أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال لقائه اليوم الأحد (2017/4/30) الآلاف من العمال بمناسبة حلول يوم العمال، بأن العمال مدعاة لفخر البلاد، وأكد سماحته على ضرورة توفير "الامن المهني والمعاشي" للطبقة العاملة، وأضاف: إن تواجد العمال وشرائح الشعب المختلفة في الساحة أبعَدَ دوماً شبح الحرب وعدوان الأعداء عن الشعب الإيراني، وفي الإنتخابات المقبلة فإن كل من يحب " البلاد والنظام والأمن" فليشارك في الإنتخابات لأن هذا المشاركة المصيرية ستكف شر الأعداء عن البلاد.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: أن ترون ان الاعداء الصلفين المتغطرسين يتجنبون اي اجراء في مواجهة الجمهورية الاسلامية، فهذا بسبب تواجد الشعب؛ إنهم يخشون الشعب. يخشونه بكل ما للكلمة من معنى، وهذا ليس تحليلا وانما هي حقائق أدلتها تعد من البديهيات.. فعندما يتواجد الشعب في الساحة، فإن العدو الذي يحاول ان يحارب هذا النظام، سيضطر الى التراجع ولا يتحرش بنا.
وتابع سماحته قائلا: عندما تحصل هوة بين الشعب والنظام، ولا يتواجد الشعب في الساحة، عندئذ يتمكن الاعداء القيام بأي اجراء يريدون.
وتايع سماحته: في بعض الاحيان سمعنا ونسمع ان البعض قالوا اننا عندما تولينا المسؤولية تمكنا من إزالة شبح الحرب عن البلاد؛ ليس كذلك، فهذا الكلام ليس صحيحا، لأن ما أزال شبح الحرب والعدو طيلة هذه السنوات المديدة عن البلاد، كان تواجد الشعب.
وأكد سماحة آية الله الخامنئي أن العمال يشكلون "العمود الفقري للاقتصاد والانتاج" وأضاف: من أجل تحقيق اقتصاد "متطور ومستقل" ومزدهر يجب ايلاء اهتمام كبير بطبقة العمال، وإذا أردنا ان تتمتع الطبقة العاملة بالامتيازات والمستحقات اللائقة، علينا ان نعتمد ونؤكد على "الانتاج الوطني".
وقدّم سماحته التهاني لمناسبة ذكرى ولادة الإمام أبا عبد الله الحسين (ع) واعتبر سماحته محبة ومعرفة الإمام الحسين وإظهار المودة له بأنها مصدر فخر الشعب.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: على المجتمع العمّالي أن يشعر بالاحترام والتقدير والعزّة وأن يشعر بأن بوجود تقدير لما ينجزه من أعمال وهكذا يتم القضاء على التعب وقلّة الاهتمام بالعمل.
ورأى سماحته أن "ضمان الامن المهني" و"توفير معاش العمال" بأنهما يشكلان واجبين هامين على المسؤولين، وقال: ان الحكومة وأصحاب العمل والعمال والمبدعين كل حسب دوره مسؤول في هذا المجال من اجل تحسين وضع الطبقة العاملة، وعليهم ان يعملوا حسب واجباتهم.
وأكد سماحته أن الهدف من التركيز على هذه المواضيع والاقتصاد المقاوم في الشعارات السنوية، هو ايجاد خطاب وإرادة عامة، قائلا: ان تبديل موضوع الى ارادة عامة يؤدي الى تحقيقه، وسيتحرك المسؤولون في ذلك الاتجاه.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى الدور السياسي والاجتماعي الذي يلعبه العمال في مختلف الدول ومساعي الأعداء لجرّ المجتمع العمّالي نحو الاصطدام بالجمهورية الإسلامية منذ اليوم الأول لانتصار الثورة الإسلامية وقال سماحته: مع وجود هذه المساعي، انحاز العمال دائما للنظام ودافعوا عنه وفي الحقيقة لقد قام المجتمع العمالي المتدين والنشيط بتوجيه صفعات للعدو طوال هذه الأعوام.
وشدد قائد الثورة الاسلامية المعظم كثيرا على موضوع توفير فرص العمل، واعتبرها بأنها تحظى بالدرجة الاولى من الأهمية، مضيفا: اذا تم حل قضية فرص العمل بشكل مناسب، فستنحسر الآفات الاجتماعية بما فيها المخدرات ومشكلات الشباب والآفات الناجمة عن البطالة بشكل ملموس.
وأوضح سماحته أن على كل شخص يصبح مسؤولا تنفيذيا في البلاد وكل الذين سيتولون مسؤولية القطاعات الاقتصادية في الحكومة المقبلة، عليهم ومنذ اليوم الاول ان يركزوا كل همتهم وجهودهم لحل مشكلة البطالة، لأن هذا الموضوع هام ولا يجوز تأخيره ولو يوما واحدا. ورأى سماحته أن الاهتمام بالانتاج الوطني في جميع المجالات الصناعية والزراعية والخدمية وسائر القطاعات، بأنها من مسلتزمات حل مشكلة البطالة، لافتا الى ان على مسؤولي الحكومة المقبلة ان يتناولوا هذا الموضوع بالتخطيط في اول فرصة.
وبشأن الانتخابات، أوضح سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم أن على المسؤولين الذين يتولون شؤون الانتخابات، سواء في وزارة الداخلية او في مجلس صيانة الدستور او الاذاعة والتلفزيون والمؤسسات الاخرى، ان يصونوا امانة الشعب؛ فأصوات الشعب هذه، وتواجد الشعب هذا، هو أمانة الشعب ويجب صيانة هذه الامانة بمنتهى الاحتياط، لئلا يتطاول بعض الافراد على هذه الامانة لا سمح الله.
وأضاف سماحته: ان على هؤلاء المسؤولين ان يراعوا القانون بدقة. وان لا يصيبهم التلكؤ او الحرج من أي احد بشأن تنفيذ القانون؛ فالقانون هو قانون للجميع.. ولا يوجد اي استثناء بشأن القانون.
ونصح سماحته المرشحين بأن تكون نواياهم خالصة وليس لتولي السلطة، وأن يكون هدفهم خدمة الشعب، وخاصة خدمة الطبقات الضعيفة. وأن يختاروا شعاراتهم بنحو يدرك الجميع ان هدفهم دعم الطبقة الضعيفة.
وبيّن سماحته أن على الجميع ان يعلم اننا لا يمكننا تحسين وضع البلاد الا بالعمل الثوري والجهادي. إنه العمل الثوري النوعي الكثير.
وتساءل قائد الثورة الإسلامية المعظم: ماذا يعني الثوري؟ ان البعض يظنون اننا عندما نقول: ثوري، يعني العمل دون نظام؛ كلا، إن احد الخطوط الرئيسية للعمل الثوري هي ان لا نشغل انفسنا بالزخارف والمراسم؛ العمل الثوري يعني ان يقوم اولئك الذين يحددون المقررات باختصار الطرق، وان يضعوا ويبدعوا طرقا قصيرة امام المواطنين.
وشدد سماحته على أن اهم تجليات تواجد الشعب تتمثل في المشاركة في الانتخابات، مضيفا: لا أقول مطلقا لمن تصوتون او لمن لا تصوتوا، الا انني اصر على الحضور لدى صناديق الاقتراع، وصوتوا لمن ترونه مناسبا.
وأشاد سماحة آية الله الخامنئي بوجود الاواصر العميقة ومواكبة الشعب مع النظام في جميع الصعوبات طيلة قرابة العقود الاربعة الماضية، وقال: ان تقدم الجمهورية الاسلامية الايرانية واقتدارها وسمعتها وعزتها وتأثيرها في المنطقة رهن بالمواكبة والتعاطف بين الشعب والنظام.
ولفت سماحة آية الله الخامنئي الى ضرورة التفكير والتأمل والاستشارة للتصويت للمرشحين، مبينا: ان أي شخص يصوت لمرشح ما بناء على المنطق والفكر، فحتى لو كان رأيه خطأ، فإنه معذور امام الله، الا أنه اذا انتخب دون دقة واكتراث، فلن يكون له عذر امام الله وحتى أمام ضميره.
وقبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدّث في هذا اللقاء السيد علي ربيعي وزير التعاون والعمل والرفاه الإجتماعي معتبراً إيجاد العمل عن طريق تنمية ورش العمل الصغيرة والمتوسطة، الطريق الوحيد المؤثر لتوفير فرص العمل في المجتمع.