة والفخر والسّرور. إنّ الفائز في انتخابات البارحة هو أنتم يا شعب إيران ونظام الجمهوريّة الإسلاميّة الذي تمكّن رغم حياكة المؤامرات ومساعي الأعداء من كسب ثقة هذا الشّعب العظيم بصورة مضاعفة والتألّق بشكل أكبر في كلّ مرحلة. لم يكن اختبار البارحة الأساسي المشاركة الكثيفة فقط، بل إن هدوء ورصانة وأصالة المشاركين التي وفّرت أمن الانتخابات كانت أيضاً جزءاً هامّاً من هذا الاختبار المذهل. لقد حضرت كافة الشرائح، كافة الأذواق، كافة الميول السياسية إلى السّاحة جنباً إلى جنب وأدلت كتفاً إلى كتف بصوتها لنظام الجمهوريّة الإسلاميّة.
وأنا هنا أمرّغ بالتّراب جبهة الحمد والشّكر لله عزّوجل وأسأله اللطف والرّحمة والجزاء اللائق بالشعب الإيراني وألقي التحيّة في حضرة بقيّة الله الأعظم أرواحنا فداه معلناً له عن جزيل إخلاصي ومودّتي ثمّ أودّ أن ألفت عنايتكم لعدّة نقاط:
١- أتوجّه بالحديث إلى شعبنا العزيز وأطلب منه أن يشكر الله على النّجاح في إجراء الانتخابات وأن يفكّر حاليّاً بالوحدة والانسجام العام بعد التهاب السّاحة على مدى أيّام وأسابيع قبل الانتخابات حيث لا يوجد أدنى شك في أنّ الثبات والصلابة الوطنيّة عامل في غاية الأهميّة. جميعكم وأنتم يا أبناء هذا الوطن شامخو الرؤوس في ظلّ نظام الجمهوريّة الإسلامية، حاولوا معرفة دوركم في التقدّم بهذه البلاد نحو الأهداف العظمى واعملوا من أجل بلوغها فإنّ تحقّق جميع الآمال الوطنيّة مرهونٌ بكيفية التفكير والعمل هذه.
٢- أوصي وأؤكد على رئيس الجمهورية المحترم وجميع الذين سيشاركون في الحكومة القادمة أن ينتهجوا سبيل العمل والسعي الفاعل والشبابي والمفعم بالأمل من أجل حلّ مشاكل البلاد وأن لا يغفلوا لحظة واحدة عن هذا الطريق المستقيم. يجب أن تتصدّر لائحة البرامج قضايا الالتفات إلى الفئات المستضعفة، الاعتناء بالقرى والمناطق الفقيرة، أخذ الأولويّات بعين الاعتبار ومحاربة الفساد والآفات الاجتماعية.
٣- إنّ العزّة الوطنيّة وانتهاج الحكمة في العلاقات الدوليّة وإيلاء الأهميّة للاقتدار الدّولي من ضمن أولويّات الإدارة الثوريّة والإسلاميّة.
٤- أرى من الضروري أن أتقدّم بالشّكر من جميع الأفراد الذين شاركوا في الانتخابات وأيضاً الذين لعبوا دوراً في تشجيعهم على أداء هذه المسؤولية، خاصّةً المراجع العظام والعلماء الأعلام والنخب الجامعيّة والسياسيّة والثقافيّة والفنيّة.
٥- أرى من الضّروري أن أتقدّم بالشّكر من المرشّحين لرئاسة الجمهوريّة لما كان لهم من أثرٍ حقيقيّ في هذا التنوير وخلق الحماسة هذه في الانتخابات.
٦- أرى من الضروري أن أتقدّم بالشّكر من جميع القائمين على عمليّة الإشراف والتنفيذ في انتخابات رئاسة الجمهوريّة وانتخابات المجالس البلدية في القرى والمدن أيضاً لما تحمّلوه من جهود مضنية.
٧- أرى من الضّروري أن أتقدّم بالشّكر ممّن قاموا بصون أمن الانتخابات كما أشكر أيضاً المؤسسة الإعلاميّة الوطنيّة حيث أنّ الانتخابات الحماسيّة مرهونة بمساعيها المميّزة التي تواصلت في الليل والنّهار.
٨- في الختام، أدعو نفسي والجميع للتقوى والسّعي في سبيل أداء التّكليف الإلهي والاجتماعي والتمسّك بنهج الثورة الذي هو ميراث الإمام الخميني العظيم والشّهداء الأجلّاء وأسأل الله لهم جميل الثواب وعلوّ الدرجات.
والسّلام عليكم ورحمة الله
السيّد علي الخامنئي
2017/5/20