استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية المعظم عصر اليوم (الثلاثاء:2016/4/12) السيد "ماتيو رينزي" رئيس وزراء إيطاليا، و أشار إلى العلاقات الحسنة بين البلدين في الماضي، و الترحيب برفع مستوى التعاون، و اعتبر المشكلة و نقطة الضعف في الزيارات الأخيرة للوفود الأوربية إلى إيران هي عدم ظهور النتائج العملية للمحادثات بين الجانبين، و أضاف قائلاً: نظرتنا للتعاون مع إيطاليا و حكومتكم نظرة مختلفة و إيجابية، و نتمنى أن تكون هذه الزيارة باتجاه تعزيز هذه النظرة.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي سلوك إيطاليا خلال فترة فرض الحظر على إيران، أكثر منطقاً من بعض البلدان الغربية، و تابع يقول: الجمهورية الإسلامية ترحّب بتطور العلاقات مع إيطاليا في المجالات المختلفة، و خصوصاً في قطاع التعاون الاقتصادي.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أن القضية المهمة في الزيارات و المفاوضات مع الأطراف الأجنبية هي تطبيق الاتفاقيات و تنفيذها عملياً، و أضاف قائلاً: بعض الحكومات و الشركات الأوربية تزور إيران و تتفاوض معها، لكن نتيجة هذه المحادثات لا تزال غير محسوسة!
و استطرد سماحته يقول: البعض يلقي باللوم في هذه القضية على عاتق الأمريكيين، و بالنظر لسوابقهم و سلوكهم يبدو هذا التقييم مقبولاً، كما أنهم الآن أيضاً لا يعملون كما ينبغي لتنفيذ التزاماتهم في المفاوضات النووية، و يخيفون الأطراف الأخرى بتصريحاتهم و ممارساتهم من التعاون و التعامل مع إيران.
و أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى الزيارة الأوربية الأولى لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى إيطاليا، و اعتبر نظرة إيران لإيطاليا نظرة إيجابية و متفائلة، مردفاً: نحن طبعاً لا نحمل مثل هذه النظرة الإيجابية بخصوص بعض البلدان الأوربية، لأن نظرتهم مستقرة على أمريكا فقط كي يعملوا حسب إملاءاتها.
و اعتبر سماحته مكافحة الإرهاب موضوعاً آخر في إطار التعاون الثنائي، قائلاً: بعض البلدان الأوربية كانت تدعم بعض الجماعات الإرهابية العنيفة إلى فترات طويلة، و قد وصلت أمواج الإرهاب الخطيرة الشاملة اليوم حتى إلى أوربا.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي المساعدات المالية و التسليحية الأمريكية للجماعات الإرهابية من عقبات حلّ مشكلة الإرهاب، مضيفاً: هناك أخبار موثقة و دقيقة عن المساعدات الأمريكية لداعش و بعض الجماعات الإرهابية، و حتى في الوقت الحاضر حيث شكلوا تحالفاً لمحاربة داعش، لا تزال بعض الأجهزة الأمريكية تساعد داعش بشكل آخر.
و أيّد قائد الثورة الإسلامية المعظم تصريحات رئيس وزراء إيطاليا بخصوص «المكافحة الثقافية للإرهاب إلى جانب المكافحة العسكرية و المالية»، منوّهاً: الأجهزة الإعلامية الهائلة في العالم و الخاضعة لهيمنة الساسة الغربيين تتذرّع بممارسات عدد من الأشرار و الإرهابيين لتطلق مواجات من محاربة الإسلام، و المؤامرات السياسية خلف الكواليس تعرقل عملية المكافحة الثقافية للإرهاب.
في هذا اللقاء الذي حضره أيضاً الدكتور حسن روحاني رئيس جمهورية إيران الإسلامية، قال السيد "ماتيو رينزي": في لقاءات اليوم تحدثنا عن قضايا مهمة، لا سيما الموضوعات الاقتصادية، و يجب أن نصلح و نعزز الآليات الاقتصادية و المالية.
و أضاف السيد رينزي: إرادة إيطاليا منصبّة تماماً على احترام الاتفاقيات، و نعتقد على هذا الأساس أنه ينبغي رفع الحظر ضد إيران بعد الاتفاق النووي، و نحن لسنا قلقين بل مصممون على العمل بالعهود التي نقطعها.
و تابع السيد زينزي مشيراً إلى اتساع مديات الإرهاب في أوربا و اعتبر سبيل مواجهة المنظمات الإرهابية استئصالها عسكرياً و قطع مصادرها المالية في بيع النفط و الآثار التاريخية، مضيفاً: استئصال داعش يمثل أولولية بالنسبة لنا، و نحن مرتاحون لأن لنا في هذا المضمار تصورات مشتركة مع إيران.
و أبدى رئيس وزراء إيطاليا أسفه لتشويه سمعة الإسلام بذريعة الإرهاب، قائلاً: عندما تقع أحداث إرهابية في أوربا اليوم، يدين بعض المسؤولين الإسلام بدل شجب الإرهاب، و مرشح رئاسة الجمهورية في أمريكا مثلاً يدّعي في دعاياته إن الإسلام هو المذنب في قضية الإرهاب!
و عدّ رئيس وزراء إيطاليا العمل الثقافي جانباً آخر من مكافحة الإرهاب مردفاً: يجب أن نثبت و ندلّ على أن الأديان تصبو للسلام و الحوار و التعايش السلمي بين البشر، و اقتدار و دور سماحتكم باعتباركم القائد الأعلى في العالم الإسلامي له أهمية كبيرة في إشاعة هذه الرؤية.