بمناسبة ذكرى المبعث النبوي الشريف لنبي الإسلام المصطفى محمد (ص) إستقبل سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي قائد الثورة الإسلامية المعظم صباح اليوم (الخميس: 2016/05/05) جمعاً من مسؤولي النظام وسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية للدول الاسلامية وجمعاً من عوائل الشهداء.
وأشار سماحته خلال هذا اللقاء الى استمرار نهجي "البعثة النبوية" و"الجاهلية" منذ صدر الاسلام والى يومنا الراهن معتبرا ان الميزة الرئيسية لنهج البعثة النبوية هي الحكمة الموجهة بواسطة أنبياء الله، فيما تشكل الشهوة والغضب الميزة الرئيسية لنهج الجاهلية، وقال: ان اهم واجب للأمة الاسلامية اليوم هو التصدي لنهج الجاهلية بقيادة اميركا وان الجمهورية الاسلامية الايرانية باعتبارها رائدة نهج البعثة النبوية سوف تواصل حركتها على النهج الذي اختطه الامام الراحل (ره) دون خشية من أي قوة.
وقدّم قائد الثورة الاسلامية المعظم تهانية للامة الاسلامية والشعب الايراني العظيم بمناسبة المبعث النبوي الشريف مبيناً المعاني العميقة للبعثة النبوية وفقاً للآيات القرآنية وقال ان المبعث هو عيد الانبعاث والعودة الى الفطرة الالهية والعيش المشفوع بالعقلانية والحرية والعدالة والعبودية لله مشيرا الى ان مهمة انبياء الله هي ارشاد الانسانية الى هذه الفطرة الطاهرة والمعرفة في اطار الاوامر الالهية والتوحيد.
ان الحروب والفتن التي تشهدها منطقة غرب آسيا هي من نتاجات جبهة الجاهلية والشيطان
وآشار سماحته الى حاجة البشرية الدائمة لتعاليم البعثة النبوية، معتبرا نهج الجاهلية بآنه الجبهة المقابلة للبعثة النبوية الشريفة وقال: ان نهج الجاهلية لايتعلق بعهد الرسول الاكرم (ص) فحسب، بل هو جبهة مستمرة في مواجهة المعرفة الموجهة بواسطة الانبياء وقد تلبست اليوم ومن خلال الاستفادة من العلم والتقنية بلباس ومظهر جديد .
وآكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على ان الشهوة والغضب والاهواء، هي الخصوصيات الرئيسية لنهج الجاهلية وقال: ان افرازات اداء جبهة الجاهلية دوماً هي المحنة والمعاناة واذلال الانسانية وقتل الملايين من بني البشر ونهب مصادر الشعوب ونشر الفساد وما الحربين الكونيتين الا نموذجا بارزا لذلك.
وأشار سماحته الى ظهور نهجي الجاهلية والبعثة النبوية على المستوى الفردي والاجتماعي والدولي وقال: ان سلوك القوى المقتدرة على المستوى الدولي، لو كان في اطار الحكمة الموجهة من قبل الانبياء، لكانت الدنيا ذات طابع يختلف عما لو كان سلوك تلك القوى في اطار الاهواء والنوازع السلطوية واثارة الفتن.
واعتبر سحق الشعوب تحت اقدام المستعمرين، بأنه نموذج آخر من النماذج البارزة لأداء نهج الجاهلية، مشيرا الى أن نهب مصادر الهند في ظل الاستعمار البريطاني الذي دام لعقود وقال: ان الفتن التي تشهدها منطقة غرب آسيا هي الاخرى من نتاجات جبهة الجاهلية والشيطان.
ان تهديد ايران بالحظر يعود لوقوفها سداً أمام سياسات أمیرکا التوسعية في المنطقة
واكد قائد الثورة الاسلامیة المعظم ان اللوبي الصهيوني الحاكم في العالم، هو الاخر نموذج بارز لأنظمة الشياطين وقال: ان الوضع الراهن للعالم هو افراز لسيادة شبكة واسعة من الرأسماليين الصهاينة والذين يبسطون نفوذهم حتى على حكومات مثل الادارة الاميركية وان وصول التيارات والاحزاب الى السلطة منوط بتبعيتها لهذا اللوبي الصهيوني.
واعتبر سماحته ان الجذور الرئيسية للحركة العظيمة للأمة الاسلامية وايران، فضلا عن الصحوة الاسلامية تكمن في التصدي لنفوذ التيار الصهيوني الفاسد وقال: من هذا المنطلق باتت السياسة الحاسمة لاميركا والدول التي تدور في فلكها اليوم تكمن في "محاربة الاسلام ومحاربة ايران ومحاربة الشيعة".
ورأى سماحته، يقظة وصحوة الشعب الايراني والشعوب الاسلامية في مواجهة حركة الافساد للقوى السلطوية بانها سبب غضب هذه القوى وقال: ان تهديد ايران بالحظر يعود الى معارضتها لسياسات اميركا في المنطقة ووقوف الجمهورية الاسلامية سداً أمام سياسات امیرکا التوسعية في المنطقة .
واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على ان سلطة جبهة الجاهلية والقوى الشيطانية تقود الى "الطغيان والطاغوت" وقال: ان نهج الجاهلية والطاغوت قاد الى ضرب هيروشيما بالقنبلة الذرية التي أدت الى مقتل مئات الاف البشر وهم مازالوا يرفضون تقديم الاعتذار رغم مضي عشرات السنوات بل ويواصلوا تدمير البنى التحتية للعراق وافغانستان والدول الاخرى دون ان يهتز لهم جفن.
الغربيون يطلقون على داعش إسم "الدولة الاسلامية" بهدف تشوية صورة الإسلام
واوضح سماحته: الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تبدأ يوماً الحرب او التحرك العسكري ضد أي بلد ولكنها اعلنت مواقفها جهاراً وستبقى تجهر بها.
واشار سماحته الى ما ذهب اليه الامام الراحل (ره) في جعل "الاسلام المتحجر" الى جانب "الاسلام الاميركي" واعتبرهما في مواجهة "الاسلام الاصيل" وقال: ان الجماعات الفاسدة والمفسدة التي ترتكب بإسم الاسلام أبشع الجرائم، تحظى بدعم وإسناد من القوى الغربية.
واضاف قائد الثورة الاسلامیة المعظم: ان الغربيين قاموا بتشكيل تحالف ضد داعش في الظاهر ولكنهم في الواقع يدعمون هذه الجماعة ويطلقون في اعلامهم المعادي للاسلام اسم "الدولة الاسلامية" عليها بهدف تشوية صورة الاسلام.
واشار سماحته الى انتشار الحركة الاسلامية رغم محاربة الاسلام من قبل نهج الجاهلية وقال: ان الحركة الاسلامية التي باتت اقوى واعمق مع قيام النظام الاسلامي في ايران، ستواصل تحركها وستُتحق النصر حتما.
واكد سماحته على ضرورة الاعتماد على الله وعدم الخشية من مؤامرات وتهديدات القوى العظمى وقال: ان جميع الامة الاسلامية سواء الشعوب والنخب والمسؤولين يتحملون مسؤوليات آمام الحركة الاسلامية والتصدي للنهج الجاهلي وسينالون الاجر والثواب الإلهي ان قاموا بواجباتهم في هذا الاطار مشيرا الى ان الحركة الاسلامية لن تتوقف مع تنصل البعض عن عن أداء واجباته وستواصل مسيرتها لأن نصرة الاسلام والمسلمين مسألة حتمية في النهاية .
قبيل كلمة سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي، تحدّث في هذا اللقاء حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن روحاني رئيس الجمهورية، واصفاً البعثة النبوية الشريفة يوم الرحمة للبشرية جمعاء وقال: ان النبي الاعظم (ص) ليس فقط مظهر رحمة للمسلمين بل لكافة البشرية لأنه وضع طريق الهداية أمامهم.
وأشار الرئيس روحاني الى التهم التي توجه ضد الاسلام في عالمنا اليوم تحت مسمى الارهاب والعنف وقال: الذين يشنون اليوم في عالمنا حرب ظالمة ضد الاسلام و يقومون بالتخويف من الاسلام، يجب عليهم مرة اخرى القاء نظرة عادلة للمدينة الاسلامية الفاضلة واخذ الدروس من عدالة النبي الاعظم (ص) في مواجهته للمشركين والملحدين.
وأضاف الرئيس روحاني: أعداء الإسلام الغربيين الذين يمارسون الدعاية ضد الإسلام منذ قرون، من جانب والأصدقاء الجهلة أو العملاء المرتبطون، من جانب آخر كطرفي المقص عرّضوا كرامة الإسلام للخطر.
وتسائل الرئيس روحاني بالقول: من هم الذين جاؤوا بالاغتيالات وانعدام الامن في المنطقة وقاموا بانشاء كيان غاصب قبل 70 عاما؟ مؤكدا: ان جذور الكثير من انعدام الامن والاغتيالات والحروب في منطقتنا تعود الى الكيان الغاصب للقدس.
رئيس الجمهورية: ان جذور الكثير من إنعدام الأمن والحروب في منطقتنا تعود الى الكيان الغاصب للقدس، والصهاينة واميركا يتحملون مسؤولية إرتكاب كافة هذه الجرائم
وأشار السيد روحاني الى احتلال افغانستان والهجوم على العراق وزعزعة الامن في المنطقة، وأضاف: الصهاينة واميركا هم من يتحملون مسؤولية ارتكاب كافة هذه الجرائم.
واعتبر الرئيس روحاني أن الهدف الرئيسي للنظام الاسلامي هو احلال السلام والامن في انحاء العالم وقال: كيف يمكن ان نتخذ جانب الصمت في حين يُقتل الشعب اليمني يومياً إثر القصف الوحشي من قبل من يعتبرون أنفسهم خدمة الحرمين الشريفين.
وأكد رئیس الجمهوریة: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تفتخر بأنها تدافع وستواصل دفاعها عن المظلومين بتوجيهات سماحة قائد الثورة الاسلامية المعظم، وإننا سنقدم يد العون تحت قيادة سماحة القائد العام للقوات المسلحة لأي مظلوم في أي مكان تقتضيه الضرورة.