أكد القائد العام للقوات المسلحة المعظم خلال استقباله ظهر اليوم (الأحد:2016/4/10) كبار قادة القوات المسلحة بمناسبة عيد النوروز وبداية العام الجديد، ان أهم مؤشر لـ"الهوية الجماعية" للقوات المسلحة للجمهورية الاسلامية الايرانية هو امتلاك "القدرات العملانية والعسكرية" و"الدوافع والتوجهات المعنوية والدينية" في آن واحد.
وأكد سماحته: ان المهمة الاساسية للقوات المسلحة في نظام الجمهورية الإسلامية، هي الذود عن حياض الأمن القومي، ومن هنا يتعين العمل على تعزيز القدرات العملانية والحوافز المعنوية لهذه القوات يوماً بعد يوم.
واشار سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الى وجود فريقين من القوات المسلحة بهويتين متميزتين في اكثر بلدان العالم، وقال: ان القوات المسلحة في بعض الدول تتميز بطابعها الرمزي والصوري وافتقارها للقدرات العملانية وتختزل مهماتها في حماية الحكومة وضمان أمن الحكام.
وقال قائد الثورة الاسلامية المعظم: ان هذا النموذج من الجيوش موجود في منطقتنا ايضا حيث قام بعضها منذ اكثر من عام بمهاجمة اليمن بكل ما اوتي من قوة وشن عدوانا على شعب هذا البلد ولكنه عجز عن تحقيق شيئاً.
واشار سماحته الى الفريق الثاني من الجيوش بالعالم، وقال: ان هذه الجيوش تتميز في الظاهر بامتلاك قدرات عملانية وعسكرية عالية ولكننا نجدها في ميدان العمل بأنها ذات طابع عسكري محض، وتفتقر للمنطق والرحمة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أداء الجيش الاميركي في العراق وافغانستان بأنه نموذج صارخ للجيوش العسكرية المحضة، وقال سماحته: ان مثل هذه القوات المسلحة اذا ما فشلت على الارض لا تتردد في اللجوء الى عصابات المرتزقة المجرمين مثل "بلاك ووتر".
واكد القائد العام للقوات المسلحة المعظم: ان القوات المسلحة للجمهورية الاسلامية الايرانية هي القوات المسلحة الوحيدة بالعالم "الملتزمة بالدين" ولديها دوافع معنوية وتتميز بـ"الكفاءة" وتعمل على الدفاع عن بلد يتمتع بـ"الاستقلال السياسي".
وقال سماحة آية الله الخامنئي: ان العسكرية في الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست ذات طابع رمزي وللزينة ولا ذات طابع عملاني متهور يفتقر للمنطقة والتوجهات والاهداف.
واكد سماحته ضرورة تعزيز الهوية الفريدة للقوات المسلحة الايرانية على الدوام، وقال: ان القوات المسلحة لا تعمل من أجل شخص معيّن ولا من أجل حزب او جناح خاص، بل انها ملك لجميع الشعب والبلاد وعليها ان تكون حصناً آمناً للشعب ومدافعا عن الأمن القومي والعام للبلاد.
وتابع قائد الثورة الاسلامية المعظم: مع رفع القدرات العملانية للقوات المسلحة التي هي عباره عن مجموعة من القيادة والاجهزة والتأهيل والإسناد، الى جانب رفع القدرات المعنوية التي هي أبعد من الواجبات والمستحبات التي ينبغي ان تُزرع في أعماق قلب القوات المسلحة لتتمكن عندها الشعور بالقدرة الحقيقية.
وقبل كلمة قائد الثورة الاسلامية المعظم، قدّمَ رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء فيروز آبادي تقريراً عن انشطة وبرامج القوات المسلحة، وقال: ان القوات المسلحة ترى أن من واجبها رفع قدراتها العسكرية والردعية لا سيما تعزيز ترسانتها من الصواريخ البالستية وتطوير قواعدها الصاروخية للدفاع عن حياض الاسلام الاصيل وامن الشعب والحدود، ومن هنا فإننا نؤمن في الظروف الراهنة بضرورة اجراء المناورات العسكرية ومواصلتها.
قبل هذا اللقاء، اقيمت صلاتي الظهر والعصر بإمامة سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي قائد الثورة الإسلامية المعظم.