استضافت حسينية الإمام الخميني (رض) اليوم (الأربعاء: 2016/08/31) معرض منجزات الصناعات الدفاعية بوزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة الایرانیة، وتفقد سماحة آية الله الخامنئي القائد العام المعظم للقوات المسلحة، المعرض لأكثر من ساعتين واطلع سماحته على أحدث التقنيات المصنعة محلياً والتي تعد ثمرة جهود وإيداع ومعرفة الخبراء والمتخصصين في وزارة الدفاع والتي ساهمت بشكل مباشر في رفع القدرات القتالية للقوات المسلحة.
واشتمل هذا المعرض على مختلف الإنجازات التقنية الحديثة من معدات حربية ومنظومات إلكترونية بما فيها منظومات إطلاق "صواريخ" و"رادارات" ومعدات برية وبحرية وجوية وعجلات مدرعة وطائرات موجهة.
الجناح الأول من المعرض تضمن مختلف المعدات الخاصة بالمنظومات الدفاعية الصاروخية وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وتليه الأجنحة الأخرى التي تتضمن مختلف انواع السونارات المتطورة المخصصة لمختلف العوامات والزوارق والعديد من منظومات الرادار والعديد من أجهزة المراقبة والسيطرة والأجهزة المعتمدة في الحروب الإلكترونية وبما فيها منظومة الدفاع الجوي المتطورة التي تفوق نظيراتها الأجنبية "باور 373".
واشتمل المعرض أيضاً على أنظمة محلية الصنع في العديد من المجالات العسكرية ولا سيما تلك التي يعتمد عليها في الحروب الإلكترونية كالحواسيب الآمنة المحصنة من الهجمات السيبرانية ووسائل الاتصال الرقمية الدقيقة الآمنة والصواريخ الحرارية المحمولة.
واستمع قائد الثورة الإسلامية المعظم الى ايضاحات حول "البرمجية الوطنية العملانية للقوات المسلحة" و"الحاسوب الوطني الآمن والمضاد للبرمجيات المعادية" و"منظومة الاتصالات الرقمية والبعيدة المدى الآمنة" و"التقدم في تصنيع الاقمار الصناعية" و"معدات الحرب الالكترونية المتطورة" و"الصواريخ المحمولة" و"زيادة دقة اصابة الصواريخ البالستية" وانجازات اخرى.
وفي کلمة له بحضور وزیر الدفاع والمسؤولین والباحثین في وزارة الدفاع، اعتبر قائد الثورة الاسلامیة المعظم تعزیز القدرة "الدفاعیة والهجومیة" حقا مسلما به ومؤکدا للبلاد، وشدد على ضرورة الاستمرار في طريق رفع القدرات الدفاعية والهجومية للبلاد، موضحا: ان العالم الذي تسوده القوى "المتغطرسة والسلطوية ولا تمتلك ادنى قيم اخلاقية وانسانية" ولا وازع يردعها عن شن العدوان على البلدان الاخرى وقتل الابرياء، فان تطوير الصناعات الدفاعية والهجومية يعد امرا طبيعيا تماما لان الامن لن يتوفر ما لم تشعر هذه القوى باقتدار البلاد.
واعرب سماحته عن ابتهاجه وارتياحه للانجازات الدفاعية، لدى تفقده معرض منجزات الصناعات الدفاعية، وقال: ان سبب ارتياحه هو انه فضلا عن رؤية القدرات الدفاعية ذات الدور الممتاز في رفع مستوى قوة البلاد فان اللقاء بالكوادر العلمية والبحثية والمختصين واصحاب الفكر الخلاق والعمل المؤمنين يبعث على الابتهاج والراحة للغاية.
واكد: ان تواجد مثل هذه الكوادر والعناصر في قطاع الصناعات الدفاعية بالبلاد هو بمثابة جواهر لا تقدر بثمن.
ونوه قائد الثورة الإسلامية المعظم الى اسباب ضرورة رفع القدرات الدفاعية وتطوير الصناعات ذات الصلة، موضحا: في هذه الظروف التي تنشر فيها قوى الغطرسة في العالم مظلة قدرتها ولا يلمس منها أي مشاعر للرحمة والشفقة وتستهدف حفلات الاعراس والمستشفيات بصورة علنية وبذريعة مكافحة الارهاب وتقتل مئات الابرياء ولا تشعر بالمسؤولية امام اي منظمة او مؤسسة فانه ينبغي الارتقاء بالقدرات الدفاعية للبلاد لردع تلك القوى حتى تشعر بالتهديد.
واكد سماحة آية الله الخامنئي: اننا لا نضع اية قيود امام تطوير الصناعات الدفاعية سوى في موضوع اسلحة الدمار الشامل كالاسلحة الكيميائية والنووية التي تعد محرمة وفق المبادئ الدينية والعقيدية.
وأكد سماحته: ان الاسلحة الكيميائية محرمة على الصعيد الهجومي الا انه لا اشكالية في رفع المستوى الدفاعي في التصدي للهجمات التي تشن باستخدام هذا النوع من الاسلحة.
وقال قائد الثورة الإسلامية المعظم: سوى هذه القيود فانه ليست هناك اية قيود اخرى امام رفع مستوى القدرات الدفاعية والعسكرية في مختلف المجالات ومن الواجب احراز التقدم في هذا القطاع.
واشار سماحته الى الموقع الاستراتيجي للجمهورية الاسلامية الايرانية وأهمية منطقة غرب آسيا والاطماع المستمرة للقوى السلطوية، مؤكدا: من الضروري رفع مستوى القدرات الهجومية فضلا عن القدرات الدفاعية للبلاد لتثبيت امن الشعب والبلاد حاليا ومستقبلا.
ولفت سماحته الى الشعور بالانزعاج الذي ابدته القوى السلطوية على خلفية شراء ايران لمعدات دفاعية من بعض البلدان وقال، ان هذه القوى التي تدعي اتصافها بالعقل والانصاف وتتحدث عن الاهلية الاخلاقية للبلدان لامتلاك او عدم امتلاك بعض المعدات الدفاعية، لا تلتزم هي نفسها باية مبادئ اخلاقية.
ووصف قائد الثورة الحكومة الاميركية بانها تفتقد لاية اهلية اخلاقية لابداء وجهة نظرها حول الجمهورية الاسلامية الايرانية وقال: ان الحزب الذي تنتمي اليه الحكومة الحالية في اميركا او الحزب المنافس الذي كانت بيده زمام الحكومة السابقة لا يمتلكان اية اهلية اخلاقية لانهما قد ارتكبا جرائم ومجازر مختلفة.
وعدّ أكبر ذنب ارتكبه الحزب المساند للحكومة الحالية في اميركا بانه يتمثل "بايجاد شبكات ارهابية خطيرة" وأكد سماحته: ان الحكومة الاميركية الحالية تهاجم مجموعة ارهابية بحسب الظاهر لكنها تستثني مجموعة ارهابية اخرى وهو ما يعني تغليب السياسة على الاخلاق.
وأضاف سماحته: إن الحكومة الاميركية السابقة تتحمل المسؤولية عن الجرائم والكوارث التي ارتكبت في العراق وافغانستان بحيث قتل ملايين الابرياء كما ان آلاف العلماء العراقيين قد جرى تحديدهم وقتلهم على يد عصابة "بلاك ووتر" الاجرامية لذلك فان ايا من الحزبين الرئيسيين في اميركا لا يمتلك اية رجاحة على الآخر من ناحية الاهلية الاخلاقية.
وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم :اننا نواجه مثل هذه الحكومات في اميركا، وان من الخطأ تصور امكانية التوصل الى تفاهم وقواسم مشتركة عبر المفاوضات.
وقال سماحته: ان هذا هو السبب في تأكيدي المستمر على ضرورة عدم خوض اية مفاوضات مع اميركا حيث اثبتت التجارب ان الاميركيين يحاولون فرض آرائهم في المفاوضات بدلا من التوصل الى تفاهم وتعد التجربة الاخيرة نموذجا واضحا على هذا الامر.
وفي سياق آخر ثمّن القائد العام للقوات المسلحة جهود وزارة الدفاع والباحثين والمختصين في مختلف المؤسسات التابعة للقوات المسلحة الايرانية، مبيناً: ان احد العناصر الرئيسية وراء تحقيق التقدم في قطاع الصناعات الدفاعية للبلاد يتمثل بمتانة الاواصر بين القطاع الدفاعي والجامعات والشركات المعرفية.
واشار سماحته الى توجيهاته المكررة للحكومات بضرورة تعزيز التعاون بين القطاع الصناعي والجامعات، موضحاً: إن هذا التعاون يحمل الفائدة لكلا الجانبين كما يُشاهد ذلك في وزارة الدفاع حاليا.
وعزا سماحته هذا التطور بانه ثمرة للنهضة العلمية التي بدأت في البلاد منذ 12 عاما، مؤكدا: من الضروري مواصلة نهضة البرمجيات والنشاط العلمي الذي تحول الى "خطاب عام" حيث حقق علماؤنا الشباب نجاحا في اختراق حدود العلوم والمعارف،لان احراز التقدم في اي ساحة يمهد لاحراز تقدم جديد في المجالات الاخرى.
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدث القائد العميد حسين دهقان وزير الدفاع عن أهم الإنجازات في مجال الصناعات الدفاعية.