موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال إستقباله أهالي آذربيجان الشرقية:

ليعمل الشعب في الانتخابات على الضدّ تماماً من إرادة العدو.

استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية المعظم صباح اليوم (الأربعاء: 2016/02/17) حشود الآلاف من مختلف شرائح الشعب من أهالي محافظة آذربيجان الشرقية، وقدّم الشكر الصميمي لشعب إيران الكبير على ملحمته التي صنعها في يوم الثاني والعشرين من بهمن ذكرى انتصار الثورة الإسلامية هذه السنة، معتبراً ذلك دليلاً على العزيمة الراسخة والصمود والصحوة لدى الشعب، وأكد على أن انتخابات السابع من إسفند (26 شباط) هي أيضاً مظهراً لصحوة الشعب والدفاع عن النظام والاستقلال والعزة الوطنيين، مضيفاً: ليعمل الشعب، بمشاركته الشاملة والواعية والبصيرة والعالمة في الانتخابات، على الضدّ تماماً من إرادة العدو.

في هذا اللقاء الذي أقيم بمناسبة الذكرى السنوية لانتفاضة أهالي تبريز مركز محافظة آذربيجان الشرقية في التاسع والعشرين من بهمن سنة 1356 هـ ش [18/02/1978 م] أثنى سماحته على الإيمان العميق و الحيوية و الثبات الذي يتحلى به أهالي آذربيجان في المراحل الحساسة والمصيرية من تاريخ البلاد وخصوصاً خلال فترة الثورة الإسلامية، مؤكداً على ضرورة إحياء الأيام التاريخية للثورة.

وأشار إلى الثاني والعشرين من بهمن باعتباره أحد هذه الأيام البالغة الأهمية مردفاً: حسب التقارير الموثقة من المراكز المعتبرة فقد كانت مشاركة الشعب في ملحمة تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن لهذا العام في كل أنحاء البلاد أعظم بنحو ملحوظ منها في السنة الماضية.

و قدم آية الله العظمى السيد الخامنئي الشكر الصميمي لمشاركة الشعب الهائلة في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن مؤكداً: هذه الزيادة في المشاركة تدل على أنه رغم المساعي الواسعة و الكبيرة لجبهة الاستكبار لإنساء أو تقليل أهمية الثورة في أذهان الشعب، لكن أيّ خلل لم يحدث في عزيمة الشعب الراسخة.

ثم أشار سماحته إلى موضوع انتخابات السابع من إسفند [26/02/2016 م] مشدداً: يحاول العدو عبر تخطيط خاص للانتخابات أن ينفذ مؤامرته التي خطط لها، لذلك على الشعب الإيراني باعتباره المالك الأصلي للبلاد أن يطلع على بعض الحقائق لكي لا تتحقق تلك النوايا الخبيثة.

و أوضح قائد الثورة الإسلامية المعظم أن انتصار الثورة و تقصير يد أمريكا و الكيان الصهيوني عن إيران كان أسوء إهانة لهم، و هم لم يتوانوا طوال 37 سنة مضت عن أي عمل لإيقاف المسيرة المتسارعة لشعب إيران، قائلاً: منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية كان تخطيط الأجانب هو الحيلولة دون إقامة انتخابات في إيران، و قد بذلوا بعض المساعي بهذا الاتجاه و لكن لأنهم يئسوا من ذلك ركزوا اهتمامهم في السنوات الأخيرة على التشكيك في الانتخابات و يريدون ممارسة نفوذهم في الانتخابات.

و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: مخططهم لانتخابات السابع من إسفند يبدأ من تشويه مجلس صيانة الدستور و التشكيك في قراراته، و هذا المجلس أحد عدة مراكز أساسية في النظام الإسلامي عارضها الأمريكيون بشدة منذ بداية انتصار الثورة.

و أكد سماحته على أن نتيجة التشكيك في قرارات مجلس صيانة الدستور هي الإيحاء بلاقانونية الانتخابات، منبهاً: عندما يجري الإيحاء بلاقانونية الانتخابات، سيكون مجلس الشورى الإسلامي المنبثق عن هذه الانتخابات و قراراته و ما يصادق عليه غير قانوني أيضاً.

و أضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: الهدف من هذا المخطط المخادع وضع البلاد في فراغ قانوني و فراغ مجلس تشريعي خلال الأعوام الأربعة القادمة، و يتعيّن على الرأي العام أن يتفطن لهذه القضية.

و أشار سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى أفراد في الداخل يضمّون أصواتهم لأصوات العدو بتشويههم لمجلس صيانة الدستور، قائلاً: معظم هؤلاء الأفراد لا يعون ما يقولون و لا يمكن اتهامهم بالخيانة، و لكن يجب أن يتنبهوا بأن هذا التناغم مع العدو هو إكمال لمخططه الخطير.

و شدد سماحته على أن من أهداف جبهة الاستكبار من التشكيك في الانتخابات حرمان الشعوب المسلمة في العالم من ظاهرة منقطعة النظير و بديعة و جذابة هي الديمقراطية الدينية، و أشار إلى المكانة البالغة الأهمية لمجلس الشورى الإسلامي مردفاً: مجلس الشورى الإسلامي بمصادقته على القوانين يضع السكك الحديدية لحركة الحكومة و الأجهزة التنفيذية، و عليه فإن انتخاب النواب على أساس البصيرة و الوعي له تأثيره الكبير في طريقة نصب السكك الحديدية و بالتالي في مسار البلاد و الاتجاه الذي يسير نحوه البلد.

و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: إذا كان مجلس الشورى الإسلامي يهدف إلى رفاهية الشعب و العدالة الاجتماعية و الانفراج الاقتصادي و التقدم العلمي و التقني و الاستقلال و العزة الوطنيين فإن تصميمه للسكك و الطرق سيكون باتجاه هذه الأهداف، و لكن إذا فزع المجلس من الغرب و أمريكا و سعى إلى تسويد التيار الارستقراطي فسيكون تصميمه للسكك بهذا الاتجاه و سوف يدفع البلاد نحو طريق التعاسة.

و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى كلام الإمام الخميني (رض) حيث قال مجلس الشورى الإسلامي على رأس الأمور، قائلاً: أنْ يكون مجلس الشورى الإسلامي على رأس الأمور فهذا لا يعني تسلسل المراتب التنفيذية إنما هو تأكيد على أهمية مكانة المجلس من حيث تحديد المسار و الاتجاه في مسيرة البلاد.

و تابع سماحته حديثه بالإشارة إلى الأهمية الأساسية و الجذرية لمجلس خبراء القيادة في النظام الإسلامي منوهاً: أهمية مكانة مجلس خبراء القيادة تعود إلى دوره في تعيين القيادة التي تعتبر صاحبة القرار و راسمة السياسات الأصلية في البلاد، و عليه فانتخاب نواب هذا المجلس على جانب كبير من الأهمية.

و أضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: إذا كان نواب مجلس خبراء القيادة محبين للثورة و عاشقين للشعب و واعين لمؤامرات العدو و مقاومين حيال هذه المؤامرات فإن قرارهم عندما تقتضي الضرورة سيكون بشكل معين، و لكن إذا كانوا بغير هذا الشكل فسوف يعملون بطريقة مختلفة.

و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى تركيز أجهزة إعلام جبهة الاستكبار على مجلس خبراء القيادة قائلاً: هذا هو السبب في التأكيد المتكرر على ضرورة البصيرة و الوعي و العلم لدى الشعب في الانتخابات، ليكون التصرف بخلاف إرادة العدو.

و دعا قائد الثورة الإسلامية المعظم الشعب الإيراني مرة أخرى للمشاركة الشاملة في الانتخابات و الدفاع عن النظام الإسلامي و الاستقلال و العزة و الوطنية، و أكد على ضرورة الوعي حيال الجبهة الخطيرة و المتهورة التي تقف مقابل الشعب الإيراني و الخاضعة لنفوذ و هيمنة الشبكة الصهيونية، مضيفاً: سياسات أمريكا و الكثير من الحكومات الأوربية خاضعة لهيمنة هذه الشكبة و أداء الأمريكان في القضية النووية أيضاً يجب أن يقيّم ضمن هذا الإطار.

و قال سماحته: بعد الأحداث الطويلة للمفاوضات و بعد الاتفاق النووي إذا بمسؤول إمريكي يقول مرة أخرى في الأيام الأخيرة إننا سنعمل ما من شأنه أن لا يجرؤ مستثمرو العالم على العمل في إيران!

و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن مثل هذه التصريحات تدل على عمق عداء أمريكا للشعب الإيراني مردفاً: من أهداف الذين سعوا في السنتين الأخيرتين للتفاوض في الشأن النووي، و قد تحمّلوا مشاقاً و الحق يقال، هو الانفراج الاقتصادي عن طريق الاستثمار الخارجي، لكن الأمريكان يريدون الآن الحيلولة دون هذا الشيء أيضاً.

و قال قائد الثورة الإسلامية المعظم: هذا هو معنى ما قيل مراراً من أن الأمريكان لا يمكن الثقة بهم.

و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى اعتراض السياسيين الأمريكيين على شعار «الموت لأمريكا» في المظاهرات، ملفتاً: عندما تتصرفون بهذه الطريقة و ماضيكم و حاضركم يدلان على عدائكم العلني فأيّ رد تتوقعونه من الشعب الإيراني؟

و تابع سماحته يقول: هم طبعاً يتبسمون في اللقاءات الخاصة و يصافحون و يتحدثون بكلام طيب، و مثل هذه التصرفات تختص باللقاءات الدبلوماسية و الخصوصية و لا تأثير لها في الواقع.

و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: الواقع هو أنه بعد مفاوضات طويلة و إبرام معاهدة و انتهاء الأمر يقولون الآن لن نسمح، و يهددون صراحة بحظر جديد.

و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: هذا هو واقع أمريكا، و لا يمكن إغماض العيون مقابل هذا العدو و حمله على الصحة.

و قال سماحته مخاطباً الشعب: أيها الشعب الإيراني العزيز، الطرف المقابل لكم له مثل هذا المعدن، لذا ينبغي أن تكونوا يقظين واعين.

و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: سبيل حل مشكلات البلاد هو يقظة الشعب و الحفاظ على الدوافع الإيمانية في المجتمع، و استخدام الشباب المتحفز المتدين و تقوية البلاد داخلياً من حيث الإيمان و الاقتصاد و العلم و الأجهزة الإدارية.

و أكد سماحة قائد الثورة الإسلامية على ضرورة حفظ الاتحاد و التلاحم و وحدة كلمة الشعب في الدفاع عن الثورة و الأصول و المبادئ، مضيفاً: المسؤولون المحبون لمصير البلاد بدورهم يجب أن يقوموا بالأعمال في سبيل رضا الله و لأجل الناس، و ينبغي أن يثقوا بالقوى و القدرات الداخلية.

و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن الاقتصاد المقاوم لا يعني بناء سور حول البلاد، مردفاً: الاقتصاد المقاوم داخلي التدفق و خارجي التوجّه، أي إن الاقتصاد الوطني إذا لم يتدفق و يتفجر داخلياً فلن يصل إلى نتيجة.

و وصف سماحته التواصل الاقتصادي مع بلدان العالم بأنه جيد ملفتاً: طبعاً ينبغي لهذه التواصل أن يكون ذكياً و تكون نتيجته التدفق الداخلي للاقتصاد، و الوصول إلى هذه الهدف غير ممكن من دون صمود الشعب و التحرك الواعي للمسؤولين.

و قال قائد الثورة الإسلامية في الختام: سيرى شباب البلاد بفضل من الله اليوم الذي لن تقوى أمريكا و لا من هم أكبر من أمريكا على ارتكاب أية حماقة ضد شعب إيران.

قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم تحدث في هذه المراسم آية الله الشيخ مجتهد شبستري ممثل الولي الفقيه في محافظة آذربيجان الشرقية وإمام جمعة تبريز، مؤكداً على الغيرة الدينية للآذربيجانيين في المنعطفات الحساسة، و قال: انتفاضة أهالي تبريز في التاسع و العشرين من بهمن سنة 1356 نقطة عطف في تاريخ الثورة الإسلامية العظيمة و مؤشر بصيرة أهالي آذربيجان الولائيين.

و اعتبر إمام جمعة تبريز مشاركة الشعب الواسعة في الانتخابات دليلاً على القوة المعنوية للجمهورية الإسلامية مضيفاً: أهالي آذربيجان الواعون و إلى جانب كل شعب إيران سيشاركون في السابع من إسفند مشاركة واسعة و واعية عند صناديق الاقتراع ليخلقوا مرة أخرى ملحمة عظمية خالدة.

 

700 /