استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح اليوم (الخميس:2016/03/10) رئيس و نواب الدورة الرابعة من مجلس خبراء القيادة في آخر لقاء له بهم في هذه الدورة، و ألقى كلمة مهمة أثنى فيها على المشاركة العميقة المعاني و العظيمة للشعب في انتخابات السابع من إسفند [26 شباط 2016] و إعلانه الالتزام و الوفاء القاطع للنظام الإسلامي، مسلطاً الأضواء على سمات هذه الانتخابات و أهم واجبات وأولويات مجلس خبراء القيادة ومجلس الشورى الإسلامي في دورتيهما الجديدتين، وعدّد الأولويات الثلاث للبلاد في الفترة الراهنة معتبراً قضية التغلغل على جانب كبير من الأهمية والجدّ، وأضاف مؤكداً: السبيل الوحيد للتقدم الحقيقي هو تمتين البنية الداخلية للبلاد في المجالات الاقتصادية والثقافية و السياسية، وصيانة الخصوصيات الثورية، و الحركة الجهادية، وحفظ العزة و الهوية الوطنية و الإسلامية، و عدم الذوبان في الهاضمة العالمية الخطيرة.
ووصف قائد الثورة الإسلامية المعظم انتخابات السابع من إسفند بالنظر لمشاركة 34 مليون نسمة من الشعب فيها و إلقائهم قرابة سبعين مليون صوتاً في صناديق الاقتراع، وصفها بأنها انتخابات عميقة المعاني و مهمة، قائلاً: لقد تألق الشعب تألقاً حقيقياً في هذه الانتخابات، و مشاركة 62 بالمائة ممن يحق لهم الاقتراع تعدّ نسبة عالية بالمقارنة إلى كثير من البلدان، حتى أمريكا.
ولفت سماحة آية الله العظمى الخامنئي: في الواقع لقد عبر الشعب بهذه المشاركة العالية تعبيراً عملياً عن ثقته بالنظام الإسلامي. و اعتبر سماحته انتخاب أو عدم انتخاب بعض الأفراد في الانتخابات المختلفة أمراً طبيعياً، و شكر جهود نواب مجلس خبراء القيادة الذين لم ينجحوا في الدخول إلى المجلس في دورته القادمة، مضيفاً: طبعاً، ثمة بعض الأجلاء و الكبار لا يخلق فوزهم أو عدم فوزهم أي خلل في شخصيتهم، و السيدان يزدي و مصباح من جملة هؤلاء الأفراد الذين يعدّ وجودهم في مجلس الخبراء مما يزيد من رجاحة هذا المجلس و رصانته و عدم وجودهم فيه يعتبر خسارة له.
وجود السيدان يزدي ومصباح في مجلس الخبراء يزيد من رجاحة هذا المجلس ورصانته، وعدم وجودهم فيه يعتبر خسارة له.
ثم عدد قائد الثورة الإسلامية المعظم خصوصيات و سمات الانتخابات في النظام الإسلامي و خصوصاً انتخابات السابع من إسفند، قائلاً: «حرية تصرف الشعب» للمشاركة في الانتخابات من جملة هذه الخصوصيات، لأن المشاركة في الانتخابات ليست إجبارية في النظام الإسلامي، و الشعب يشارك في كل الانتخابات برغبته و اندفاعه و أفكاره.
واعتبر سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي الطابع التنافسي للانتخابات في النظام الإسلامي السمة الثانية مؤكداً: لقد كانت انتخابات السابع من إسفند انتخابات تنافسية تماماً، فقد شاركت فيها تيارات و أفراد متنوعون بشعارات و عناوين مختلفة، و قد منحت الفرصة في الإذاعة و التلفزيون لمرشحي مجلس الخبراء، و قد تنافس و سعى الجميع بالمعنى الحقيقي للكلمة.
وعدّ سماحته الأمن و الهدوء في أجواء الانتخابات من النقاط البارزة للانتخابات الأخيرة قائلاً: في حين تشهد حياة الشعوب في البلدان المحيطة بنا حالات من انعدام الأمن و الأحداث الإرهابية، أقيمت في بلدنا انتخابات بهذه العظمة و بمثل هذه المشاركة الشعبية الواسعة من دون حادثة سيئة، حتى أن الناس في مدينة طهران حضروا عند صناديق الاقتراع من الساعة الثامنة صباحاً حتى منتصف الليل بمنتهى الأمن.
وشكر قائد الثورة الإسلامية المعظم جهود و مساعي قوات الشرطة و وزارة المعلومات (الأمن) و وزارة الداخلية و الحرس الثوري و التعبئة في تكريس أمن الانتخابات و هدوئها، معتبراً النزاهة و الأمانة سمة أخرى من سمات هذه الانتخابات، و تابع يقول: خلافاً لدعايات الأعداء و كذلك بخلاف بعض الادعاءات في الداخل، كانت الانتخابات في النظام الإسلامي نزيهة على الدوام، و لم تكن هناك أبداً حركة منظمة للتأثير في نتائج الانتخابات.
وأكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: انتخابات السابع من إسفند دلت مرة أخرى على عدم صحة و عدم اعتبار كلام الذين زعموا عدم اعتبار الانتخابات في سنة 2009 ، و أوجدوا للبلاد تلك الفتنة المضرة. و أضاف سماحته: كما كانت الانتخابات الأخيرة نزيهة كانت انتخابات الدورات السابقة و منها انتخابات عامي 2009 و 2005 نزيهة أيضاً.
وأوضح قائد الثورة الإسلامية المعظم أن السلوك النجيب تماماً للذين لم يحرزوا أصواتاً في هذه الانتخابات هو الآخر من خصوصيات انتخابات السابع من إسفند، ملفتاً: خلافاً للسلوك غير النجيب للذين لم يحرزوا أصواتاً في سنة 2009 و أطلقوا فتنة كلفت البلاد كثيراً و أطمعت الأعداء، في هذه الانتخابات بارك الذين لم يحرزوا الأصوات للفائزين في الانتخابات، و هذه حالة جد عظيمة و قيمة.
انتخابات السابع من اسفند اثبتت بطلان السلوك غير النجيب للذين لم يحرزوا أصواتاً في عام 2009 وأطلقوا فتنة كلّفت البلاد كثيراً وأطمعت الأعداء.
وقال سماحة آية الله العظمى الخامنئي ملخصاً هذا الجانب من حديثه: إعلان الشعب عن ثقته بالنظام الإسلامي في انتخابات السابع من إسفند هو على الضد من مساعي العدو الرامية إلى خلق استقطاب ثنائي بين الشعب و النظام و إسقاط الانتخابات عن الاعتبار.
وأشار سماحته مرة أخرى إلى قضية الهجمات التي شنت خلال الأشهر الأخيرة على مجلس صيانة الدستور، و أبدى عتبه الشديد على أفراد تابعوا العدو دون إرادتهم مهاجمين مجلس صيانة الدستور، و ألفت قائلاً: لقد نهض مجلس صيانة الدستور بواجبه بكل جدّ و حتى لو كان ثمة إشكال فالأمر يعود إلى القانون الذي يجب إصلاحه.
واستطرد قائد الثورة الإسلامية المعظم: دراسة أهلية 12 ألف شخص خلال مدة عشرين يوماً إشكال قانوني يجب أن يعالج، و ينبغي أن لا يتعرض مجلس صيانة الدستور للهجمات بسبب هذا الإشكال القانوني.
وقال آية الله العظمى السيد الخامنئي حول إحراز الأهليات: هل يمكن تأييد أهلية شخص للترشيح للانتخابات من دون التأكيد من توفر الشروط فيه، و هل يمكن تحمل المسؤولية أمام الله؟ و لفت سماحته قائلاً: عندما لا يستطيع مجلس صيانة الدستور التأكد من الشروط القانونية في شخص ما فلا يستطيع تأييد أهليته، و هذه ليست مؤاخذة بل هو التزام بالقانون.
وأكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن مجلس صيانة الدستور واحد من عدة مراكز أصلية في نظام الجمهورية الإسلامية تعرّضت منذ بداية الثورة الإسلامية إلى هجمات الاستكبار و تخريبه، و أردف قائلاً: أي تخريب و تشويه لمجلس صيانة الدستور عمل غير إسلامي وغير قانوني وغير شرعي وغير ثوري.
مجلس صيانة الدستور ، تعرّض منذ بداية الثورة إلى هجمات الإستكبار وتخريبه.
وأكد سماحته قائلاً: الأشخاص الذين لا تحرز أهليتهم قد يتألمون بشكل طبيعي، و لكن يجب عليهم أن لا يشوّهوا صورة مجلس صيانة الدستور، إنما ينبغي أن يتابعوا اعتراضهم بالطرق القانونية.
وبعد أن شرح قائد الثورة الإسلامية خصوصيات انتخابات السابع من إسفند و رسائلها، نوّه قائلاً: الشعب بمشاركته في الساحة أدى واجبه و حان الدور الآن للمسؤولين كي يعملوا بواجباتهم.
واستعرض سماحة آية الله الخامنئي في البداية واجبات النواب في الدورة الجديدة من مجلس خبراء القيادة باعتباره واحداً من أهم أركان النظام الإسلامي، وقال: واجب مجلس خبراء القيادة هو أن يبقى ثورياً و يفكر بطريقة ثورية و يعمل بأسلوب ثوري.
واجب مجلس خبراء القيادة هو أن يبقى ثورياً ويفكر بطريقة ثورية ويعمل بإسلوب ثوري.
واعتبر سماحته مراعاة هذه الخصوصيات الثلاث في طريقة اختيار القائد القادم للبلاد من أهم مسؤوليات مجلس خبراء القيادة، و تابع يقول: من الضروري أن تترك جانباً كل الملاحظات و الحالات الحياء و المجاملة و التفكير المصلحي في انتخاب القائد القادم للبلاد، و لا يؤخذ بنظر الاعتبار إلا الله و حاجة البلاد و أساس الحقيقة.
وأكد قائد الثورة الإسلامية: إذا حصل تقصير في هذا الواجب الكبير فستكون هناك مشكلة في أساس عمل النظام و البلاد. كما أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى مشاركة علماء الدين و الكبراء و الشخصيات البارزة في مجلس خبراء القيادة، و اعتبر أن من الواجبات الأخرى لنواب هذا المجلس التعبير عن إرادات الناس و مشكلاتهم و نقلها للمسؤولين، و تبيين الحقائق للناس و توعيتهم.
وفي خصوص واجبات نواب الدورة الجديدة من مجلس الشورى الإسلامي أشار سماحته إلى توصيته الدائمة بمواكبة مجلس الشورى و مساعدته للحكومة، مردفاً: هذه المواكبة و المساعدة طبعاً لا تعني أن يغض مجلس الشورى الإسلامي الطرف عن واجباته القانونية.
وأشار قائد الثورة الإسلامية بعد ذلك إلى واجبات المسؤولين الحكوميين قائلاً: في ظروف البلاد الحالية ينبغي على المسؤولين الحكوميين أن يهتموا بثلاث وظائف أو أولويات أصلية هي: الاقتصاد المقاوم، و مواصلة السرعة المتزايدة لمسيرة البلاد العلمية، و صيانة ثقافة البلاد و الشعب و الشباب.
الإقتصاد المقاوم، الحركة العلمية المتزايدة والصيانة الثقافية، يجب أن تكون الأولويات الثلاث الأصلية للحكومة.
وفي خصوص الأولوية الأولى أكد قائد الثورة الإسلامية على أن مشكلات البلاد الاقتصادية لن تحل من دون تطبيق سياسات الاقتصاد المقاوم، و لن يتحقق النمو الاقتصادي، مردفاً: كان المقرر أن تؤسس الحكومة مقراً للاقتصاد المقاوم و أن تعين قيادة لهذه المقر، و قد حصلت بعض الخطوات والأعمال لكن هذه الخطوات يجب أن تكون محسوسة وتشاهد.
وقال آية الله العظمى السيد الخامنئي: على المسؤولين الحكوميين أن يحددوا علاقة نشاطاتهم و مساعيهم الاقتصادية بالاقتصاد المقاوم و أن تكون سياسات الاقتصاد المقاوم معياراً لأيّ تعاون و خطط اقتصادية، هذه السياسات التي تم تنظيمها على أساس العقل الجمعي و حظيت بإجماع و تأييد غالبية الخبراء والمتخصصين الاقتصاديين.
وأشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الأولوية الثانية أي مواصلة الحركة العلمية المتسارعة للبلاد مردفاً: إذا كنا نطلب الاقتدار و العزة و المرجعية في العالم فيجب أن نعزز العلم و أن لا تتوقف الحركة العلمية في البلاد. و قال قائد الثورة الإسلامية: ينبغي متابعة التقدم العلمي بكل جد لأن من نتائجه الاقتصاد العلمي المحور.
وأشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الأولوية الثالثة لمسؤولي الحكومة أي الصيانة الثقافية للبلاد مؤكداً: من أجل الصيانة و المناعة الثقافية يجب أولاً أن نؤمن بهذا الهدف و من ثم نخطط له و نسعى لتحقيقه بجد. و لفت سماحته يقول: إذا أدرجت هذه الأولويات الثلاث في جدول أعمال المسؤولين الحكوميين بجدّ فستكون نتيجتها التقدم الحقيقي للبلاد.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية التقدم الصوري عن طريق الازدهار الظاهري و استيراد البضائع و الرضا الموقت للمجتمع في ضرر الشعب مؤكداً: ينبغي أن يكون التقدم عميقاً و متيناً و مبنياً على أركان داخلية.
واعتبر سماحته الحفاظ على الخصوصيات الثورية، و التحرك الجهادي، و صيانة العزة و الهوية الوطنية و الإسلامية و عدم الذوبان في الهاضمة الثقافية و الاقتصادية و السياسية العالمية الخطيرة، اعتبرها من اللوازم الأخرى للتقدم، و أشار إلى خطط الأعداء للتغلغل قائلاً: طبقاً لمعلومات دقيقة، فإن التغلغل في البلاد هو المخطط الجاد للاستكبار و أمريكا، و بالطبع فإن هذا التغلغل و النفوذ ليس من سنخ الانقلاب لأنهم يعلمون أن مثل هذا الشيء غير ممكن في بنية نظام الجمهورية الإسلامية، لذلك راحوا يتابعون التغلغل عن طريقين آخرين.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم استهداف المسؤولين و الشعب هدفين أساسيين لتغلغل الأعداء مردفاً: هدف العدو من التخطيط للتغلغل في المسؤولين هو تغيير حسابات مسؤولي البلاد، و نتيجة ذلك وضع أفكار المسؤولين و إراداتهم في قبضة العدو، و في هذه الحالة لن تكون هناك حاجة لتدخل مباشر للعدو، وسيتخذ الشخص المسؤول، حتى من دون أن يعلم هو نفسه، القرار الذي يريده العدو.
الهدف من التغلغل في المسؤولين هو لتغيير محاسباتهم ووضع أفكارهم و إرادتهم في قبضة العدو.
وأوضح سماحته أن المستوى الآخر للتغلغل هو استهداف معتقدات الشعب تجاه الإسلام و الثورة و الإسلام السياسي و واجباته العامة أي صناعة مجتمع وحضارة، قائلاً: هدم استقلال البلاد بدوره من الأمور التي يستهدفها العدو في تغلغله و نفوذه، و البعض يطرحون نفس الشيء في الداخل بطريقة ساذجة ويقولون إن الاستقلال أضحى قضية قديمة بالية و لم يعد لها معناها اليوم.
وعدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي تغيير معتقدات الشعب لإنساء خيانات الغرب واحداً آخر من مخططات العدو، و تابع يقول: يطرحون في الدعاية العالمية لماذا تعارض الجمهورية الإسلامية و مسؤولوها الغرب و أمريكا إلى هذه الدرجة؟ و قال سماحته: لقد تضررنا من الغرب و يجب أن لا ننسى ما الذي فعله الغرب بنا. إنني لا أؤيد قطع العلاقات مع الغرب و لكن ينبغي أن نعلم مع من نتعامل؟
وعدّد قائد الثورة الإسلامية المعظم حالات واضحة لعداء الغرب للشعب الإيراني منذ أواسط العهد القاجاري و إلى اليوم، قائلاً: ضعف الملوك القاجاريين أدى إلى ضغوط الغربيين على إيران و كسبهم امتيازات من هذا البلد و إيقاف تقدم شعبنا، ثم جاءوا برضا خان و ابنه من بعده إلى السلطة، ثم قمعوا النهضة الوطنية في الثامن و العشرين من مرداد سنة 32 [نهضة تأميم النفط في إيران و انقلاب الأمريكيين و البريطانيين ضدها في آب 1953] وأوجدوا جهاز السافاك الجهنمي.
واعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي القضاء على الزراعة و إيقاف التقدم العلمي و سرقة الأدمغة الناشطة و جرّ شباب البلاد إلى الفساد و الإدمان من الخطط الأخرى التي نفذت بإدارة الغرب في العهد البهلوي، مردفاً: لقد بدأ الغربيون معارضتهم منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية، و قدموا المال والسلاح و المساعدة السياسية ضد الثورة في أطرافها الحدودية، و بثوا الشائعات ضد الإمام الخميني و المسؤولين الثوريين و ناصبوهم العداء، و في الحرب ساعدوا صداماً مساعدات عسكرية و استخبارية و سياسية بكل ما استطاعوا.
وأوضح قائد الثورة الإسلامية بأن فرض الحظر على بلادنا نموذج آخر من هذا العداء قائلاً: النظام الإسلامي لم يكن يقصد معاداة الغرب إنما أرسيت في هذا البلد دعائم مستقلة جعلتهم يناصبونها العداء. وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى تبعية أوروبا للسياسات الأمريكية في مختلف القضايا و الأمور، ومنها الحظر و الإعلام المعادي، ملفتاً: إننا مسؤولون عن البلاد والشعب و أمام التاريخ، و إذا لم نقف أمام عداء الأعداء بشجاعة و اقتدار، فسوف يبتلعون البلاد و الشعب، و هذا ما يجب أن لا يُسمح به لهم.
إذا لم نقف بشجاعة وإقتدار أمام عداء الأعداء، فسوف يبتلعون البلاد والشعب.
وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى كلام بعض المسؤولين بأننا يجب أن نتعامل مع العالم كله، مضيفاً: يجب أن تكون لنا علاقتنا مع كل العالم باستثناء أمريكا و الكيان الصهيوني، و لكن يجب أن نعلم أن العالم غير مقتصر على الغرب و أوربا. و أشار سماحته إلى مشاركة أكثر من 130 بلداً في مؤتمر عدم الانحياز في طهران قائلاً: القوى في العالم اليوم موزّعة على أطرافه، و شرق العالم و منطقة آسيا بدورها منطقة واسعة.
وأكد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن الغربيين هم الذين بدأوا العداء ضد الشعب الإيراني، وهم يسعون اليوم إلى التغلغل و النفوذ منبّهاً: خطط العدوُّ لنحو عشرة طرق للتغلغل العلمي و الثقافي و الاقتصادي منها «التواصل مع الجامعات و العلماء» و«المشاركة في المؤتمرات ذات الظاهر العلمي و لكن بهدف النفوذ» و«إرسال عملاء أجهزة الأمن تحت غطاء النشاطات الثقافية».
وأوضح سماحة آية الله السيد الخامنئي أن السبيل الأساسي لمواجهة التغلغل هو تقوية داخل البلاد مردفاً: إذا كانت إيران الإسلامية قوية و غنية من الداخل، فإن الذين يهددون اليوم سوف يقفون طابوراً للتواصل مع النظام الإسلامي و إقامة علاقات معه. وأكد سماحته قائلاً: تتم في الوقت الحاضر زيارات لإيران من قبل وفود غربية لكن هذه الزيارات لم يكن لها لحد الآن أيّ تأثير إيجابي، و ينبغي أن يتضح على المستوى العملي ما هو تأثير هذه الزيارات، وإلّا فإن مجرد التفاهم على الورق لا فائدة منه.
في الوقت الحاضر تزور إيران وفود غربية، لكن هذه الزيارات لم يكن لها أي تأثير إيجابي.
وثمّن قائد الثورة الإسلامية جهود مسؤولي البلاد منوّهاً: تجربة الجمهورية الإسلامية على مدى سبعة و ثلاثين عاماً تدل على أننا يجب أن نكون أقوياء من النواحي الفكرية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية و العلمية، و عندما نصل إلى هذه المرحلة فسوف نكتسب عزة حقيقية. وحيّى سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي في مستهل حديثه ذكرى الأعضاء الراحلين في الدورة الرابعة من مجلس خبراء القيادة و خصوصاً آية الله الشيخ واعظ طبسي وآية الله الشيخ خزعلي، قائلاً: هذان الأخوان الصالحان حفظا حقاً مكانة الخبير في مجلس خبراء القيادة، و خرجا من الامتحان مرفوعي الرأس.
و أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى سوابق كفاح آية الله الشيخ واعظ طبسي و خدماته في فترة الثورة و خدماته للعتبة الرضوية المقدسة، مردفاً: هذا الإنسان الصريح المؤمن الحاسم في أكثر المواقف حساسية أعلن عن مكانته الثورية بكل وضوح، و في فتنة سنة 2009 ترك جانباً كل الملاحظات والصداقات و المجاملات و نزل إلى وسط الساحة.
واعتبر سماحته المشاركة الشعبية العظيمة الملحمية في مراسم تشييع آية الله الشيخ واعظ طبسي مؤشراً على معرفة أهالي مشهد لقدر هذا الرجل، وأضاف: بقيت حياة هذا الرجل الجليل خلال فترة مسؤوليته من دون تغيير و تنمية، و لم تتخذ أبداً حالة ارستقراطية، ورحل عن الدنيا في نفس البيت الذي كان يعيش فيه قبل الثورة.
وقال قائد الثورة الإسلامية المعظم بخصوص آية الله الشيخ خزعلي: هذا المرحوم أيضاً خرج من امتحان صعب آخر مرفوع الرأس، و حين كان الأمر يتعلق بأقربائه و المنسوبين له، وقف إلى جانب الثورة بكل شجاعة، و هذه الخصوصيات تمنح الشخصيات القيمة وتمنح الحركة الثورية معناها.
كما قدّم آية الله العظمى السيد الخامنئي التعازي بمناسبة ذكرى أيام استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) مردفاً: ينبغي التدقيق في ذكر مناقب هذه السيدة العظيمة بحيث لا تُطرح أمور مثيرة للخلافات، لأن السياسة الشيطانية لجبهة الاستكبار اليوم هي خلق نزاعات بين الشيعة والسنة.
عدم طرح الأمور المثيرة للخلاف في ذكر مناقب الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها.
وقال قائد الثورة الإسلامية المعظم: طبعاً لا إشكال في عرض التاريخ بمراعاة الموازين والأدب والمصالح، ولكن ينبغي عدم خلق خلافات وبغضاء. واعتبر سماحته الحروب الحالية في المنطقة وليدة دوافع سياسية تماماً، وتابع يقول: يحاول أعداء الإسلام تبديل هذه الخلافات إلى خلافات مذهبية وطائفية حتى لا تنتهي بسهولة، وعلينا أن لا نساعد على تحقق هذا الهدف الخطير.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى مشاركة و استشهاد الإخوة من أهل السنة في الدفاع عن مراقد أهل البيت (عليهم السلام) وإبداء عوائلهم الفخر والاعتزاز بهم قائلاً: على رجال الدين الأجلاء أن لا يسمحوا بتطبيق مخططات الأمريكان والصهاينة الرامية لبث الفرقة والنزاع، عن طريق إزعاج أهل السنة.
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم تحدّث في هذا اللقاء آية الله الشيخ محمد يزدي رئيس مجلس خبراء القيادة فقدم التعازي بمناسبة الأيام الفاطمية ذكرى استشهاد السيد فاطمة الزهراء (ع) وحيّى ذكرى آية الله الشيخ واعظ طبسي وآية الله الشيخ خزعلي، مقدماً تقريراً عن إقامة الاجتماع الدوري التاسع عشر لمجلس خبراء القيادة.
كما تحدث في اللقاء آية الله السيد محمود هاشمي شاهرودي نائب رئيس مجلس خبراء القيادة مقدماً تقريراً عن أهم البحوث والكلمات والمداولات التي كانت لأعضاء مجلس الخبراء وضيوفهم في اجتماعهم الدوري التاسع عشر الذي انعقد مؤخراً.